منتدى ام النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 سر التقوى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 27
  : سر التقوى Tamauz
الجنس : سر التقوى Male
المهنة : سر التقوى Student
المزاج : سر التقوى Mshghol
الهويات : سر التقوى Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

سر التقوى Empty
مُساهمةموضوع: سر التقوى   سر التقوى I_icon_minitimeالجمعة يناير 23, 2009 2:42 pm

سر التقوى




اسم الكاتب : سوزان قسطندى
23/12/2007

نهاية العام تذكِّرنا دائماً بنهاية العمر على الأرض- الموت!!
يا له من شيء مرعب أن نتخيَّل مجرد التخيُّل أن حياتنا على الأرض ستؤول إلى موت!!
ها أنا أحيا وأتنفّس وآكل وأشرب وأتكلّم وأتحرّك وأفعل وأملأ الدنيا ضجيجاً، فكيف يمكن أن أنتهى في لحظة؟! ها أنا موجود، فكيف تأتي لحظة بعدها لا أُوجَد؟!
كيف يتحدَّث كل إنسان عن الموت بهذه البساطة بدون مناقشة وتحليل؟! وكأنه أمر يصيب الغير؟!
إنه عدو مرعب متسلِّط.. إنه لغز الحياة الذي حيَّير البشرية جميعها!!
هل الإنسان مخيَّر أم مصيَّر؟!
ربما يقول قائل: الإنسان مخُيَّر، لأنه يختار بين الخير والشر..
وربما يقول قائل آخر: الإنسان مُصيَّر، لأنه لا يختار مولده وموته..
ثم يأتي دور الأديان في محاولة حل لغز الحياة- الموت!!
فكل دين له فلسفته الخاصة عن الحياة والموت- والحياة بعد الموت..
حتى الملحدين واللا دينيين لهم دينهم الخاص وفلسفتهم الخاصة.. فلسان حالهم يقول: فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت.. صار الموت هو حجر عثرتهم الذي اصطدموا به، حتى جعل أعظم فلاسفتهم ينكرون وجود الله من الأساس أو يتجاهلون وجوده، لأنهم إستصعبوا أن يصدِّقوا فكرة -إخترعوها لأنفسهم- أن الله خلقهم للموت!!
وبرغم حب الحياة (الغريزي)، إلا أن الموت هو أقصى ما يشتهي بعضنا من البشر!! مثل المرضى البائسين طريحي الفراش، والمكتئبين شديدي اليأس، والفقراء المدقعين قليلي الحيلة، والمعتَقلين بلا رجاء، والمعاقين شديدي الإعاقة، وجميع تلك الفئات البائسة..
الموت إذاً يحقق عدل الله!!
فلا يفرِّق الموت بين غني وفقير، صحيح ومريض، سعيد وتعيس، شاب وشيخ، ذكي وغبي، عالم وجاهل، رئيس ومرؤوس.. إلخ
ولكن..
لا يقبل إنسان واحد على الأرض عن نفسه أنه مخلوق للموت.. لا يتمنى إنسان واحد أن يمرض ويحزن ويشيخ ويموت.. إن خيَّرت المريض بين الموت والشفاء، فسيختار الحياة.. جميعنا يريد الحياة والسعادة والشباب الدائم.. لقد وضع الله (خالق الحياة) في قلوبنا حب الحياة بالفطرة والغريزة..
كيف يمكن لفكري أن يموت؟! فأنا أستطيع بأفكاري تهيئة مستقبل أفضل ينعم فيه أولادي وأحفادي وإلى طول الزمان..
كيف يمكن لكلمتي أن تموت؟! فقد يتداول كلماتي أجيال وأجيال من بعدي وإلى طول الزمان..
الفكر لا يموت.. الكلمة لا تموت.. العمل لا يموت.. الروح لا تموت.. الجسد وإن مات، فسيقوم..
فأنا الإنسان موجود بجسدي، ناطق بعقلي، حي بروحي..
لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله.. فكيف يكون الله قد خلقه للموت؟!
الطبيعة نفسها تؤيد الحياة، وترفض الموت..
إننا ندفن الموت في القبور، بينما نلد الحياة كل يوم.. نتوالد لكي تستمر الحياة وتقهر الموت..
إننا نحفظ الأنساب، ونفتخر بالأبناء والأجيال المتعاقبة، لأنها امتداد الإنسانية الراغبة في الحياة..
إننا نبني المعابد، لأننا نؤمن بالحياة.. نؤمن بأن الموت لا يقهر الحياة، وأنه هناك حياة بعد الموت..
جميعنا يؤمن بالخلود.. ولا يرضى بغير الخلود بديلاً..
