مرقس_الرسول

هناك رأي غريب منتشر في الأوساط الغريبة ، مؤداه أن بطرس الرسول بشر في رومه ، و معه مارمرقس ( تلميذه ، أو كاتبه ، أو سكرتيره ، أو ترجمانه حسبما تقول تلك الروايات ! ) … و أن بطرس الرسول لم يكتب انجيلاً ، فتوسل اهل رومة إلي مار مرقس فكتب لهم العظات التي سمعها من القديس بطرس ، أو كتب ما أملاه عليه بطرس . و لذلك يسمون إنجيل مرقس " مذكرات بطرس " !! … و أصحاب هذا الرأي يحاولون تأييده بشهادات من الخارج منسوبة إلي بعض الآباء في القرون الأولي ، و بأدلة منن داخل الإنجيل نفسه ن الذي يقولون إنه أظهر ضعفات بطرس ، و أخفي ما يمجده ، تواضعاً من القديس بطرس صاحب الإنجيل الحقيقي … و سنحاول نحن من جانبنا أن نحلل كل هذه الآراء و نرد عليها …
أولاً - هل بشر مار بطرس في رومه ؟
لقد اثبتنا بأدلة كيرة من الكتاب المقدس أن القديس بولس هو الذي أسس كنيسة رومه و ليس القديس بطرس الذي هو رسول الختان لا رسول الأمم ن و الذي لم يذهب إليها إلا في أواخر حياته لمقاومة سيمون الساحر ( انظر الفصل الرابع من هذا الكتاب ) . فإن كان بطرس الرسول لم يذهب ليكرز هناك ، تكون صحبة مار مرقس له ككاتب أو ترجمان يكتب عظاته و ينشرها كإنجيل ، هي حجة واهية من أساسها …
ثانياً- ما معني أن مرقس ترجمان بطرس ؟!
هل معني ذلك أن القديس بطرس العظيم فقد موهبة التكلم بألسنة التي أخذها من الروح القدس في يوم الخمسين و كلم بها أناساً " من كل أمة تحت السماء " ( أع 2 : 5 ) حتي احتاج بعد ذلك إلي مترجم ؟! و إن كانت موهبة التكلم بألسنة لا تستخدم في مثل هذا المجال ، ففيم تستخدم إذن ؟! نقول هذا بالاضافة إلي ما هو معروف من ان مار مرقس كان يعرف اللغة اليونانية السائدة الاستعمال في رومه في ذلك الوقت …
ثالثاً - رواية بابياس ضد عقيدة الكنيسة :
*أول رواية منسوبة للآباء في هذا المجال هي رواية بابياس التي تقول إن أهل رومة طلبوا من مرقس أن يترك لهم أثراً مكتوباً عن التعاليم التي سبقت أن وصلتهم شفاها ( من بطرس ) !! ، [ فكتب بدون ترتيب كل ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله . لأنه لا سمع الرب و لا تبعه . و لكنه فيما بعد تبع بطرس كما قلت ] . و لو صدقنا قول بابياس في أن مرقس لا سمع الرب و لا تبعه ، كان لزاماً علينا أن نكذب عقيدة كنيستنا في مارمرقس ، إذ تلقبه ناظر الإله ، و الرسول ، و تعتقد انه كان من السبعين تلميذاً كما شرحنا في الفصل الأول … و يجمع علماء الكتاب علي أنه الشاب الذي تبع الرب ليلة القبض عليه و كان يلبس ازاراً علي عريه ( مر 14 : 51 ، 52 ) . ما أغرب هذا الكلام ان مار مرقس لا سمع الرب و لا تبعه ! كيف هذا ، و قد كانت أمه إحدي المريمات اللائي تبعن المسيح ، و في بيته صنع الرب الفصح ، و فيه غسل أرجل التلاميذ ، فيه سلمهم جسده و دمه و ألقي خطابه عليهم . ان ربع أنجيل يوحنا تقريباً يختص بحديث الرب و عمله في بيت مرقس ( من الأصحاحات 13 - 17 ) !! ..
ــــــــــــ
*هذه الروايات كلها سجلها يوسابيوس في تاريخه ( 2 : 15 ، 3 : 24 ، 5 : 8 ، 6 : 14 ) .
ــــــــــــ

رابعاً - تناقض الروايات المنسوبة للآباء :
*و كما تتنافي رواية بابياس مع عقيدة الكنيسة ، كذلك تتعارض مع رواية منسوبة إلي القديس ايريناوس ز فبينما تقول رواية بابياس إن [ بطرس عندما علم بوحي من الروح القدس بما حدث ، سرته غيره هؤلاء الناس ،و ان السفر نال موافقته لاستعمال في الكنائس ] ، تقول رواية ايريناوس إن مار مرقس - بعد انتقال القديسين بطرس و بولس أي بعد استشهادهما ، نقل إلينا تلك الأمور التي كرز بها بطرس !! .. فكيف تتفق موافقة القديس بطرس علي الإنجيل مع كتابة الإنجيل بعد استشهاد بطرس ؟!. فأي هاتين الروايتين نصدق و ايهما نرفض ؟!..
· أما الرواية الثالثة المنسوبة إلي القديس اكليمنضس الاسكندري فهي أن مرقس الرسول [ كتب إنجيله بناء علي طلب الذين استمعوا إلي بطرس ، الذي علم برغبتهم هذه ، ترك مرقس ليكتب انجيله بحرية ] ( و معني هذا أن القديس بطرس قد عرف بمشروع الكتابة قبل كتابة الإنجيل ) ثم تقول الرواية إن مار مرقس [ بعد ان كتب الإنجيل سلمه لمن طلبوه . و لما علم بطرس بهذا ، لم يمنعه من الكتابة و لا شجعه عليه ] . و هذا الكلام يتنافي مع القول المنسوب إل ايريناوس في أن الإنجيل كتب بعد استشهاد مار بطرس !! أي الروايات الثلاث نصدق ، و ايهما نرفض ؟!. أو ليس صحيحاً أن أقوالاً عديدة منسوبة إلي الآباء الأول تحتاج إلي مراجعة كثيرة ،و لا نستطيع أن نقبلها في سهولة و بساطة ،و بخاصة لو كانت تتنافي مع عقيدة كنيستنا ؟! ما أكثر ما عندي من أمثلة علي هذا الموضوع …
خامساً - مصادر معلومات مارمرقس :
لا شك أن مارمرقس قد وصف كثيراً من الأمور كشاهد عيان ، رأي بنفسه و سمع ، و كتب بتدقيق .و بالاضافة إلي كل هذا لقد كان بيته محط رحال السيدة العذراء و جميع الرسل ، ففيه عليه صهيون المشهورة التي كانوا يجتمعون فيها ( أع 1 : 13 ،14 ) و هو أول كنيسة مسيحية في العالم ،كان يجتمع فيها المؤمنون ( أع 12 : 12 ) . وكان يقال في هذا البيت كل ما يختص بالسيد الرب و أعماله و أقواله … لماذا إذن نركز المعلومات في بطرس وحده ، و لماذا يكون مار مرقس قد اعتمد فيما ينقصه من معلومات علي مصدر واحد ؟! لماذا ؟ … إن مار لوقا البشير لم يذكر مصدراً واحداً لمعلوماته ، و إنما قال " كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداماً للكلمة " ( لو 1 : 2 ) .
سادساً - لماذا لم يكتب مار بطرس إنجيلاً ؟
هل تقام كل هذه الضجة حول إنجيل مرقس ن لأن مار بطرس لم يكتب إنجيلاً ، فيراد نسبة إنجيل مرقس إليه ؟! إن أعجب ما قرأته في حياتي تعليلاً لكون القديس بطرس لم يكتب إنجيلاً ، هو قول ابن الصليبي مطران مدينة أمد ( 1149م ) [ … ثانياً ، لأنه افتكر أنه إذا كتب هو سيحتقر الناس كتابة رفقائه …] !!..

هل إلي هذه الدرجة يصل التفكير ؟! فليطمئن ابن الصليبي . لقد كتب القديس بطرس رسالتين ،و للآن لم يحتقر أحد بسببهما رسائل بولس ورسائل القديس يوحنا و باقي الرسل . و ها قد كتب مار مرقس إنجيله ( الذي ينسبونه إلي مار بطرس ) ، و لم يحتقر أحد باقي الأناجيل الثلاثة !!..

1- كاتبوا السفار فوق المستوي الشخصي :
يقولون إن إنجيل مرقس هو عظات بطرس بدليل أنه يحتوي علي ضعفات بطرس و يغفل ما يمجده ، و قد فعل بطرس ذلك من باب الاتضاع . و نحن نريد ان نرتفع بالرسل و الأنبياء كاتبي الأسفار المقدسة عن المستوي الشخصي أثناء كتابتهم بالوحي . لقد ذكروا ما يخصهم مديحاً و ذماً ، لمجرد رواية الحق ، دون أن يكون لأشخاصهم اعتبار في نظرهم وقت الكتابة . و سنضرب لذلك مثلين ، من العهدين القديم و الحديث .
أ-مثال القديس موسي النبي :
ورد في سفر العدد ( 12 : 3 ) و كاتبه موسي النبي " و أما الرجل موسي فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض " ، فهل كان يجب أن يحذف موسي النبي هذه العبارة لكي يكون متواضعاً ؟! أم نأخذ هذا النص دليلاً علي أن موسي النبي ليس هو كاتب سفر العدد ، وهو أحد اسفار موسي الخمسة ؟. و كذلك في نفس الصحاح سجل دفاع الله عن عبده موسي و توبيخه لهرون و مريم إذا قال لهما :" اسمعا كلامي ، إن كان منكم نبي للرب ، فبالرؤيا استعلن له في الحلم بأكمكله .و أما عبدي موسي فليس هكذا ن بل هو أمين علي كل بيتي . فماً إلي فم وعياناً اتكلم معه لا بالألغاز ،و شبه الرب يعاين . فلماذا لا تخشيان أن تتكلما علي عبدي موسي " ( عد 12 : 6 - 8 ) . و قد ذكر موسي في أسفاره المعجزات التي صنعها الله علي يديه ، و ظهور الرب له ، و احاديثه مع الله ، و قبول الله لشفاعته ، و مديح الرب له . و لم يمنعه الاتضاع من ذكر كل هذا . بل ذكر موسي أيضاً أن وجهه كان يلمع عند نزوله من عند الرب ، حتي وضع برقعاً علي وجهه ( خر 34 : 30 - 35 ) . و ذكر أن الرب جعله إلهاً لفرعون ( خر 7 : 1 ) و إلهاً لهرون ( خر 4 : 16 ) . و في نفس الوقت ذكر موسي ضعفاته ، و كيف أنه كان ثقيل الفم و اللسان ( خر 4 : 10 ) ، و ذكر خطيته ، و عقوبة الرب له بمنعه من دخوله أرض الموعد . إنه تاريخ مقدس ن اعلي من المستوي الشخصي ، يشمل المدح و الذم ، يكتبه رجال الله القديسون " مسوقين من الروح القدس " ( 2 بط 1 : 21 ) .
ب-مثال القديس يوحنا الرسول :
إن يوحنا الحبيب هو الوحيد في الانجيليين الأربعة الذي ذكر وقوفه عند صليب المسيح ،و أن الرب خاطبه من علي الصليب ، و عهد له بأمه العذراء ( يو 19 : 25 - 27 ) . و كان باستمرار يلقب نفسه بأنه " التلميذ الذي يسوع يحبه " الذي " يتكئ في حضن يسوع " ( يو 13 : 23 - 25 ) . هل كان ممكناً أن يغفل ذكر كل هذه الأمور من باب الاتضاع ؟! . و مع كل ذلك نحب أن نسأل في شئ من التدقيق :
2-هل أغفل مار مرقس مديح بطرس ؟
إن أكثر رسول من رسل المسيح الاثني عشر اهتم به مار مرقس في إنجيله هو بطرس الرسول . ذكر دعوة الرب له كأول دعوة ( 1 : 16 - 20 ) ، و وضع اسمه في مقدمة اسماء الرسل ( 3 : 16 ) ، و ذكر أن الرب دخل بيته و شفي حماته كأول معجزة شفاء ذكرها مار مرقس للرب ( 1 : 29 - 31 ) و قال بعدها " فتبعه سمعان و الذين معه " ( 1 : 36 ) بينما الذين معه كانوا اندراوس و يعقوب و يوحنا ( 1 : 29 ) . و ذكر أن بطرس قال للمسيح " ها قد تركنا كل شئ و تبعناك " ( 10 : 28 ) و سمع مديح الرب لمن يترك شيئاً من أجل . و ذكر مار مرقس ايضاً أن بطرس هو الذي قال للرب " يا سيدي أنظر ، التينة التي لعنتها قد يبست " ( 11 : 21 ) . و ذكر أيضاً أن الملاك قال للنسوة " اذهبن و قلن لتلاميذه و لبطرس أن يسبقكم إلي الجليل " ( 16 : 7 ) . و ذكره مع يعقوب و يوحنا في مناسبات هامة . فعند اقامة ابنة يايرس قال عن الرب " و لم يدع أحداً يتبعه إلا بطرس و يعقوب و يوحنا " ( 5 :37 ) . و ذكر أن هؤلاء الثلاثة هم الذين شاهدوا التجلي ( 9 : 2-8 ) ، و أنهم هم الذين هم الذين أخذهم الرب إلي بستان جثسيماني ( 14 : 32 ) . و انهم هم و معهم اندراوس سألوه علي انفراد ما هي علامات انتهاء العالم ( 13 : 3 ) . من من الرسل ذكره إنجيل مرقس بهذا الوضع وبهذه الكثرة ؟ و إن كان بطرس يريد أن ينكر ذاته من باب التواضع ، فلماذا سمح أن يلاقي بكل هذا الاهتمام في إنجيل مرقس ؟. ماذا بقي إذن أن يقال في مديح بطرس ؟ لقد اغفل اصحاب الراي الآخر كل هذا الذي ذكرناه ، و
ركزوا علي نقطتين ، سنحاول ان نتناولهما الآن بشئ من التحليل و التعليق :

الأول : يقولون ان مرقس عندما ذكر اعتراف بطرس بالمسيح ، لم يذكر بعدها تطويب الرب له و إعطاءه المفاتيح و قوله له " كل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطاً في السموات ، و كل ما تحله علي الأرض يكون محلولاً في السموات " ( مت 16 : 13 - 19 ) . في الواقع أن مار مرقس اراد أن يركز علي شخصية المسيح وحده . فلم يذكر هذا عن بطرس ، كما لم يذكر هذا عن باقي الرسل ايضاً . فلم يذكر قول الرب لهم كما ورد في إنجيل متي " الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطاً في السماء ، و كل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولاً في السماء " ( مت 18 : 18 ) . كما لم يذكؤر أيضاً ما ورد في إنجيل يوحنا ان الرب نفخ و قلا لهم " اقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه تغفر له ، من أمسكتم خطاياه امسكت " ( يو 20 : 22 ، 23 ) . لماذا هذه الحساسية إذن من جهة بطرس الرسول ؟! إن أشياء كثيرة لم يسجلها مار مرقس ، تمر في هدوء ، فلماذا لا يمر ايضاً بنفس الطريقة ما يخص بطرس الرسول . إن مار مرقس لم يذكر شيئاً مثلاً في مديح يوحنا الرسول . فعندما قبض علي الرب ن قال مار مرقس " و كان بطرس قد تبعه من بعيد إلي داخل دار رئيس الكهنة " ( 14 ك 45 ) . و في الواقع أن بطرس لم يتبع الرب وحده وقتذاك ن بل كان هناك تلميذ اخر تبعه ايضاً ( يو 18 ك 15 - 17 ) .و أغفل مار مرقس هذا التلميذ الآخر . و لم نأخذ هذه دلالة علي علاقة بين هذا التلميذ و مرقس . لماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس ؟! لم يذكر مار مرقس أيضاً أن يوحنا كان يتكئ في حضن الرب ، و أن الرب كان يحبه .و لم يذكر أن بطرس طلب وساطة يوحنا ليعرف من هو الذي سيسلم المسيح .و لم يذكر أن يوحنا كان واقفاً عند صليب المسيح ، و أن الرب قد عهد إليه بأمه العذراء ،و أعتبره إبناً خاصاً لها … و مع ذلك نمر نحن علي هذا الاغفال ليوحنا ببساطة ،و لا نستنتج منه مطلقاً أن يوحنا أوصي مرقس من باب الاتضاع ألا يكتب هذا عنه ولو من باب التلميح مثلما فعل يوحنا فيما بعد … فلماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس الرسول ؟ و لم يذكر مرقس مديح اخرين ورد مدحهم في باقي الأناجيل . لم يذكر دعوة فيلبس و نثانائيل ، و لا مديح الرب لنثانائيل ، و لا اعتراف نثانائيل بأن المسيح هو ابن الله ، قبل اعتراف بطرس بسنين ( يو 2 : 47 - 51 ) . و لم يذكر مدح الرب ليوحنا المعمدان بقوله " الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان …" ( مت 11 : 11 ) . في الواقع أن مرقس الرسول كان هدفه أن يركز علي شخص المسيح بالذات . فلما وصل إلي اعتراف بطرس بأنه المسيح ابن الله اكتفي بهذا .و لم يشأ أن يستطرد في تفاصيل الحديث ، لأن ذلك لم يكن هدفه . نلاحظ ايضاً أن لوقاَ البشير فعل مثلما فعل مار مرقس تماماً ، و ذكر اعتراف بطرس بالمسيح ، واكتفي بهذا دون ذكر ما بعده من تطويب ( لو 9 : 18 - 20 ) . و لم يأخذ أحد هذا الأمر دلالة علي أن لوقا اخذ معلوماته ، عن بطرس ، أو أن بطرس طلب إلي لوقا أن يمتنع عن ذكر مدحه تواضاعاً !! . أما يوحنا الرسول ، فلم يعرض لهذا الحادث كلية . و بالتالي لم يذكر شيئاً عن هذا السلطان الذي دفع إلي بطرس ، و في نفس الوقت ذكر هذا السلطان مدفوعاً للرسل جميعاً ( 20 : 22 ، 23 ) . و لم يقل أحد أن بطرس كان له تأثير علي يوحنا في إغفال هذا الأمر تواضعاً منه … ننتقل إلي الأعتراض الثاني :
+ يقولون ان مار مرقس أغفل مشي بطرس علي الماء ، تواضعاً من معلمه بطرس !! و مشي بطرس علي الماء أغفله يوحنا البشير ايضاً ( يو 6 : 15 - 21 ) . و لم يتعرض له لوقا إطلاقاً ،

و لم يرد إلا في إنجيل متي . و نحب أن نرد أيضاً بنفس طريقة مرقس و هي التركيز علي شخص المسيح و حده . علي أننا من ناحية أخري نحب أن نقول إن المسألة ليست كلها مديحاً في هذه الحادثة بالذات ، بل أن فيها ايضاً توبيخاً من الرب لبطرس عندما شك و وقع في الماء ، فأمسك به الرب قائلاً : " يا قليل الإيمان ، لماذا شككت " ( مت 14 : 31 ) . و إن كان بطرس يقصد اظهار ضعفاته ، فكان الأولي أن يذكر له إنجيل مرقس هذا الشك و هذا الوقوع و هذا التوبيخ من الرب إن هذا يجعلنا ان ننتقل إلي النقطة التالية و هي :
3-هل اهتم مرقس باظهار ضعفات بطرس :
يقولون ان مار مرقس ذكر صياح الديك مرتين في حادثة نكران بطرس للرب ( مر 14 : 68 ، 72 ) ، بينما ذكر باقي الانجيليين صياحه مرة واحدة .و يؤخذ من هذا أن بطرس لم ينتبه سريعاً . و ذكر هذا الضعف ، دليل علي ان بطرس املاه علي مرقس تواضعاً !!و ربما يكون مرقس قد أورد صياح الديك مرتين من باب تدقيقه الشديد في ذكر التفاصيل . ففي معجزة الخمس خبزات و السمكتين بينما يذكر متي و يوحنا مجرد اتاء الناس علي العشب ( مت 14 : 19 ، يو 6 : 10 ) ، و يزيد لوقا اتكاءهم فرقاً خمسين خمسين ( لو 9 : 14 ) ، يذكر مرقس اتكاءهم " رفاقاً رفاقاً علي العشب الاخضر … صفوفاً صفوفاً ، مئة مئة و خمسين خمسين " ( مر 6 : 39 ،40 ) . و مع ذلك فلنحلل حادثة الانكار هذه ، و نري علي ماذا تدل … ففي الانكار الأول نري انجيل مرقس اخف لهجة من لوقا و يوحنا . في انجيل مرقس قال بطرس للجارية " لست أدري و لا أفهم ما تقولين " ( مر 14 : 68 ) و في انجيل لوقا قال عن المسيح " لست اعرفه يا إمرأة " ( لو 22 : 57 ) و هذا نكران اصرح و اصعب . و بالمثل في انجيل يوحنا قال إنه ليس من تلاميذ المسيح …( يو 18 : 24 ) . فلو كان مرقس الرسول يريد اظهار ضعفات بطرس تواضاعاً ، لاستخدم هنا اسلوب لوقا أو يوحنا !! و في الإنكار الثاني نري إنجيل مرقس أخف الأناجيل لهجة ، إذ يقول في اختصار " فأنكر أيضاً " . أما متي فيقول عنه " فأنكر أيضاً بقسم ان لست أعرف الرجل " ( متي 26 : 72 ) . و لوقا و يوحنا ذكراً أيضاً تفاصيل هذا الإنكار … و في الإنكار الثالث لم يزد مرقس شيئاً عما رواه متي … إن حادثة نكران بطرس ذكرتها جميع الاناجيل الأربعة .و كان إنجيل مرقس اخفها لهجة . فهل ننسي كل هذا من أجل صياح الديك مرتين ؟! بل أن صياح الديك هذا يعقب عليه مرقس قائلاً عن بطرس " فلما تفكر به بكي " ( مر 14 : 72 ) أما متي و لوقا فيذكران هذه الخطية في عمقها و يقولان عن بطرس إنه خرج إلي خارج ، و بكي بكاءاً مراً ( مت 26 : 75 ، لو 22 : 62 ) . إننا نقول بملء الثقة ، و من واقع الكتاب ، إن إنجيل مرقس هو اقل الاناجيل الأربعة في شرح و ذكر ضعفات بطرس الرسول . و سنضرب لذلك بعض أمثلة :
أ‌- مثال لذلك : في انتهار الرب لبطرس ذكر مرقس قول الرب " إذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( مر 8 : 33 ) . أما متي فذكر هذه العبارة كلها ، و أضاف عليها قول الرب أيضاً لبطرس " أنت معثرة لي " ( مت 16 : 23 ) .فلو كان بطرس هو الذي أملاه ذلك تواضعاً ، لسجل تلك العبارة أيضاً .
ب‌- لم يذكر انجيل مرقس إندفاع بطرس و تسرع هو اخطاءه في الكلام ،و تهديد الرب له بقوله " إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب " مما اورده يوحنا بالتفصيل ( يو 13 : 6 - 10 ) .
جـ - لم يذكر انجيل مرقس في أعجوبة التجلي " و أما بطرس و اللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم . فلما استيقظوا رأوا مجده " مما رواه القديس لوقا ( 9 : 32 ) .
د - ولم يذكر إنجيل مرقس ما قاله الرب لبطرس " و لكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك " ( لو 22 : 32 ) .
هـ - و بم يذكر إنجيل مرقس توبيخ الرب لبطرس بعد قيامته إذ سأله ثلاث مرات بإسمه القديم " يا سمعان بن يونا اتحبني أكثر من هؤلاء " حتي " حزن بطرس لأنه قال له ثالثة : أتحبني " ( يو 21 : 17 ) . هؤلاء الانجيليون الذين ذكروا ضعفات بطرس بأكثر وضوح ، لم يقل أحد أن بطرس املاهم ذلك تواضعاً منه ، أو أنهم نقلوا اناجيلهم عن عظات بطرس . إنما هي كلمة الحق يوحي بها الله لقديسيه ، بعيد عن روح المجاملة ،و بعيدة عن الدافع الشخصي أياً كان … لعله بعد هذا نستطيع أن نجيب : هل هناك علاقة بين القديس بطرس و إنجيل مرقس ؟ و ليفهم القارئ …

أطلق إسم مار مرقس علي كثير من الكنائس ، و الأديرة ، و المدارس … و تسمي به الباباوات و الأساقفة و القديسون و غيرهم . و كانت هناك مدينة في النوبة اسمها مرقسة غطتها المياه بعد السد العالي . و في اثيوبيا مدينة تسمي دبرا مرقس أي جبل مرقس . و معني اسم مرقس هو ( مطرقة ) . و قد كان مار مرقس المطرقة التي تحطمت بها الوثنية . و لذا تلقبه الكنيسة " مبدد الأوثان " .

تسمي 19 من بابوات الكرسي المرقسي بالاسم العبراني لهذا القديس " يوحنا الذي ينطق بالقبطية و اليونانية يؤانس " . و هو أكبر اسم في عدد البابوات . يليه مباشرة في الشهرة السم اللاتيني للقديس " مرقس ". في تاريخ الكنيسة القبطية ثمانية جلسوا علي كرسي مار مرقس بهذا الاسم الكريم . أولهم مار مرقس .
1- البابا مرقس الثاني ( 49 ) :
و يلقب بمرقس الجديد . جلس علي الكرسي المرقسي ما بين 20 ، 23 سنة . و هو الوحيد في هؤلاء البطاركة الذي ورد اسمه في السنكسار . و تذكاره في 22 برموده .و قد تنيح في 17 أبريل سنة 819 م . و لد في الاسكندرية ،و ترهب بدير ابا مقار . و كان مقر كرسيه الكنيسة المرقسية بالاسكندرية . و دفن في بيعة نبروه ، ثم نقل إلي المرقسية .
2- البابا مرقس الثالث (73) :
و يلقب بابن زرعة . جلس علي كرسي مرارقس 22 سنة و نصف ، و تنيح في يناير 1189 م . و هو سرياني الحنس . و كان علمانياً قبل سيامته بطريركاً . أما مقر كرسيه فكان كنيسة المعلقة بمصر القديمة . و دفن في دير أبا مقار .
3- البابا مرقس الرابع ( 84 ) :
جلس علي كرسي مار مرقس 14 سنة و 5 أشهر . و تنيح في 31 يناير 1363 م . ولد في قليوب ، و ترهب في دير شهران .و كان مقر كرسيه في كنيسة العذراء بحارة زويلة .و دفن في دير شهران . و كان عهده كله ضيق و تعب .
5-البابا مرقس الخامس (98) :
جلس علي كرسي مار مرقس 16 سنة و شهرين ،و تنيح يوم عيد النيروز ( سبتمر 1619 م ) . و لد في البياضية ،و ترهب في دير أبا مقار . و رسم في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة .و كان مقر كرسيه كنيسة العذراء بحارة زويلة . و لا قي في حياته متاعب كثيرة .و قامت في عهده مشكلة بخصوص تعدد الزوجات .كما حدثت إرتباكات في الحبشة بسبب محاولة الكاثوليك ضم الكنيسة إليهم .و دفن هذا البابا في دير ابا مقار .
6-البابا مرقس السادس ( 101 ) :
جلس علي كرسي مارمرقس 10 سنوات . و تنيح في 20 ابريل 1656 م ( يوم الجمعة الكبيرة ) . و لد في بهجورة ،و ترهب في دير الأنبا أنطونيوس و كان مقر كرسيه كنيسة العذراء بحارة زويلة ، و قد بني فوقها قاعة للصلاة ما تزال قائمة للآن . و قد اصطدم بكبير الأراخنة و بالرهبان و بكثيرين ، و كانت حيالته كلها مشقة و تعباً . و دفن في دير ابي سيفين بمصر القديمة .
7-البابا مرقس السابع ( 106 ) :
و هو أقدس الستة . جلس علي كرسي مارمرقس حوالي 24 سنة . و تنيح في 18 مايو 1769 ( 12 بشنس ) يوم تذكار القديسة دميانة . ولد في قلوصنا ، و ترهب في دير الأنبا أنطونيوس ، و كان كثير التردد علي دير الأنبا بولا ، كما كان محباً للوحدة و النسك .و قد اخذوه قسراً للرسامة .و كان مقر كرسيه في حارة الروم . قام برسامة مطران للحبشة و الأنبا بطرس مطران الوجه القبلي .و نقلوا جثمانه بالتسابيح إلي دير أب سيسفين و دفنوه في مقبرة لبطاركة هناك .
8-البابا مرقس الثامن ( 108 ) :
جلس علي كرسي مار مرقس 13 سنة و شهرين . و تنيح في 21 ديسمبر 1809 م . ولد في طما .و ترهب في دير الأنبا أنطونيوس .و كان مقر كرسيه حارة الروم ثم انتقل إلي الأزبكية .و في عهده بدأ بناء الكنيسة المرقسية بالأزبكية .و كان أول البطاركة الذين دفنوا فيها . وفي عهده حدثت اضطرابات كثيرة بسبب حكم المماليك ، أعقبها استيلاء الحملة الفرنسية علي مصر .و بعد خروج الفرنسيين ، أرسل إلي شعبه رسالة رعوية روحية مؤثرة كلها اتضاع و محبة يحضهم فيها علي التوبة ، شرح أن الاضطراب الذي حدث كان سببه الفسادو البعد عن الله ، ثم استطرد [ و ليس قولي هذا بقصد شتمكم ، لأني أنا مثلكم في البشرية، و لستو لست ازكي نفسي قدام الله . فأسالكم يا أخوتي بلين المسيح و وداعته أن لا يثقل عليكم كلامي ، لأني نطقت من مرارة نفسي بصفتي اباكم الشفيق ] . و بعد أن أطلب إليهم أن يرجعوا عما يغضب الله و يعيشوا في الفضيلة ن قال [ و من كان ناقصاً في شئ من ذلك ، فلنصل كلنا من أجله و نقول : يا رب لا بغضبك تبكتنا … لأننا ضعفاء و مساكين … و قد صرنا مثل الخراف وسط الذئاب ، و مثل الغنم التي لا راعي لها ] و ختم لارسالة بقوله [ كونوا محاللين مباركين من فم الله القدوس و … و … و من فمي أنا الحقير مرقس خادم بنعمة الله الرتب المرقسية ] … و في عهده ظهر الأنبا يوساب الابح اسقف كرسي جرجا و أخميم ، وهو من علماء الكنيسة الأفذاذ

أساقفة باسم " مرقس " : ما أكثر الاساقفة الذين تسموا باسم كاروزنا العظيم . لم يخل منهم عهد . و يكفي أن نقول إنه عندما قام قام الباب بنيامين (82 ) بصنع الميرون ، شاركه 12 اسقفاً ، كان منهم 4 باسم مرقس (1) هم : الأنبا مرقس اسقف البحيرة ،و الأنبا مرقس اسقف فوه ،و الأنبا مرقس اسقف صندفا و البنوانين ،و الأنبا مرقس اسقف ابيار . و في عهد البابا ديمتريوس الثاني ( 111 ) كان وكيل الكرازة المرقسية هو الأنبا مرقس مطران البحيرة و كان يوجد بهذا الاسم الكريم نيافة الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج المتنيح .و يوجد حالياً نيافة الأنبا مرقس أسقف مارسيليا و طولون - أول اسقف للكرسي المرقسي لايبارشية فرنسا الجديدة قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامته مع زميله الخوري ابسكوبس أثناسيوس و ذلك في الثاني من شهر يوينه سنة 1974 و كان يوافق عيد العنصرة بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس. كما يوجد ايضاً بهذا الاسم في مجمعنا المقدس الحالي نيافة الأنبا أنطونيوس مرقس الأسقف العام لشئون أفريقيا ،و نيافة الأنبا مرقس الخوري
ابسكوبس بمطرانية القليوبية- قطاع شبرا الخيمة .

هذا الموضوع لا يدخل تحت احصاء ، إنما سنضرب بعض أمثلة من شهد وسواح و متوحدين و نساك و كتاب ، بهذا الاسم الكريم .
ــــــــــــــــ
1-سلسلة تاريخ البطاركة جـ 2 ص 59 ( عن 106 طقس بالبطريركية ) .
ــــــــــــــــ
أ-من الشهداء :
نذكر والد القديسة دميانة ، و كان اسمه ( مرقس ) ، و كان والياً علي البرلس و الزعفران .و قد حدث أنه أنكر الإيمان بسبب فوبخته ابنته دميانة ، فرجع إلي ديوقليانوس ،واعترف بالسيد المسيح،و نال إكليل الشهادة .
ب-من السواح :
يوجد القديس مرقس الترمقي ،و قد أرسل إليه الله القديس سرابيون ليراه في اخر حياته و يكفنه و يكتب سيرته و قد نشرت هذه في مجلة الكرازة .
جـ_ من المتوحدين :
يوجد القديس مرقس المتوحد . و هو من دير الأنبا أنطونيوس .و كان معاصراً للبابا متاؤس الأول ( 87 ) . وسيرته سيرة جميلة مملوءة من الفضيلة و التعليم و العجائب . نشرها دير السريان باختصار في الحلقة الثالثة سلسلة تاريخ البطاركة .
د- من النساك و الكتاب :
يوجد مرقس الناسك (2) ، من تلاميذ القديس يوحنا ذهبي الفم ،عاصر زميله نيلوس الناسك . وله كتابات نسكية نشرتها مجموعة الفيلوكاليا و قد اساء البروتستانت فهم أقواله عن " الأعمال "

للإبن المبارك الأستاذ نبيه كامل داود تفضل بكتابة هذا الفصل الابن المبارك الأستاذ نبيه كامل داود ، فقدم لي بحثاً ط في حوالي 80 صفحة زاخرة بالمعلومات اضطررت إلي اختصارها في هذه الصفحات القليلة . أقدم خالص شكري للأستاذ نبيه ، كما أشكره علي المعلومات و االمراجع القيمة التي زودني بها في الفصل الخاص برأس القديس القديس مار مرقس و جسده ، راجياً له كل بركة .
وسنقسم هذا ا لبحث إلي ثلاثة أقسام :
أ‌- بيت مار مرقس .
ب‌- كنائس و أديرة إندثرت باسم مار مرقس .
جـ- كنائس قائمة باسم مارمرقس .

أ-

· قال صاحب الغبطة مار أغناطيوس يعقوب بطريرك انطاكية للسريان الأرثوذكس (1) تحت عنوان " بيت يوحنا مرقس اول كنيسة مسيحية ": [ … كان لأمه بيت في اورشليم . و من الثابت من التقليد العام و الوثائق التاريخية القديمة ، أن هذا البيت كان له شأن عظيم . لأنه فيه حل الرب مع رسله ،و انجز
ـــــــــــ
1- كتاب تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية جـ 1 ص 93 - 94 .
ـــــــــــ
الفصح الموسوي ،و غسل أرجل التلاميذ ،و أستودعهم سر جسده و دمه ، و لفظ خطابه المشهور . و فيه كان الرسل يجتمعون حيث أتاهم الرب بعد قيامته و الأبواب مغلقة ،و أعطاهم سلطان الكهنوت … و فيه بينما كانوا مجتمعين حل عليهم الروح القدس ] ( 2 ) . [ و بعد ذلك كرس الرسل كنيسة باسم والدة الإله … فاهميته العظمي دعت إلي إتخاذه مركز كرسي أورشليم . و فيه أقام يعقوب أخو الرب أول اساقفة أورشليم ]. و البيت المذكور هو البيعة المعروفة اليوم في أورشليم باسم دير مار مرقس أو بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس . و هي قريبة من كنيسة القيامة . و هو حالياً في يد السريان الأرثوذكس .
· و قد ورد عنه في برنامج الزيارة الإرشادي للقدس الذي أصدرته رابطة القدس سنة 1966 م . [ كان ملكاً للأقباط .و كان المتبع في الماضي السحيق أن يرعي مصالح القباط في القدس أسقف السريان الأرثوذكس ( لاتحاد الكنيستين في العقيدة) ، كما كان يرعي مصالح السريان في الحبشة المطران القبطي . فلما استعمل أسقف السريان هذا المكان لإقامته الدائمة في القدس ، حدث عندما سيم مطران قبطي للقدس ( و هو الأنبا باسيليوس عام 1237 ) ، أن أسقف السريان ظل باقياً في المنزل المذك، فال إليهم . و بنوه ديراً إلي جوار الكنيسة التي شيدت منذ القديم …و قد جرت عادة الأقباط عند زيارتهم لهذه الكنيسة ، أن يقيموا تمجيداً لمار مرقس كاروز الديار المصرية ] .
· أما عن الآثار المقدسة بهذه الكنيسة فهي : ( 3 )
أ‌- الباب الذي قرعه بطرس بع أن نجاه الملاك من السجن .
ب-مذبح كرسه مار يعقوب الرسول أول أسقف لأورشليم ، و صلي عليه .
جـ-باخل الكنيسة أول جرن للمعمودية في المسيحية .

ــــــــــــ
2- انظر الفصل الأول من هذا الكتاب .
3- أنظر دليل القدس لرابطة القدس ، و برنامج الزيارة .
ــــــــــــ
د- أيقونة أثرية للعذراء قيل إنها من رسم لوقا الإنجيلي .
*و قد ورد عن بيت مار مرقس في كتاب ( تاريخ القدس) (4) :
[دير مار مرقس ، في حارة الجواعنة ، بين حارة الأرمن و اليهود . و في الدير كنيسة بيزنطية باسم العذراء و دار للأسقفية . و لقد خربت الكنيسة البيزنطية علي عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي ( سنة 1009 م ) . و هجر الدير في غضون الحكم التركي ، و لكن السريان عادوا إليه و عمروه سنة 1855 م ثم و سعوه سنة 1880 م ] .

ب-

عثرنا علي اسماء سبع كنائس اندثرت ، تحدث عن بعضها أبو المكارم ( 1208 م ) و عن بعضها المقريزي ( 1441 م ) و هي :

نقرأ في سنكسار 28 بؤونة في سيرة البابا ثيئودوسيوس (33) عن خبر بناء المؤمنين هذه الكنيسة وقت غلق يوسطاسيانوس الملك للكنائس . و هذه الكنيسة هي نفسها ( الإنجيليون ) التي بناها الأرثوذكسيون سراً غرب الاسكندرية في الموضع المعروف بالسواري . و هي في الموضع الذي حاولوا فيه حرق جسد مار مرقس . و قد اتخذها البابا ثيئودوسيوس مقراً له ، و كذلك البابا اندرونيقوس ( 37 ) . و قد نجح الملكيون في الاستيلاء علي هذه الكنيسة في عهد البابا مرقس ( 49 ) الذي يقول عنه المقريزي ( ص 47 ) [ … و في أيامه مضيبطريرك الملكية إلي بغداد و عالج بعض محظيات أهل الخليفة - فإنه كان حاذقاً في الطب - فلما عوفيت ، كتب له برد الكنائس الملكية التي تغلب عليها اليعاقبة ، فاستردها منهم ] . ثم هدمت هذه الكنيسة مع الزمن في وقت لا نعلمه بالتحديد .

كان أصلها هيكل زحل العظيم الذي بنته له كليوبطرا بالاسكندرية . و كان عيده يوم 12 بؤونة ، فتحول هذا الهيكل إلي كنيسة للملاك ميخائيل الذي يقع عيده فينفس التاريخ (12بؤونة ). و كانت تعرف باسم (القيصريون ) في زمن البابا الكسندروس ( 19) و الملك قسطنطين ، أو باسم كنيسة القيسارية (5) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
4-تأليف عارف باشا ، طبع 1951 م ص 255 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
و كانت هذه الكنيسة قائمة عند الفتح العربي للاسكندرية ، و احترقت في حوادث الفتح ، غذ كان لها موضع هام من الناحية الحربية ، فقد كانت قائمة علي سور المدينة و إلي جوارها أحد أبراج هذا السور . و قد ذكرها بتلر (6) و قال إنها [ كانت عند ثنية المرفأ الأعظم ، و قد بلغت من عظم الشأن إنها كانت تحل محل الكنيسة الكبري . فقد كان بناؤها جليلاً ،و لها مسلتان قديمتان في فنائها . فكانت تشرف فوق أسوار المدينة ] . و لذلك أيضاً كانت تسمي ( المعلقة ) كما كانت تسمي أيضاً بكنيسة القمحة . و قد اعيد بناؤها ، و دعيت باسم مار مرقس ، و حفظت فيها راس القديس بعد حادثة سرقتها سنة 644 م . و هي التي كلف عمرو بن العاص البابا بنيامين (38) ببنائها لحفظ رأس مار مرقس و لعل البابا أغاثو (39) هو الذي أكمل بنائها حسب قول المقريزي (7) .و قد هدمت أيضاً سنة 1218 خلال الحملة الصليبية الخامسة ، بدعوي أنها تتحكم في الميناء ، و الذي يستولي عليها ، يمكن ان ينصب فيها الات الحرب و يتحكم في الخليج . و هذه الكنيسة هي التي زارها البابا بطر السادس (104) ، و أخفي فيها راس القديس خوفاً عليها من السرقة . و كان ختام أمر هذه الكنيسة علي يد الحملة الفرنسية سنة 1798 . فهدموها خشية أن يتعصم بها الانجليز . فحمل كهنتها جميع أوانيها و مخطوطاتها و اثارها و نفائسها حيث حفظت بكنيسة رشيد . و كان مما حملوه معهم صورة الملاك ميخائيل الأثرية التي ما تزال في كنيسة رشيد إلي يومنا هذا . و بعض هذه النفائس نقل إلي المتحف القبطي فيما بعد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
5- أنظر السنكسار (12 بؤونة ) .
6-بتلر : فتح العرب لمصر، ترجمة فريد أبو حديد ، ص 323 - 325 .
7-المقريزي ص 44 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و موضع هذه الكنيسة يستنتجه بتلر من موضع المسلتين ، اللتين نقلت احداهما إلي لندن سنة 1877 م . و الأخري إلي الولايات المتحدة سنة 1879 و هي الآن في سنترال بارك في نيويورك . و يمكن أن نعرف مكان وضعها حالياً بأنه في الجانب الأيمن في اخر شارع النبي دانيال بين البحر و شارع السلطان حسين و شارع صفية زغلول .

و قد ذكرها ابو المكارم (1209 م ) (ص 75 ، 76 ) .و ذكر أن الذي بناها هو فخر الكفاة ابن سليمان الكاتب بمصر في عهد الدولة الأيوبية ( 1171 - 1250 م ) . و استخدم في بنائها أخشاب و انقاض بيت له علي البحر مع أخشاب جملون كنيسة الشهيد مار بقطر [ و أوسع فيها كثيراً ، و عمرها عمارة حسنة ] . و ذكر المقريزي ( 114 م ) انها خربت بعد سنة 8000 هـ ( 1397 - 1398 م ) . ثم عمرت علي عهده غالباً في القرن 15 م . و
هذه الكنيسة قد اندثرت و لا علاقة لها بكنيسة مار مرقس الحالية بالجيزة .

علي بعد 12 كم غربثي بني مزار . ذكرها ابو المكارم مرتين ص 93 و ص 95 .

ذكرها أبو المكارم ( ص 94 ) و هذه الناحية اليوم تسمي داقوق بمركز مطاي بمحافظة المنيا .

في طحا الأعمدة بمركز سمالوط بالمنيا . ذكرها أبو المكارم ص 94 .

بمركز ملوي بالمنيا . و ذكرها ابو المكارم ص 131 .

جـ -

للقديس مرقس البشير اليوم ( عام 1975 م ) . 31 كنيسة علي اسمه في القطر المصري ، تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية . معظمها حديثة البناء . و حتي أول القرن العشرين لم يكن للقديس من الكنائس التي تحمل اسمه سوي خمس كنائس فقط . هي حسب اقدمها تاريخياً في الاسكندرية ، رشيد ، الأزبكية بالقاهرة ، بني عدي مركز منفلوط ، الجيزة . و فيما بين عام 1900 - 1950 بنيت للقديس 13 كنيسة جديدة .و من سنة 1950 حتي الآن استجدت له 13 كنيسة أخري . و يلاحظ من جملة عدد الكنائس القائمة اليوم أن محافظة المنيا هي أكثر المحافظات عدداً في بناء كنائس باسمه فيوجد بها 9 كنائس ، يليها محافظة القاهرة و بها 6 كنائس ثم محافظة أسيوط بها 4 كنائس .

1- كاتدرائية مار مرقس الرسول بالاسكندرية ( ببطريركية الأقباط الارثوذكس ) ، بحي المسلة قسم العطارين ، 19 شارع كنيسة الأقباط . و ايضاً لها مدخل من شارع النبي دانيال . و هي علي مقربة من محطة ترام الرمل و ميدان سعد زغلول . و موضع هذه الكنيسة عرف علي مدي تاريخه الطويل بعدة أسماء مختلفة هي : بيت إنيانو ، بوكاليا ( أي دار البقر ) ، كنيسة اسفل الأرض ، كنيسة مار جرجس ، و أخيراً كنيسة مار مرقس . و تاريخ هذه الكنيسة بد عندما بشر مار مرقس الرسول إنيانوس و دعاه هذا إلي بيته حيث تعمد هو و أهله ثم حول بيته هذا إلي كنيسة في حياة الرسول نفسه بين عامي 60 ، 68 م . و عند استشهاد مار مرقس دفن في موضع أسفل هذه الكنيسة و أصبحت من بعده عادة دفن الاباء البطاركة الاسكندريين مع جسد مار مرقس إلي جواره . و في نحو عام 539 إلي 540 م . أصدر الامبراطور جستنيان أمراً بالاستيلاء علي جميع كنائس مصر ، و نفذ الأمر بشدة في مدينة الاسكندرية فأخذت جميع كنائسها من يد أصحابها الأقباط المصريين و سلمت إلي أصحاب المذهب الخلقيدوني من الروم ،و بذلك صارت في حوزتهم زماناً طويلاً ،و عندما فتح العرب أرض مصر بقيادة عمر بن العاص 644 م . أصدر أمره بعودة البابا بنيامين (38) بعد اختفائه من وجه الروم مدة 13 عاماً كما سمح للأقباط باسترجاع كنائسهم التي سلبها منهم الأروام .و يذكر أبو المكارم أن كنائس الاسكندرية قسمت بين الأقباط و الروم فخص الأقباط كنيسة القمحة ( و تسمي باسم الملاك ميخائيل ، و المعلقة ، قيصريون ) و خص الروم دير أسفل الأرض الذي هو موضع الكنيسة المرقسية الحالية . ثم رجعت إلي ملكية الأقباط .و أعاد البابا خرسطوذولس تدشينها في عام 1046 م ، فأعطاها اسماً جديداً و هو إسم " مار جرجس " ، و ظل هذا الاسم هو المتداول عنها في كل الكتابات و المخطوطات إلي عام 1800 م . و ربما لكي ما يكسبها هذا الاسم الجديد وضعاً جديداً فلا يأخذها الروم ، أو لأنه كانت للأقباط كنيسة أخري باسم مار مرقس ، هي كنيسة أخري باسم مار مرقس ، هي كنيسة المعلقة ، إلي جوارها ، في الشمال الشرقي منها . و التي صارت هي الكاتدرائية الكبري الفعلية للأقباط بالمدينة من القرن السابع الميلادي . و في عهد الحملة الفرنسية ( 1800 م ) ، تهدمت الكنائس الثلاث التي كانت موضع الكنيسة المرقسية ، و مر وقت علي الأقباط في الاسكندرية لم يكن لهم كنيسة يصلون فيها ، و نقلت اثار هذه الكنائس إلي كنيسة مار مرقس بمدينة رشيد . فما هو تاريخ الكنيسة المرقسية من سنة 1800 م حتي الآن ؟
أ‌- في سنة 1804 م قام البابا مرقس الثامن بتجديد كنيسة القديس .
ب‌- و في سنة 1818 م قام البابا بطرس السابع الجاولي (109) بعمارة كنيسة مار مرقس ، بعدها هدمت الكنيسة التي بناها البابا مرقس الثامن . و ذلك في الموضع الحالي للكنيسة القائمة الآن .و كان المعلم صالح عطا الله قد أخذ قرماناً بعمارتها من محمد علي الكبير .و كرسها البابا بطرس الجاولي و معه القديس الأنبا صرابامون ابو طرحة أسقف المنوفية و البحيرة .
جـ- و في سنة 1869 م قام أراخنة الاسكندرية و اهتموا مع الأنبا مرقس مطران البحيرة في عهد البابا ديمتريوس ( 111) ببناء الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية بدلاً من مبناها الصغير السابق .و تم البناء سنة 1870 م . حتي هدمت سنة 1960( ،و عثر أثناء الحفر علي مقبرة الآباء البطاركة الأولين .
د- و ظلت هذه الكنيسة التي بنيت سنة 1870 قائمة حتي الت قبابها للسقوط ، فاتخذ قرار بهدمها في 19 يناير سنة 1950 م . و تجددت في عهد البابا يوساب الثاني .و أحتفل في 25 سبتمبر 1950 بوضع الحجر الأساسي للكنيسة الجديدة .و في 9 نوفمبر سنة 1952 قام البابا يوساب الثاني بتدشين الكنيسة في حفل تاريخي كبير .
هـ - و في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس أقيم بالكنيسة مذبح رابع باسم مار مينا بالدور العلوي فوق الجناح القبلي للكنيسة تم تدشينه في يونيه سنة 1963 و في عام 1968 تم اعداد مزار مار مرقس السياحي المؤدي إلي مقبرة البطاركة أسفل الكنيسة في الركن الغربي القبلي منها .
و- ويهتم صاحب القداسة البابا شنوده الثالث ( 117 ) بهذه الكنيسة المباركة و تجري حالياً الاستعدادات اللازمة للقيام بتوسيعها لتظهر بالمظهر اللائق بمكانتها .
2-كنيسة القديسين مرقس الرسول و بطرس خاتم الشهداء بسيدي بشر بمدينة الاسكندرية :
بشارع المركز الثقافي و التعاوني الخارج من شارع خالد بن الوليد شاطئ ميامي بمنطقة سيدي بشر تبع قسم المنتزة ،و قد صلي بها أول قداس علي مذبحها يوم عيد الرسل الاثنين 12 يوليو 1971 م .

ـــــــــــــــ

8- كامل صالح نخلة : مار مرقس ص 111 ، 112 .

ـــــــــــــــ

3- كنيسة مار مرقس الرسول بمدينة رشيد ، بمحافظة البحيرة .و هي في التقسيم الكنسي تتبع إيبارشية البحيرة .و تقع بشارع الجيش . و بها ثلاثة مذابح : القبلي لمار جرجس ، و الأوسط لمار مرقس ، و البحري للملاك ميخائيل .و لها حجاب أثري كأحجبة مصر القديمة مطعم بالصدف . و بها عدة ايقونات أثرية . و من أهمها أيقونة للملاك ميخائيل نقلت إليها من كنيسة مار مرقس بالاسكندرية عندما هدمها نابليون عام 1800 ،و هي التي راها الأب فانسليب الدومينيكاني عام 1673 بالاسكندرية . و هي توجد اليوم بمكان مجوف داخل الحائط بطريقة تمنع سرقتها . و من الأيقونات الأثرية ايضاً أيقونة لمار جرجس ، و أخري للصعود .و قد جرت في هذه الكنيسة عمارة في عام 1681 م ، ثم أعيد تجديدها في عهد المعلم إبراهيم الجوهري في أواخر القرن 18 و ذلك عندما كان مراد بك قد امر بهدم كنائس رشيد عام 1785 م .و قد تجددت هذه الكنيسة في عهد الأنبا يؤانس مطران البحيرة ،و مرة أخري في عام 1933 ، و مرة ثالثة في عام 1956 .
4-كنيسة الشهيد مار مرقس بناحية زنارة بمركز تلا بمحافظة المنوفية :
تبع إيبارشية المنوفية ،و ناحية زنارة تقع شرقي مدينة تلا علي الطريق المرصوف بين شبين الكوم و طنطا ،و الكنيسة بدأ مشروعها في أكتوبر 1965 في عهد الأنبا ديوسقورس اسقف المنوفية .
5-كنيسة مار مرقس بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية :
مشروعها يرجع إلي نحو 1971 م .
6-كنيسة مار مرقس بقرية ميت محسن ، مركز ميت غمر ، محافظة الدقهلية ، بدأت في نحو عام 1959 و هي تابعة لايبارشية الدقهلية .

7-كنيسة مار مرقس بالمنشية الجديدة في طريق بهتيم ، بشبرا الخيمة محافظة القليوبية .و قد صلي أول قداس بها في 13يناير سنة 1968 م .
8- الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة بالزبكية ، شارع الكنيسة المرقسية علي مقربة من ميدان رمسيس . بدأ مشروع بناء هذه الكنيسة باهتمام من المعلم إبراهيم الجوهري قبل أن يتنيح عام 1795 م ، و استصدر لها فرماناً من الباب العالي ،و اشتري لها المكان ، و قام بتحديد موقع الكنيسة التي كان يزمع بناءها ، و وضع أساسها ،و بني مسكناً خاصاً بالطبريرك إلي جوارها . و في يوم الأحد 15 سبتمبر سنة 1800 م قام البابا مرقس الثامن (108) بتدشينها علي اسم مار مرقس ، عوضاً عن الدير الذي هدمه الفرنسيون في الاسكندرية . و منذ ذلك الوقت صار هذا الموضع مقراً لبطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . و استمر هذا المبني حتي نقضه البابا كيرلس الرابع أبو الاصلاح (110 ) و في يوم الخميس 28 برمودة سنة 1575 ش (5 مايو سنة 1859 م ) . و ضع أساس الكنيسة المرقسية الحالية التي ما تزال قائمة للآن . و قد قام باتمام مبناها كا من البابا ديمتريوس الثاني (111) و البابا كيرلس الخامس (112) و أجري البابا يوأنس 19 ( 113 ) عمارة في مبانيها .و في عام 1965 قام البابا كيرلس السادس بتجديد واجههتا و رسومها الداخلية علي سقوفها . و ظلت مقراً للكرسي البابوي إلي 14 /11 /1971 م و رسم فيها 8 بابوات . و قد قام قداسة البابا شنوده الثالث بتكملة بناء كنيسة الشهيد اسطفانوس إلي جوارها من الجهة البحرية .
9-الكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس بالعباسية :
تقع بشارع رمسيس إلي جوار مستشفي الدمرداش ، بقسم الوايلي . بدأ مشروع هذه الكاتدرائية في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس (116) حيث وضع حجر اساسها بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في يوم السبت 24 يوليو 1965 ، و في أغسطس 1967 بدئ في حفر الأساسات .و في مساء الاثنين 24 يونية وصلت إلي أرض مصر رفات القديس مار مرقس التي تسلمها و قد مصر من الفاتيكان . و في صباح الثلاثاء 25 يونية 1968 م أحتفل رسمياً بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و الامبراطو هيلاسلاسي و كثير من الضيوف و علي رأسهم غبطة مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس و نيافة الأنبا ثاوفيلس مطران هرر عن كنيسة أثيوبيا و الكاردينال ديفال مبعوث البابا بولس السادس ،و في صباح الأربعاء 26 يونية 1968 احتفل باقامة الصلاة علي مذبح الكاتدرائية الجديدة ،و في نهاية القداس حمل قداسة البابا الراحل رفات مار مرقس الرسول الي حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية . و في عهد قداسة البابا شنوده الثالث (117) الذي أقيم أول بطريرك للكرازة المرقسية في هذه الكاتدرائية باحتفال كبير في يوم الأحد 14 نوفمبر 1971 تم تشييد المنارة ، و ركبت فيها الأجراس ، و تم تشييد الحجرات و المكاتب المتعددة حول المنارة و تحت الكاتدرائية .و أعدت تحت الكاتدرائية كنيستان احداهما البحرية للعذراء و الأنبا رويس و الأخري القبلية للأنبا بيشوي ،و في عام 1973 تمت كسوة أرضية الكاتدرائية بالرخام . و احتفل بافتتاح قاعة اثناسيوس الكبري تحت الكاتدرائية في مايو 1973 تذكاراً لمرور 1600 سنة علي نياحة هذا القديس ، و ما زال إعداد الكاتدرائية و اكمالها يواليه قداسة البابا باهتمامه .
10-كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة :
35 شارع كليوباترا . تمت عام 1925 .
11- كنيسة مار مرقس بحدائق شبرا ، بأرض شريف ، بالقاهرة .
بدأت عام 1953 بمبني مؤقت . ثم بدأ تشييد المبني الحالي عام 1960 و أنشأتها جميعة اصدقاء الكتاب المقدس .
12-كنيسة مار مرقس بالمعادي :
تقع شرقي بحري المعادي 18 ميدان النهضة ، و قد تم بناء الدور الأول منها و أقيم بها أول قداس في الأربعاء 29 ديسمبر 1970 و قد صدر لها في 17 يوليو 1973 القرار الجمهوري رقم 1105 لسنة 1973 بالترخيص ببنائها و نشر بالجريدة الرسمية .
13- كنيسة مار مرقس بحلوان :
وضع نيافة الأنبا بولس اسقف حلوان حجر أساسها في يوم الأربعاء 10 مايو 1972 علي أن يشغل تحتها قاعة باسم قانا الجليل .
14-كنيسة مار مرقس بالجيزة . و يرجع انشاؤها إلي ما قبل 1883 بقليل . و قد أنشأها سلامة بك عجمي إلي جوار منزله . و كان باشكاتب لمديرية الجيزة و كان قد وضع في قلبه أن يبني هذه الكنيسة في الجيزة .

15- كنيسة مار مرقس بمدينة بني سويف ، بمقبل الجديد . يرجع انشاؤها إلي سنة 1952 م . في عهد المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بني سويف السابق .
16- كنيسة مار مرقس بمدينة مغاغة بمحافظة المنيا ، تبع إيبارشية بني سويف و البهنسا ، و تقع بحري مغاغة بمنشية ناصر و بدأت بمذبح للصلاة في نحو نوفمبر 1972 م .
17-كنيسة مار مرقس الإنجيلي بقرية عباد شارونه مركز مغاغة بمحاظة المنيا ، إيبارشية بني سويف و البهنسا ، و يرجع انشاؤها إلي سنة 1929 م .
18- كنيسة مار مرقس ببني سامط ، مركز بني مزار ، محافظة المنيا ايبارشية بني سويف و البهنسا ، ترجع إلي عام 1927 م .

19- كنيسة مار مرقس بمنشاة أبو عزيز عزبة حنضل تبع الفاروقية مركز بني مزار ، محافظة المنيا ، ايبارشية بني سوبف و البهنسا . يرجع انشاؤها إلي سنة 1945 م .
20- كنيسة مار مرقس بكوم مطاي ، مركز مطاي ، محافظة المنيا إيبارشية بني سويف و البهنسا ، ترجع إلي عام 1940 م .
21- كنيسة مار مرقس بمعصرة سمالوط ، مركز سمالوط ، محافظة المنيا غيبارشية المنيا و الأشمونين . دشنت سنة 1947م .
22-كنيسة مار مرقس بالمطرانية بالمنيا ، ترجع إلي عام 1935 م .
23-كنيسة مار مرقس بنزلة بني أحمد ، مركز المنيا ، ترجع إلي عام 1950 م .
24-كنيسة مار مرقس بملوي ، محافظة المنيا ، ايبارشية المنيا و الأشمونين ، ترجع إلي عام 1927م . بناها المتنيح القس منسي يوحنا .
25-كنيسة مار مرقس الصغري القديمة ببني عدي البحرية بمركز منفلوط ، بمحافظة أسيوط ، وط البلدة ، إيبارشية منفلوط . تاريخها عام 1835 م .
26- كنيسة مار مرقس الكبري الجديدة ببني عدي البحرية ، مركز منفلوط محافظة اسيوط ، و تقع بغرب البلدة ،و يرجع تاريخها إلي سنة 1909 م .
27-كنيسة مار مرقس بالمطرانية القديمة باسيوط . شارع المطرانية . انشئت سنة 1909 م .
28-كنيسة مار مرقس بابو تيج ، محافظة اسيوطن ايبارشية ابو تيج . انشئت سنة 1952 م .
29-كنيسة مار مرقس الرسول بالدرب ، شركة السكر مركز نجع حمادي محافظة قنا ، تقع علي الضفة الغربية للنيل . انشئت سنة 1932 م .
30-كنيسة مار مرقس بالمطرانية بقنا . شارع الحميدات . انشئت قبل سنة 1927 .

31- كنيسة مار مرقس بمدينة اسوان . تبع ايبارشية الأقصر و إسنا و أسوان ، و في التقسيم المقترح للإيبارشيات الجديدة ستكون تبع ايبارشية أسوان ، و الكنيسة تقع بالسد العالي بالسيل الجديد قبلي مدينة اسوان ، و قد بدأ مشروعها بمذبح مؤقت للصلاة في نحو عام 1971 ثم تحولت إلي كنيسة مستديمة و صدر لها في 17 يوليو 1973 القرار الجمهوري رقم 1130 لسنة 1973 بالترخيص باقامتها و نشر في الجريدة الرسمية .
هناك مذابح و هياكل ملحقة ، عرفنا منها ثلاثة هي :
أ‌- هيكل مار مرقس بكنيسة المعلقة بالقاهرة . و يقع فوق أحد أبراج الحصن الروماني . و كان يعمل فيه قديماً الميرون المقدس . و حجابه أثري يرجع إلي القرن العاشر .
ب‌- مذبح ملحق بكنيسة العذراء بدقادوس ، مركز ميت غمر ، و بقع بحري الكنيسة ، علي إسم مار مرقس ، و هو حديث البناء .

جـ- هيكل لمار مرقس ملحق بكنيسة العذراء بالمطرانية بالأقصر . دشن يوم 25 فبراير سنة 1934 .
أولاً - في السودان :
1-كنيسة مار مرقس ( القديمة ) بأم درمان . تقع بجوار كنيسة المطرانية الحالية بأم درمان بمنطقة المسالة ، بنيت في نحو عام 1910 م في عهد المتنيح الأنبا صرابامون ، و تستعمل الآن كمقبرة للأساقفة .
2-كنيسة مار مرقس و مار جرجس بالامتداد بالخرطوم . تقع في أرقي أحياء العاصمة السودانية علي أرض واسعة تبلغ 2400 متر قدمتها حكومة السودان لبنائها و احتفل بوضع حجر أساسها في عهد حكومة سر الختم خليفة و حضور الوزراء السودانيين و قاضي القضاة هناك ، و اشرفت الجمعية القبطية بالخرطوم علي جمع التبرعات للبناء ، و قام المتنيح الأنبا يؤانس مطران الخرطوم السابق بتدشينها يوم السبت 6 ابريل 1968 و أقيم بها أول قداس في اليوم التالي الأحد 7 ابريل .
ثانياً - في ليبيا :
كنيسة مار مرقس بمدينة طرابلس . في أثر زيارة قام بها نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة و الخمس مدن الغربية بين أواخر يناير و أوائل فبراير 1972 لكل من الجزائر و ليبيا و تفقد للأقباط العاملين في مدينتي طرابلس و بني غازي قرر قداسة البابا شنوده الثالث انتداب القمص ويصا السرياني لرعاية اقباط طرابلس ثم تلي ذلك زيارة قداسة البابا للجمهورية الليبية يوم الاثنين 27 مارس 1972 و صلي قداسته في الكنيسة الجديدة بشارع الجمهورية زاوية الدهماني بطرابلس في يوم جمعة ختام الصوم 31 مارس سنة 1972 .
ثالثا - في لبنان :
كنيسة السيدة العذراء و مار مرقس بمدينة بيروت : بدأ مشروعها عندما استقر عدد من الأقباط في بيروت و كان يوافيهم أحد رهبان كنيستنا القبطية بالقدس مرة كل شهر يصلي لهم بصفة مؤقتة في كنيسة سيدة الوردية في ناحية قرن الشباك و في عام 1966 إشتري نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي أرضاً مساحتها 1063متر مربع في منطقة سن الفيل بقرب القصر الجمهوري ببيروت و في الأحد 29 أكتوبر 1972 احتفل قداسة البابا شنوده الثالث بإقامة أول قداس بها بحضور عدد من الآباء الأساقفة أثناء زيارة غبطته للبنان .
رابعاً - في الكويت :
كنيسة مار مرقس بمدينة الكويت . تقع إلي جوار كنيسة الكاثوليك في بقعة تطل علي الخليج العربي ، و مبني الكنيسة عبارة عن فيلا صغيرة من طابق واحد حول إلي كنيسة و يحيط بها حديقة صغيرة ،و قد بدأ أول قداس بها يوم أحد الشعانين 2 إبريل 1961القمص انجيلوس المحرقي ( حالياً نيافة الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية ) و معه الشماس المكرس سمير خير ( حالياً نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة و الخمس مدن الغربية ) .
خامساً - في فرنسا :
1-كنيسة مار مرقس بباريس . بدأ الأقباط المقيمون في باريس في نحو عام 1972 يتجمعون لصلاة القداس القبطي في كنيسة تحمل اسم مار مرقس و في نحو أواخر 1973 حصلوا علي مقر دائم تابع للمجمع المسيحي بالسوربون يقع في 8 شارع بلاس دي لاسوربون بجوار جامعة السوربون و هي في طريق يؤدي إليها من شارع سان ميشيل ، و عنوانها :
Communauten Chretienne de Sorbonne 8 Place de la Sorbonne.
Paris 5e. Metro: luxembourg.

2-منسك القديس مرقس ببلدة : :Le Revest- Les - Eaux
هو مقر أسقفية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بفرنسا التي رسم لها قداسة البابا شنوده الثالث نيافة الأنبا مرقس أسقف مرسيليا و طولون و كل فرنسا في الأحد 2 يونية 1974 و يساعده الخوري ابسكوبوس الأنبا اثناسيوس ،و يشتمل هذا المنسك علي كنيسة باسم والدة الإله و علي متحف به ايقونات قبطية و يونانية و رسمية و مجموعة من الأواني مثل الكؤوس و الصلبان و عظام القديسين ، و عنوانه :
Fontanieu - 83760 - Le Revest Les Eaux.

سادساً - في كندا :
1- كنيسة مار مرقس بمدينة تورينتو . رسم لها أول كاهن قبطي هو القس مرقس إلياس في الأحد 9 أغسطس 1964 .
2- كنيسة مار مرقس بمدينة مونتريال . رسم لها أول كاهن قبطي هو القس روفائيل يونان في الأحد 12 مارس 1967 ، و أول قداس اقيم بهذه المدينة كان في يونيو 1967 .

سابعاً - في الولايات المتحدة الأمريكية :
1- كنيسة مار مرقس بمدينة جيرسي سيتي . في شهر مارس 1970 تمكن عدد من الأقباط المهاجرين في جيرسي سيتي و نيويورك من شراء مبني أحد الكنائس التي يعود بناؤها إلي عام 1882 من إحدي الطوائف و حولوها إلي كنيسة قبطية و اقام لهم القس روفائيل يونان أول قداس بها في يوم 22 مارس 1970 ، و في يوم الثلاثاء 4 أغسطس 1970رسم لها القس غبريال أمين و في الأحد 13 سبتمبر اقام بها أول قداس قبطي منتظم في الكنيسة ، و عنوانها :
Coptic Orthodox Church of Saint Mark, 427 West Side Ave Jersey City, N.J. 07304, U.S.A.

2- كنيسة مار مرقس الرسول القبطية بمدينة لوس أنجلوس . صلي أول قداس بهذه المدينة في يوم عيد مار مرقس الجمعة 8 مايو 1970 بكنيسة مار أفرام للسريان الأرثوذكس بالمدينة و أقيم أول قداس بمبني هذه الكنيسة في يوم عيد حلول الروح القدس في الأحد 14 يونيو 1970 ، و خدم بها بعض الآباء الكهنة من القاهرة و الاسكندرية حتي سيم عليا القس أنطونيوس لطيف حنين.
ثامناً- في استراليا :
كنيسة مار مرقس بمدينة سيدني : بدأت في قاعة كبيرة تابعة للكنيسة الأسقفية في منطقة روتي هل بسيدني و افتتحها نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات في يوم السبت 8 يوليو 1972 و يصلي بها حتي الآن كهنة منتدبون من كنائس القاهرة ، و حالياً اشتري الأقباط كنيسة قديمة في غرب سيدني يصلون بها .
تاسعاً - في اثيوبيا :

توجد كنائس كثيرة باسم مار مرقس الرسول و اشهرها كنيسة للقديس بأديس أبابا ، كما يوجد أيضاً بأديس أبابا دير لمار مرقس رئيسه ابا ولدا جبريل . و في اثيوبيا مدينة تسمي دبرا مرقس أي جبل مرقس .
أولاً - طائفة الروم الأرثوذكس :
لهم للقديس كنيسة واحدة أثرية بحارة الروم . كانت مقراً لبطاركة الروم الملكيين ، عندما انتقلت بطريركيتهم من الاسكندرية إلي القاهرة و استقرت في حارة الروم ، حيث نقلت معها مكتبة كبيرة من المخطوطات من مخلفات الاسكندرية نقلت الآن ثانية إلي الاسكندرية . و هذه الكنيسة لا يوجد بها الآن أروام و إنما الحق بها ملجأ لعجزة الأروام . و ربما كانت هذه الكنيسة هي الدير الذي ذكره الواقدي باسم دير الجبل المقطم ، أو دير مرقس . و للأروام في بورسودان كنيسة باسم القديس .
ثانياً - طائفة الأقباط الكاثوليك :
لهم كنيسة واحدة للقديس باسم المرقسية بمدينة الاسماعيلية ، بعرايشية مصر ، بشارعي المنوفية و القليوبية.
ثالثاً - طائفة اللاتين الكاثوليك :
لهم ثلاث كنائس باسم القديس مرقس .
1- كنيسة سان مارك بالاسكندرية بالشاطبي ، حول مدرسة سان مارك التي بنيت سنة 1928 محل مدرسة أخري باسم سانت كاترين .
2- كنيسة سان مارك شبرا - شارع البعثة - تابعة للارسالية الأفريكانية بنيت سنة 1907 .
3- معبد سان مارك بمدرسة اليسوعيين بالمنيا .
رابعاً - الطائفة الأسقفية الانجليكانية ( الانجليزية ) :
لهم كنيستان باسم القديس :
1- كنيسة بالاسكندرية بالمنشية بميدان التحرير . وضع أساسها سنة 1839 م و تم بناؤها سنة 1855 .
2-
كنيسة ثانية للقديس بالابراهيمية - شارع هرموبوليس بالاسكندرية .
كان يوجد بمصر ثلاثة أديرة باسم مار مرقس ،و قد اندثرت جميعاً و هي :
1- دير مار مرقس المعروف باسم " دير أسفل الأرض " : و كان موضع الكنيسة المرقسية الحالية بالاسكندرية و ما يجاورها .و كان في يد الملكيين حيناً - ثم رجع إلي ملكية الأقباط .
*و يقول عنه أبو المكارم ( 1208 م ) في كلامه عن قسمة الكنائس بعد سنة 644 م . [ و قسمت بيع الاسكندرية … و خص الملكية جسده و دير أسفل الأرض نو جعل الجسد فيه … و ذكر أنه دار البقر التي استشهد بها بها الطاهر مرقس ] ( 9 ) .
*و ورد ذكر هذا الدير أيضاً في رحلة برنار الحكيم ، الراهب الفرنسي نحو عام 870 م فيقول [و وراء الباب الشرقي دير القديس مرقس . و يعيش الرهبان في تلك الكنيسة التي كان فيها مدفنه ] ( 10) .
ـــــــــــــــــ
10- بتلر : فتح العرب لمصر ( ترجمة فريد أبو حديد ) ص 322 . 9- Fol 94 P. & V .
ـــــــــــــــــ
* و يذكر بيير بيلون دي مانز و هو سائح فرنسي زار مصر سنة 1527 أنه [ يوجد دير به رهبان قبط ، و به دار البطريرك . و بجواره كنيسة لهم ، و هي المكان الذي كان يوجد به جسد القديس مرقس قبل أن يسرقه البنادقة ] (11) .
*و بالمتحف القبطي يوجد ستر لتغطية المذبح مكتوب بأسفله [ وقفاً علي دير القديس العظيم مار مرقس الانجيلي بالمرقسية عمل سنة 1173 ] (12).
*و ورد عن البابا بطرس السادس (106) [ ثم توجه إلي الاسكندرية ( سنة 1722 م ) و قبل رأس مار مرقس الانجيلي . و لما اراد الرجوع علم أن جماعات بالاسكندرية تكلموا علي الرأس المقدسة فأحفاها في الدير في ذلك الوقت ] (13) .
*و قد أورد توفيق اسكاروس في مؤلفه " نوابغ القباط و مشاهيرهم في القرن التاسع عشر " ( جـ 1 ص 284 ) الحجج الخاصة بملكية الأقباط لهذا الدير ، و بناء سوره .
*و اخر عمارة جرت بهذا الدير كانت سنة 1818 م ، و رد ذكرها في كتاب عمل الميرون في الكلام عن أنبا بطرس الجاولي ( 109) [ … و و صلت إليه البشري بعمارة دير مار مرقس الذي كان قد هدمه الفرنسيس ( أي الفرنسيون ) عند دخولهم . و قد أصدر محمد علي باشا فرماناً بعمارته إلي المعلم صالح عطا الله أحد الأعيان … و أعانته القدرة العلوية وكملت عمارة الدير …] .
2-دير مار مرقس المعروف باسم دير الجبل المقطم :
و هو تابع للأقباط ،و قد ذكره الواقدي (823 م ) في كتاب فتوح الشام فقال عنه [ … و كان مفروضاً علي رهبانه اليعاقبة رئيساً ملكانياً من الشام فرضه عليهم المقوفس ] .
3-دير القديس مرقس الإنجيلي بحاجر الأقصر :
هذا الدير عثرت عليه حديثاً بعثة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية في جرنة ماراي بالقصر و تبلغ مساحته 400 متر مربع و يضم كنيسة و بضع قلالي و يرجع تاريخه إلي القرن الخامس أو السادس الميلادي و كانت الحفائر قد بأت به عام 1971 و أنتهت البعثة من دراسة محتوياته و قد عثر به علي نحو ألفين من الاوستراكا .

- تاريخ أبي شاكر بن الراهب .

ـــــــــــــــ

ليس المقصود بهذا الفصل حصر المذابح التي علي اسم مار مرقس ،و إنما قصدنا الكلام علي ثلاثة مذابح هامة في تاريخ الكنيسة كانت تحمل اسمه .

ورد عنه في تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع .و قال عنه أبو المكارم (1208م ) [ و كان أنبا مينا البطريرك و هو الحادي و الستون ( 956 - 974 م ) و قد عمل مذبحاً علي اسم مار مرقس بمحلة دانيال التي كان يسكنها البطاركة .و رفع عليه الميرون ، لخوف الطرقات من الغلاء في ابتداء خلافة المعز ] .و كانت محلة دانيال ضيعة من أعمال تيدا ( تبع كفر الشيخ ) و قد اندثرت . و ورد في سيرة أنبا مينا في تاريخ البطاركة ، عن سبب سكناه في محلة دانيال ، إنه في زمن الخليفة المعز ( 972 - 974 ) حدثت مجاعة عظيمة ،و أعداد كبيرة من الناس هلكت ، و كراسي اسقفية خلت . حتي أن البطريرك نفسه اضطر أن يسكن في مصر السفلي ( الدلتا ) . و كانت تعوله هو و رفاقه امرأة غنية في تلك القرية .
و قد ورد ذكره في طقس عمل الميرون في عهد البابا مرقس الثالث ( سنة 1167 م ) و ربما يرتبط تاريخه بدخول رأس القديس مرقس البشير إلي دير أبا مقار بعد حوداث نهب الكنائس في عام 1013 م حيث كان البابا زخارياس (64 ) مقيماً في ذلك الدير … و هذا المذبح يسمي الآن بهيكل يوحنا المعمدان لأن تحته مغارة موصدة ، مدفون بها جسدا اليشع النبي و يوحنا المعمدان : بعد خراب كنيستهما عام 1321 و تحولها في القرن الذي يليه
إلي جامع النبي دانيال بالاسكندرية .

و هو الهيكل البحري حيث كشف بروفسور واتيمور سنة 1930 عن صورة رائعة لمار مرقس (14) .
ـــــــــــــ
14-Otto Meinardus : Monasteries P. 77.
ـــــــــــــ

إننا في كل مرجع ، نأخذ الحق الذي فيه . و ان وجد ما لا يوافق الحق ، فإننا نتركه أو نرد عليه إذا لزم الأمر . لذلك لسنا مقيدين بكل ما في الكتب التي قرأناها …

1-الكتاب المقدس بعهديه .

2- The Holy Bible, Revised Standard Version, 1952.
3- Eusebjus : Ecclessiastical History .
4- St. Jerome : Lives of I llustrious Men .
5- Le synaxaire Arab - Jacobite, Redaction Copte ed. Rene Basset ( Patrologia Orientalis ) :
6- P atrologia Orientalis: History of the Patriarchs.

7- Schaff: The History of the Christian Church, Michigan, 1955 .
8- Les Saints d Egypte , par Paul d Orlean Cheneau, Jeerusalem, 1923

1- ابن السباع (العلامة يوحنا بن زكريا ) الجوهرة النفسية في علوم الكنيسة - طبع سنة 1618ش
2- ابن كبر : مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة .
3- ابو المكارم (الشيخ المؤتمن سعد الله جرجس بن مسعود) 1208م ( الجزء المطبوع له باسم ابي صالح الأرمني . نشرة ايفتس 1895 م ).
4- د. أسد رستم : كتاب كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمي .
5- مار أغناطيوس يعقوب : تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية .
6- إيريس حبيب المصري : قصة الكنيسة القبطية .
7- الأنبا ايسيذيروس : الخريدة النفسية في تاريخ الكنيسة سنة 1923 م .
8- الأنبا ايسيذيروس : حسن السلوك في تاريخ البطاركة و الملوك 1898 م .
9- بتلر : فتح العرب لمصر ( ترجمة فريد ابو حديد ) .
10- الأب بطرس فرماج اليسوعي : مروج الأخيار في تراجم الأبرار (1880م).
11- حبيب جرجس : القديس مرقس الرسول مؤسس الكنيسة المصرية . (و يشمل ما كتبه ساويرس أسقف نستروة ).
12- د. حسن سليمان : ليبيا بين الماضي و الحاضر ( 1962 م ) .
13- د. زاهر رياض : كنيسة الاسكندرية في افريقيا ( 1962 م ) .
14- فرنسيس العتر : ( مع سليم سليمان ) : " مختصر الأمة القبطية " .
15- فرنسيس العتر : مجلة الصخرة سنة 1951 (مقالات عن مار مرقس ).
16- كامل صالح نخلة : تاريخ القديس مار مرقس البشير ( 1949 م ).
17- كامل صالح نخلة : تاريخ و جداول بطاركة الاسكندرية القبط .
18- كامل صالح نخلة : سلسلة تاريخ البطاركة (نشره دير السريان ) .
19- المقريزي : القويالأبريزي للعلامة المقريزي (1898 م ) .
20- مكسيموس مظلوم : كنز العباد الثمين في أخبار القديسين ( بيروت 1868 ).
21- الشماس منسي يوحنا : تاريخ الكنيسة القبطية .
22- أنبا يوساب أسقف فوه : تاريخ البطاركة (مخطوطة).
23- يوسيفوس : تاريخ اليهود .

32- Encyclopedia Britannice .
33- La Rousse .
34- The Oxford Dictionary of the Christian Church by Cross, London, 1958.
35- Iconographie de art Chretien, par Louis Reau, Universitaires de France, Tome III.

36-محمد رمزي : القاموس الجغرافي للبلاد المصرية .

37-دليل المتحف القبطي .
38-قطمارس الكنيسة القبطية .
39-الخولاجي المقدس .
40-الابصلمودية المقدسة السنوية .
41-دورة الصليب و الشعانين .
42-كتاب التماجيد المقدسة .
43-كتاب الأبصاليات و الطروحات الواطس و الآدام .
44-قسمة الأسقف و المطران و البطريرك ( مخطوطة ).
45- تكريس البطاركة ( مخطوطة ).

46- Hastings Dictionary of the Bible , 1906

47-د . بطرس عبد الملك و اخرون : قاموس الكتاب المقدس .
48- جورج بوست : قاموس الكتاب المقدس .
49- An lntroduction to the new Testament by E . Goodspeed , Chicago, 1937.
50 - An lntroduction to the new Testament by E . Goodspeed , Chicago, 1937.
51 -The Riddle of the new Testament by sir Edwyn Hoskyns, London 1964 .
52- The Birth of The New Testament by C.F.D Moule , London . 1918.
53 - A Guide To The Gospels by Seroggie , London . 1948 .
54- The Gospel accrding to mark py Camplel Morgan, London.
55- The Gospel of Mark by Erdman.

56- اتفاق البشيرين ( بيروت 1876م ).
57- ابن الصليبي (مار ديونسيوس يعقوب 1149م )
الدر الفريد في تفسير العهد الجديد .
58-تفسير المشرقي جـ 1 .
عدا بعض مراجع أخري ورد ذكرها في أمكنتها .

صفحة
مقدمة
الفصل الأول : نشأة مار مرقس
الفصل الثاني : مرقس الرسول كاروز للمسكونة كلها و ليس مصر فقط
الفصل الثالث : مار مرقس مع بطرس الرسول
الفصل الرابع : مار مرقس مع بولس الرسول
الفصل الخامس : مار مرقس و الخمس مدن الغربية
الفصل السادس : مار مرقس و كنيسة الاسكندرية
الفصل السابع : استشهاد القديس
الفصل الثامن : معجزات مار مرقس
الفصل التاسع : رأس مار مرقس و جسده
الفصل العاشر : مرقس الرسول في التسبحة و القداس و صلوات الكنيسة
الفصل الحادي عشر : قداس مار مرقس
الفصل الثاني عشر : تأثير مار مرقس علي الفن
الفصل الثالث عشر : كرسي مار مرقس
الفصل الرابع عشر : مار مرقس و كلية اللاهوت
الفصل الخامس عشر : إنجيل مرقس
الفصل السادس عشر : اسم مار مرقس
الفصل السابع عشر : الكنائس و الآثار التي تحمل اسم مار مرقس
المراجع

7
9

20
26
33
43
52
62
66
70

81
92
93
97
107
111
134

139
160