mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: لا تخف أيها القطيع الصغير من يقدر أن يؤذيك الجمعة يناير 23, 2009 11:57 am | |
| " لا يستطيع أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يؤذ هذا الإنسان ذاته " كل شيء له عدو شرير يؤذيه:- فالحديد يفسده الصدأ ... والخشب يفسده السوس ... وقطيع الخراف تهلكه الذئاب... وسنابل القمح يهلكها التعفن... إلخ .
إذن كل شيء له من يفسد خواصه أو صلاحيته والآن لنفكر سويًا ما هو الذي يحطم الجنس البشري، وما هو الذي يهلك صلاح الإنسان؟ تمهل يا عزيزي ولا تتسرع في الرد أعتقد أنك ستقول أن هناك أشياء كثيرة تقدر أن تفسد صلاحنا. فمنها الفقر000 الأمراض ... فقدان الممتلكات ... حلول المصائب ... الموت ... النفي ... ولكن يلزمني أن أؤكد لك أن لا شيء من هذه الأمور تقدر أن تؤذيك أو تفقدك صلاحك ما دمت متمسك بالتعاليم الحقيقية والاستقامة في الحياة، ولا يستطيع أحد ،حتى الشيطان نفسه، أن يسلبك إياه. وهذا الأمر يدركه تمامًا حتى أخبث الشياطين وأشدهم : لهذا جرد الشيطان أيوب من مادياته لا ليجعله فقيرًا إنما ليلزمه أن ينطق بكلمة تجديف على الله. وعذب جسده لا ليزله بالمرض بل ليحبط صلاح نفسه. لكنه عندما نفذ كل حيله وجعل هذا الغني فقيرًا ... وحرمه من أبنائه ... ومزق جسده بوحشية لا يقدر الجلادون أن يفعلوها لأن أدوات التعذيب لا تقدر أن تمزق كل جانب من جوانب الجسد كما يفعل الدود الذي كان في جسده. وأفسد الشيطان سمعته حتى أعلن أصدقاءه أن هذا جزاء له عن خطاياه التي يستحقها موجهين ضده اتهامات كثيرة، وطرده من مدينته وبيته لا إلى مدينه أخرى بل صارت المزبلة مدينته وبيته. كل هذا لم يؤذ أيوب بل بالعكس تمجد بالأكثر على حساب هذه المكائد التي صبها ضده. لقد أخذ الشيطان منه كثيرًا لكنه لم يسلبه شيئًا من صلاحه.بل ذادت قوة صلاحه. لأنه بعدما حدثت له هذه الأمور تمتع بثقة أعظم بقدر ما حاربه خصم قوي.
وأنت هل سلبت أموالك ؟ أذكر تلك الكلمات ’’ عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك,, (أي 1 : 21). وأضف إليها أيضًا كلمات الرسول ’’ لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء,, (1 تي 6 : 7) هل أُسيء إلى سمعتك ، وحملك البعض بشتائم لا حصر لها ؟ أذكر العبارة القائلة ’’ ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسنًا ( لو 6 : 26). وأيضًا ’’ طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة 000 افرحوا وتهللوا ,, ( مت 5 : 11 ، 12) هل أخُذت إلى المنفى ؟ أذكر أنه ليس لنا هنا موضع بل إن كنت حكيمًا يلزمك أن تنظر إلى العالم كله كأرض غربه. هل أصبت بمرض خطير ؟ اقتبس ما يقوله الرسول ’’ إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا,, ( 2 كو 4 : 16) هل تعاني من موت عنيف ؟ لتذكر يوحنا الذي قطعت رأسه في السجن وأُخذت في طبق وقدمت مكافأة عن رقص زانية. صديقي لا تعكس أتعابك الداخلية على أقرب حادث خارجي كما يفعل الأكثرون ممن يحيطون بك. فقد تبرر تعب نفسك بظلم الآخرين لك أو تعديهم عليك أو حرمانك من العطف الأبوي أو تقصير إخوانك في تقديرك أو عدم عدالة رؤسائك في العمل والذين بيدهم حقوقك 000 إلخ . فلا تخدع نفسك. ولكن تأمل المكافأة التي تنالها على حساب هذه الأشياء ، فإن كل هذه الآلام تنزع خطايانا وشرنا ( إذ نتقبل الظلم بلا تذمر مؤمنين بالله مترجيين الحياة الأخرى ، فتعمل هذه الأمور على تزكيتنا ) إذن عظيم هو نفع هذه الأتعاب بالنسبة للذين يحتملونها بشجاعة !!! من ذا الذي يؤذيك إذن تؤذيك خطيتك ، لأنها تفصلك عن الله ، وتؤدي بك إلى الهلاك الأبدي. أما إن كان قلبك نقيًا ، فلا يمكن لأحد أن يؤذيك. قد يسلبك البعض مالك ، ولكنه لا يستطيع أن يسلب منك ملكوت الله ، أو يفصلك عن الله. قد يؤذي أحد جسدك ، بالضرب والجلد أو التعذيب أو القتل كما حدث للشهداء والمعترفين. ولكنه في ذلك لا يمكنه أن يؤذي روحك بل بالعكس يعد لك بذلك أكاليل مجد في السماء. وقد يطردك أحد من مكان أو من عمل ، ولكنه لا يقدر أن يطردك من حضرة الله. بل هو بطرده إياك يعظم أجرك في السماء ’’ لأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم فطوباك ...
يا أخي فلتعرف تمامًا ما هو الأذى في حقيقته ، الأذى الحقيقي هو خسارتك لأبديتك. لا تهتم بتصرفات الناس من حولك. لأن أتعابهم لك من الخارج لا يؤذيك مطلقًا ، وإن كان ذلك منهم بنوع الظلم . فهكذا حدث للأنبياء والرسل والقديسين وللسيد المسيح نفسه. أما إن كانت مضايقتهم لك بسبب خطيئة ارتكبتها أنت ، فلا تشبه نفسك حينئذ بالقديسين الذين تألموا من أجل المسيح بسبب برهم، بل تكون بخطيئتك قد جلبت الأذى إلى نفسك، وأيضًا أعثرت الآخرين.
معذرة أعلم أنني قد أطلت عليك في حديثي ، ولكنني في النهاية أدعوك لنتكاتف ونهزم سويًا كل عمل شرير يفسد صلاحنا، ويفقدنا سلامنا ورجائنا، ويزرع الخوف في قلوبنا. فلماذا نخاف وأبانا هو الطبيب الأعظم الذي ’’ على اسمه يكون رجاء الأمم ,, ( مت 12 : 21) لماذا نخاف ونحن به ’’ قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون، ونفتخر على رجاء مجد الله ,, ( رو 5 : 2) لماذا نخاف ’’ والذي وعد هو أمين ,, ( عب 10 : 23) لماذا نخاف من الشياطين وقد أعطانا الله أن ندوس كل قوات الظلمة ، فلا تتحدى الشيطان بقوتك بل بقوة المصلوب فيهرب منك كل أجناد الشر.
هيا نصرخ لأبونا السماوي وندعوه هيا يا إلهنا .. قم واشفي نفوسنا ... قم بارك أرواحنا قم داو جروحنا .. بروحك تعـــــــــال سـريعًا نـحتــاج يدك ... تعــــــال سـريعًا نـحـتاج مــعــــــــــونتك .. يا طوق النجاة .. يا سر الحـياة ... نــحتــــــــــــــاج يـمـيـــــــــــــــــــــنــــــــك أصرخ قائلا له ’’ أنت الإله القدير على الجميع فاستجب لأصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من أيدي الأثمة. وانقذني من مخافتي ,, ( استير بالتتمة 14 : 19)
أخيراً قدس الرب الإله في قلبك مستعد دائمًا لمجاوبة كل من يسألك عن سبب الرجاء الذي فيك بوداعة وخوف.
عن عظة للقديس الرائع يوحنا ذهبي الفم صلول لي كتييييييييييير | |
|