لقد حُفِرَت الحياة في الضمير البشري حفراً.. إنه تراث تلك الحقبة التي قضاها الإنسان في الجنة!!
خلق الله الإنسان من التراب ثم نفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية..
تلك الروح الخالدة (لأنها نسمة من روح الله)، كانت ستخلد بالجسد أيضاً في ظل نعمة الله..
لم يخلق الله الإنسان للموت إذاً، بل للحياة الدائمة..
فمن أين دخل الموت إلى الطبيعة الإنسانية؟!
لا شك أنه دخل مع الخطية!! لقد أنذر الله الإنسان: إن فعلت الخطية، موتاً تموت!!
بالخطية انفصل الإنسان عن الله مصدر الحياة وكل النِعَم- إذ طُرِدَ من الجنة.. الخطية عملت حجاباً بين الإنسان والله.. فضعفت فينا الطبيعة الروحانية الخالدة بسبب حرمان الروح من نعمة الله، وقويت الطبيعة الجسدية البهيمية القابلة للموت.. فدخل فساد الموت إلى طبيعتنا الإنسانية (بتحقُق إنفصال الروح عن الجسد)، فيعود الجسد إلى التراب والروح إلى أسر إبليس ليقع عليها الحُكم يوم الحُكم كما وقع على إبليس (الملاك الساقط).. ليس الموت فقط كحالة مؤقتة، بل أخطر ما في الأمر هو الاستمرار في فساد الموت إلى الأبد (موتاً تموت)!!
من منا لا يخطئ؟! من منا لم يخطئ؟! من منا لا يموت؟! من منا لم يختَر مصيره؟!
منا من يقتل، فيقتل الإنسانية.. وهكذا من ينتحر!! ومنا من يدمن المخدرات والخمور، فيدمِّر خلايا المخ والجسد الإنسانية!! ومنا من يضرب، فيؤذي الخلايا الحيّة الإنسانية!! ومنا من يَسرِق، فتُسلَب منه الحياة!! ومنا من يكذب، فيفقد صدق الحياة!! ومنا من يشتم، فيلعن الحياة!! ومنا من يخاصم، فيرفض الحياة!! كل خطية نفعلها، نتعدَّى بها على الحياة ونخطو بها نحو الموت!!!
لقد اختار لنا الله الحياة.. وأما نحن فقد اخترنا لأنفسنا الموت!!!
الجميع زاغوا وفسدوا، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد!!!
لقد أسأنا إلى أنفسنا حينما خالفنا وصية الله وأكلنا من شجرة معرفة الخير والشر..
فعرفنا الشر.. وفعلنا الشر.. واستحققنا حُكم الموت!!!
آه يا رب، كم أنا عاجز أمام حماقتي!!! بجهل فعلت!!! أنا اختطفت لي قضية الموت!!!
ويحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من هذا الموت؟!!
فيا من منحتني الحياة، ألا تستطيع أن تنقذني من هذا الموت؟!!
"أستطيع".. هكذا نطقت رحمة الله!!!
فكان فداء المسيح.. الذي قيَّد إبليس، وحرر أرواحنا من أسره.. وأعطانا عربون القيامة، لتقوم أجسادنا يوم القيامة.. أبطل سلطان الموت، وأعطانا قوة القيامة.. لنخلد مع الله في حياة أبدية مجيدة أفضل بما لا يُقَاس مما نظن أو نفتكر!!!
أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتكِ يا هاوية؟!
بينما في آدم يموت الجميع، ففي المسيح سيقوم الجميع!!!
أعطانا فداء المسيح أيضاً "تجديد الطبيعة البشرية" التي فسدت بالخطية.. من أجل تقويم سلوكياتنا على الأرض.. فنستطيع بالتوبة وأعمال البرّ أن نعلن قبولنا لعمل الله العجيب معنا وفرحتنا بالخلاص المجّاني الذي قدَّمه لنا- في المسيح.. فنُنقَذ من مصير إبليس في حال إصرارنا على الخطية وجحودنا لمحبة الله!!!
ولتوضيح هذه النقطة الهامة جداً في الفلسفة المسيحية (لأنها المتعلِّقة بحاضرنا المُعَاش)- تجديد الطبيعة البشرية، أعطي مثالاً: يمكننا أن نقبض على "المجرم" ونضعه في السجن ليكون حاجزاً بينه وبين فعل الجريمة، ولكننا لن نضمن عدم عودته للجريمة مرة أخرى فور خروجه من السجن أو في حال توافرت له نفس ظروف الجريمة - إلا لو قدَّمنا له برنامج "إعادة تأهيل"..
قدّم لنا المسيح بنفسه مثالاً عظيماً على الإطلاق في النصرة على محاربات إبليس وشهوات الخطية، وفي الحياة الفاضلة النقية التي تليق بأبناء الله.. فينبغي علينا أن نقتدي به، وأن نسلك كما سلك هو!!!
كما أظهر لنا المسيح محبة الله لنا نحن الخطاة، وأعماله العجيبة معنا من أجل خلاصنا- فأعاد لنا معرفة الله الحقيقية التي تهنا عنها بعيداً!!! ففي ضلال الإنسان عن معرفة الله إلى أبعد الحدود، اخترع لنفسه شروراً فوق شرور حتى غرق في فساد الخطية.. ولم يمكن له أن ينقذ نفسه بنفسه - دون تدخُّل الله.. كان يمكن للإنسان أن يعرف الله من أعمال خليقته ومن دعوات أنبيائه، ولكننا لم ننظر إلى فوق بل نظرنا إلى أسفل.. فجاء لنا الله من أسفل (آخذاً جسد بشريتنا- خلا الخطية) ليرفعنا إليه.. تراءى لنا المسيح صورة الله.. هو أخذ الذي لنا، وأعطانا الذي له.. حمل خطايانا، وأعطانا برّه.. نقض المسيح الحجاب الفاصل بين الإنسان والله، فصار وسيطاً للصلح - كاهناً عن الإنسان لدى الله (هو الكاهن والذبيح الذي بذل نفسه لإيفاء العدل الإلهي في عقوبة الخطية)- شفيعاً كفّارياً عن الإنسان لدى الله!!! هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية!!!
جاء المسيح لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك.. الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.. يريد أن يخلِّص عل كل حال قوم.. محبة المسيح تحصرنا.. فلنعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي نمتلئ إلى كل ملء الله!!!
يبقى هذا السر عظيم- سر محبة الله للإنسان، وسر تقوى الإنسان وخلاصه.. عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد!!!
لقد أخذ الإنسان من الله الوعد بالخلاص -بعد الخطية وقبل الطرد من الجنة.. نسل المرأة يسحق رأس الحيّة..
ولذلك فإن الخلاص الإلهي والوعد بالقيامة محفور أيضاً في الضمير الإنساني!!
ومُتَرجَم في جميع الديانات!!
فهنا نجد شخص "المخلِّص" أو "النبى" أو "الرسول" أو "الكاهن" الذي يُخبر عن الله، وينقذ الإنسان من إبليس، ويشفع فيه أمام الله.. وهناك نجد آلهة الخير تحارب آلهة الشر وتنتصر.. حتى عبدة الشيطان، منطقهم في عبادته أن يأمنوا شرّه.. كما نجد فكرة التجسّد متُرجَمة في تجسّد الآلهة في هيئة بشر أو ***ات أو أفلاك أو خلائق أو أشكال صنمية أو حتى في مسمَّيات وهمية.. وأيضاً تجسّد الأرواح (تناسخ الأرواح).. ونجد فكرة "الذبائح" أو "الضحايا" أو "القرابين" التي تُقدَّم لتكفِّر عن الإنسان، فتموت الذبيحة فدية عن الإنسان ليحيا الإنسان.. ونجد فكرة خلود الروح، وبعث الأجساد، والحياة الأخرى، والنعيم الدائم... إلخ!!!
في تيه الإنسان عن معرفة الله، كثرت الأساطير.. وكثرت معها ممارسات السحر والتنجيم.. وباسم الله صار الإنسان **س شروره!! ولكن يبقى الثابت أن الله هو الحق والعدل والمحبة والرحمة والخير والسلام والحياة.. ويبقى الثابت أن الله يشهد عن نفسه للإنسان، ويسعى من أجل خلاصه ولا يتركه في تيهه- إلا لو عانده الإنسان ورفض معرفته وأصَّر على ممارسة شروره!!
بينما يقول "ماركس" في نقده الفلسفي والسياسي للدين: الدين أفيون الشعوب!! يأتي الدين ويدفع بالتهمة عن نفسه قائلاً: لا، بل الخطية أفيون الشعوب.. وأنا لخلاص الإنسان من الخطية وسلطانها.. ومن يتحدَّث باسمي في غير قضية "خلاص الإنسان"، فليس مِنّي!!
في الختام أتمنى لكم عاماً جديداً سعيداً.. عاماً للسلام.. للمحبة.. للحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
 
سر التقوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ام النور :: المنتدى المسيحى :: منتدى القصص والتاملات-
انتقل الى: