اسندنى يا رب فى تجاربى

كلما رأيت انسانا يقبلنى ومن كثرة شوقه الىّ يحوطنى بذراعيه ويضغط علىّ بتكرار موسيقى اتذكرك يا ربى والهى وانت صانع بى اى تجربة !!!!
ففى تجاربى اراك تضمنى الى صدرك....
وكلما ازددت سحقاً لى كلما تأكدت من حبك الذى يحوطنى بذراعيه ويعرضنى للضغطات شوقا الى رجوعى وسعيا نحو خلاصى واعدادا صالحا لآخرتى. وعندما ترى إعياء التعب وحاجة النوم فى عينى, اراك تضع رأسى على صدرك الحانى وتمنحنى وسط الضوضاء النوم الهانىء ...
:- يا الهى المحب
احبك كلما أراك فى تجاربى لا تمشى معى فحسب , ولا تحوط حولى فحسب, بل تجتاز مقابلى تماما...
احبك وانا ارى عيناك كحمامتين فى عينىّ الدامعتين تلاحظنى وتلاحظ قوة النار تحتى ...
احبك وانا ارى فمك ينطق بالكلام المطيب للخاطر فى هدوء صحائف انجيلك المقدس...
احبك وانا ارى ابتسامة وجهك المفرحة مع يديك الحاملتين لكل احتياجاتى قبل ان اطلب واكثر مما افتكر...
احبك يا يسوع... لانك مقابلى فى كل تجاربى تدخلنى فى دائرة عنايتك القصوى واهتمامك البالغ..
احبك يا يسوع... لانك تؤدبنى فى تجاربى بعصا يلازمها عكاز وبجراح تلازمها امانة الحب..

يا الهى المحب ناداك داود المرنم ان تجربه وتمتحنه قائلا " جربنى يا رب وامتحنى "(مز 26 : 3 ) لانه كان الرجل الروحى المستعد للتجربة والمجهز للامتحان. كان رجل صلاة يعرف كيف يناديك ويدخل الى حضرتك ويخرج حاملا ما يريد بثقة الطفل الذى يطلب من ابيه . كان يطلب ان تعلم يديه القتال الروحى فيزداد قدرة على تمييز حيل العدو والشرير. كان القامة التى تناديك جربنى... اما انا فلا اجرؤ ان اناديك هكذا وانا العاثر فى اصغر تجاربى, الساقط فى كل ما يصيبنى بسبب اثمى وخطيتى, بل مثلما علمتنى فى الصلاة الربانية اناديك " لا تدخلنى فى تجربة" ومثلما تعلمنى امى الكنيسه فى القداس الكيرلسى " نعم نسألك ايها الرب الهنا لا تدخل احد منا فى التجربة, هذه التى لا نستطيع ان نحتملها من اجل ضعفنا. بل اعطنا ان نخرج من التجربة ايضا لكى نستطيع ان نطفىء جميع السهام المتقدة نارا التى لابليس, ونجنا من الشرير واعماله بالمسيح يسوع ربنا "....
اننى اناديك بقلب منكسر ونفس منسحقة " اسندنى يا رب فى تجاربى " لان ضعفى ظاهر امامك, ومن اجل اسمك ولكى لا يجدف على اسمك الحسن بسبب فعلى غير المشرف لقدسك, ومن اجل صلوات قديسيك التى رفعوها امام مذبحك " انعم بها لنا يا رب ولعبيدك الاتيين من بعدنا الى الابد "

اننى ارجوك ان تنقر لى فيك يا صخر الدهور جبا لتسترنى, وان تجعل من رمل ايمانى المبعثر حجرا ثابتا فى هيكلك المقدس يعيننى امام العواصف, وان تحفظ نفسى من الفساد كوعدك, وتقبل اليك فى كل تجاربى ذبيحة حب فى الدموع المتساقطه من عينىّ عبدك حاملة انين القلب الصامت, وتشفق على مذلتى وهوانى وانت ترى ركب عبدك منحنية ورأس عبدك فى التراب مداسة ....

اسندنى يا رب فى تجاربى, فما عجزت قدرتك عن عون...
اسندنى يا رب فى تجاربى, فما توانت عزتك عن نجدة المتضايقين....
اسندنى يا رب فى تجاربى, فما بقيت فى عبدك قوة....
اسندنى يا رب فى تجاربى , فأخلص,,,,

عن مقدمة كتاب أسندني يارب في تجاربي لأبونا يوسف أسعد