منتدى ام النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 من وحي الميلاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:14 pm

الكتاب : من وحي الميلاد .
المؤلف : البابا شنوده الثالث .
التاريخ : نوفمبر 1987 م .
المطبعة الأنبا رويس بالعباسية .
رقم الإيداع بدار الكتب 1754 / 1983
جميع حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

القيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالعباسية مساء الجمعة 28 / 11 /1980





بسم الآب و الإبن و الروح القدس - الإله الواحد اَمين
أود أن أكلمكم في هذه الليلة عن : إحدي بركات التجسد الإلهي ، و هي مباركة الطبيعة البشرية : و أعني بهذا أن السيد المسيح ، لما لبس طبيعتنا ، بارك هذه الطبيعة . و لذلك نقول في القداس الإلهي ( الغريغوري ) " و باركت طبيعتي فيك " ... فالطبيعة البشرية - بتجسد السيد المسيح - لم تعد طبيعة فاسدة . و كما قال القديس أثناسيوس الرسولي : إن الإنسان خلق علي صورة الله و مثاله . و لكنه فسد الخطية ، و فقد صورته الإلهية . فجاء السيد المسيح يقدم للإنسان صورة الله مرة أخري في الطبيعة البشرية التي لبسها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:14 pm

عادت الى صورة الله
بارك هذه الطبيعة ، لتعود كما كانت : صورة الله و مثاله . و لذلك فإنه في هذه الطبيعة ذاتها ، عالج كل الضعفات التي وقع فيها الإنسان الأول ، كما عالج ضعفات الإنسان بصفة عامة .
واعطى طبيعتنا روح القوة
أخذ الطبيعة الضعيفة المهزومة ، و أعطاها روح القوة . هذه الطبيعة الساقطة المغلوبة المهانة ، باركها الرب و أعطاها قوة لم تكن لها . و لذلك فالإنسان في المسيح يسوع لم يعد إنساناً ضعيفاً ... تصوروا إنساناً مثل بولس الرسول يقول " أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ( في 4 : 13 ) . حقاً ، من يجرؤ أن يقول " استطيع كل شئ " ؟! يقولها من يناجي الرب بعبارة " باركت طبيعتي فيك ". لأن من يؤمن بعمل المسيح فيه ، يعرف أيضاً قول الكتاب " كل شئ مستطاع للمؤمن " ( مز 9 : 23 ) . و من بركات الرب التي بارك بها طبيعتنا ، أنها :
صارت هيكلا للروح القدس
و هذه الطبيعة المباركة أمكن أن تكون هيكلاً للروح . الروح القدس أصبح يحل في هذه الطبيعة لابشرية ، بسر المسحة ، سر الميرون . و أصبحت أداة لينة طيعة في يد الروح القدس يعمل بها عجائب . و تظهر فيها ثمار الروح ( غل 5 : 22 ) . و اصبحت أيضاً مجالاً لمواهب الروح ( 1 كو 14 ) ... و هكذا أصبح جسد الإنسان هو هيكل للروح القدس ( 1 كو 7 : 19 ) . و بارك الرب هذا الجسد أيضاً ، فأصبح له . هذا الجسد الساقط ، الذي اشتهي الثمرة المحرمة و أكل منها ، و الذي كثرت شهواته فيما بعد ، و الذي ارتبط بالمادة و خضع لها ... لما بارك السيد المسيح طبيعتنا البشرية ، لم يعد هذا الجسد فاسداً كما كان من قبل . بل إن القديس بولس الرسول يقول : مجدوا الله في أجسادكم ، و في أرواحكم التي لله ( 1 كو 6 : 20 ) . أي أن هذا الجسد لما بوركت طبيعتنا ، صار أداة لتمجيد الله ، و صار لله . و كيف تبارك هذا الجسد ؟ و متي ؟ تبارك لما لبس الرب جسداً ( يو 1 : 14 ) ، لما أخذ الجسد و اتحد به في طبيعة واحدة ... هناك فارق كبير بين العهد القديم و الجديد ، خذوا مثالاً له : في العهد القديم كان من يمس جسد ميت يتنجس ( لا 21 : 1 ) ، ذلك لأنه يمس جسداً مات و هو تحت حكم الدينونة ، بم تبرأ من خطيته بعد ، بل سيذهب إلي الجحيم ... أما في العهد الجديد ، لما بارك الرب طبيعتنا ، تغير الوضع تماماً . أصبحنا نلمس أجساد الذين انتقلوا ، فنتبارك بها . لقد قدس الرب طبيعتنا بدمه الطاهر ، و حمل الخطايا التي كانت تنجس هذا الجسد ... و هكذا أصبحنا نتبارك من عظام القديسين . و لم يعد لمس جسد الميت نجاسة كما كان الأمر في العهد القديم ... السيد المسيح لما بارك طبيعتنا ، و بارك الجسد إذ اتحد به ، أرانا أن الجسد يمكن أن يسلك بطريقة روحانية ، و أن الجسد يمكن أن يخدم الله كما تخدمه الروح ، و أن طبيعتنا البشرية كلها ، جسداً و روحاً و نفساً يمكن أن تكون مقدسة و طاهرة ... إننا نتعب حينما تسيطر الخطية علي الجسد ، و تستخدمه لأغراضها . فالعيب إذن في الخطية ، و ليس في الجسد ... و حتي لو خضع الجسد للخطية ، لا يكون العيب في الجسد ذاته كطبيعة ، إنما العيب هو في هذا الخضوع . أما الجسد فقد باركه الرب و قدسه . و من اهتمام الله بهذا الجسد ، انه سيقيمه في اليوم الأخير ، و سينعم عليه بأن يكون جسداً نورانياً روحانياً ، يتجلي في مجد ... ماذا فعل السيد المسيح أيضاً ، لما بارك طبيعتنا فيه ؟ لقد قدس الرب جميع غرائز الإنسان . كل ما في الطبيعة البشرية أصبح طاهراً " كل شئ طاهر للطاهرين " . قدس الرب الأكل لما أكل ، كما قدس الصوم لما صام . قدس الراحة و التعب . قدس النوم و الصحو ، لما مارس كل هذا ... السيد المسيح الوديع الهادئ ، الذي " لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته " ، قدس الوداعة و الإتضاع بوداعته و اتضاعه ... و أيضاً قدس الغضب ، لما أمسك سوطاً و طرد الباعة من الهيكل ... و أرانا أن الغضب يمكن أن يكون مقدساً ... و ذلك إذا ما استخدم حسناً ، و من أجل الحق ، و في حدود معينة تجعله بعيداً عن الخطأ ، بل لازماً في بعض الأحيان . و قدس الرب كل الأعمال البشرية التي مارسها . قدس الخدمة و الكرازة ، تماماً كما قدس الوحدة و التأمل . ذلك أنه سلك الأمرين معاً ، إذ كان يقضي الليل في الصلاة في الجبل في بستان جثسيماني . و في نفس الوقت كان يجول يصنع خيراً ، يطوف المدن و القري يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض ( مت 4 : 23 ) .
الطبيعة التى تغلب الشيطان
في الطبيعة البشرية التي باركها المسيح ، أعطانا روح الغلبة . أعطانا أن نغلب العالم و نغلب الشيطان . الطبيعة الأولي الساقطة أيام اَدم ، كانت تخاف الشياطين . و كان الشيطان رعباً للبشر ، و قد تعود أن يسقطهم . و لذلك قيل عن الخطية إنها " طرحت كثيرين جرحي و كل قتلاها أقوياء " ( أم 7 : 26 ) . ذلك لأن الشيطان استهان بالطبيعة البشرية ، فلم يفلت من بين يديه أحد من البشر . " الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله " " ليس من يعمل صلاحاً . ليس و لا واحد " (مز 14 : 3 ) . و استمر الحال هكذا ، و الشيطان مسيطر . حتي صار لقب الشيطان هو " رئيس هذا العالم " ( يو 16 : 11 ) . و كان الشيطان يفتخر بإسقاط بني البشر ، حتي أنه وقف متحدياً في قصة أيوب الصديق ، و قال عنه للرب مرتين " و لكن ابسط الأن يديك ... فإنه في وجهك يجدف عليك " ( أي 1 : 11 ، 2 : 5 ) . كان الشيطان يفتخر بأنه اسقط الكل ، أو يستطيع أن يسقطهم ...! إلي أن لبس المسيح طبيعتنا البشرية ، و استطاع فيها أن يقول " من منكم يبكتني علي خطية ؟! " ( يو 8 : 46 ) . و استطاع أيضاً أن يقول : " رئيس هذا العالم يأتي ، و ليس له في شئ " ( يو 14 : 30 ) . و لأول مرة يجد الشيطان نفسه مهزوماً . ليس فقط حينما قال الرب عنه " رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء " ( لو 10 : 18 ) . و إنما أيضاً أحس الشيطان بالضعف و الفشل في التجربة علي الجبل ( مت 4 ) . هزمه كإبن للإنسان ، نائباً عن طبيعة الإنسان . في كل المواضع التي انهزم فيها الإنسان الأول ، إنتصر المسيح علي الشيطان . و رأي الشيطان أمامه طبيعة أخري يقف عاجزاً أمامها ... و كان سهلاً علي الشيطان في كل حروبه مع السيد المسيح ، أن يقبل إنهزامه أمام إبن الله ... أما أن ينهزم أمام " إبن الإنسان " ، فكان هذا أمراً يغيظ الشيطان و يتعبه . و أصر السيد المسيح علي استخدام لقب " إبن الإنسان " ، علي اعتبار أنه جاء نائباً عن الإنسان ، ليس فقط في دفع ثمن خطية الإنسان ، إنما ايضاً بتقديم صورة طاهرة للإنسان ترضي قلب الله الآب ، كما ترمز تقدمة الدقيق في سفر اللاويين ( لا 2 ) ... الإنسان الطاهر المنتصر الذي يقول : باركت طبيعتي فيك . أراد الرب أيضاً أن يشعرنا أن طبيعتنا يمكن أن تنتصر . و هكذا رفع الرب معنوياتنا ، و أعطانا الرجاء في حياة الغلبة . و قال لنا : " في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 ) . و لكن أي رجاء يعطينا ، أنك قد غلبت العالم ؟ نحن نعلم تماماً أنك قادر أن تغلب العالم ، فأنت القادر علي كل شئ . و لكن كنا نود أن نسمع منك عبارة " ثقوا أنكم ستغلبون العالم " ... و لكن الرب يشرح لنا ما هو المقصود بقوله " ثقوا أنا قد غلبت العالم " ... و كأنه يقول : أنا قد غلبته كإبن للإنسان . غلبته بهذه الطبيعة البشرية التي لبستها ، و أعطيت لهذه الطبيعة القدرة علي حياة الغلبة . غلبت العالم بطبيعتكم ، كعربون لكي تغلب طبيعتكم العالم . صار ممكناً منذ الآن أن الطبيعة البشرية تغلب العالم ، بعد أن غلبته أنا فيها ...حقاً يارب : باركت طبيعتي فيك ... و أعطيتني أنا الإنسان الضعيف طبيعة جديدة قادرة أن تغلب العالم ... طبيعة يقف أمامها الشيطان خائفاً منها ، بعد أن كانت خائفة منه . أصبح يخاف الطبيعة البشرية ليس في شخص المسيح فقط الذي اتحد بها لاهوته ، إنما أيضاً في أشخاصنا نحن البشر الذين الرب طبيعتنا . و لنتأمل هذه الطبيعة البشرية المباركة التي يخافها الشيطان ...

طبيعة تنتصر على الموت
قال السيد المسيح لتلاميذه و هو يرسلهم للخدمة " إكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات " . هذه حرب تعلن ضد الشيطان ، و لكنها قد لا تخيفه . فماذا ايضاً ؟ قال لهم " أقيموا موتي . أخرجوا شياطين " ( مت 10 : 7 ، 8 ) . حقاً هنا يكمن الخوف للشيطان . و لكن هل هناك ارتباطا بين هاتين العبارتين : " أقيموا موتي . أخرجوا شياطين " أي ارتباطا بينهما ؟ واضح أن عبارة " أخرجوا شياطين " فيها سلطان علي الشيطان ، رجع بعدها التلاميذ فرحين يقولون للرب " حتي الشياطين تخضع لنا بلإسمك ط 0 لو 10 : 17 ) . و لكن السؤال الهام هنا هو : ماذا يخيف الشياطين في عبارة : أقيموا موتي ؟ الأمر واضح أيضاً : إن الموت هو التحطيم الذي استطاع به الشيطان أن يحطم الطبيعة البشرية . هو أجرة الخطية التي جلبها الشيطان . و لذلك نقول للآب في القداس الإلهي " و الموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس ، هدمته ... " . و الشيطان يظن أن هذا الموت هو نهاية للإنسان . و لكن عندما يري الإنسان يقوم ، يشعر أن عمله الشيطاني بلا نتيجة . علي أن كثيرين قاموا من الموت ، و رجعوا فماتوا مرة أخري مثل إبن أرملة صرفة صيدا ، و إبن الشونمية ، و مثل الذين أقامهم الرسل من الموت . و لكن إقامة الموتي هنا كانت مقدمة لعمل أعظم يحطم كل دولة الشيطان و هو : قيامة السيد المسيح ، التي لا موت بعدها ... هذه القيامة كانت ترعب الشيطان لأنها تهدم كل عمله الذي تعب فيه من قبل . و قد وعدنا الرب أن نقول من الأموات . و حقاً سنقوم في شبه مجد قيامته بجسد روحاني لا يموت . و بهذا الجسد نرث الحياة الأبدية ... غذ بارك الرب طبيعتنا فيه طبيعتنا المائتة ، و هبها الرب ببركته عدم موت ... كما قال الرسول عن جسدنا المائت " هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد . و هذا المائت يلبس عدم موت " ( 1 كو 15 : 53 ) . و هذا الموت الذي من أجله نصب الشيطان كل فخاخه و حبائله ، و كل مكره و حيله ، سوف نغني له و نقول : أين شوكتك يا موت ؟ أين غلبتك يا هاوية ؟ ( 1 كو 15 : 55 ) . و حينئذ تصير الكلمة المكتوبة : ابتلع الموت إلي غلبة ( 1 كو 15 : 54 ) . و شكراً لله الذي يعطينا الغلبة يسوع المسيح ، هذا الذي بارك طبيعتنا فيه ، و أعطانا نعمة الحياة و عدم الموت . إذن كانت إقامة الموتي التي وهبت للتلاميذ هي " بروفة " لتحطيم معنويات الشيطان . هي مقدمة و رمز للقيامة الخالدة التي لا موت بعدها . و ماذا تعني عبارة " لا موت " ؟ تعني لا خطية . لأن أجرة الخطية هي موت ( رو 6 : 23 ) . و نحن كنا أمواتاً بالخطايا . و عدم الموت بالنسبة إلينا ، معناه أن الله قد محا الخطية و لم يعد يذكرها ( أر 31 : 34 ) . و هذا أخوف ما يخافه الشيطان ، لأنه ضياع لكل ثمرة تعبه خلال عصور و أجيال طويلة ... إن عبارة " إين شوكتك يا موت ؟ ! " ، لا شك أنها تتعب الشيطان ... يقول بولس الرسول " إني متيقن أنه لا موت و لا حياة ... تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع " ( رو 8 : 38 ، 39 ) . عبارة " لا موت " أصبحت ترعب الشيطان ، لأن كل عمل الشيطان هو أن يجلب حكم الموت علي الناس . أما في الطبيعة الجديدة التي أخذناها من الرب فإننا نقول : ليس موت لعبيدك ، بل هو انتقال ... حقاً إنك باركت طبيعتي فيك ، و لم يعد الموت يخيفنا ، إذ لم تعد له سيطرة علينا . شوكته قد انتهت ، بعد أن ألغاها السيد الرب بالقيامة . و كأننا حينما نسمع كلمة الموت ، " نموت من الضحك " قائلين له " اين شوكتك يا موت " . و إذ بارك الرب طبيعتنا فيه ، أصبحنا نسخر من الشيطان و دولته . و ماذا أيضاً ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:14 pm

اصبحت انا طبيعة جديدة
و كما قال الرسول " إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة . الأشياء العتيقة قد مضت . هوذا الكل قد صار جديداً " ( 2 كو 5: 17 ) . لقد خلعنا الإنسان العتيق مع أعماله و لبسنا الجديد ( كو 3 : 9 ) . و ما هو هذا الجديد الذي لبسناه يقول الرسول :
لأن جميعكم إعتمدتم للمسيح ، قد لبستم المسيح ( غل 3 : 27 ) . أي مجد هذا ؟ حقاً يارب ، لقد باركت طبيعتي فيك ... أرجعتنا إلي صورتنا الإلهية ، و أصبح إنساننا الجديد هذا يتجدد حسب صورة خالقه ( كو 3 : 9 ) . أصبحت طبيعتنا مؤهلة لأن يحل فيها الروح القدس ، و بحلوله نلبس قوة من الأعالي و كما قال الرب : ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم ( أع 1 : 8 ) . وهذه القوة هي من سمات الطبيعة الجديدة ، و بها نستطيع أن نشهد للرب . و بها لا نخاف الخطية ، و لا نخاف الشياطين ، و لا نخاف الموت . لقد أصبحت الطبيعة البشرية شيئاً اَخر بعد أن باركها المسيح . و لذلك نقرأ عن أشياء عجيبة في الأصحاح السادس من رومية : إنساننا العتيق قد صلب . دفن بالمعمودية ( رو 6 : 6 ، 4 ) . " متنا عن الخطية " ، " ليبطل جسد الخطية " ، " كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية " ، " هكذا نسلك في جدة الحياة " ( رو 6 : 2-6 ) . هذه هي الطبيعة الجديدة ، التي باركها المسيح فيه ، التي خلصها من كل أخطائها ، و غسلها في المعمودية ، لتبيض أكثر من الثلج ( مز 50 ) . لذلك حسناً بشر الملاك بالميلاد قائلاً " ابشركم بفرح عظيم . إنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب " ( لو 2 : 10 ، 11 ) . ما هو هذا الخلاص الذي نلناه في التجسد الإلهي ؟ خلصنا من عقوبة الخطية ، من نتائجها ، من الموت ، من الدينونة ... و لكن هل الخلاص من هذا فقط ؟! كلا بلا شك . لأنه لو خلصنا من عقوبة الخطية و ترك طبيعتنا كما هي فاسدة ، تسيطر عليها الخطية مرة أخري ، و بالخطية الموت ، لقنا ما الذي استفدناه . و لكن السيد الرب عمل معنا ما هو أعظم : فكما خلصنا من عقوبة الخطية ، خلصنا من فساد الطبيعة البشرية . خلصنا من الفساد . هذ هو الأهم . صلب إنساننا العتيق . أماته . لم يعد للشيطان سلطاناً علينا ، بل أعطانا سلطاناً علي جميع الشياطين ( مر 3 : 13 ، مت 10 : 1 ) . أصبحت طبيعتنا لها سلطان علي الأرواح النجسة . و أعطي هذا العربون للتلاميذ أولاً ... لبست طبيعتنا المسيح ( غل 3 : 27 ) فلبست القوة و القداسة . لبست المسيح في المعمودية . و المسيح غلب العالم . وهكذا لبست أنت هذه الغلبة التي في المسيح يسوع ، كما لبست البر الذي في المسيح يسوع ، و لبست القوة التي بها هزم الشيطان و هزم الموت ... هذه هي البركة العظمي التي نالها طبيعتنا ، لما جددها الرب مرة أخري .

بارك المسيح طبيعتنا ، بأن خلصها من كل سقطاتها . كيف كان ذلك ؟ و ما هي السقطات التي خلصها منها الرب ؟ لقد أمسك السيد بكل نقاط الضعف ومواطن السقوط في هذه الطبيعة ، و هزم الشيطان فيها ، ووضع أنفه في الكبرياء ، و أراه هذه الطبيعة البشرية منتصرة في كل شئ ، و مستعيدة صورتها الإلهية . بالطاعة الكاملة للآب ، خلص طبيعتنا من سقطة العصيان . سقطت الطبيعة البشرية في العصيان ، و خالفت الرب ، و تمادت في المخالفة إلي أقصي حد . فجاء المسيح بهذه الطبيعة ، و أعطاها أن تطيع حتي الموت موت الصليب ( في 2 : 8 ) ، و أن تقول لله الآب " لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك " ( لو 22 : 8 ) ، " لا ما أريده أنا ، بل ما تريد أنت " ( مز 14 : 26 ) ، و قال أيضاً " لا أطلب مشيئتي ، بل مشيئة الآب الذي أرسلني " ( يو 5 : 30 ) ، " لأني قد نزلت من السماء ، ليس لأعمل مشيئتي ، بل مشيئة الذي أرسلني " ( يو 6 : 38 ) . و قال أيضاً " طعامي أن أعمل مشيئة الذيس ارسلني و أتمم عمله " ( يو 4 : 34 ) . و علمنا أن نقول للآب في صلواتنا : لتكن مشيئتك . و هكذا قدم السيد المسيح صورة للطبيعة البشرية المطيعة لله ، الذي طعامها أن تفعل وصاياه ، و مشيئتها هي مشيئته . و بذلك صحح الخطأ القديم الذي شوه الطبيعة البشرية منذ اًدم و خلال كل العصور ... و في هذه الطبيعة التي باركها ، هزم الشيطان بطريقتين : هزمه بالضربة القاضية علي الصليب . و غلبه كذلك بالنقط ، بنجاح علي طول الخط ، خلال كل فترة تجسده علي الأرض . و لم يعطه مطلقاً أية فرصة . و أراه أن الطبيعة البشرية التي باركها ، يمكن أن تنتصر عليه . هذا من جهة الشيطان . أما من جهة الله الآب ، فقد أرضاه في التجسد ، إذ قدم له الطبيعة البشرية طائعة له حتي المنتهي . فكان بذلك رائحة سرور للرب ، ليس فقط كذبيحة محرقة ، أو كذبيحة خطية ، فوق الصليب ، إنما أيضاً : كان أيضاً رائحة سرور للآب ، في حياته المقدسة . ناب عن البشرية في تقديم رائحة السرور هذه لله الآب ، في حياة طاهرة ن كاملة في طهارتها و برها و قداستها و طاعتها ... و بهذا أوجد صلحاً بين الآب و البشرية . و كأنه يقول لله الآب : أنا أريد أن أصالحك مع هؤلاء . هم أغضبوك بعدم الطاعة . و أنا بالنيابة عنهم ساقدم لك هذه الطاعة كرائحة سرور أمامك . و بهذا حقق السيد المسيح ثلاثة أهداف بعمل واحد . و هذا العمل الواحد هو حياته المقدسة . و أما الأهداف الثلاثة فهي :
أ‌- حطم أسطورة الشيطان المنتصر ، إذ هزمه و أذل كبرياءه .
ب- أرضي قلب الآب بتقديم الطاعة الكاملة له من الطبيعة البشرية .
ج- رفع معنويات الإنسان . و كيف ذلك ؟
كما رفع داود معنويات الجيش كله ، بهزيمته لجليات . كان كل أفراد الجيش خائفين من ذلك الجبار ، شاعرين بصغر نفس أمامه ، معترفين عملياً و فكرياً بأنهم عاجزون أمامه . فلما ضربه داود و هزمه ، إرتفعت معنويات الكل ، و أدركوا أن غير المستطاع عند الناس ، هو مستطاع عند الله ( مز 10 : 27 ) . و أدركوا أيضاً أن الله لا يتخلي عن أولاده ، و إنما يقودهم في موكب نصرته . و هكذا فعل المسيح في تجسده ، إذ رفع معنويات الطبيعة البشرية ، و أشعرها أن الإنتصار سهل و ممكن أمامها ... و ظهر الإنتصار واضحاً في التجربة علي الجبل ... إنتصار علي المادة و الأكل ، الأمر الذي وقع فيه أبوانا الأولان ... و انتصار علي الكبرياء و محبة المناظر ، برفض منظر أن تحمله الملائكة ، و رفض الملك و السيادة ، و رفض استخدام سلطانه كإبن لله لتحويل الحجارة إلي خبز ... و إذا بالطبيعة البشرية التي سقطت حينما أرادت أن تصير مثل الله ( تك 3 : 5 ) ، أصلح الرب مسارها ، حينما " أخلي ذاته و أخذ شكل العبد ، و صار في الهيئة كإنسان " ( في 2 : 7 ) . و هكذا بارك الطبيعة بالإتضاع ، فخلصها من الكبرياء . خلصها من حب العظمة الذي وقع فيه الشيطان حينما قال " اصير مثل العلي " ( اش 14 : 14 ) ، و الذي أراد أن يوقع به الإنسان حينما قال لأبوينا الأولين " تصيران مثل الله عارفين الخير و الشر " ( تك 3 : 5 ) . و صار الإتضاع بركة ، من يعيش فيه ، يكون في صورة الله المتضع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:15 pm

بارك طبيعنا بالرجاء
أعطاها نعمة الرجاء مهما كانت خطيتها . لأن الشيطان كان يحارب باليأس أيضاً ، كما أهلك به يهوذا الإسخريوطي ... يهوذا هذا الذي ندم علي ما فعله ، و أرجع المال و قال " أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً " ( مت 27 : 4 ) ، عاد الشيطان فأسقطه في اليأس ، في خطيته قطع الرجاء ، فمضي و خنق نفسه ( مت 27 : 5 ) ... كيف باك المسيح طبيعتنا ، و حصنها ضد اليأس : باركها بالرجاء و عدم اليأس ، بقبوله اللص اليمين . قبل إليه هذا اللص ، الذي استمر في شروره إلي اَخر ساعات حياته ، إذ كان يعير الرب علي الصليب مع اللص الآخر كما يروي معلمنا مرقس الإنجيلي ( مز 15 : 32 ) . و لكن اللص اليمين عاد فاستجاب لعمل النعمة فيه ، و بكت اللص الآخر ، و استحق أن يسمع من الرب عبارة " اليوم تكون معي في الفردوس " ( لو 23 : 43 ) . و هكذا خلص اللص أخيراً ، و أصبح مثالاً لمباركة الطبيعة البشرية بعمل الرجاء فيها مهما كانت الظروف المحيطة . فهل من مثال اَخر إلي جوار مثال اللص ؟ نعم هناك مثال : بطرس الذي أنكر المسيح ، كان مثالاً اَخر للرجاء . كان يمكن أن ييأس ، و بخاصة لو ركز علي قول الرب " من ينكرني قدام الناس ، أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات " ( مت 10 : 33 ) . و لكن الرب الذي قال هذا ، هو نفسه الذي قبل بطرس إليه ، بل أعاده إلي رتبة الرسولية بقوله له بعد القيامة " إرع غنمي . إرع خرافي " ( يو 21 : 15 ، 16 ) . حقاً إن الرجاء بركة عظيمة بوركت بها طبيعتنا . فاليأس هو لعنة تورث الحزن ، و تورث الهلاك . أما نحن ففي بركة الرجاء ، نعيش حسب وصية الرسول " فرحين في الرجاء " ( رو 12 : 12 ) . و أولاد الله في هذه الطبيعة التي تباركت بنعمة الرجاء ، ينطبق عليهم قول أشعياء النبي " و أما منتظرو الرب ، فيجددون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور . يركضون و لا يتعبون . يمشون و لا يعيون " ( أش 40 : 31 ) . الله يعطي رجاء ، حتي لطبيعة العاقر التي لم تلد ( اش 54 : 1 ) ز إذن فلنعش في الرجاء ، و في انتظار ملكوت الله . و لا يقل أحد مهما كانت خطيئته : لا فائدة من إصلاحي . إن طبيعتي هكذا ... !


لا تقل طبيعتى هكذا !
لا تيأس من طبيعتك . إنما سبح الرب بعبارة " باركت طبيعتي فيك " . لقد بارك الرب طبيعتك في نواح متعددة ... باركها في المعمودية ، حينما صلب فيها الإنسان العتيق و وهبها جدة الحياة ( رو 6 ) . كما وهبها البنوة لله ( يو 3 : 3-5 ) . و باركها في المسحة المقدسة بحلول الروح القدس ، و باركها بالتطهير المستمر في سر التوبة . و باركها بالتناول من الأسرار المقدسة ، و بنعمة الثبات فيه ( يو 6 : 56 ) . لقد باركها و قدسها ، و أعطاها المواهب و المواعيد . بررها الله و قدسها ، لتكون مشابهة لصورة إبنه ، و مجدها أيضاً ( رو 8 : 29 ، 30 ) . و أهلها للمواهب . و ما أجمل أن نضع أمامنا صورة يوحنا المعمدان الذي وهو جنين إمتلأ من الروح القدس ( لو 1 : 15 ) . و ارتكض في بطن أمه للقاء المسيح ، و امتلأت أمه من الروح القدس ( لو 1 : 41 ) . و ماذا عن طبيعتك أيضاً في مباركة الرب لها ؟ و قدس الرب طبيعتنا في كل مراحل العمر : قدس الطفولة لما مر بهذه المرحلة . و قدس الفتوة و هو فتي . و قدس مرحلة الشباب و هو شاب ، و مرحلة الرجولة و هو رجل ز و قيل عنه أنه كان ينمو . و كان يتقدم ... ( لو 2 : 52 ) . و هكذا قدم لنا مثالية في كل مرحلة من مراحل العمر تمر بها طبيعتنا . و كذلك قدس طبيعتنا في كل الظروف . قدس مواجهة العدو ، لما أتوه للقبض عليه ، فواجههم و قال لهم " أنا هو " ( يو 18 : 5 ،6 ) . و قدس البعد عن الشر بالهروب إلي مصر . قدس الإحتمال لما احتمل ظلم الأشرار . و قدس الجدل البناء لما جادل الكتبة و الفريسيين و الصدوقيين . قدس الصمت لما صمت ز و قدس الكلام لما تكلم . و غذا بطبيعتك البشرية يا أخي تتبارك في كل عمل . و ماذا أيضاً ؟
نالت طبيعتك نعمة البنوة
فالذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ( يو 1 ك 12 ) . و القديس يوحنا الحبيب يتغني بهذا الأمر فيقول " أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتي ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 ك 1 ) . و البنوة تصحبها أيضأً المواعيد ، و الميراث و البركات ... و هذا موضوع طويل لست أري الوقت متسعاً له ... و لكني أقول : كل هذه البركات هي من ثمار التجسد الإلهي . و من ثمار الفداء الذي كان هدف التجسد ايضاً . و في هذه البركات يقول لنا الرب " لا أعود أسميكم بعد عبيداً بل احباء " ( يو 15 : 15) . له المجد في محبته من الآن و إلي الأبد اَمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:15 pm


ألقيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية الكبري العباسية مساء الجمعة 11/ 1 / 1980


بسم الآب و الإبن و الروح القدس - الإله الواحد اَمين



مع أن الله هو المعطي ، و المعطي للكل ، لأنه مصدر كل خير ، إلا أننا كثيرتاً ما نري المخلوق يعطي للخالق ! ففي قصة الميلاد قدم المجوس للمسيح هدايا ذهباً و لباناً و مراً . ولم يكن المجوس الوحيدين الذين قدموا للمسيح . ففي معجزة إشباع الجموع قدم له طفل خمس خبزات و سمكتين ... و في قصة القيامة نري النسوة قد قدموا له الحنوط و الأطياب ، بينما يوسف الرامي قد قدم له مقبرته الجديدة كي يدفن فيها . و المرأة الخاطئة قدمت دموعها و شعر رأسها لتمسح قدميه . و يوحنا الحبيب قدم راسه لتتكئ علي صدر المسيح ... و مريم العذراء قدمت كل شئ ...
و في العهد القديم نري كثيرين قدموا تقدمات للرب ... و أول إنسان ذكر الكتاب أنه قدم للرب شيئاً هو هابيل الصديق، الذي قدم له محرقة " من أبكار غنمه و من سمانها " ( تك 4 ) . و إبراهيم أوب الآباء ذهب ليقدم إبنه الوحيد . و كثيرين غيره قدموا تقدمات . و كانت هذه التقدمات تسمي أيضاً ( قرابين ) . سميت قرابين ، لأنهم يتقربون إلي الله . و كثرت في العهد القديم الذبائح و المحرقات و التقدمات و القرابين . و كان الله يقبلها ، إن كانت من قلب نقي ... و في الأصحاح الأول من سفر أشعياء النبي ، رفض الله التقدمات التي قدمها الأشرار لأن أيديهم ملآنة دماً ( اش 1 : 11- 15 ) . و لكن لماذا قبل الرب تقدمات القديسين ؟ كانت تعبيراً عن الحب و تقديم القلب لله . و كانت تحمل أحياناً شعور الإنسحاق و الإعتراف بالخطية ، كما في ذبائح الخطية و ذبائح الإثم و المحرقات التي قدمها أيوب عن أبنائه ( أي 1 : 5 ) .و نحن و نحن نقف في عجب ، حينما نري المخلوق يقدم شيئاً للخالق ...! فالخالق يملك كل شئ . و كل ما يملكه الإنسان هو من عنده ... و لكن الأعجب أن الخالق ، كان هو الذي يطلب ! فهو الذي قال عن خليقته : " و لا تظهروا أمامي فارغين " ( خر 23 : 15 ) . و هو الذي وضع شرائع العشور و البكور و النذور ... و البخور ... و هو أيضاً وضع الشرائع الخاصة بالذبائح و المحرقات ... و في كل ذلك لم يكن يريد هذه التقدمات في ذاتها ، إنما كان يريد القلب ، و ما يحمله من مشاعر حينما يقدم شيئاً . لذلك قال " يا أبني أعطني قلبك " أي أعطني حبك ... إن كانت تقدماتك خالية من الحب ، فأنت لم تقدم شيئاً . أما إن قدمت حبك ، فحينئذ تكون قد قدمت كل شئ . و كل ما تقدمه بعد ذلك ، يكون نابعاً من الحب ، سواء كان شيئاً مادياً كالعشور ، و لكن وراءه المحبة و الشفقة و الحنو ... أو كان تقدمة روحية كالصلاة ، و فيها أيضاً الحب و الإشتياق إلي الله ... مشاعرك و أنت تقدم ، أهم مما تقدمه ... فافحص إذن مشاعرك ، و تأكد من نقاوتها ، و تأكد من عاطفة الحب فيها . و ثق أن الله هو فاحص القلوب ، و يعرف داخلك تماماً ، لذلك هو يقبل منك إن كانت مشاعر القلب سليمة . إن الله لا تهمه الكثرة أو القلة فيما تعطيه ، إنما يهمه قلبك ، لذلك ذكر أن التي أعطت الفلسين قد أعطت أكثر من الجميع ، لأنها أعطت من أعوازها ، و فضلت الله علي نفسها ... و لنتأمل هذا أيضاً في تقدمة المجوس ... هؤلاء المجوس الذين أتوا إلي السيد المسيح من بلاد بعيدة ، جاءوا إليه عن حب : ساروا المسافات الطويلة حتي وصلوا إليه . و من أجله دخلوا في بلاد غريبة عليهم ، تعرضوا فيها للموت و الهلاك ، غذ كان ممكناً أن يغدر بهم هيرودس الملك أو بعض أتباعه ... كانوا مشتاقين إلي الرب ، تواقين لرؤية هذا المولود الذي دهم عليه النجم . و قد ملك هذا الإشتياق كل قلوبهم ، فسعوا إليه لا يفكرون إلا فيه . من أجل هذا إستحقوا أن يروه ، و يقدموا له عاطاياهم عن حب و عن إيمان . و ماذا أيضاً . المعروف في قصة الميلاد أن المجوس قدموا للسيد المسيح هدايا : ذهباً و لباناً و مراً ( مت 2 : 11 ) . و كانت لهذه الهدايا رموز في قصة الميلاد الإلهي : كان لاذهب يرمز إلي السيد المسيح كملك ، لعظمته . و كان اللبان يرمز إليه ككاهن ( لاستخدام اللبان في البخور ) . و كان المر يرمز إلي الآمه من أجلنا . غير أننا نريد أن نعرف رموز هذه الأشياء في حياتنا . هل في حياتك الخاصة تقدم للرب هدايا من هذا النوع ، تقدم نفسك للمسيح ، و تقدم فيها ذهباً و لباناً و مراً ...؟ و إن كان الأمر كذلك ، فإلي أي شئ يرمز كل واحد من هذه الثلاثة ، في حياتك الخاصة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:15 pm






الذهب يرمز إلي الشئ الثمين ، و يرمز إلي النقاوة . و لذلك نري كيف كان الذهب مستخدماً في الهيكل في العهد القديم . كان تابوت العهد مغشي بالذهب النقي من الداخل و الخارج ، و غطاؤه من ذهب نقي ، و الكاروبان اللذان عليه من الذهب أيضاً ( خر 37 : 2 ، 6 ، 7 ) . و كانت المائدة مغشاة بالذهب النقي ، و الأواني من الذهب النقي ( خر 37 ك 11 ، 16 ) . و كانت المنارة من ذهب نقي ( خر 37 : 17 ) . و مذبح البخور كان مغشي بذهب نقي ، و له إكليل من ذهب حواليه ... ( خر 37 : 26 ) . و المجامر يقول عنها سفر الرؤيا أنها كانت من ذهب ( رؤ 5 : 8 ) و كذلك كانت في العهد القديم ( عب 9 : 4 ) . كل هذا كان رمزاً إلي عظمة الخدمة و نقاوتها . و السيدة العذراء كانت تشبه أيضاً المجمرة الذهب ، و بتابوت العهد المغشي بالذهب من الدخل و الخارج ، رمزاً إلي عظمة العذراء و نقاوتها . و كانت العذراء أيضاً بقسط المن هو من ذهب أيضاً ( عب 9 : 4 ) . فهل نفسك أيضاً غالية ، يرمز إليها الذهب ؟ هل نفسك التي تقدمها للمسيح ، هي من النفوس الغالية الثمنية التي يرمز إليها الذهب ؟ و هل هي في نقاوتها مثل الذهب النقي ، مثل تابوت العهد المصغح بالذهب من الداخل و الخارج ؟ هل نفسك غالية و ثمينة بالنسبة إلي كل المحيطين بها ، بالنسبة إلي الكنيسة و إلي المجتمع ؟ و غالية عند الله نفسه ؟ تقدمها لله من ذهب نقي ، لا شوائب فيها ... ليتك كلما تنظر إلي نفسك ، تتذكر النفوس الغالية عند الله ... تأمل معي بعضاً من هذه النفوس الغالية الثمينة ... يوحنا المعمدان مثلاً ، الذي كان غالياً عند الله ، حتي أنه من بطن أمه إمتلأ من الروح القدس ، و قيل عنه إنه كان عظيماً أمام الرب ( لو 1 : 15 ) . و الطفل موسي ، الذي كانت نفسه غالية عند الله ، حتي أنه أرسل إليه في طفولته أميرة لتنتشله من الماء ، و تدعوه إبنها ، و تهتم به اهتماماُ خاصاً ( خر 2 ) ... موسي الذي دافع عنه الله بكل قوة و حب ، لما تكلمت عليه مريم و هرون ( عدد 12 ) . و يوحنا الحبيب ، كان نفساً غالية عند الرب ، حتي سمح له أن يتكئ في حضنه ( يو 13 : 23 ) . و كالمعمدان و موسي و يوحنا الحبيب ، كان أبونا إبراهيم . هذا الذي دعاه الله و باركه و جعله بركة ( تك 12 ) . و دافع عنه لما أخذ ابيمالك سارة زوجة إبراهيم . فهدد الرب أبيمالك بالموت . و قال له " رد إمرأة الرجل ، فإنه نبي ، فيصلي لأجلك فتحيا " ( تك 20 : 7 ) ... إبراهيم الذي سمح له الله أن يناقشه قبل حرق سدوم ( تك 18 ) ، كما سمح لموي أن يناقشه لما أراد إفناء الشعب ( خر 32 ) ... و يعوزني الوقت إن تحدثنا عن النفوس الغالية . التي كانت ثمنية جداً عند الله ، حتي أنه دعاها و بررها و قدسها ، و كان يقبل شفاعتها في غيرها ، و كان يجعلها هيكلاً يحل فيها روحه القدوس ... النفوس التي ائتمنها الرب علي المواهب ، و ائتمنها علي رعاية شعبه ، أو علي رسالات يوصلونها إليهم ... و النفوس التي كان يرسل لها الله ملائكة لخدمتها ، أو لإنقاذها ... فهل نفسك هي من هذه النفوس الغالية ؟ الذي يشعر أن نفسه غالية ، لا يفسدها ..ز إن كانت نفسك غالية عند الله و الناس ، حافظ عليها ، و لا تتسبب في هلاكها و ضياعها ، و لا تسمح أن تفقد نقاوتها و تفقد صورتها الإلهية . لتكن باستمرار ذهباً خالصاً نقياً مثل منارة الذهب ، و المجمرة الذهب ، و تابوت العهد ... إن المجوس لما قدموا للرب ذهباً ، قدموا أثمن ما عندهم . فهل أنت أيضاً تقدم أثمن ما عندك للرب ؟ و أثمن ما عنك هو قلبك . فهل تقدمه للرب ؟ و هل تقدم للرب ايضاً من أعوازك ، كما قدمت الأرملة التي امتدح الرب عطاءها ؟ هل أنت لا تبخل علي الله بشئ مهما كان ثمنياً عندك ؟ حتي إبنك الوحيد تكون مستعداً لتقديمه كما فعل أبونا إبراهيم لما طلب منه الرب وحيده اسحق ؟ أنت تقدم أثمن ما عندك من ذهب ، و أيضاً تقدم لباناً ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:15 pm

اللبان
يرمز إلي الكهنوت و إلي العبادة ... يرمز إلي الكهنوت ، لأن اللبان هو حبات البخور التي توضع في المجمرة . و تقديم البخور هو من عمل الكهنة فقط ( خر 30 : 8 ) . و بخور اللبان يرمز إلي العبادة أيضاً ، كما يقول المرتل " فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك . و ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية " ( مز 141 : 2 ) . و قيل عن البخور في سفر الرؤيا إنه صلوات القديسين . صلوات القديسين هي بخور ذكي الرائحة ، صاعد إلي الله ... فأربعة و العشرون كاهناً ، كانوا يحملون جامات من ذهب " مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين " ( رؤ 5 : 8 ) . و حبات اللبان حينما توضع في النار ، تتحول إلي بخور أو دخان تذكرنا بصلوات القديسين ، هذه الصلوات التي تتعطر بها الكنيسة المقدسة كما قيل عنها في سفر نشيد الأناشيد : " كأعمدة من دخان ، معطرة بالمر و اللبان " ( نش 3 : 6 ) . و المر و اللبان ، هما كرهما من الهدايا التي قدمها المجوس للرب في يوم ميلاده . فهل نفسك التي تقدمها لله تكون معطرة بهما أيضاً ، كما هي ثمينة كالذهب ، و هكذا تجمع التقدمات الثلاثة معاً ... هل نفسك تصعد كرائحة بخور أو لباناً أمام الله ؟ تقدم رائحة زكية ، يتنسم منها الله رائحة الرضا ( تك 8 : 21 ) . و هل صلواتك أيضاً تصعد كرائحة بخور ، في عطرها و في حرارتها ؟ هل أنت لبان ؟ و إن كنت لباناً ، كيف تتحول إلي بخور ؟ البخور هو لباناً محترق ، لبان دخل المجمرة . إنه لبان دخل إلي النار ، نار الله المقدسة ، إشتعلت فيه ، و استسلم هو لها ، فتحول إلي بخور . فهل أنت قد دخلت إلي النار من أجل الله ؟ و هل تحولت فيها إلي " محرقة بخور " حسب تعبير الكتاب ؟ و البخور ( اللبان المحترق ) يعتبر ذبيحة ، كانت تقدم إلي الله علي مذبح البخور ( خر 37 : 35 ) . فهل أنت تقدم حياتك كلها ، و ليس مجرد صلاتك ، كذبيحة لله ، كمحرقة بخور ؟ ليتك في هذا تستمع إلي قول الرسول " أطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله ن أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة ، مرضية عند الله عبادتك العقلية " ( رو 12 :1 ) . نفسك الثمينة يمثلها الذهب . و عبادتك النقية يمثلها اللبان المحترق كبخور . فماذا عن المر إذن ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:15 pm


المر
هو رمز الألم . و هو أيضاً عطر . المر نوع من العطور . هو عطر سائل . و لذلك قيل في سفر النشيد " معطرة بالمرو اللبان " ( نش 3 : 6 ) . و قالت عذراء النشيد " قمت لأفتح لحبيبي ، و يداي تقطران مراً ، و أصابعي مر قاطر علي مقبض القفل " ( نش 5 : 5 ) . و في سفر استير قيل إن الملكات " كانت تكمل أيام تعطرهن ستة أشهر بزيت المر " ( اس 2 : 12 ) . و قيل عن عطر المر في سفر المزامير " المر و الميعة و السليخة من ثيابك " ( مز 44 ) . الكنيسة تصعد إلي الله ، معطرة بالمر . " معطرة بالمر و اللبان ، و كل أذرة التاجر " ... صلواتها ، التي هي لبان محترق ، هي عطر أمام الله ، رائحة بخور . و الآمها التي يرمز إليها المر ، هي أيضاً عطر . و هذا هو ما نعرفه عن المر : المر في رائحته عطر ، و في مذاقته مر . و هذا يعطينا فكرة جميلة عن الألم الذي يرمز إليه المر ... انه في نفس الوقت عطر ... أي أن الآلام لها رائحة ذكية أمام الله ، فتتعطر الكنيسة بالآمها حينما تقف أمام الله . و يتنسم الله من الآمها رائحة الرضا . ليتنا نتأمل هذا التعبير : الكنيسة تتعطر بالآلام . هكذا كان الشهداء و المعترفون ، الآمهم هي عطورهم ، تفوح منها رائحة جميلة أمام الله و الناس ... و هكذا أيضاً كانت كل الآلام التي تحملها الخدام في الخدمة . و لذلك قال الرب عن أكاليل بولس الرسول " سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل إسمي " ( أع 9 : 16 ) . لا يكفي إذن أن تكون لباناً ، إنما تكون لباناً عطراً ن معطراً بالمر ، تتحمل الألم لأجل الرب ، تمشي في الطريق الكرب ، و تدخل من الباب الضيق ( مت 7 : 14 ) . و بضيقات كثيرة ينبغي أن ترث ملكوت الله ( أع 14 : 22 ) ز و نحن لا يمكن أن نستقبل المسيح بغير المر . حتي السيدة العذراء نفسها ، بكل محبتها لله ، و بكل محبة الله لها ، قيل لها " و أنت أيضاً يجوز في نفسك سيف " ( لو 2 : 35 ) . و اصبح المر ليس فقط من سمات أولاد الله ن بل من الهبات التي يهبها الرب لنا ، إذ قيل لنا " وهب لكم لأجل المسيح ، لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أيضاً أن تتألموا لأجله " ( في 1 : 29 ) . و السيد المسيح نفسه قدم لنا مثالاً للمر في حياته . ذاق المرارة طول حياته ، و بلغت أقصاها في الآمه علي الصليب . و عليه أيضاً قدموا له مراً ليشرب ... و خروف الفصح الذي كان يرمز لليد الرب في عمله الفدائي و ورد في الكتاب إنه يؤكل " علي أعشاب مرة " ( خر 12 : 8 ) . و تقدمة الدقيق التي كانت ترمز لتجسد الرب ، ورد في أوصافها أنه لا يكون معها عسل ( لا 2 : 11 ) ، لأن العسل لا يتفق مع المر . بل قيل يوضع عليها اللبان ( لا 2 : 15 ) ، لأن اللبان يتفق مع المر ... و المسيحية لا يمكن أن تبعد عن المر ... لا يمكن أن تبعد علي الصليب أو تنفصل عنه ، إن أرادت أن تكون لباناً و تصعد إلي الله كرائحة بخور . لا بد أن يكون المر معها " معطرة بالمر و اللبان " ... و إن أرادت أن تكون ذهباً خالصاً ، لا بد أن تكون مراً قاطراً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:16 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:16 pm

بسم الآب و الإبن و الروح القدس - الإله الواحد اَمين
إن الذي يمعن النظر في قصة الميلاد ، يجد نفسه أمام تأملات كثيرة . لعل في مقدمتها إن الله ، في كل عصر من العصور مهما كانت مظلمة ، " لا يترك نفسه بلا شاهد " ( أع 14 : 17 ) .

لا يترك نفسة بلا شاهد


لقد أحيط ميلاد الرب بمجموعة من القديسين ... علي الرغم من أنه كان عصراً مظلماً . كان عصراً مظلماً حقاً ، لذلك قيل عن مجئ المسيح فيه " النور أضاء في الظلمة . و الظلمة لم تدركه ( يو 1 : 5 ) . و السيد المسيح نفسه قال عن الجيل الذي عاش فيه " جيل فاسق و شرير يطلب اَية ، و لا تعطي له " ( مت 12 : 39 ، مت 16 : 4 ) . و كرر مثل هذا الكلام في مناسبة أخري ( مز 8 : 38 ) . و لما تكلم عن المعلمين الذين أرشدوا الناس قبل مجيئه ، قال عنهم " كل الذين أتوا قبلي ، هم سراق و لصوص " ( يو 10 :8 ) . و ظهور قديسين في ذلك العصر الخاطئ ، يعطي رجاء . إن فساد العصر لا يمنع أن روح الله يعمل . و وجود الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالماء و الظلمة ، لا يمنع أن روح الله يرف علي وجه المياه ( تك 1 : 2 ) . و في كل جيل يستحق طوفاناً ليغرقه ، لا بد من وجود نوح ليشهد للرب فيه . فالله لا يترك نفسه بلا شاهد . و هكذا كان العصر الذي ولد فيه المسيح . رأينا مجموعة كبيرة من القديسين عاصرت الميلاد . نذكر من بين هؤلاء ، القديس زكريا الكاهن ، الذي ظهر له ملاك و هو يبخر عند المذبح ( لو 1 : 11 ) . و زوجته القديسة اليصابات . و قد قيل عنه و عن زوجته : " و كانا كلاهما بارين أمام الله ... " ( لو 1 : 6 : ) . و قيل عنهما كذلك إنهما كانا " سالكين في جميع وصايا الرب و أحكامه ، بلا لوم " ( لو 1 : 6 ) . إن الفساد السائد في ذلك العصر ، لم يكن عقبة تمنع وجود هؤلاء الأبرار فيه . و إلي جوارهما ، وجد يوسف النجار و سمعان الشيخ ... و قال الكتاب عن يوسف النجار إنه " كان رجلاً باراً " ( مت 1 : 19 ) .و سمعان الشيخ شهد له لاكتاب بأنه " كان باراً تقياً ، ينتظر تعزية إسرائيل ، و الروح القدس كان عليه " ( لو 2 : 25 ) . إنه أمر يجلب الرجاء و التعزية ، أن نسمع أنه في جيل فاسق و شرير ، أمكن وجود رجل بار ، عليه روح الله ، و أنه " أوحي إليه بالروح القدس ..." ، و أنه " أتي بالروح إلي الهيكل " ( لو 2 : 26 ، 27 ) . جيل فاسد ، و لكن الروح القدس يعمل فيه . و نتيجة لعمل الروح و جد هؤلاء الأبرار ... و كان الروح يكلمهم ... و كان الملائكة يظهرون لهم ,. و كانت لهم أحلام مقدسة . و استحقوا أن يروا المسيح له المجد . و في وسط قديسي هذا العصر ، نجد قديسة نبية هي : حنة النبية بنت فنوئيل العابدة في الهيكل . و كانت هذه القديسة " لا تفارق الهيكل ، عابدة بأصوام و طلبات ليلاً و نهاراً " ( لو 2 : 37 ) . و مه هؤلاء وجدت العذراء و المعمدان ز إننا لا نيأس من فساد أي جيل ، إذا رأينا أن جيلاً شريراً كهذا ، عاشت فيه في حياة الكمال أطهر إمرأة في الوجود ، هي مريم العذراء ، التي استحقت أن الروح القدس يحل عليها ، و قوة العلي تظللها ، و يولد منها إبن الله ( لو 1 : 35 ) . و كذلك في هذا الجيل الفاسق ، وجد يوحنا المعمدان ، الذي من بطن أمه امتلأ من الروح القدس ( لو 1 : 15 ) . و الذي وصفه الرب بأنه أعظم من ولدته النساء ( مت 11 : 11 ) . كل أولئك كانوا موجودين في عصر واحد ، هو وقت الميلاد ، بالإضافة إلي المجوس و الرعاة الذي استحقوا بشارة الملائكة و رؤية المسيح . و كان هناك قديسون اَخرون وقت كرازة الرب و قيامته . نذكر من بين هؤلاء الإثني عشر رسولاً ، و السبعين الآخرين الذين اختارهم أيضاً ( لو 10 : 1 ) . و يذكر بولس الرسول " أكثر من خمسمائة أخ " ظهر لهم السيد المسيح بعد قيامته ( 1 كو 15 : 6 ) ... كل هؤلاء و أمثالهم كانوا الباكورة . ثم شملت القداسة الكل ... و كل هؤلاء إجتمعوا معاً في عصر قيل إنه فاسد . أليس هذا أمراً يعطي رجاء للجميع ؟! ثم أنه مما يزيد الرجاء في القلوب حقيقة أحخري هامة و هي : كان هؤلاء القديسون من نوعيات متعددة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:16 pm

نوعيات متعددة
في إحدي المرات جاءني إنسان تائباً ليعترف بخطاياه . و بعد الإعتراف طلب مني لمنفعته الروحية أن أرشده إلي قراءة قصص بعض قديسي التوبة . فأعطيته قصص قديسين كبار مشهورين في حياة التوبة ، مثل القديس موسي الأسود ، القديس أوغسطينوس ، القديسة بيلاجية ، القديسة مريم القبطية ... و لما قرأهم و جاءني مرة أخري ، سألته : هل أعجبتك القصص ؟ فأجابني : نعم أعجبتني ، و لكن كلهم من نوع واحد ، ترهب ... و سألني هل توجد سير لقديسين اَخرين تابوا ، و لكنهم عاشوا مثلنا في العالم ، في مثل حياتنا ، دون أن يترهبوا ...؟ و هل كل الذين يتوبون ، لا بد أن ينتهوا إلي الرهبنة ؟ ألا يوجد تنوع في مصير التائبين ؟ و لا شك أن ذلك الشخص كان له حق في سؤاله . إنه يريد عينة تابت ، و عاشت بعد التوبة حياة مقدسة في العالم ، مثلما يعيش هو ... و في قصة الميلاد ، نري عينات متنوعة من القديسين ، نذكر من بينها : نري في قصة الميلاد قديسين مختلفين في السن . نري إنساناً طاعناً جداً في السن مثل سمعان الشيخ ، و مثل زكريا الكاهن و زوجته اليصابات " و كانا كلاهما متقدمين في أيامهما " ( لو 1 : 7 ) . و كذلك حنه النبية " و هي أرملة نحو أربع و ثمانين سنة " ( لو 2 : 37 ) . و يوسف النجار أيضاً كان شيخاً ...و إلي جوار هؤلاء نجد السيدة العذراء مريم ، و كانت في نحو الرابعة عشرة من عمرها ، شابة صغيرة . ثم هناك يوحنا المعمدان و هو طفل ، و قد ارتكض بابتهاج في بطن أمه لما سمع سلام العذراء ( لو 1 : 44 ) . و من بطن أمه امتلأ من الروح القدس ( لو 1 : 15 ) . أما الرعاة فغالباً كانوا في سن الرجولة ، لا أطفالاً و لا شيوخاً ، و قد بشرهم الملاك . و كان قديسو الميلاد ، متنوعين من جهة عملهم . كان منهم الكاهن ، مثل زكريا ، و تبعه في ذلك إبنه يوحنا . و كان هناك النجار مثل يوسف ، من سبط يهوذا و ليس من الكهنوت . أما سمعان الشيخ فكان من علماء اللاهوت أو علماء الكتاب .و المجوس كانوا من رجال الفلك ، و هم غير الرعاة في عملهم . و حنة بنت فنوئيل كانت نبية ، و كانت عابدة ، و العذراء كانت عابدة و اليصابات كانت تخدم بيتها ( ست بيت ) . و القداسة شملت الكل . لا يهم السن ، و لا نوع العمل . كل إنسان له نصيب في الرب : النجار مثل عالم الاهوت ، مثل الكاهن و النبية مثل ست البيت . و عالم الفلك مثل راعي الغنم ... لقد جاء السيد المسيح للكل . و كل إنسان له رجاء في المسيح ، بغض النظر عن سنه و عن عمله . كذلك كان قديسو الميلاد متنوعين من جهة الزواج . فهناك قديسون متزوجو عاصروا قصة الميلاد و بركته ، مثل زكريا الكاهن و زوجته اليصابات . و كانت هناك الأرملة مثل حنه النبية ( لو 2 : 37 ) . و لا شك أن سمعان الشيخ كان أرملاً أيضاً . و في قديسي الميلاد نري أيضاً المتبتلين مثل السيدة العذراء و يوسف النجار ( لو 1 : 27 ) . في صورة واحدة إجتمع المتزوجون و المترملون و المخطوبون و البتوليون ، كلهم لهم نصيب في الرب ، و نصيب في حياة القداسة و التمتع بالمسيح . الناس يتنازعون قائلين أيهم أفضل ؟ و نحن نقول : الكل لهم نصيب في المسيح . المهم في نقاوة القلب . و في قصة الميلاد ، نري المرأة و الرجل . نري قديسات نساء ، مثل العذراء ، و اليصابات ، و حنه النبية . و نري قديسين رجالاً ، مثل يوسف النجار ، و زكريا الكاهن ، و سمعان الشيخ ... الكل إجتمعوا معاً في الفرحة بميلاد الرب ، لأن المسيح قد جاء للكل ... كذلك نري في قصة الميلاد فقراء و أغنياء . المجوس كانوا أغنياء . لأنهم قدموا هدايا من ذهب ... و يوسف النجار كان فقيراً ، و كذلك كانت السيدة العذراء التي لم تجد مكاناً تضع فيه مولودها ، فولدته في مزود بقر ... و قد اجتمع الغني و الفقري معاً في قصة الميلاد ، لأن الرب يحتضن الكل . و كل إنسان له نصيب فيه . جاءت البشارة للرعاة البسطاء ، كما لهيرودس الملك أيضاً ( مت 2 : 3 ) . و بنفس الوضع نجد في الميلاد أنواعاً من الناس . نجد العمل ، و التوحد : العمل ممثلاً في الرعاة الذين كانوا يسهرون في حراسات الليل علي أغنامهم ، و ظهر لهم الملاك يبشرهم بالميلاد . و التوحد كان ممثلاً في حنة النبية التي كانت عاكفة علي عبادتها في الهيكل ، و سبحت الله علي ميلاد المسيح ( لو 2 : 38 ) . و في قصة الميلاد ، كما نري اليهود ، نري الأمم أيضاً يمثلهم المجوس . نري الصغيرو الكبير ، العلماني و الكاهن ، العابد و الخادم ، النبي و الإنسان العادي ، المرأة و الرجل ... الكل معاً ، في فرحة البشرية بالميلاد . و في فرحة بالميلاد إشترك الملائكة مع البشر . ملائكة بشروا بالميلاد ، ميلاد المسيح المخلص للكل ، و ميلاد سابقة يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق قدامه . و جمهور من الجند السماوي ظهروا مسبحين الله و قائلين : " المجد لله في الأعالي ، و علي الأرض السلام ، و في الناس المسرة " ( لو 2 : 13 ، 14 ) . و قصة الميلاد تعطي رجاء في اللقاء مع المسيح . سواء في الطفولة ، أو في الشيخوخة و الكهولة . يوحنا المعمدان ، إلتقي بالرب ، و ارتكض بابتهاج نحوه ، و هو بعد جنين في بطن أمه ( لو 1 : 44 ) . و العذراء مريم إلتقت به في شبابها . و زكريا و اليصابات إلتقيا به و هما شيخان متقدمان في الأيام ، و كذلك حنة النبية . و سمعان الشيخ إلتقي به به سن الكهولة ، و هو أكثر من 200 سنة عمراً . و لكن له رجاء في هذا اللقاء إذ أوحي إليه أنه لا يري الموت قبل أن يري المسيح الرب ( لو 2 : 26 ) . و كان في قصة الميلاد رجاء حتي للعاقر . و تمثل ذلك في اليصابات التي كانت عاقراً ( لو 1 : 36 ) . و مع ذلك أعطاها الله إبناً في شيخوختها . و كان إبنها أعظم من نبي ، بل لم تلد النساء من هو أعظم منه ( مت 11 : 11 ) . و أعطي المسيح فرصة للكل أن يروه . سواء الغرباء أو الأقارب : الغرباء مثل المجوس و الرعاة . و الأقارب مثل اليصابات نسيبة العذراء ( لو 1 : 36 ) ، و يوسف قريبها ... أعطي فرصة لليهود و الأمم . كل أنواع الناس وجدت لها نصيباً في المسيح الذي جاء ليعطي رجاء للكل ... حتي إن كنت لم تبصر المسيح طوال عمرك ، ستراه و لو في كهولتك مثل سمعان الشيخ . و حينئذ تقول " الآن يا رب تطلق عبدك بسلام ، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك " ( لو 2 : 29 ، 30 ) . و كما أعطي المسيح بميلاده رجاء للكل ، كذلك قدس كل شئ :


قدس كل شىء
ارانا ان " كل شئ طاهر للطاهرين " ( تي 1 : 15 ) . و هكذا قدس الجسد ، لما أخذ جسداً ... الجسد الذي يتكلم البعض عنه كان لو كان فاسداً و سبباً لكل خطية ، هذا قدسه الرب أخذ لنفسه جسداً و حل بيننا ، و أرانا كيف يكون الجسد طاهراً و مقدساً و مرضياً لله ... و قدس الجسد ، حينما حل اتلروح القدس في بطن السيدة العذراء ، و قدس جسدها ليكون إنناء طاهراً مختاراً لحلول الله الكلمة . و قدس الجسد فيما بعد لما منحه نعمة القيامة و الصعود إلي فوق . و أعطانا أن نقوم بأجساد روحانية ( 1 كو 15 : 44 ) . و هكذا قدس أجسادنا ، و قدس أرواحنا ، و قدس طبيعتنا البشرية عموماً " أخذ الذي لنا ، و أعطانا الذي له " ... و صيرنا نحن جسده ، و هو الرأس ... و قدس كذلك بتجسده كل مراحل العمر . أعطانا مثالاً للحمل المقدس . و مثالاً للطفولة المقدسة لما صار طفلاً . و بنفس الوضع أرانا كيف يكون الشباب مقدساً ، و كيف تكون الرجولة مقدسة . أعطانا الصورة المثالية لكل مرحلة من مراحل العمر لما مر بها . و قدس المسيح الزواج . قدس الزواج ، لما سمح أن تتزوج العذراء بيوسف النجار ، و إن كانت لم تعش معه كزوجة ، إنما عاشت بتولاً في كنفه و رعايته . و قدس الزواج أيضاً ، لما حضر عرس قانا الجليل و باركه ( يو 2 ) . و قدس الأرض و البحر و المكان عموماً . الأرض التي لعنها الرب في خطية اَدم ( تك 3 : 17 ) . عادت فدخلتها البركة بميلاده . و هكذا بارك فلسطين بميلاده فيها ، و بارك بلادنا مصر بإقامته فيها بضع سنوات . بل بارك مزود البقر إذ ولد فيه . و بارك بلاد الشرق . و بارك كل مكان حل فيه ، و كل مكان صنع فيه معجزة . و بارك البحر لما مشي عليه . و بارك الجبل حين ألقي عظة عليه ، و حين تجلي علي الجبل ، و حين كان يختلي في جبل الزيتون ، و حين صلب علي حبل الجلجثة . و قدس الحياة البشرية التي مارسها . قدس الصوم ، لما صام أربعين يوماً ( مت 4 : 2 ) . و قدس الأكل و الشرب ،لما أكل مثلنا و شرب ، حتي قيل عنه " جاء ابن الإنسان يأكل و يشرب " ( مت 11 : 19 ) . قدس العمل ، حينما اشتغل نجاراً في بيت يوسف ، و قيل عنه " أليس هذا هو النجار ابن مريم " ( مز 6 : 3 ) . و هكذا بارك العمل لما عمل بيديه . قدس كل عمل كانت تمتد إليه يده . قدس الحياة كلها ، و ناب عن البشرية في هذا التقديس . البشرية لم تقدم حياة مقدسة كاملة لله ... فقدمها الإبن الكلمة نيابة عنا ، كصورة الله . قدم لنا الصورة الإلهية التي ينبغي أن يحيا بها الإنسان الكامل علي الأرض . و كان هو بيننا " صورة الله غير المنظور " ( كو1 : 15 ) ، رأينا الله في شخصه لأن " الله لم يره أحد قط " و لكن " الإبن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر " ( يو 1 : 18 ) . هو الذي قال " من راَني فقد رأي الآب " ( يو 14 : 9 ) . فبالنسبة إلينا أرانا صورة الله ز و بالنسبة للآب قدم له صورة الإنسان الكالم ، الذي خلق منذ البدء علي شبه و مثاله ( تك 1 : 26 ) . و عاد له بهاؤه في التجسد ... و في هذه الصورة الإلهية ، قدس كل شئ . قدس الفقر و الغني و المال . قدس الفقر ، لما ولد فقيراً في مزود البقر ، و عاش فقيراً ليس له أين يسند رأسه .و قدس الفقر لما اختار له تلاميذ فقراء صيادي سمك ... و في نفس الوقت قدس الغني ، لما سمح ان يكفنه رجل غني هو يوسف الرامي ( مت 27 : 57 ) ، و دفن في مقبرته الخاصة . و قدس المال ، غذ كان لجماعته صندوق يضع فيه المتبرعون مالهم ( يو 12 : 6 ) . و قدس المال لما امتدح الأرملة التي دفعت من أعوازها فلسين في الخزانة ( لو 21 : 2 ) . و هكذا لم يعد المال شراً في ذاته كما يظن البعض . و عاش علي الأرض محباً لكل أحد ، يرضي الجميع ، و يشبعهم من رضاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:16 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:17 pm

فاعلية الميلاد فى حياتنا
محاضرة ألقيت في عيد الميلاد المجيد سنة 1972 .
بسم الآب و الإبن و الروح القدس - الإله الواحد اَمين
أهنئكم جميعاً بعيد الميلاد المجيد ، راجياً لكم حياة مقدسة مباركة ، كما أرجو أن يكون هذا العيد سعيداً عليكم ، تنالون البركات التي فيه ، و تشعرون بفاعلية العيد في حياتك . و بهذه المناسبة ، أحب أن نتأمل معاً بضعة أمور ، لعل في مقدمتها :




إن الله أراد لأولاده أن يفرحوا ، فرتب لهم أعياداً . إنه شئ جميل ، يليق بالتأمل ، أن الله يحدد أياماً معينة للفرح ، و يوجد مناسبات تحسب أعياداً ، يعيد فيها الناس و يفرحون . لم ينس الله هذه النقطة ، بل اهتم بها . و عندما أعطي البشرية شريعة ، لم تكن شريعته مجرد أوامر و نواه . و إنما وضع ضمن الشريعة أياماً للفرح ، و اياماً للأعياد ، لأنه يريد لأولاده أن يفرحوا ، و أن يعيدوا ، و تبتهج قلوبهم . و هذا واضح في الأصحاح الثالث و العشرين من سفر اللاويين : حيث نقرأ فيه " و كلم الرب موسي قائلاً : كلم بني إسرائل و قل لهم مواسم الرب التي فيها تنادون محافل مقدسة ، هذه هي مواسمي ... هذه مواسم الرب ... " ( لا 23 ك 1 - 4 ) . فالأعياد في الكتاب المقدس ، هي مواسم للرب ، أيام للرب . و من ضمن هذه الأعياد ، يوم الرب ، يوم الراحة الأسبوعي . هذا اليوم هو أول عيد . إذ يقول الله " ستة ايام يعمل فيها عمل . أما اليوم السابع ففيه سبت عطلة ، محفل مقدس . عملاً ما لا تعملوا . إنه سبت للرب " ( لا 23 : 3 ) ... و بهذا المعني تكلم الرب أيضاً عن باقي الأعياد . إنها أيام للرب ، أيام للراحة . و لا يصح أن يكون يوم العيد يوم عمل ، لأنه يوم للرب . و العمل فيه كسر للوصية الإلهية . حيث أن يوم العيد يوم مقدس ، مخصص للرب . العالم ليس له نصيب فيه ، لا من جهة العمل ، و لا من جهة اللهو و العبث .إنه يوم عطلة . و لكن عطلة للرب . و لعل الترجمة الإنجيليزية للكلمة تعطي معني أجمل : يوم عطلة ترجمته HOLDAY أي يوم مقدس . إذن أيام الأعياد ، مع يوم الراحة الأسبوعي ، هي أيام مقدسة حسب الشريعة ، و هي أيام مخصصة للرب ، ينبغي أن تشعر فيها تماماً أنها كلها من نصيب الرب . و قد كانت للأعياد قديماً طقوس دينية معينة تمارس فيها ، مثلما كان يحدث في عيد الفصح و عيد الفطير ( خر 12 ) ، و في عيد الحصاد و غير من الأعياد ( لا 23 ) . و مازالت للأعياد طقوسها و صلواتها في العهد الجديد . و لكن لا يصح أن نكتفي في تقديس يوم العيد ، بالصلوات التي تقام في الكنيسة ، إنما يجب أن نحرص علي أن تكون له قدسيته الكاملة . و كيف ذلك ؟ إن أهم ما يجعل للعيد قدسيته هو : أن نتذكر الفضائل التي يوحي بها العيد ، و نحياها ... فما هي الفضائل التي يقدمها لنا عيد الميلاد مثلاً ، حتي ننفذها و نحيا بها ؟... و بهذا يكون ليوم العيد فاعليته في حياتنا و سلوكنا ، و نحتفظ بقدسيته عملياً ... لأنه ما الفائدة أن نحتفل بالعيد ، و ليست للعيد فاعلية نشعر بها ، و يشعر بها الناس ، في حياتنا العملية ...




من الدروس الهامة التي نتعلمها في عيد الميلاد ، عدم الإهتمام بالمظاهر . فالسيد المسيح لمن يهتم بها إطلاقاً . و إلا ، فبماذا نفسر إرادته في أن يولد ببلدة صغيرة هي بيت لحم ، و في مكان حقير هو مزود بقر ، و في يوم لا يعلن للناس ... و بدون إحتفالات ... ؟! كان في كان في إمكانه أن يأتي إلي العالم في موكب مهيب ، علي مركبة من الشاروبيم و السارافيم . و لكنه لم يهتم بالمظاهر . و ولد في يوم شديد البرودة ، لم يجد فيه أقمطة كافية و لا دفئاً . فعلينا إذن أن تنأمل هذه النقطة و نأخذ منها درساً . فإن بعدنا عن المظاهر العالمية ، ندخل في فاعلية الميلاد . فالعظمة الحقيقية ، ليست في المظاهر الخارجية من غني و ملابس و زينة ... و باقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات ، إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء بالفضائل ... إبحثوا إذن ما هي المظاهر الخارجية التي تقعون في حبها ، و تجنبوها ... إن أردتم أن تكون للميلاد فاعلية في حياتكم ... و ماذا أيضاً ؟





إن، ميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الإتضاع . و قصة الميلاد بدون الإتضاع ، تفقد جوهرها الإلهي . تأملوا إذن في إتضاع الرب ، الذي في تجسده " أخلي ذاته ، و أخذ شكل العبد ، و صار في الهيئة كإنسان " ( في 2 : 7 ، 8 ) .و تأملوا في صورة الميلاد أيضاً ، أمنا العذراء التي قالت عن اختيار الرب لها " نظر إلي اتضاع أمته " ( لو 1 : 48 ) . فإن أردنا الإحتفال بالميلاد ، فلنحتفل بالإتضاع فيه و فينا . و لنبحث ما هي أعماق الإتضاع ، و كيف تكون ، و كيف نحياها ؟ و ما هي الأمور التي تضاد الإتضاع في حياتنا لكي نتجنبها ؟ لأنه ما الفائدة أن ننظر إلي اتضاع المسيح ، دون أن نقتني هذا الإتضاع ، و نشابهه فينا ، غذ قد ترك لنا مثالاً ( يو 13 : 15 ) ، حتي كما سلك هو ، ينبغي أن نسلك نحن أيضاً ( 1 يو 2 : 6 ) . و ماذا غير الإتضاع و البعد عن المظاهر ؟





نلاحظ في قصة الميلاد أن هناك أشخاصاً إختارهم الرب ، و أعلن لهم مشيئته ... بينما هناك اَخرون - علي الرغم من علو مكانتهم و مراكزهم - لم يقع إختيار الرب عليهم . فمثلاً أعلن الرب بشارة الميلاد للرعاة ، و للمجوس ، فسمعوا و فرحوا ، و ذهبوا إلي هناك ، و سجدوا ... حدث هذا ، بينما لم تعلن هذه البشارة لكثيرين من القادة ، كالكتبة و الفريسيين و الكهنة و شيوخ الشعب ... فلماذا ؟ ذلك لأن أسرار الرب ، تعلن لقلوب بسيطة تفرح بها . المجوس و الرعاة كانوا بسطاء ، سمعوا فصدقوا ففرحوا و اَمنوا . و ذهب المجوس و قدموا هداياهم . وكما أرشدهم الرب في حلم ، نفذوا ما أراد ( مت 2 : 12 ) . أما الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدة ، و لم تكن بسيطة ... و مثل ذلك هيرودس الملك ، الذي لما سمع الخبر " إضطرب و كل أورشليم معه " ( مت 2 : 3 ) . و استخدام الفحص و الإستقصاء ، و أيضاً الكذب و الحيلة و التاَمر ... أمامك النواعان من الناس . فمن أي نوع أنت ؟ هل أنت من المستحقين أن يعلن لهم الرب أسراره ؟ و لعلك تسأل : من أين لي أن أعرف ؟ فأجيبك أن الإستحقاق يحتاج إلي بساطة قلب ، كقلوب الرعاة البسطاء . و كالمجوس الذي علي الرغم من كونهم حكماء ،إلا إنهم كانوا بسطاء ايضاً ، و لم يكن في قلوبهم مكر كهيرودس و أمثاله . فلما أرشدهم النجم ، صدقوا و تبعوه . و لما أعلن لهم في حلم ألا يرجعوا إلي هيرودس ، صدقوا و نفذوا . و لما رأوا الرب كطفل ، و في مزود ، لم يشكوا ، بل اَمنوا و صدقوا ... إن الإيمان يحتاج بلا شك إلي بساطة قلب ... العذراء القديسة ، كانت لها بساطة قلب ايضاً ، فاَمنت بما قيل لها من قبل الرب ( لو 1 : 45 ) . و صدقت أنها ستلد و هي عذراء . و يوسف النجار ايضاً اَمن بنفس الموضوع ، لما أوحي له بذلك في حلم ... و نحن في هذه المناسبة علينا أن نسأل أنفسنا : هل نسلك ببساطة قلب ، أم بتعقيد وشك ؟ إن العالم المعاصر - للسف الشديد - في حياته الكثير من التعقيد . و إن كان للمدينة المعاصرة أخطاء ، فلعل في مقدمتها أنها أفقدت العالم بساطة القلب . و البساطة كنز عظيم ، من الخسارة أن يضيع . و البساطة غير السذاجة . و يمكن أن تكون بسيطاً و حكيماً . و لقد دعانا الرب أن نكون بسطاء و حكماء " بسطاء كالحمام ، و حكماء كالحيات " ( مت 10 : 16 ) . و المجوس كانوا بسطاء و حكماء . فليتنا نحن ايضاً نكون كذلك . نكون بسطاء في غير انقياد و في غير جهل ، إنما مع حكمة ، و لكن في غير تعقيد ...




قيل عن السيد المسيح إنه جاء " في ملء الزمان " (غل 4 : 4 ) . مع أن الوعد بالخلاص أعطي لآدم و حواء قبل ذلك بالآف السنين . و نحن في ميلاد الرب نتذكر " ملء الزمان " هذا ، و أن كل شئ يتم في حينه الحسن ، حسب إرادة الرب الذي يحدد الأزمنة و الأوقات . إيماننا بملء الزمان ، يجعلنا نصبر ، و لا نقلق ... بل في طمأنينة كاملة ، نتنظر الرب " من محرس الصبح حتي الليل " ( مز 129 ) ، عالمين أن السرعة ليست هي المقياس السليم ، بل اختيار الرب للوقت المناسب . و عندما يأتي الوقت المناسب ، لا بد أن يعمل الرب عملاً ...




من المعاني الروحية التي نتعلمها من قصة التجسد و الميلاد ، أن الله هو الذي يسعي لخلاصنا . و أن خلاص الإنسان هو عمل الله نفسه ، حتي لو قصر الإنسان أو أهمل في خلاص نفسه ، فإن الله يهتم به . كانت البشرية الخاطئة عاجزة عن تخليص نفسها ، فأتي الله ليخلصها . قال القديس يعقوب السروجي ، إنه كانت هناك خصومة بين الله و الإنسان . و لما لم يستطع الإنسان أن نذهب إلي الله ليصالحه ، نزل الله إلي الإنسان لكي يصالحه ... إذن الله هو الذي بدأ عملية الخلاص هذه . هو الذي وعد بها ، و هو الذي أعد لها ، و هو الذي تمم العمل كله . و ما كان ممكناً أن يتم الخلاص بدونه . قصة الميلاد هي بداية عمل الخلاص كله . لذلك لما رأي سمعان الشيخ هذه البداية ، قال " الآن يا رب تطلق عبدك بسلام ، لأن عيني قد ابصرتا خلاصك " ( لو 2 : 29 ، 30 ) . إن ميلاد السيد المسيح ، ليس هو مجرد ميلاد عادي ، إنما هو دليل الحب الإلهي العجيب " هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل إبنه الوحيد " ( يو 3 : 16 ) . و طبعاً أرسل إبنه لكي يبذله عن العالم . فهذا البذل أو الفداء هو سبب التجسد الإلهي . هو مجئ محبة الله إلي العالم . و كلما ننظر إلي صورة ميلاد المسيح ، نتذكر حب الله للبشرية . نتذكر سعيه لخلاصهم . نتذكر الرب الذي جاء " يطلب و يخلص ما قد هلك " ( لو19 : 10 ) . من أجل خلاصنا أخلي ذاته ، و أخذ شكل العبد . تجسد ، و احتمل ضعف البشرية ، و جاع و عطش و تعب ، و تعرض للإهانات ، و تحمل الآلام ، صلب ، و قبر و قام . أي حب أعظم من هذا ، نتذكره كلما تأملنا ميلاده ... ولد في مزود بقر ، لكي يرفعنا إلي العرش في الأبدية . صار إبناً للإنسان ، لكي يجعل الإنسان إبناً لله .أخذ الذي لنا ، لكي يعطينا الذي له . حمل خطايانا ، لكي نحمل بره . مجيئه إلي العالم ، كان لوناً من الإفتقاد و من الرعاية ، إفتقد به جنسنا البشري . أرسل الأنبياء و الرسل و الملائكة لتعد الطريق قدامه . ثم جاء أخيراً بنفسه . و كل هذا يدل علي عمق محبته لنا ، و أنه لا يشاء أن نهلك في خطايانا . فإن كان الله يحبنا بهذا المقدار ، فلنحبه نحن أيضاً . و إن كان الله يسعي إلي خلاصنا بكل هذه التضحية و البذل ن فلنحرص نحن علي خلاصنا ، و لنشترك معه في العمل ... نسعي لعلنا ندرك الذي لأجله أدركنا المسيح ( في 3 : 12 ) . هذا ايضاً درس اَخر نتعلمه من الميلاد . و إن كنا لا نهتم بخلاصنا ، لا نكون قد دخلنا إلي فاعلية الميلاد في حياتنا .





لا بد أن هناك دروساً أخري كثيرة نأخذها من ميلاد الرب . و لكن الشئ المهم هو أن ندرب أنفسنا علي الإستفادة من هذه الدروس . في هذا العيد ، و في كل عيد يمر بكم ، و في كل مناسبة روحية ، ادخلوا في " روح المناسبة " . إكتشفوا روحياتها ، و طبقوها في حياتكم . قولوا في أنفسكم : أي درس يريد الله أن يعطيه لنا في هذه المناسبة ؟ و ما هي رسالة الله إلينا فيها ؟ إستفيدوا من هذا اليوم المبارك ، فلا يمر مروراً عابراً دون أن يكون له اثر في حياتكم العملية . أشعروا أن العيد قد أحدث في حياتكم تغييراً إلي الأفضل . و أن العيد كانت فيه دفعة قوية ،دفعتكم إلي قدام ، و قربتكم بالأكثر إلي الله ز و اذكروا أن العيد هو أحد مواسم الرب و أعياده . و قد أعطانا الرب أن نفرح فيه فرحاً روحياً ، لتكون لنا فيه حياة ، و يكون لنا أفضل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
mario
(** صاحب الموقع **)
(** صاحب الموقع **)
mario


ذكر
عدد الرسائل : 2687
العمر : 28
  : من وحي الميلاد Tamauz
الجنس : من وحي الميلاد Male
المهنة : من وحي الميلاد Student
المزاج : من وحي الميلاد Mshghol
الهويات : من وحي الميلاد Wrestling
كيف تعرفت علينا : ahlamontada
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

من وحي الميلاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: من وحي الميلاد   من وحي الميلاد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 3:17 pm

ما قبل الميلاد ..... وبعدة

القيت هذه المحاضرة في الكاتدرائية الكبري بالعباسية مساء الجمعة 15/1
أبنائي و إخوتي الأحباء ... أهنئكم ببدء عام جديد ، و بعيد الميلاد المجيد ، راجياً لكم جميعاً ، و لكل شعب مصر الذي باركه الرب ، اياماً سعيدة هانئة ، مملوءة من عمل نعمته . إن العالم بميلاد السيد المسيح ، قد بدأ عصراً جديداً ، يختلف كلية عما سبقته من عصور . و أصبح هذا الميلاد المجيد ، فاصلاً بين زمنين متمايزين : ما قبل الميلاد ، و ما بعد الميلاد . فما هي هذه الجدة التي أعطت العالم صورة جديدة ما كانت له من قبل ؟ أو ما هو ذلك التجديد الذي قدمته المسيحية ، حتي قيل في الإنجيل " الأشياء العتيقة قد مضت ، هوذا الكل قد صار جديداً ؟ لقد قدم السيد المسيح مفهوماً جديداً للحياة ، و تعبيرات جديدة لم تكن مستعملة من قبل ، و معاني روحية عميقة لجميع المدركات ، حتي بهت سامعوه من كلامه ، و صاحوا قائلين " ما سمعنا قط كلاماً مثل هذا " ... جاء السيد المسيح ينشر الحب بين الناس ، و بين الناس و الله . يقدم الله للناس أباً محباً ، يعاملهم لا كعبيد و إنما كأبناء ، و يصلون إليه قائلين " أبانا الذي في السموات " . و في الحرص علي محبته ، يفعل الناس وصاياه ، لا خوفاً من عقوبته ، و إنما حباً للخير . و في هذا قالت المسيحية : " الله محبة . من يثبت في المحبة ، يثبت في الله ، و الله فيه " ، " لا خوف في المحبة . بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي الخارج " . و هكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في واحدة . و هي المحبة : تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل فكرك و من كل قدرتك ، و تحب قريبك كنفسك . بهذا يتعلق الناموس كله و الأنبياء ... و أدخل المسيح تعليماً جديداً في المحبة ، و هو محبة الأعداء و المسيئين . فقال " أحبوا أعداءكم ، باركو لاعنيكم ، أحسنوا إلي مبغضيكم ، و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردنكم " . و تري المسيحية في هذا ، أن رد الإساءة بالإساءة ، و الإعتداء بالإعتداء ، معناه أن الشرقد انتصر . بينما تعليم الكتاب هو " لا يغلبنك الشر ، بل إغلب الشر بالخير " ، " إن جاع عدوك فأطعمه ، و إن عطش فاسقه " . و يجب أن تنتصر المحبة ، لأن " المحبة لا تسقط أبداً " ، " مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة " ... إن عبارة " الله محبة " عبارة جديدة علي العالم ، الذي ما كان يعرف سوي الله الجبار المخيف الذي يخشي الناس سطوته و يترضونه بالذبائح و ألوان العبادات ... و عبارة " محبة الأعداء " ، هي عبارة جديدة في المعاملات الإنسانية ، بهت العالم لسماعها من فم المسيح ... و في المحبة ، جاء المسيح أيضاً ببشارة السلام ... سلام بين الناس ، وسلام بين الإنسان و الله ، و سلام في أعماق النفس من الداخل . سلام من الله يفوق كل عقل . و لما ولد المسيح غنت الملائكة " و علي الأرض سلام " . لأنه جاء ليقيم صلحاً بين السماء و الأرض ، بين الله و الناس ، بعد أن كانت الخطيئة تقيم حاجزاً بين الإنسان و الله ... و هذا الصلح أراده علي الدوام أن يستمر في العلاقات الإنسانية . فقال " إن قدمت قربانك فوق المذبح ، و هناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك ، فأترك قربانك قدام المذبح ، و اذهب أولاً إصطلح مع أخيك " . ذلك لأن الصلح أفضل من تقديم القرابين . و يقول الكتاب " أريد رحمة لا ذبيحة " . و هكذا قال المسيح أيضاً " كن مراضياً لخصمك سريعاً ، ما دمت معه في الطريق " . و قال أيضاً " من أراد أن يخاصمك و يأخذ ثوبك ، فاترك له الرداء أيضاً " ... و أراد السيد المسيح أن ينتشر السلام بين الناس ، فقال لتلاميذه " و أي بلد دخلتموه ، فقولوا سلام لأهل هذا البيت " ، " وصية جديدة أنا أعطيكم ، أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم " ، " بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي ، إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض " ... و في سبيل السلام ، دعت المسيحية الناس ، أن يكونوا " مقدمين بعضهم بعضاً في الكرامة " ... لأن المحبة يمكن أن تثبت عن طريق التواضع و إنكار الذات و احتمال الآخرين . و لهذا قال السيد المسيح " من أراد أن يتبعني ، فلينكر ذاته ، و يحمل صليبه و يتبعني " . و عبارة [ إنكار الذات ] عبارة جديدة قدمتها المسيحية إلي العالم . و قبل ذلك كانت ( الذات ) صنماً يتعبد له صاحبه ، و يجب أن يكبر و يتمجد ... المسيحية دعت إلي أن ينسي الإنسان نفسه ، في محبته لأخيه . إنها المحبة الباذلة التي تعطي باستمرار ، و تبذل حتي نفسها . و باستمرار تأخذ " المتكأ الأخير " ، و تحتمل الكل لكي تربح الكل ... إنها المحبة التي تختفي لكي يظهر غيرها ... المحبة التي تقول " ينبغي أن ذاك يزيد ، و إني أنا أنقص " . المحبة التي تقول لله " ليس لنا يا رب ، ليس لنا ، لكي لإسمك القدوس أعط مجداً " ... إنه التواضع في التعامل مع الناس و مع الله . الذات التي تختفي ، و لا تعلن عن نفسها ، بل تفعل الفضيلة في الخفاء ، و الآب السماوي الذي يري في الخفاء ، هو يجازيها علانية . و من هنا كان تعليم المسيحية " من سعي وراء الكرامة ، هربت منه . و من هرب منها بمعرفة ، سعت وراءه " ... و هكذا يقول السيد المسيح تعليماً جديداً علي اسماع الناس "من وجد نفسه يضيعها . و من أضاع نفسه من أجلي يجدها " . و وضع المسيح مقاييس جديدة للقوة . فالقوة ليست مظهراً خارجياً للقهر و الإنتصار علي الغير ، إنما القوة هي شئ داخلي ، في أعماق النفس ، للإنتصار علي الذات . فالذي يغلب نفسه خير ممن يغلب مدينة . و في المسيحية ، ليست القوة هي أن نقهر الآخرين ، إنما أن نربحهم و نحتملهم . فالذي يحتمل غيره هو القوي . أما المعتدي فهو الضعيف . و لهذا يقول الكتاب " أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء " . إن المعتدي ضعيف لأنه مغلوب من خطيئته ، مغلوب من العنف ، و من عدم محبته للآخرين ، مهما بدا قوياً من الخارج . أما الذي يحتمل فهو قوي ، قوي في ضبطه لنفسه ، قوي في عدم إنتقامه لنفسه ...يعوزني الوقت يا إخوتي إن حدثتكم عن كل المبادئ الروحية الجديدة التي عرفها العالم بميلاد المسيح . إنما يكفي أن نقول أن عصر ما بعد الميلاد كان جديداً تماماً في مفاهيمه . حتي شرائع الله السامية التي قدمها الله في العهد القديم ، ما كان الناس يفهمونها إذ كان البرقع علي عيونهم و قلوبهم و عقولهم ، حتي كشف المسيح لهم ما في الشريعة من جمال و سمو ... له المجد من الآن و إلي الأبد اَمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omelnor.hooxs.com
 
من وحي الميلاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ام النور :: شنودات :: البابا شنودة :: قسم كتب ومقالات واسئله البابا شنوده-
انتقل الى: