| مخافة_الله | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:20 pm | |
| الكتاب : مخافة الله المؤلف : قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث . الناشر : الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس . لوحات فنية : تاسوني سوسن . الطبعة : الأولي - فبراير 1994 م المطبعة : الأنبا رويس الأوفست العباسية - القاهرة . رقم الأيداع بدار الكتاب : 9571/ 93 . I.S.B.N. 977- 5345- 13- 8
مقدمة عن الكتاب
منذ زمان ، وأنا أود أن انشر هذا الكتاب . وذلك لكي يقيم توازناً مع محاضراتي وكتاباتي الكثيرة عن محبة الله وحنانه ورحمته … لدرجة أنني فكرت أن أجعله الباب الخير من كتابي عن ( المحبة ) الذي نشرته في العام الماضي . ثم فضلت أن أجعله كتاباً مستقلاً … أولاً : لكي يأخذ حظه من الإهتمام ، ولا يتوه وسط الأبواب الأخرى من الكتاب . ثانياً : لكي يدخل أيضاً في مجموعة كتب ( التوبة ). وقد قدمت لكم من هذه المجموعة ثلاث كتب هي : حياة التوبة و النقاوة - اليقظة الروحية - السهر الروحي . فليكن كتاب المخافة هو الرابع في هذه المجموعة . البابا شنوده الثالث
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:21 pm | |
| لماذا نتحدث عن مخافة الله
لعل البعض يتساءل : لماذا نتكلم عن مخافة الله ؟! بينما قد بشرتنا الأناجيل بأن الله أب لنا بكل ما تحمل كلمه أب من معاني الحنو ؟ .. وقد تعود الناس منا أننا كنا نكلمهم باستمرار عن إلهنا الطيب الحنون ، الذي يعاملنا بكل شفقة ورأفة . ويقابل خطايانا - إذا تبنا - بالمغفرة و التسامح فلماذا نتكلم عن المخافة إذن ؟ أقول : عن الناس علي نوعين : ونوع يذيبه الحب .. نوع آخر يستغل المحبة مجالاً للاستهانة والاستهتار . وحتي الذي تذيب المحبة قلبه علي نوعين : فهناك من يحبون الله ، ويعملون كما يليق بالمحبة ، بكل قوة وتظهر محبة الله في حياتهم ، وفي سلوكهم ، وفي طاعتهم لله واتفاق مشيئتهم ورغبة قلوبهم مع مشيئة الله .. وهذا هو النوع المثالي ، ولكن ليس جميع الناس مثاليين .. وهناك من يحبون الله ، وتنقصهم الإدارة و التنفيذ . المحبة خاتم علي قلوبهم ، ولكنها ليست خاتماً علي سواعدهم ( نش 8: 6) . مثال ذلك القديس بطرس الرسول ساعة الإنكار . لقد أنكر السيد المسيح ، ومع ذلك كان يحبه . . وقد قال له بعد القيامة " أنت واللغات تعلم الإنجليزية على أيدي مدرسين اجانب يارب كل شئ . أنت واللغات تعلم الإنجليزية على أيدي مدرسين اجانب أني احبك "( يو 21 : 7 ) . في ساعة إنكاره : أكانت له المحبة ، ولم تكن له المخافة ؟ أقصد مخافة الله .. لن بطرس كان وقتذاك خائفاً من الناس أن يضروه بسبب صلته بالمسيح . وكان خوفه من الله في ذلك الوقت أقل من خوفه من الناس .. وحتى محبته لله أثناء تلك التجربة ، لم تكن محبة كاملة . لأنها لو كانت محبة كاملة . لأنها لو كانت محبة كاملة ، لانتصرت علي الخوف من الناس ، وما كان قد أنكر الرب … ياليت بطرس في ذلك الوقت ، كانت في قلبه مخافة الله … أما النوع الثاني من الناس ، فإنه يخطئ فهم المحبة ! فإذ يعرف أن الله يغلبه حنانه ، فيغفر ولا يعاقب ، لذلك فهذا النوع لا يخاف ، ويخطئ ..! إنه يتدلل علي الله تدللاً خاطئاً غير مقبول . ويقول في نفسه ، وربما أمام الناس : مادمنا نتعامل مع إله رحوم ، إله حنون شفوق طيب ، فلا نخاف إذن مهما أخطأنا . لابد أن لله سيغفر - ‘نه غفر للمرأة الزانية ، وغفر لمريم المجدلية التي أخرج منها شياطين ( مر 16 : 9) . إلهنا الطيب قبل إليه زكا العشار ، واختار أيضاً متي العشار رسولاً ، وأشفق علي الخاطئين .. وهكذا يستهين بمحبة الله ، اقصد محبة الله له . اما هو فلا يكون محباً لله وهو يعصي وصاياه ! لذلك فالحديث عن مخافة الله لازم جداً ، بالنسبة إلي هذا الجيل الذي نعيش فيه .. ذلك لأننا نعيش في جيل ، فقد فيه الناس خوف الله : فمنهم من ينكر وجوده ، ومنهم من يهاجمه فينتقد الله ويتهمه . وفي هذا الجيل أيضاً من يتذمر علي الله ، ومن يكسر وصاياه بكل جرأة وبلا خوف ..! هذا الجيل الذي تفشت فيه الاستباحة وألوان من الاستهتار . وأصبح كثيرون يثورون علي القيم و المبادئ ، ويسيرون بأسلوب قاضي الظلم الذي قيل عنه إنه كان " لا يخاف الله ، ولا يهاب إنساناً "( لو 18 : 2) . نعم ، ينبغي أن نتحدث عن مخافة الله في هذا الجيل ، الذي نزع فيه الخوف من قلوب الكثيرين ، حتي من الصغار . وأصبح لا خوف من أب ولا من أم ، ولا من معلم ولا شيخ ، ولا من رئيس .. بل هي ثورة حتى علي الأنظمة و القوانين ، وعلي كل سلطة في البيت أو في المدرسة أو في الشارع ، أو في العمل .. هذا الوقت يلزمه الحديث عن المخافة ، أكثر من أي وقت آخر .. وقد يحتج البعض بأن المخافة هي من سمات العهد القديم . ام العهد الجديد فهو عهد النعمة والمحبة . وهذا واللغات تعلم الانجليزية على ايدى مدرسين اجانب خاطئ لأن الله هوهو أمساً و اليوم وإلي الآبد ( عب 13 : 8 ) ." ليس عنده تغيير ولا ظل دوران "( يع 1 : 17 ) . إن كانت هناك مخافة في العهد القديم ، فقد كانت فيه وصية المحبة أيضاً " تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قوتك " ( تث 6: 5 ) . وقال السيد المسيح إنه بهذه المحبة " يتعلق الناموس كله والأنبياء "( مت 22: 4 ) . وإذ ثبت العهد الجديد هذه المحبة ، فإنه تحدث عن المخافة أيضاً ، في أقوال السيد المسيح ورسله القديسين . يكفي أن أسجل قول السيد الرب : " أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعد ما يقتل ، له سلطان أن يلقي في جهنم . نعمأقول لكم : من هذا خافوا " ( لم 12 : 4 ، 5 ) ( مت 10 : 28 ) . وهكذا عبارة الخوف ثلاث مرات في وصية واحدة ، بدأها بعبارة " أقول لكم يا أحبائى .." ( لو 12 : 4 ) . إذن المحبة لا تتعارض مطلقاً مع الخوف . و القديس بطرس يقول للكل " سيروا زمان غربتكم بخوف "( 1 بط 1 : 17 ) . ويقول للنساء " ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف "( 1 بط 3: 2 ) . صدقني يا أبي ومعلمي القديس بطرس ، لقد تحدثت عن الخوف في رقة ، فهوذا القديس بولس يقول : " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة "( في 2 : 12 ) . فأضاف إلي الخوف كلمة الرعدة ، وهي أشد … ولعل من أوضح الآيات الكتابية عن المخافة في العهد الجديد هي قول القديس بولس الرسول أيضاً " مكلمين القداسة في خوف الله " ( 2 كو 7: 1 ) ويقول القديس يهوذا الرسول " ارحموا البعض مميزين وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار ، مبغضين حتي الثوب المدنس من الجسد "( يه 22، 23 ) . وبهذا نري أن الخوف يصلح أن يكون أسلوباً من أساليب الرعاية وانقاذ النفوس . البعض نرحمه مميزين . والبعض نخلصه بالخوف ، نخطفه من النار حتي لا يحترق . فالنفوس ليست كلها واحدة . منها بلا شك من ينفعه الخوف . وفي هذا المعني نفسه يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس الأسقف " الذين يخطئون ، وبخهم أمام الجميع ، لكي يكون عند الباقين خوف "( 1 تي 5: 20 ) . هذا الخوف نافع ، حتي لا يستهتر الباقون … وكانت سياسة الخوف نافعة في معاقبة حنانيا وسفيرا . لأنه كان من الممكن أن يتكرر الخطأ الذي صدر من حنانيا وسفيرا ، ويسلك بنفس سلوكهما آخرون . ولكن لما أوقع القديس بطرس عليهما العقوبة ، علي الرغم من شدتها ، يقول سفر أعمال الرسل " فصار خوف عظيم علي جميع الكنيسة ، وعلي جميع الذين سمعوا بذلك " ( أع 5: 11 ) . وكان هذا الخوف لصالح الكنيسة واستقرارها منذ تأسيسها . هكذا عاشت الكنيسة في تعليمها منذ أيامها الأولي . لماذا يحاول البعض إذن - في هذه الأمور الروحية - أن يفرق بين تعليم العهد القديم والعهد الجديد ؟! أليس الكتاب وحدة واحدة متجانسة يقول عنها الرسول : كل الكتاب هو موحى به من الله ، ونافع للتعليم و التوبيخ ،للتقويم و التأديب الذي في البر "( 2تي 3 : 16 ) إن إله العهد القديم ، هو نفسه إله العهد الجديد لم يتغير . فلا تظنوا أن الله كان مشدداً منجهة الخطية في العهد القديم ، ومتساهلاً من جهتها في العهد الجديد !! .. حاشا . فالخطية هي هي في كل باعتها . والله هو هو ، الكلي الصلاح الكلي والقداسة و الكلي العدل ، في العهدين كليهما … | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:21 pm | |
| ليس العهد القديم إذن هو عهد الخوف و العقوبة ، وليس العهد الجديد هو وحده عهد النعمة و المحبة . فاخلوف و الفرح فيهما كليهما . الفرح للذين يؤمنون ويثبتون في الإيمان . والخوف لغير المؤمنين ، وللذين يسقطون أو ينحرفون وليس العهد القديم هو عهد التهديد و الوعيد ، بينما العهد الجديد هو عهد الوعود ..!! فالوعيد و الوعد فيهما معاً . ولاننسي أنه في العهد الجديد يقول الإنجيل : " كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً ، تقطع وتلقي في النار " ( مت 3 : 10 ) . وبقول السيد المسيح في كل محبته " إن كان احد لا يثبت في ، يطرح خارجاً كالغصن ، فيجف ، ويطرحونه في النار فيحترق " ( يو 15 : 6 ) . إن الله يعرف طبيعة الإنسان ، ويعرف أن المخافة نافعة ولازمة لهذه الطبيعة . ولذلك تحدث عن المخافة في كلا العهدين القديم والجديد . وفي العهد القديم ، لم يتحدث عن المخافة فقط في مجال التهديد ، بل في مجال الحب والنعمة أيضاً . فقيل في سفر المزامير : " سر الرب لخائفيه "( مز 25 : 14 ) . " عين الرب علي خائفية " ( مز 33 : 18 ) " ملاك الرب حال حول خائفية وينجيهم " ( مز 34 : 7 ) " خصه قريب من خائفيه "( مز 85 : 9 ) . " قويت رحمته علي خائفية " ( مز 103 : 11 ) " يتراءف الرب علي خائفية " ( مز 103 : 13 ) . " من هو الإنسان الخائف الرب . يعلمه طريقاً يختاره . نفسه في الخير تبيت . ونسله يرث الأرض "( مز 25 : 12 ) . ويقول الرب في سفر ارمياء النبي " واعطيهم قلباً واحداً وطريقاً واحداً ، ليخافوني كل الأيام لخيرهم وخير أولادهم "" وأقطع لهم عهداً أبدياً أني لا أرجع عنهم ، لأحسن إليهم ، واجعل مخافتي في قلوبهم ، فلا يحيدون عني "( أر 32 : 38 - 40 ) . وفي العهد الجديد ، وردت مخافة الله مرتبطة بفضائل ، وعدم المخافة مرتبطاً بالخطية . فقد قيل عن كرنيليوس البار إنه " تقي وخائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب ، ويصلي كل حين "( أع 10 : 2 ) وامتزج الخوف مع تمجيد بالنسبة للذين رأوا شفاء المفلوج " فأخذت الجميع حيرة ، ومجدوا الله وامتلأوا خوفاً ، قائلين إننا قد رأينا اليوم عجائب "( لو 5: 26 ) . وعند إقامة ابنه أرملة نايين " أخذ الجميع خوف ، ومجدوا الله ( لو 7: 16 ) . وفي سفر الرؤيا ، رأي القديس " ملاكاً طائراً في وسط السماء معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين علي الأرض ، وكل أمه وقلبية ولسان وشعب ، قائلاً بصوت عظيم " خافوا الله واعطوه مجداً ( رؤ 14 : 6 ،7 ) . ورأي القديس يوحنا ملائكة يسبحون الله قائلين " من لا يخافك يارب ويمجد اسمك ،لأنك وحدك قدوس "( رؤ 15 : 4 ) . ويشبه هذا قول القديس بطرس الرسول " أحبوا الأخوة . خافوا الله " ( 1 بط 2 : 17 ). وكما تمتزج المخافة بالفضيلة ، يمتزج عدم المخافة بالخطية وهكذا نجد علي الصليب ، أن اللص التائب ينتهر اللص الآخر الذي كان يجدف ، ويقول له " أو ما تخاف الله ، إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه ؟! أما نحن فبعدل ننال استحقاق ما فعلنا " ( لو 23 : 40 ، 41 ) . وقيل عن قاضي الظلم إنه " لا يخاف الله "( لو 18 : 1 ). شرها بقوله " إني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البته فيقتلوني لأجل امرأتي " ( تك 20 : 11 )
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:22 pm | |
| الخوف يرتبط بالخطية
إن الملائكة - وهم يتكللون بالبر - لا يخافون . أما البشر وهم يسقطون في الخطايا كل يوم ، فإن الخوف يلاحقهم ، لأنه لاصق بالخطية . هو يسبقها ، وهو أيضاً يلحقها . وهو مرتبط بها علي الدوام . أول نوع من الخوف ، هو خوف السقوط : هو خوف يسبق الخطية ، وهو نافع إن دفع صاحبه إلي الحرص . الإنسان الذي يحب أن يحيا حياة طاهرة يخاف من السقوط . لأنه قيل عن الخطية إنها طرحت كثيرين جرحي ، وكل قتلاها أقوياء "( أم 7 : 26 ) . نعم ، هذه الخطية التي أسقطت جبابرة أمثال داود وسليمان وشمشون ، والتي اسقطت رسلاً مثلاً بطرس ومثل توما … لذلك يقول القديس بولس محذراً … " لا تستكبر ، بل خف " ( رو 11: 20 ) حتي الإنسان الروحي ، ينبغي أيضاً أن يخاف السقوط ، ليس عن رغب ، إنما عن حرص . ذلك بسبب عنف الحروب الروحية وقوة الشيطان المخادع الذي قال عنه القديس بطرس الرسول " اصحوا واسهروا ، لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو " ( 1 بط 5: 8 ) . وقال القديس بولس الرسول عن المحاربات الروحية " فإن محاربتنا ليست مع لحم ودم ، بل مع الرؤساء مع السلاطين .. مع اجناد الشر الروحية " فإن محاربتنا ليست مع لحم ودم ، بل مع ( أف 6 : 12 ) . ولذلك فإنه يقول أيضاً " من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط "( 1 كو 10 : 12 ) بل أنه قال عن نفسه ، ليحذرنا : " اقمع جسدى واستعبده ، حتى بعد ما كرزت للآخرين ، لا أصير أنا نفسي مرفوضاً "( 1 كو 9 : 27) نعم ، ما أخطر هذه العبارة ، يقولها رسول عظيم قد صعد إلي السماء الثالثة ، وتعب أكثر من جميع الرسل . لذلك علي الإنسان الروحي أن يبذل كل جهده ، ويبعد عن كل أسباب الخطية ومصادرها خوفاً من أن يسقط !! يفعل هذا ، حتى إن كان قد سار شوطاً في الحياة بالروح ، لعله يحدث له كما حدث لأهل غلاطية الذين وبخهم الرسول قائلاً : " ابعد ما ابتدأتم بالروح ، تكلمون الآن بالجسد ؟! ( غل 3 : 3 ) . ليس المهم إذن كيف بدأنا ؟ أو كيف نحن الآن ؟ وإنما ماذا سنكون ، وكيف ستكون نهاي سيرتنا … هذا هو أول خوف يرتبط بالخطية وهو خوف السقوط ويستغله الروحيون لفائدتهم ، مستمعين إلي قول المرتل في المزمور " طوبي للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ، وفي طرق الخطاة لم يقف ، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس .." ( مز 1 ) . فإن أخطأ الإنسان يقع في خوف آخر ، هو خوف الانكشاف . يخاف أن يعرف الناس خطيئته ، وأن ينكشف ، فيقع في الفضيحة و العار ، ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم ، وتصبح سمعته مضغة في أفواههم ..! لذلك يقول علماء النفس أن المجرم كثيراً ما يحوم حول مكان جريمته ، خائفاً من أن يكون قد ترك هناك أثراً يدل عليه .. وهذا العامل النفساني يستغله المحققون . فإن أشاروا إلي شئ ممن آثار الجريمة ، قد يضطرب المجرم أو ينهار . ومن أجل خوف الإنكشاف نلاحظ ملاحظة هامة وهي : إن الخطية كثيراً ما تعمل في الظلام وفي الخفاء . وهكذا قيل عن الخطاة أنهم " أحبوا الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة "( يو 3 : 19 ) " لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ، لئلا توبخ أعماله . وأما من يعمل الحق ، فيقبل إلي النور ، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة "( يو 3 : 20، 21 ) . ولهذا فإن الأبرار يلقبون بأبناء النور ، والأشرار بأبناء الظلمة لأنهم يدبرون خطاياهم في الخفاء . لذلك يخافون من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال ، وتفتح الأسفار ، وتفصح الأفكار والنيات . أين يهربون في ذلك اليوم ؟ وأين يختفون ؟! إن كانت خطاياهم لا تنكشف علي الأرض ، بأسباب وطرق شتي ، فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأما م الكل في يوم الحساب .. يخافون من ان الذي يقال في المخادع ، ينادي به فوق السطوح . ويخافون من تلك العبارة الرهيبة التي قالها الرب : ليس مكتوم لن يستعلن ، ولا خفي لن يعرف ( مت 10 : 26 ) . أين يخفون وجوههم إذن ؟ حين لا تكون هناك أسرار ولا خفايا بل الكل معلن معروف .ز بل هناك امر أخر يخاف منه الإنسان الروحي ، وهو أن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم ، سواء أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون ! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا علي حق ..! لعل إنسان يسأل : وماذا تراني أفعل إذن ؟ أقول لك إن التوبة تمحو خطاياك ، وكأنك لم تفعلها ، تغسلك فتبيض أكثر من الثلج .. ولا تعود لك خطايا تخاف من أن تنكشف .. فإن كنت تخاف الانكشاف ، تب . وحينئذ يفرح بك ملائكة الله وأرواح القديسين . لأنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ( لو 15 : 7 ) . نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطية ، وهو خوف العقوبة ، أو الخوف من نتائج الخطية . أبونا آدم لما أخطأ ، خاف وأختبأ خلف الشجر . تحولت علاقته مع الله من حب إلي خوف . وقايين القاتل ، وقع ليس في الخوف فقط بل في الرعب . وهكذا قال الله " ذنبي أعظم من أن يحتمل إنك قد تطردتني اليوم عن وجه الأرض ، ومن وجهك اختفي وأكون تائهاً وهارباً في الأرض "( تك 4: 13 ، 14 ) . وداود النبي أيضاً لما أخطأ خاف . وقال " يارب لا تبكتني بغضبك ، ولا تؤدبني بسخطك . إرحمني يارب فإني ضعيف . اشفني فإن عظامي قد اضطربت " ( مز 6 ) . والخاطئ يخاف من عقوبتين : أرضية وسماوية : أما العقوبة السماوية ، فهي رهيبة وأبدية . وأرجو أن أتحدث عنها بالتفاصيل فيما بعد . وأما العقوبة الأرضية فهي كذلك علي أنواع : أما عقوبة من المجتمع : فضحية واحتقار ، أو نبذ هذا الإنسان من المجتمع ، أ, عدم الثقة به في المستقبل .. أو عقوبة من القانون مثل السجون ، أو أما هو أشد .. أو عقوبة يوقعها الله عليه من مرض أو عاهة أو اللعنات التي وردت في ( تث 28 ) ، أو عقوبة تصيبه في أولاده واحفاده . هناك خوف روحي أيضاً يتابع الخاطئ ، أو يخافه الإنسان المحترس من السقوط . إنه يخاف من غضب الله عليه ، أو رفض الله له ، مثلما رفض شاول الملك من قبل ( 1 صم 16 ) . يخاف ان يحزن الروح أو يطفئ الروح ، بل يخاف أن يفارقه روح الله ( 1 صم 16 : 14 ) أو أن تتخلي عنه النعمة ، ويسلمه الله إلي ذهن مرفوض ، أو يسلمه إلي شهوات قلبه ( رو 1 : 28 ، 24 ) , يخاف أن يفقد صورته الإلهية التي خلقه الله بها في البدء . ويخاف لئلا يأخذ أحد إكليله وتتزحزح منارته من مكانها ( رؤ 2 : 5 ) يخاف أن يأخذ العدو سلطاناً عليه ، ويأتي وقت عليه يقد فيه إرادته ، ويفقد حرية أولاد الله . والشر الذي ليس يريده ، إياه يفعل ( رو 7 : 19 ). وهكذا يخاف أيضاً أن يتطور إلي أسفل وإلي أسوا . يخاف من قول الرب له : أن عارف أعمالك ، أن لك أسماً أنك حي وأنت ميت ( رؤ 3 : 1 ) . يخاف أن يأتيه الموت فجأة ، وهو في حالة غفلة ، وغير مستع لملاقاة الله … أحد القديسين قال إني أخاف من ثلاثة أمور : أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي . وأخاف من ساعة الوقوف أما الديان العادل ، كذلك أخاف من لحظة صدور الحكم علي … فإن كان القديسون ، يخافون مع إرتفاعهم العجيب في حياة الفضيلة ، فماذا نقول نحن عن أنفسنا ؟! الذي يخاف الله لا يخطئ . والذي يخطئ هو إنسان لا يخاف الله . الذي يخاف الله لا يظلم ، لأنه يخاف الله الذي يحكم المظلومين . والذي يخاف الله لا يتدنس ، لأنه يعرف أن الله قدوس . والذي يخاف الله لا يعمل الشر حتي في الخفاء ، لأنه يعرف أن الله يري كل شئ ، ويسمع كل شئ ، ويفحص حتي أعماق القلوب ولعل البعض يسأل : ما رأيك إذن فيمن يفعل الشر ولا يخاف ؟ نقول إنه وصل إلي حالة الاستهتار أو اللامبالاة . أو أن ضميره . مريض أو متعطل عن العمل . أو أن دوامة العالم تجرفه ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله . فهو في مثل هؤلاء الناس ، نراهم في ساعة الموت ، ، أو إذا اقتربوا من الموت لابد أن الخوف يرعبهم .لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها … ويشعرون أنهم أضاعوا حياتهم . تقول : أريد أن أحيا حياة الحب وليس الخوف . أقول لك : إذن لا تخطئ فالخطية مرتبطةبالخوف . يقيناً أن الشخص الذي يخطئ ، كان في وقت خطيئته لا يخاف الله . أو يقول المزمور عن أمثال هذا الإنسان " لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم " . لو كنتم بلا خطية ، لا تخافوا . ولو أخطأتم وعدتم فاصطلحتم مع الله ، وندمتم ووبختم أنفسكم وعاقبتموها ، وعشتم في حياة التوبة ، حينئذ سوف لا تخافون … أما ونحن خطاة ، فقد وهبنا الله المخافة لكي نصلح مسارنا استمع إلي قول الرسول " فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلي راحته ، يري أحد منكم قد خاب منه "( عب 4 : 1 ) وإن كنت تريد ألا تخاف في ذلك اليوم ، فلتخف إنه مع بقاء وعد الدخول إلي راحته ، يري أحد منكم أنه قد خاب منه "( عب 4 : 1 ) . وإن كنت تريد ألا تخاف في ذلك اليوم ، فلتخف الآن . والخوف يمنعك من الخطية ، ويمنع عنك الخوف في اليوم الأخير | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:22 pm | |
| فوائد مخافة اللة 1- مخافة الله توصل إلي التوبة وتنفيذ الوصايا . إنها تمنع من فعل الخطية قبل إرتكابها . اما إن إرتكب الإنسان الخطية ، فإنها تعطيه رعباً من نتائج الخطية ومن عقوبة الله . وهكذا تقوده إلي التوبه و الرجوع إلي الله …مخافة الله إذن تحفظنا من السقوط , وأن حدث وسقطنا ، تعطينا التوبة … 2- مخافة الله هي بداية الطريق ، وهي سياج للحياة الروحية حتي لا تعثر ولا تنحرف . بها نضع الله أمامنا . ونقول مع يوسف الصديق : كيف أفعل هذا الشر العظيم ، واخطئ إلي الله ( تك 39 : 9 ) . لذلك فالذي يخاف الله لا يخطئ ، لأنه يخاف من الله العادل ، الذي وضع مبدأ " أجرة الخطية هي موت "( ( رو 6 : 23 ) . كذلك يخاف الله العالم بكل شئ الذي يقول " أنا عارف أعمالك ( رؤ 3 : 1 ، 15 ) . يخاف أيضاً من إنذرات الله وعقوباته . ولذلك يمتنع عن الخطية ، و ينفذ الوصايا . وتكون مخافة الله في قلبه حصناً يمنعه من السقوط . 3- الذي يخاف الله ، يطيع الله ، أما الذي لا يطيعه ، فهو شاهد علي نفسه أنه لا يخاف الله .. إنه يطيع الله ، ويفعل ما يوافق مشيئته الإلهية . فقد قال الرب في سفر ارمياء النبي " ويكون لي شعباً … وأنا أكون لهم إلهاً .. أعطيهم قلباً واحداً ، وطريقاً واحداً ، ليخافوني في كل الأيام لخيرهم … واجعل مخافتي في قلوبهم …" ( أر 32 : 38 - 40 ) . 4- مخافة الله واللغات تعلم الانجليزية على ايدى مدرسين اجانب الإنسان حياة الحرص و التدقيق : فالإنسان الذي يخاف الله يكون مدققاً في كل ما يعمله ، وحريصاً في كل ما ينوي أن يفعله . لأنه يخاف لئلا يسقط ويغضب الله . بينما يحذرنا الرسول قائلاً " من يظن أنه قائم ، فلينظر لئلا يسقط " ( 1 كو 10 : 12 ) . ويقول أيضاً " لا تستكبر بل خف ( رو 11 : 20 ) . صدقوني ، إن المخافة وإن كان البعض يتعب منها نفسياً ، إلا أنها تفيده روحياً لكي يحترس . ولكي يفكر كثيراً كلما وقفت أمامه عثرة ، ويبذل جهده لئلا يسقط . أما إذا لم يوجد مخافة الله في القلب ، فما أسهل أن ينطبق عليه المثل " إذا لم تستح ، فأفعل ما تشاء !!".. 5- كثيرون من الذين تركوا المخافة ، تحولوا إلي الاستهتار وتحولوا إلي اللامبالاة .. يقولون : لنعيش في المحبة … حسناً وهل المحبة تمنع الحرص و التدقيق في الحياة الروحية ؟! وغالبية هؤلاء - في فقدان المخافة وصلوا إلي كبرياء القلب ، وإلي قساوة القلب ، وفقدوا أيضاً المحبة التي يدعونها … 6- الذي يتدرب علي المخافة ، يصل أيضاً إلي الأدب في نخاطبة الله … لأن الذين يدعون أنهم يحيون في محبة الله ، دون أن يعبروا علي مخافة الله … كثيراً ما يعاتبون الله في صلواتهم بأسلوب خال من الأدب اللائق بمخاطبة الله . وباسم الدالة يخطئون في غير مخافة !! هوذا أبونا إبراهيم - علي الرغم من الدالة الكبيرة التي بينه وبين الله ، يقول في سفر ملاخي النبي " الابن يكرم أباه ، والعبد يكرم سيده ، فإنه كنت أنا أباً ، فإين كرامتي . وإن كنت سيداً ، فإن هيبتي ؟!" ( ملا 1 : 6 ) . 7- مخافة الله تقود أيضاً إلي الجدية في الحياة الروحية : بينما هناك أشخاص بإسم ( المحبة ) لا توجد في حياتهم ضوابط علي الإطلاق . حياتهم تسيب ، بلا جدية !! لا يحرصون علي شئ ولا يهتمون بشئ ، ولا ينفذون شيئاً . ويظنون أن الارتباط بالجدية في تنفيذ الوصية ، نوعاً من الناموس !! ويقولون إننا لسنا تحت ناموس !! وبهذا يصلون إلي التسيب ، وعدم الإلتزام بشئ ! إما الإنسان الروحي الذي يخاف الله ، فإنه يكون ملتزماً . ويكون أيضاً إنساناً جاداً ، وأميناً في القلي … ذلك لأن مخافة الله علي الدوام أمام عينيه . أما الذي لا يخاف الله ، فإنه لا يكون ملتزماً ولا جاداً . وللأسف نجد هذا أحياناً في محيط الخادم ، فربما يدعي أحدهم إلي اجتماع هام للشباب ، ويعد ولا يحضر . ويقدم اعتذار بعد فوات الفرصة . أما الذي يخاف الله ، فإنه يكون ملتزماً في مواعيده . ويقول في قلبه إن الله سيحاسبني عن كل نفس أهملتها في الاجتماع . وتجده مدققاً وملتزماً في خدمته وأميناً ، ذلك لأن مخافة الله أمام عينيه … 8- مخافة الله تقود أيضاً إلي الإتضاع وانسحاق القلب . وبالاتضاع يقول : من انا التراب حتي اتحدي الله وأكسر وصاياه ؟! وحتى إن وقف يصلي ، يقول : من أنا حتي أقف أمام الله ؟! ومن أنا حتي أتكلم مع الله ؟! وأمامنا في هذا المجال قصة الفريسي و العشار : إن العشار - في مخافته لله - عندما دخل إلي الهيكل ،" وقف من بعيد ، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء . بل قرع علي صدره قائلاً : اللهم ارحمني أنا الخاطئ ". ذلك لأنه كان واقفاً في مخافة الله . وأوصلته المخافة إلي انسحاق القلب . لذلك خرج مبرراً دون ذلك الفريسي الذي - في غير مخافة - وقف أمام الله مفتخراً بصومه ، وعشوره ، بل وقف يدين العشار ، ويقول إنه أفضل من سائر الناس الخاطفين الظالمين الزناة ( لو 18 : 10 - 14 ) 9- المخافة تلد الخشوع . و الخشوع يلد الدموع . الإنسان الذي يخاف الله ، يكون خاشعاً في صلاته ، وفي كل عبادته إنه يأخذ حرارة في قلبه من مخافته لله . وقد تمتلئ صلاته بالدموع ، نابعة من انسحاق قلبه … وهكذا كان آباؤنا القديسون علي الرغم من القمم الروحية العالية التي وصلوا إليها لم تفارقها مخافة الله ، ولا إنسحاق القلب ، ولا الخشوع ولا الدموع . والأمثلة علي ذلك كثيرة في سير القديسين . · القديس العظيم الأنبا أرسانيوس ، لما وافته ساعة الوفاة ، ارتعب وخاف . فقال له تلاميذه " أحتي أنت يا أبانا تخاف من هذه الساعة ؟! " فأجابهم القديس العظيم وقال لهم " إن رعب هذه الساعة ملازم لي منذ دخلت إلي الرهبنة " .. هكذا كانت مخافة الله ملازمة له حتي ساعة الموت … · وكذلك القديس الأنبا سيصوى ( الأنبا شيشوى ) : لما أتته ساعة الموت ، خاف . فقال له تلاميذه " وأنت ايضاً يا أبانا تخاف ؟! " فقال لهم " علي قدر طاقتي أطلعت وصايا الله . ولكن حكم الناس شئ وحكم الله شئ آخر "… وقيل عنه إنه في ساعة وفاته ، كان يطلب فرصة لكي يتوب !!… هذا القديس المتكامل في الفضيلة ، السامى و العالي في مستواه ، كان يطلب فرصة لكي يتوب !! فماذا ترانا نفعل نحن ؟! … * أما الإنسان الذي يدعي أنه وصل إلي المحبة ، ويسلك بالدالة مع الله علي طول الخط : · فمن الجائز أن يصل إلي اللامبالاة ، ويفقد كذلك روح الإنسحاق . وما أسهل أن هذا التدلل يوصله إلي عدم الاهتمام بكل ما يوصله إلي الله !… وبعد ذلك يشرب الخطية كالماء .. ويغطي علي سقوطه بقوله : إن الله يعرف ضعف البشرية ، وهو حنون غفور !! أما الذي يسلك في مخافة ، فإذ يضع خطاياه أمام عينيه كل حين ، تمتلئ عيناه بالدموع ، وقلبه بالخشوع . 10 - الذي يعيش في مخافة الله ، دائماً يحاسب نفسه : ولا يحاسب نفسه فقط عن أعماله ، وإنما حتى علي الأفكار و النيات ، ويحاسب نفسه علي عدم النمو … يحاسب نفسه علي صغيرة وكبيرة . ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل يسجل عليه كل شئ . يسجل مشاعره وعواطفه ، وأفكاره ونياته وأخطاء اللسان ، وأخطاء الحواس … وفي الواقع أن هذا صحيح فكل تفاصيل حياتنا مسجل علينا . وهذا المسجل علينا ، سيذاع في اليوم الأخير . أمام الملائكة ، وأمام البشر ، جميعاً … ولكن ثقوا أنكم إن خفتم من هذا ، وتبتم عن جميع خطاياكم ، فكل ما تتوبون عنه ، ويمحو من جهاز التسجيل ، ولا يعود يحسب عليكم . كما قال الكتاب " طوبي للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم . طوبي للإنسان الذي لا يحسب له الرب خطية "(رو 4: 7 ،8 )( مز 32 : 1، 2 ) . 11- وهكذا فإن مخافة الله ، ليست فقط تقود إلي محاسب النفس ، وإنما أيضاً إلي لوم النفس ، والندم و التوبة … والإنسان الذي يخاف الله يستمع إلي قول القديس مقاريوس الكبير " احكم يا أخي علي نفسك ، قبل أن يحكموا عليك " . وبالتالي يبكت نفسه علي كل ما فعلته ، وما تنوي أن تفعله ، ويبعد عن كل فكر ردئ . وكما قال القديس باخوميوس الكبير " إن خوف الله يحرق الأفكار الردية ، ويطرد كل رذية ، ويطرد من الإنسان "… لذلك فإن مخافة الله توصل إلي نقاوة القلب . وكيف ؟ 12- مخافة الله تدفع الإنسان إلي الجهاد و التعب من أجل الله ، ومن أجل الوصول إلي مرضاته … مثال ذلك طالب في الجامعة ، وأمام مقرر طويل … ألف صفحة مثلاً ، لم يذاكر منها سوي عشرين صفحة فقط ! لذلك يملكه الخوف الذي يدفعه إلي مضاعفة جهده لكي يصل مهما تعب في سبيل ذلك . ونحن مقررنا الروحي هو القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب الذي قال " كونوا قديسين ، لأني أنا قدوس "( 1 بط 1 : 16 ) … بل مقررنا الروحي هو الكمال ، حسب قول الرب " كونوا كاملين ، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل "( مت 5 : 48 ) . ألا نخاف إذن ، والطريق طويل بيننا وبين القداسة و الكمال ؟ أو لا يدفعنا الخوف إلا الجهاد و التعب ، وإلي السهر علي خلاص أنفسنا " لئلا يأتي بغته فيجدنا نياماً "( مر 13 : 36 ) . وكلما سرنا في الطريق ، ووجدنا الكمال الكمال لا يزال بعيداً ، نصغي بكل اهتمام إلي نصيحة القديس بولس الرسول " أركضوا لكي تنالوا " ومن يجاهد يضبط نفسه في كل شئ "( 1 كو 9 : 24 ، 25 ) وهكذا فإن الذي يخاف الله ، تجده في الطريق الروحي ، دائم الجهاد و الركض لا يتوقف . وماذا أيضاً : 13- مخافة الله تقود إلي النمو الروحي : وفي كل يوم يتقدم ، لنه يري طريق الكمال طويلاً ويخاف أن يدركه الموت قبل أن يصل . أحد الرهبان كان يقرأ كتاب الدرجي . ووجد فيه ثلاثين درجة في سلم الفضائل ، وأولها الغربة والموت عن العالم . فوضع أمامه لافته كتب فيها ( لسه بدري عليك ) ..وجاهد لكي ينمو صاعداً في هذا السلم الروحاني . إن الذي يخاف الله ، يجاهد باستمرار لينمو صاعداً ، بينما الذي ليست فيه مخافة الله ، قد ينحدر إلي أسفل واسوأ.
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:22 pm | |
| 14 - الذي في قلبه مخافة الله ، لا يخاف فقط علي نفسه بل علي غيره أيضاً ، فيسعي لنشر الملكوت . يهمه أيضاً مصير كل من يعرفهم ، وأبديتهم . يخاف عليهم كما كان أيوب الصديق يخاف علي أولاده ويقدم عنهم محرقات ( أي 1: 5 ) . وهكذا يخاف علي خلاص الآخرين ، فيجاهد في الخدمة لأجلهم ، وينمو في الخدمة ومحبة الملكوت . كما قال القديس بولس الرسول " كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح ، لأجل اخوتي أنسبائي حسب الجسد "( رو 9: 3 ) . 15- كل هذا يجعل مخافة الله تقود إلي الصلاة . فالإنسان يجاهد ، ولكنه يري جهاده ليس كافياً . فيلجأ إلي الصلاة المستمرة ، طالباً من الرب معونة ونعمة ، له و لغيره . إن الخوف علي خلاص النفس ، لا يكفية مجرد الجهاد البشري . فالرب يقول " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً "( يو 15 : 5 ) وهكذا فإن المخافة تقود إلي الالتجاء إلي الله . مثلما خاف بطرس من الغرق وهو يمشي علي الماء ، فصرخ إلي الرب الذي أمسك بيده ( مت 14 : 30 ÷، 31 ) .. المخافة تدعوك أن تحترس وتدقق وفي نفس الوقت للرب " أسندني فاخلص ". 16- مخافة الله أيضاً تدعوك إلي المعرفة ، حتى لا تسقط عن جهل . هذا يدعوك إلي القراءة وإلي المشورة … وهكذا تلهج في كلام الله نهاراً وليلاً ، لكي تستفيد نفسك بوصاياه . وغن وجدت ما يحتاج إلي استرشاد ، تلجأ إلي الآباء الروحيين لكي يشرحوا لك الطريق ، متذكراً قول الكتاب " وعلي فهمك لا تعتمد "( أم 3 : 5 ) 17- ومخافة الله تدعوك إلي حسن التعامل مع الآخرين إذ تخاف من قول الرب " ومن قال ( لأخيه) يا أحمق نتكون مستوجب نار جهنم "( مت 5 : 22 ) . وهكذا فإن الذي يخاف الله لا يجرح شعور أحد ولا يدين أحداً ، خوفاً من أنه بالدينونة التي بها يدين ، يدان ( مت 7 : 2 ) . بل يرحم الكل ، لكي يستحق الرحمة ، كقول الرب " طوبي للرحماء فإنهم يرحمون "( مت 5 : 7 )
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:23 pm | |
| مخافة الله فى الكنيسة الأولى ونعني الكنيسة في العصر الرسولي ، وفي القرون الأربعة الأولي للمسيحية ، حيث كانت الكنيسة تحرص علي مخافة الله ، وعلي التمسك حياة القداسة ، قداسة المؤمنين وقداسة الكنيسة . وكانت حازمة جداً في حفط الوصايا الإلهية . لذلك تميزت الكنيسة بالعقوبات الشديدة التي كنت توقعها علي الخطاة في ذلك الزمان حتي يعيشوا في خوف الله . ونحن لا ننسي العقوبة الشديدة التي أوقعها القديس بولس الرسول علي خاطئ كورنثوس ، إذ قال قد حكمت .. أن يسلم مثل هذا للشيطان لإهلاك الجسد ، لكي تخلص الروح في يوم الرب " ( 1 كو 5 : 5 ) . ونذكر أيضاً حكمة الشديد علي عليم الساحر ، إذ ضربه بالعمي ( 1 كو 13 : 11 ) … ونذكر أيضاً قوله لتلميذه تيموثاوس الأسقف : " الذين يخطئون ، وبخهم أمام الجميع ، لكي يكون عند الباقين خوف " ( 1 تي 5 : 20 ) . لأن هذا الخوف يحمي الآخرين من تكرار نفس الخطأ ، أو ما يشبهه . وهناك قصة في بدء الكنيسة الأولي لا ننساها : وهي معاقبة القديس بطرس لحنانيا وسفيرا اللذين كذبا عليه ، أو كذبا ً علي روح الله الذي فيه ، فعاقبهما أشد عقوبة حتي دون أن يعطيهما فرصة للتوبة . وقال سفر الأعمال في ذلك : " فصار خوف عظيم علي جميع الكنيسة "( أع 5 : 11 ) . وكان ذلك الخوف نافعاً لردع الناس عن الخطأ … ومن العقوبات التي كانت مشهورة في الكنيسة الأولي ، هي عقوبة عزل المخطئ من جماعة المؤمنين Excommunication والتي ذكر بها القديس بولس أهل كورنثوس بقولة : " اعزلوا الخبيث من بينكم "( 1 كو 5 : 13 ) . وكانت هناك عقوبات أخري خاصة برجال الإكليروس .. قد تصل إلي تصل إلي العزل من الرتبة الكهنوتية Deosal . ومن مخافة الله كان البعض يعترف بخطاياه علانبة ، ولا ننسي اعترافات القديس أوغسطينوس التي كتبها في كتبها في كتاب يمكن أن تقر أه جميع الأجيال … إذ كانت مخافة الله في قلبه . فإراد أن يعاقب نفسه بذكر خطاياه أمام الكل . إن الله القدوس لا يمكن أن يرضي بالخطية ولا الشر . وهكذا كان وكلاؤه علي الأرض أيضاً ( 1 كو 4 : 1 ) ( تي 1 : 7 ) . كانت الكنيسة مملوءة بالقديسين ، ولا يدخلها إلي القديسون . وكانت الكنيسة مقسمة إلي خوارس ، إلي مناطق وصفوف خورس الباكين ، وخورس الراكعين ، وخورس الموعوظين .. إلي أن يصلوا إلي خورس القديسين الذين يسمح لهم بالتناول . ولم يكن كل أحد يصرح له بدخول الكنيسة . إذ كما يقول المزمور " ببيتك تليق القداسة يارب "( مز 93 ) . لذلك كان الخطاة يقفون خارج الكنيسة ، يتضرعون إلي الداخلين و الخارجين أن يصلوا لأجلهم . وكثيراً ما كانت الكنيسة تحكم بسنوات من الحرمان علي مقترفي الخطية . ونظراً لأن الكنيسة كانت شديدة في أحكامها ، كان الناس يسلكون في قداسة وحرص . كانت توجد وظيفة هي وظيفة الإيبدياكون أي مساعد الشماس . وهذا كان يحرس أبواب الكنيسة من دخول الخطاة ، فلا يدخلها أشخاص محكوم عليهم بسبب خطاياهم . والكنيسة في عقوباتها لم تكن تعرف المحابة . فكان يحكم علي الشخص بالحرمان من الكنيسة ، إذا أخطأ خطية تستوجب ذلك مهما كان مركزه أو شهوته ..
أنت توجد إمرأة من مشاهير الراقصات . ولشهرتها الكبيرة ما كان يصادقها إلا الأثرياء وكبار الموظفين . هذه المرأة ذهبت في إحدي المرات إلي الكنيسة بزينتها فأوقفها الإيبوذياكون ومنعها من الدخول قائلاً لها " لا يحق لك أن تدخلي الكنيسة لأنك امرأة خاطئة " وقال ذلك لأنه خادم بالكنيسة ومكلف بهذا الأمر . ولا يسمح لأي شخص خاطئ بالدخول إلي الكنيسة كما يقول الكتاب " اعزلوا الخبيث من وسطكم " . ظلت المرأة تتناقش معه بصوت مرتفع إلي أن وصل صوتها إلي الأسقف . فخرج الأسقف مستفسراً ، فقالت له :" يا سيدي أريد أن أدخل الكنيسة " ، فقال لها الأسقف : " لا تستحقين الدخول إلي الكنيسة لأنك أمرأة خاطئة قالت له : يا سيدي ما عدت أخطئ مرة أخرى " . فقال لها الأسقف :" إن كنت صادقة في توبتك فأذهبي أحضري كل أملاكك إلي هنا فذهبت وأحضرت جميع غناها إلي فناء الكنيسة - التحف والملابس والزينات وكل حاجة تملكها أحضرتها إلي فناء الكنيسة فإمر الأسقف أن يحرق كل هذا ، لأنه حسب قوانين الكنيسة لا يدخل في مالية الكنيسة أجرة زانية . فلما نظرت المرأة كل هذا قالت لنفسها : إن كانوا قد فعلوا بك هكذا علي الأرض فماذا يفعل بك في السماء ؟! وتخشعت وسمح لها بالدخول إلي الكنيسة … مجرد سماح فقط . وهكذا دخلت مخافة الله إلي قلبها وتابت . وفيما بعد صارت إحدي القديسات .
قصة أخرى حدثت في عهد القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية ، أتت إلي القديس إمرأة وقالت له " إن الأمبراطورة قد إظلمتها " فطلب القديس إلي الإمبراطورة أن تنصف المرأة ، ولكنها لم تنصفها . وفي يوم جاءت الامبراطورة إلي الكنيسة في موكبها مع العبيد و الحاشية وارادت الدخول ، فخرج القديس يوحنا إلي الباب وأوقف الإمبراطورة ومنعها قائلاً :" لا تدخلي الكنيسة لأنك إمرأة ظالمة ". إن الأمبراطورة سببت فيما بعد للقديس يوحنا مشاكل كثيرة ولكن الكنيسة لا يدخلها إلا القديسون ، وليتحمل بعد ذلك ما يحدث ولذلك كان القديس يوحنا يقول " إن هيروديا مازالت ترجوا الملك مرة أخري لكي يعطيها رأس يوحنا علي طبق " . متذكراً ما حدث لسميه القديس يوحنا المعمدان . ولقد احتمل ذهبي الفم كثيراً لكي تثبت مخافة الله داخل الكنيسة . ولا فرق في ذلك بين الملكة وأي فرد من الشعب …
قداس الموعوظين في الكنيسة هو الجزء الأول من القداس الحالي الذي تقرأ فيه الرسائل و السنكسار والإنجيل وتلقي العظة وكانت الكنيسة في العصور الأولي ، قبل أن يرفع الأبرسفارين ويبدأ قداس القديسين ، كان يقف الشماس ويقول " لا يقف هرطوقي ها هنا ، لا يقف موعوظ ، لا يقف غير مؤمن ". فيخرج هؤلاء ولا يبقي في الكنيسة إلا المؤمنون القديسون الذين يتناولون من الأسرار الإلهية . ثم يغلق الباب فلا يدخل بعد ذلك أحد ، ولا يخرج أحد . لأنه غير جائز ان يدخل إلي الكنيسة إنسان متأخر بعد رفع الأبروسسفارين ، كذلك أيضاً لا يجوز من الكنيسة أحد في اللحظات المقدسة . لقد كانت الكنيسة شديدة في أحكامها ، ولأجل ذلك كانت مملوءة من المؤمنين القديسين .. نحن الآن نتهاون ونسمح بدخول الأشرار و الظالمين ، وتحدث أخطاء داخل الكنيسة ، قد يتشاجر بعض الأشخاص أو يتشاتمون وهذا طبعاً لا يليق بقداسة بيت الله . يعقوب أب الآباء عندما أسس بيت إيل ، عندما ظهر له الله في ذلك المكان قال " ما أرهب هذا المكان ، ما هذا إلي بيت الله ، وهذا المكان قال " ما أرهب هذا المكان ، ما هذا إلي بيت الله ، وهذا باب السماء " ( تك 28 : 17 ) . وفي بعض الكنائس توجد هذه الآية مكتوبة علي الجدران . لأن الكنيسة لا يدخلها إلي القديسون أما الخطاة فغضب الله معلن عليهم .
· في الكنيسة الأولي التي تميزت بمخافة الله ، لم يكن الحل سهلاً من فم الكاهن . فلم يكن الأب الكاهن يقرأ التحليل لإنسان إلا بعد أن يتأكد من توبته ، ومن إصلاح نتائج خطيئته بقدر الإمكان ، كان يرجع الحق لمن قد ظلم منه ، كما فعل زكا العشار ( لو 19 : 8 ) . وكان الخاطئ التائب يتحمل عقوبة كنسية شديدة لأن العقوبة تشعره بثقل الخطأ الذي ارتكبه . لم تكن الكنيسة تقبل تبرعاً إلا من مال حلال . · حسب قول المرنم في المزمور " زيت الخاطئ لا يدهن رأسي وأيضاً حسب تعليم الكتاب " لا تدخل أجرة زانية إلي بيت الرب إلهك عن نذر ما " (تث 23 : 18 ) . وفي قوانين الآباء الرسل توجد قائمة بالعطايا المرفوضة التي لا تقبلها الكنيسة ، إذا كان مصدرها غير سليم … وكما كانت مخافة الله قائمة بالنسبة إلي الخطايا الشخصية … كذلك كانت مخافة الله قائمة في التعامل مع الهراطقة . · وهكذا يقول بولس الرسول " إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرنكم به ، فليكن أناثيما " ( أي محروماً) ( غل 1 : 8 ) . ويقول القديس يوحنا الحبيب " أن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم ، فلا تقبلوه في البيت ، ولا تقولوا له السلام . لأن من يسلم عليه ، يشترك في أعماله الشريرة "( 2 يو 10 : 11 ) . وهكذا بمخافة الله كانت الكنيسة مدققة جداً في أمور التعليم . · وما كانت تقبل أي تعليم غريب . وفي تدقيقها كان كل تعليم غريب ، وكل خطأ ، يقابل بكل حزم وصرامة وتعقد بسببه المجامع المكانية أو المسكونية ، لتقاومه بتحديد الإيمان السليم ، وعزل أصحاب ذلك التعليم الخاطئ وقطعهم من جسم الكنيسة مهما كانت رتبتهم … ليتنا نأخذ درساً في مخافة الله من الكنيسة الأولي … تلك المخافة التي دعتهم إلي التدقيق في كل شئ ، وإلي الجدية في الرعاية و الخدمة ، وإلي الأمانة في القليل وفي الكثير ، ، حتى حفظوا لنا الإيمان نقياً ، وسلموه ( 2 تي 2 : 2 ) وأخيراً ، بعد كل المقدمات التي كتبناها أيها القارئ العزيز ، كيف يمكنا الوصول الى مخالفة الله ؟ | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:23 pm | |
| كيفية الحصول على مخافة الله لكي نصل إلي مخافة الله ، لابد أن نعرف ما هي حالة الخطية أو ما هي حالتنا أثناء ارتكبنا للخطية : الخطية تفصلنا عن الله ، وعن الملائكة و القديسين … بل تفصلنا عن الحياة الروحية كلها … الإنسان البار هو إنسان ثابت في الله ، والله ثابت فيه . هو هيكل للروح القدس ، وروح الله ساكن فيه ( 1 كو 3 : 16 ) . أما الإنسان الخاطئ ، فهو بارتكابه للخطية يحزن روح الله ( أف 4 : 30 ) وينفصل عن الله ، وعن كل ما يتعلق به ، لأنه " أية شركة للنور الظلمة ؟! " ( 2كو 6 : 14 ) . فالله نور ، والخطية ظلمة و الخاطئ هو شخص قد أحب الظلمة أكثر من النور ، لأن أعماله شريرة "( يو 3 : 19 ) . ألا يخيفك أذن أن تكون منفصلاً عن الله ؟! وأن تحيا خارجاً منه ، في الظلمة الخارجية ؟! الإبن الضال أنفصل عن أبيه " في كورة بعيدة "( لو 15 : 13 ) وأبونا آدم حينما أخطأ ، أنفصل عن عشرة الله ، واختبأ وراء الأشجار ( تك 3 : 8 ) . فالخطية توجد حاجزاً وحجاباً بين الإنسان و الله ويبقي عليه أن يختار إما الله ، وإما الخطية التي تفصله عن الله ! لذلك فالخطية تخيف الإنسان ، حينما يتذكر أنه من أجلها ، فضل أن ينفصل عن الله ويختار الخطية … الخاطئ يعرف تماماً أنه بعيد عن الله . ولكنه بالتوبه يشعر أنه يقترب من الله ويتلامس معه . اما إذا دخل في حياة القداسة فحينئذ يثبت في الله ، والله فيه . وهكذا يقول الرب " أنا الكرمة وأنتم الغصان .. الذي يثبت في ، وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير " ( يو 15 : 1 ، 5 ) . والذي لا يثبت ، يطرح خارجاً كالغصن ، فيجف ويحترق "( يو 15 : 6 ) . أليس هذا مخيفاً ؟! لعله يخيف الخاطئ أيضاً ، أنه في خصومة مع الله لذلك فإن القديس بولس الرسول يدعو الخطاة قائلاً " تصالحوا مع الله "( 2 كو 5 : 20 ) . والأمر ليس مجرد خصومة ، بل هو أخطر من هذا بكثير فالقديس يعقوب الرسول يقول إن محبة العالم عداوة لله ويؤيد هذا القديس يوحنا الرسول فيقول " إن أحب أحد العالم ، فليس فيه محبة الآب "( 1 يو 2 :15 )… إذن فالخطية موقف يتخذه الخاطئ من الله : عدم محبة خصومه ، عداوة … بل الخطية هي حرمان من الله . هي حالة إنسان يطرده من حضرته . نعم ، ما أبشع حالة أولئك الذين يقول لهم الرب " إني لم أعرفكم قط . أذهبوا عني يا فاعلي الإثم "( مت 7 : 23 ) . من يحتمل عبارة اذهبوا عني " … ولا يخاف ؟! إنه نفس موقف العذاري الجاهلات اللائي أغلق الرب بابه في وجوههن ، وقال لهن " الحق أقول لكم إني ما أعرفكن "( مت 25 : 12 ) . وهو نفس موقف قايين الذي صرخ قائلاً لله " ذنبي أعظم من أن يحتمل إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ، ومنى وجهك اختفي .."( تك 4 : 13 ) . إلا يخاف هذا الذي يطرده الله من حضرته ؟! ويقول له " اذهب عني يا فاعلي الإثم . لا أعرفك " ولماذا ؟ لأنه إنسان يحب العالم أكثر من الله ، ولأنه يحزن روح الله الذي فيه بل أيضاً يعاند ويقاوم الروح مثلما قال القديس اسطفانوس لليهود ( أع 7 : 51 ) بل هو ينفصل عن الله ويخاصمه ويعدية … إذا استيقظ ضمير هذا الإنسان ، ألا يخاف ويقول : من حتي أعادي الله و أقاومه ؟! من أنا التراب و الرماد ، حتي أحزن روح الله ، واعصي الله وأتحده ، وأخاف وصاياه وأثور عليه ؟! وأقف ضد سلطانه و ملكوته …. من انا ؟! لذلك يخاف ، لنه ليس كفئواً لهذه العداوة وهذا التحدي . ولو تعرض لغضب الله ، سيهلك … إنه يخاف أيضاً من نتائج الخطية . الخطية التي تجلب له القلق و الخوف وعذاب الضمير ، والتي تفقده سلامه الداخلي … ما أكثر الذين جربوا متعب الخطية وآلامها . ومنهم داود النبي ، الذي قال : في كل ليلة أعوم سريري ، وبدموعي أبل فراشي " ( مز 6 ) " أشفني يارب ، فإن عظامي قد اضطربت ، ونفسي قد انزعجت جداً "… هذا الذي قال " مزجت شرابي بالدموع " .. هذا الذي قال " مزجت شرابي بالدموع " انصت إلي دموعي ". وكما بكي داود، بكي بطرس أيضاً . قيل إنه خرج خارجاً ، وبكي بكاء مراً ( مت 26 : 75 ) . وكما تألم القديسون بسبب الخطية ، هكذا تألم الأشرار أيضاً ومثال لذلك يهوذا الخائن : الذي أتعبته نفسيته بسبب تسليمه لسيده ومعلمه ، فإرجع المال إلي رؤساء الكهنة قائلاً" أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً ". ولما وجد أن الأمر قد خرج من يده " مضي وخنق نفسه "( مت 27 : 5 ) . وهكذا مات هالكاً … وبيلاطس البنطي قيل عنه في بعض القصص إنه عاد إلي منزله ، وظل يغسل يديه وهو يقول " أنا برئ من دم هذا البار ( مت 27 : 24 ) . وإذ يجدهما ما زالتا ملوثتين ، يعود فيغسلهما مكرراً نفس العبارة …وهناك أشخاص بسبب خطاياهم قاسوا قصاصات علي الأرض لكي تذكرهم بخطاياهم وتوصلهم إلي مخافة الله . كإنسان يصاب بفشل في حياته ، أو تتوالي عليه ألوان من الفشل فيقول " هذا بسبب خطاياي ".. او يصاب بعد هذا هو ، أو أحد أفراد أسرته بمرض ، يتذكر خطاياه أيضاً ويقول هو السبب … ثم يع بعد هذا في مشكلة أو في عدة مشاكل متتابعة ، فلا يجد أمامه إلا عبارة " كل هذا بسبب خطاياي ". ويوصله ذلك إلي مخافة الله كل هذه نتائج أرضية للخطية ، غير العقوبة الأبدية . إنها تذكرنا بلعنات الناموس التي وردت في سفر التثنية ، حينما قال الله لمن يعصي وصاياه " يجعلك الرب منهزماً أمام اعدائك في طريق واحدة تخرج عليهم ، وفي سبع طرق تهرب امامهم ولا تنجح في طرقك ، بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام ولا مخلص " ( تث 28 : 25 ، 29 ). ويكررها الرب مرة أخري فيقول " ولا تكون إلا مظلوماً ومسحوقاً كل الأيام "( تث 28 : 33 ) . طوبي لمن يستفيد من هذه العقوبات ويصل إلي مخافة الله . إذا يوصله كل هذا إلي الندم و التوبه ، ويعيش في المخافة التي تقودة إلي نقاوة القلب . اما الذي لا يبالي ، بل يستهتر ، فإنه يصل إلي قساوة القلب التي تهلكه تماماً .. إن كل العقوبات التي ننالها علي الأرض ، أو كل المشاكل و الضيقات التي نتعرض لها إنما هي تحمل في داخلها صوت الرب يقول " ارجعوا إلي فأرجع إليكم "( ملا 3 : 7 ) . أترانا نلبي صوته هذا ؟! هوذا الرسول يقول لنا " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم " ( عب 3: 15 ) . أن الرسول يقول أيضاً . " لا تستكبر بل خف … فهوذا لطف الله وصرامته " ( رو 11 : 20 ، 22 ) أما الصرامة فعلي الذين سقطوا . وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف . وإلا فأنت أيضاً ستقطع "( رو 11 : 22 ) . لماذا إذن تعرض نفسك لصرامة الله ، ولحكم القطع ؟! أليس من الأفضل أن تحيا في مخافة الله ، ولا تخطئ ؟.. إن كنت تختبئ وراء محبة الله ، فتذكر قداسة الله وعدله . تذكر أن الله قدوس ، وقداسته لا حدود لها ولا قياس . وإن كان البشر في برهم المحدود يشمئزون من الخطية ، فكم بالأولي الله الذي قداسته لا تحد !! كم تكون الخطية إذن بشعة في نظر الله ؟! هوذا يوسف الصديق - لما عرضت عليه الخطية - قال وهو يهرب منها :" كيف أخطئ ، وافعل هذا الشر العظيم أمام الله ؟!" ( تك 39 : 9 ). ولم يعتبر أنها شر عادي ، وإنما هي شر عظيم … إنك تخجل أن تفعل الخطية امام شخص بار . وتخجل أكثر وأكثر إن كان ملاك أمامك . فكم بالأولي أمام الله ؟! عيبك إذن أنك لا تشعر بوجود الله أمامك ، حينما ترتكب الخطية . كاولئك الذين قال عنهم المزمور " لم يجعلوا الله أمامهم ( مز 54 : 3 ) . لذلك لا تخاف الله . وترتكب الخطية ، والله ليس في ذهنك ، وكأنه لا يراك !! ليتك تخاف الله كما تخاف الناس … وليتك تخجل من الله ، كما تخجل من الناس … وكما تعمل حساباً لفكرة الناس عنك ، وحكم الناس عليك ، ليتك تعمل ألف حساب لحكم الله عليك . الخطية التي تعملها أمام الناس ، لأنك تحب أن تكون لك سمعة طيبة أمامهم . أما الله الذي يري كل ما تفعله أمامه في الخفاء ، فلا تعمل له حساباً ، وتفقد مخافة الله !! لماذا تدقق كثيراً في تصرفاتك أمام الناس ولا تدفق في تصرفاتك أمام الله ؟! لسبب واحد ، هو أنك تخاف الناس ولا تخاف الله … لأنك شخصان : أحدهم أمام الناس في مظهرية بارة ، وأمام الله في حقيقتك الخاطئة . وهكذا تري أن عدم مخافتك لله قد أوصلتك إلي الرياء … وإلي تعدد الشخصية ، وإلي خداع الناس بمظهر زائف هو غير حقيقتك !! وبينما تعمل الخطية أمام الله بلا خوف ، نراك تخاف أن طفلاً صغيراً يراك ! بل تخاف أن خادمك أو أحد مرؤوسيك يراك ! وتخاف في بعض المواقف أن تؤخذ لك صورة ، أو تسجل لك كلمة ، إن كان في شئ من هذا ما ينقص قدرك أمام الناس ، أو ما يظهر عيباً فيك … لذلك تحترس جداً في وجود الناس احتراساً لا تهتم به مطلقاً ، حينما تشعر أنه لا توجد عين تراك . وهذادليل علي عدم مخافة الله ، ؟لأن عين الله تراك في الوقت الذي لا يراك فيه الناس … لذلك من التداريب الهامة التي يجب عليك أن تتدرب عليهما لتصل إلي مخافة الله : أنك لا تعمل في الخفاء ، ما تخجل أن تعمله أمام الناس . . ولا تفكر في ذهنك فكراً لا تقدر أن تعلنه للناس . وقل لنفسك : ينبغي أن أخجل من الله الذي يراني ، والذي يفحص أفكار عقلي ، ونيات نفسي ، وشهوات قلبي . وقل لنفسك أيضاً : لا يصح أن أكون كالقبور المبيضة من الخارج ، وفي الداخل عظام نتنه !! لأن الرب بهذا الوصف قد وبخ أولئك الكتبة و الفريسيين المرائين ( مت 23 : 27 ) . حاول إذن أن تكون في داخل نفسك حريصاً علي عمل البر علي الأقل كما تحرص أمام الناس . والفكر الذي يخجلك أن يعرفه الناس ، لا تفكر . وكذلك بالنسبة إلي العمل و المشاعر . واقصد بالناس هنا الأبرار منهم الذين يراعون القيم . ولذلك أدعوك إلي معاشرة الأبرار من الناس الأبرار ، حتي تتعلم مخافة الله منهم …
وأيضاً حتي يتحول حرصك في وجودهم إلي عادة عندك تمارسها حتي وأنت وحدك في عدم وجودهم معك … وفي نفس الوقت ابتعد عن عشرة المستهترين الذين لا توجد مخافة في قلوبهم ، لئلا تقلدهم دون أن تشعر .. أو قد يستهزئون بتدقيقك وحرصك ، فتظن أنه مبالغة ومغالاة ، وتزول بشاعة الخطية من تفكيرك ، وتصل مثلهم إلي اللامبالاة و تفقد مخافة الله | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:24 pm | |
| لكة نصل الى مخافة الله تزكر دينونتة وعقوبتة الرهيبة
الخوف من العقوبة طبيعة في الإنسان . ولولا هذا الخوف ، لا نتشر الشر في كل مكان . إنه نوع من الردع ، يمنع وقوع الشر . بدأ الخوف من العقوبة منذ أيام أبينا آدم : لقد خاف حينما أخطأ ، واختبأ هو وحواء خلف الشجر . واستمر الخوف في الأنبياء و القديسين . واستمر الخوف في نسلها .. حتي في الأنبياء و القديسين . واستمر الله في فرض عقوباته علي المخطئين ليقودهم إلي المخافة و التوبة وقد سجل لنا الكتاب المقدس عقوبات كثيرة : ولست أقصد فقط التي وردت في العهد القديم ، ولا لعنات الناموس التي كانت تقال علي جبل عيبال ( تث 27 : 13 ) ولا حتي الضربات و العقوبات التي وردت في سفر الرؤيا ( رؤ 8 )في العهد الجديد ، عهد النعمة و الحق . ولا العقوبات التي صدرت من فم السيد المسيح له المجد ، ومن أفواه تلاميذه القديسين ، إنما أقول : حتي الوصية الإلهية الأولي ،كانت مصحوبة بعقوبة . نعني وصيه الله لأبوينا الأولين في الجنة . كانت مصحوبة بعقوبة في حالة المخالفة :" موتاً تموتا " ( تك 2 : 17 )…بينما كانت الوصية موجهة إلي نوعية ممتازة جداً ، هي آدم وحواء في حالتهما السامية الأولي ، التي كانت فائقة جداً لحالة الطبيعة البشرية الحالية . إذ كانا في منتهي البراءه و البساطة لا يعرفان شرا ، حيث كانا عريانين ولا يخجلان 0 وقد نفذ الله عقوبته علي هذا الإنسان المخلوق علي صورة الله ومثاله الله المحب ، الذي كان يتكلم في محبة مع ادم الطاهر البريء ، هو نفسه الذي خافه أدم بعد الخطية ، وهو الذي عاقب أدم وحواء ، وطردهما من الجنة ، وفرض عليهما التعب والوجع 0 والحية التي كانت خاضعة للإنسان ، أعطاها سلطان أن تسحق عقبه ( تك 3 : 15 -19 ) وقال الله للإنسان - وهو يعاقبه - ط لأنك تراب ، وإلي التراب تعود " ( تك 3 :19 ) ولعل فكرا دار في عقل أبينا أدم : " هل أنا يارب تراب ؟! ألست صورتك ومثالك ؟! 0 وكأن الله يرد عليه قائلا : لست أن صورتي ولست مثالي 0 لقد كنت صورتي ، حينما كنت نقيا بسيطا ولكنك لما أخطأت فقدت هذه الصورة ، وأصبحت ترابا ، مجرد تراب كما كنت 0 وإلي التراب تعود 000 إن العقوبة لأزمة للإنسان 0 شرعها لازمة للإنسان . شرعها الله لفائدته 0 حتي الخطايا التي تبدو بسيطة ، وضع الله لها عقوبات هي كلمة (رقا ) ، أبسط كلمة تبدو فيها علامة من عدم التوقير (مت 5 : 22 ) 0 بل كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس ، يعطون عنها حسابا في يوم الدين (مت 12 : 36 ) 0 وما اخطر قول القديس باسيليوس الكبير : ماذا أستفيد أن فعلت كل البر ثم قلت لأخي يا أحمق وصرت بهذا مستحقا نار جهنم حسب المكتوب ( مت 5 : 22 ) ؟! أن مجرد كلمة واحدة يخطيء بها الإنسان ، تسبب له دينونة لأن الإنجيل يقول " وبكلامك تدان ( مت 12 : 37 ) 0 وكلمة شتيمة يمكن يسببها أن يفقد الإنسان الملكوت ، لأن الكتاب يقول " لا شتامون يرثون ملكوت الله " ( 1كو 6 : 10 ) ووضع هؤلاء الذين يشتمون في قائمة واحدة مع الزناة وعبدة الأوثان والفاسقين ( 1كو6 : 9 ) وكلمة قسم (حلفان ) يمكن أن تقعوا بها تحت الدينونة ( يع 5 : 12 ) 0 إذن فلتكن مخافة الله في قلوبنا . لأن خطية واحدة يمكن أن تكون سبباً في هلاك الإنسان . و الكتاب يقول : " لأن من حفظ كل الناموس ، وعثر في واحدة ، فقد صار مجرماً في الكل "( يع 2 : 10 ) . إذن يجب أن نخاف من دينونة الله لنا . ومن يوم الدينونة الرهيب ، الذي يسميه الرسول أحياناً يوم الغضب ، فيقول " ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب ، تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله " ( رو 2 : 5 ،6 ) . ويقول أيضاً عن الذين يطاوعون الإثم " سخط وغضب ، شدة وضيق ، علي نفس إنسان يفعل الشر .." ( رو 2 : 8 ، 9 ) . وقد تحدث السيد المسيح نفسه عن الخوف من الدينونة . فقال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس المهم ما يفعلونه أكثر . بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذين بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم أقول لكم من هذا خافوا "( لو 12 : 4 ، 5 ) . وهكذا كرر نصيحة الخوف ثلاث مرات في عبارة واحدة وعلمنا أن نخاف من الدينونة ، ومن جهنم ، وأن نخاف الله الذي له سلطان هذه العقوبة وخوف الدينونة وفقد الخلاص ، يتحدث عنه القديس بولس فيقول " فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلي إلي راحته ، يري أحد منكم أنه قد خاب منه "( عب 4 : 1 ) . إنه يخاف أن نفقد الدخول إلي الراحة الأبدية ، مع وعد الله لنا بها . وهو هنا يكلم أخوة مؤمنين لهم المواعيد ، يخاطبهم رسالته بقوله " أيها الأخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية ( عب 3 : 1 ) . إنهم قديسون حقاً . ولكن من الممكن أن يخطئوا ولذلك فهناك خوف عليهم …! ومع أن الرسول يقول لهولاء الأخوة القديسين " فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلي الأقداس بدم يسوع .." الثقة من جهة كمال الكفارة إلي قدمها الرب عنا .. ولكن ماذا من جهتنا نحن ؟! يتابع الرسول حديثة فيقول : " فإن أخطأنا باختيارنا ، بعدما أخذنا معرفة الحق ، لا تبقي بعد ذيبح ة عن الخطايا ، بل قبول دينونة مخيف ، وغيره نار عتيدة أن تأكل المضادين "( عب 10 : 26 ، 27 ) . وإذ يذكر خوف الدينونة ، يشرح خطورة السبب ( الخطية ) فيقول : من خالف ناموس موسي ، فعلي شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بغير رأفة . فكم عقاباً أشر ، تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله ، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً ، وازدري بروح النعمة " ( عب 10 : 28 ، 29 ) . حقاً إنه كلام خطير ، يجعل الذي لا يخاف الله ، يفيق من غفلته … ويكمل الرسول حديثة قائلاً : مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي ( عب 10 : 31 ) . والوقوع المخيف في يد الله ، هو في يوم الدينونة . يقول القديس يوحنا في سفر الريا " ثم رأيت ملاكاً طائراً في وسط السماء ، معه بشارة أبدية ليبشر الساكنين علي الأرض وكل أمه وقبيله ولسان وشعب ، قائلاً بصوت عظيم " خافوا الله وأعطوه مجداً "( رؤ 14 : 7 ) .. لماذا هذا الخوف ؟ أو ما مناسبته ؟ يقول الملاك " لأنه قد جاءت ساعة الدينونة "…. رهيبة هي ساعة الدينونة …. كل حياتنا نعدها لذلك اليوم وتلك الساعة …. أنظروا ماذا يقول الكتاب عن ذلك اليوم : يقول عنه سفر ملاخي النبي يوم الرب العظيم المخوف "( ملا 4 : 5 ) . ونقول عنه في القداس الإلهي " وظهوره الثاني 1 تي من السموات المخوف و المملوء مجداً . هذا المجئ الذي يقول عنه | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:24 pm | |
| إذا وقفت لتصلي ، تذكر أمام من أنت واقف ؟ 00 أنت واقف أمام ملك الملوك ورب الارباب أمام هذا الإله المهوب ، الذي تقف أمامه الملائكة بخشية الشاروبيم والسارافيم : بجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم 000 والأربعة والعشرون كاهنا الجلوس علي عروشهم ، يطرحون أكاليلهم أمام عرشه ، ويسجدون للحي إلي ابد الأبدين ، وهم يقولون : أنت مستحق إيها الرب أن تاخذ المجد والكرامة والقدرة ، لأنك أنت خلقت كل الأشياء ، وهي بإرادتك كائنة ( رؤ 4 : 10 ،11 ) وانت أين مخافة الله في قلبك أثناء صلاتك ؟! ليتك تقف أمامه بالهيبة التي تقف بها أمام رؤسائك ! يقول مارإسحق عن مخافة الله أثناء الصلاة 0 قف أمام الله في الصلاة ، كما لو كنت واقفا أمام لهيب نار 0 أن أبانا ابراهيم حينما وقف أمام الله ، " شرعت أن أكلم المولي ، وأنا تراب ورماد " ( تك 18 : 27 ) 0 أتقول إنك في صلاتك تكلم أبا ؟00 نعم ؟ ولكنه ليس أبا عاديا ، وإنما علمنا الرب أن نقول " أبانا الذي في السموات " تذكر إذن عبارة (السموات ) هذه ، التي هي عرش اله (مت 5 : 34 ) 0 لذلك نحن حينما نصلي ، نرفع أعيننا إلي فوق ، متذكرين عرش الله في السماء 0 مار إسحق يتحدث عن الزي الحسن في أثناء الصلاة 00 الذي من أهم مظاهره : جمع الحواس ، وجمع الفكر 00 قف في صلاتك بتوقير ، في مهابة ، عالمنا أمام من أنت وأقف 0 قف منتصب القامة 0 لا تحرك يديك ولا رجليك 0 ولا تسمح لحواسك أن تتشغل بشىء أخر ، ولا أن تقطع صلاتك بأي شيء يستلفت حواسك ، فتلتفت إليه وتسرح بعيدا عن الله 0 وبين الحين والأخر ، تبرهن علي إحترامك لله 0 بالإنحناء أو الركوع أو السجود ، وأنت مركز الفكر في حديثك مع الله 00 سألني البعض : لماذا أصلي ، وأفكاري تطيش في موضوعات أخري ؟ فقلت له : لأنها صلاة خالية من مخافة الله 0 حقا لو مخافة الله ثابتة في قلبك ، لكنت تصلي بفكر مركز ، ولا يسرح عقلك في شيء أخر أثناء حديثك مع الله 0 ولا تظن أن بنوتك لله تنسيك مهابته !! وإن حاول فكرك أن يطيش ، ارجعه بسرعة 00 ربما لم يتعود التركيز بعد 000 لذلك دربه علي الثبات في الرب 000 كذلك الذي يصلي بلا فهم ، وبلا مبالاة ، أو ينسي ما يقول 00 هذا أيضا يصلي ، وليست مخافة الله في قلبه 00 إنه ليس أحتراما لله ، أن تتحدث معه هكذا ، بلا خشوع ، وبلا فهم 00 أو أن تنشغل بغيره أثناء حديثك معه ، أو أن تكلمه وأنت لا تدري ماذا يقول ! أو أن تسرع في صلاتك لكي تنتهي منها بسرعة ، كأنك قد مللت من الحديث مع الله !! أو لديك أمور أخري أهم تريد أن تنشغل بها !! أو أسوأ من هذا ، أن تقول : ليس لدي وقت للحديث مع الله !! وكل هذا يدل علي عدم المخافة 0 إن مخافة الله تمنحك إحترام الله في صلاتك 0 وأيضا الخشوع في الصلاة يوصلك إلي مخافة الله 0 وتدخل في هذا الخشوع ، ألفاظ الإتضاع التي تستخدمها في الصلاة 0 كأن تبدأ صلاتك بعبارات التمجيد والتسبيح ، وتقول " من أنا يارب حتي أتحدث إليك ؟! أنا التراب والرماد ، أنا الخاطيء المتدنس 000 كذلك تذكر إسم الرب بكل إجلال ، وليس مثل الذين يقولون " قدوس ، قدوس ، رب الجنود 0 مجده ملء كل الأرض " (أش 6 : 3 ) فتهتز الأساسات لصلواتهم 0 وكما تظهر مخافة الله في صلاتك ، تظهر أيضا في علاقتك بكتاب الله وبيت الله ، وكل ما يتعلق بالله 000 فتدخل إلي الكنيسة بكل إحترام ، وأنت تصلي في قلبك وتقول للرب " أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك ، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك " ( مز 5 : 7 ) اشعر وأنت في الكنيسة ، أن هذا هو بيت الله وبيت الملائكة ، وبيت العبادة 0 واذكر قول المزموز : " لبتك ينبغي التقديس يارب كل الأيام " ( مز 93 : 5 ) هذا التقديس يمنحك مهابة للكنيسة ، ومهابة للهيكل ، ومهابة للأسرار المقدسة والصلاوات ولا تتكلم في الكنسة مع أحد في الصلاوات ، فهذا يدل علي عدم إحترامك للكنيسة ، وعدم أحترامك للصلاة 0 وانشغالك عنها بالكلام ، ودم إشتراكك في الصلاة 0 وكل هذا يدل علي أنك قد دخلت إلي الكنيسة بغير مخافة الله ! ليتك تذكر قول أبينا يعقوب أبي الآباء : " ما أرهب هذا المكان 0 ما هذا الا بيت الله ، وهذا باب السماء " (تك 28 :17 ) نعم رأه مكانا رهيبا ، وخاف ، علي الرغم من محبة الله التي أظهرها له في ذلك المكان ، وافتقاده بالسلم السمائي ، وينظره للملائكة 0 لا شك أن المكان الذي يحل فيه الرب ، هو مكان رهيب والمكان الذي يحل فيه الروح القدس عاملا في الأسرار المقدسة ، هو مكان رهيب 0 من أجل هذا ، لما أقترب موسي من موضع يكلمه فيه الله قال له الرب ، ليدخل الخشية إلي قلبه : أخلع حذائك من رجليك 0 لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة " ( خر 3 : 5 ) 0 ونفس الكلام قيل أيضا ليشوع النبي ( يش 5 :15 ) 0 إن خلع الحذاء يرمز أيضا إلي خلع كل الأمور المادية والأرضية ، أثناء وجودك في بيت الله 000 كما يدل علي إحترام المكان المقدس 0 علي الأقل نقف في الكنيسة بمخافة الله ، ونجلس فيها - وقت الجلوس - بمخافة الله ، لا نتكلم مع من يجلس إلي جوارنا ونحكي !! ونعلق علي ما نسمعه وما نراه !! إن الذي يفعل هكذا ، ليست فيه مخافة الله 0 وكذلك الذي يدخل إلي الكنيسة وفي يده مجلة ، أو في جيب قميصه علبة سجاير !! الذي لا يوقر بيت الله ، طبيعي لا يوقر الله نفسه 0 فإن وقر الله ، سيوقر بيته 0 نقول هذا ونحن نأسف لبعض المسئولين في الكنيسة من خدامها ، الذين يدخلون إلي الكنيسة بسلطان ، بغير هيبة للمكان ، يامرون وينهون ، ويرفعون صوتهم ، ويمشون في عظمة !! ولا يفرقون بين بيت الله وبيوتهم الخاصة !! أما الذي يهاب الكنيسة ، فمن الطبيعي أن يهاب الهيكل بالأكثر 0 ولذلك فنحن في كنيستنا القبطية لا ندخل إلي الهيكل مطلقا بأحذيتنا ، كما تفعل كنائس الغرب !! ولا نسمح بالدخول إلي الهيكل ، إلا لخدام المذبح فقط 0 ونحن نسجد أمام الهيكل 0 والأب الكاهن يبخر الهيكل ونحيط الهيكل بلون كبير من المهابة ، وبالأكثر مذبح الله الذي يوجد داخله ، والذي نرفع حوله البخور 000 أما الذين لا يهابون الهيكل ولا المذبح ، فسيأتي وقت عليهم لا يهابون فيه الأسرار المقدسة أيضا !! المهابة أيضا ينبغي أن تشمل الكتاب المقدس 0 لذلك فعند قراءة الإنجيل في الكنيسة المقدسة ، يصيح الشماس قائلا " قفوا بخفوا بخوف من الله ، وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس " فيقف الشعب كله احتراما ، ورئيس الكهنة ينزع تاجه من فوق رأسه خشوعا أمام كلمة الله 0 بل قبل قراءة الإنجيل ، يصلي الكاهن أوشية يقول فيها للرب " أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ، بطلبات قديسيك "0 ويرفع البخور ونقبل الإنجيل 0
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:24 pm | |
| فهل بنفس الاحترام نتعامل مع الكتاب في بيوتنا ؟ هناك أشخاص قد يضعون الكتاب المقدس في أي مكان في بيوتهم 0 وقد يكون تائها وسطالكتب !أما الإنسان الروحي الذي يخاف الله ، فلا يضع شيئا فوق الكتاب المقدس 0 الكتاب المقدس لا يوضع فوقه الا الصليب أو كتاب مقدس أخر هكذا نحترمه ونوقره 0 كذلك نقرأ الكتاب في توقير داخل بيوتنا 0 وبقدر ما نهاب الكتاب ، نهاب أيضا الوصايا المكتوبة فيه ، وتدخل مخافة الله في قلوبنا 0 ينبغي أن يفرق كل إنسان بين قراءة الكتاب المقدس وقراءة أي كتاب أخر 0 فلا تقرأ الكتاب وأنت نائم ، أو وأنت مستلق في استرخاء ، أو وأنت تشرب كوبا من الشاي 0 كل هذه الأخطاء تطرد مخافة الله من قلبك 0هناك من بدأون قراءة الكتاب بصلاة 0 وهذا افضل 0 كما يصلي الكاهن قائلا " أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة " مجرد السماع يحتاج إلي صلاة وإلي استحقاق ، وإلي رفع بخور في الكنيسة 0 فلنأخذ من هذا دروسا 0 تلزمنا أيضا المخافة في كل ما يتعلق بالله 0 المخافة أثناء حضور القداس الألهي 0 هذه المخافة التي يفقدها البعض ، وهم يستمعون إلي القداس المذاع أو إلي القداس المسجل علي شريط كاسيت أو شريط فيديو 0 فيستمعون وهم منشغلون ببعض أمور البيت ، أو وهم في العربة مركزين في قواعد المرور وهم جلوس !! يستحسن في العربة أستبدال القداسات المسجلة ، بألحان أو عظات أو تراتيل 000 كذلك من احترام القداس أن تحضر إليه مبكرا ، ولا تخرج أثناءه ، بل بعد سماع البركة والتسريح 0 وكذلك كل أنواع المخافة التي تتعلق بالتناول : مثل الإستحقاق للتناول من توبة وصلح وصوم ، والهيبة أثناء التناول وعدم التزاحم ، والصلاة قبل التناول وبعده ، والحرص الجسدي أيضا 000 إن الذي يهاب الكنيسة والهيكل والتناول ، لابد أن مخافة الله تسكن في قلبه 0 كذلك الذي يهاب رجال الله من ملائكة وبشر 0 فيهاب الملاك الحارس له ، ويستحي من أن يخطي أمامه ، ويهاب ملائكة المذبح والذبيحة ،و ملائكة الكنيسة0 كذلك الذي يهاب أرواح الذين أنتقلوا ، ويخاف أن ينظروا إليه وهو في حالة خطية ، أو يروا أي منظر له يعمله في الخفاء ، أو أي رياء يظهر به أمام الناس ! كذلك الذي يهاب رجال الكهنوت عموما ، و أيضا الأب الروحي الإرشاد الروحي ، عالما أنهم وكلاء لله علي الأرض ( تي 1 : 7 ) ووكلاء سرائر لله (1كو 4 : 1 ) لاشك أن الذي يهاب ملائكة الله ، ورجال الله ، وقديسي الله ، لابد أن مخافة الله تدخل إلي قلبه 0 بل أن كثيرين يحترمون مجرد أيقونة القديس 0 والكنيسة تبخر أمام أيقونات القديسين المدشنة ، وترتل الألحان تمجيدا للملائكة والقديسين 0 فكم بالاولي خالقهم وكما نوقر رجال الرب ، نوقر أيضا يوم الرب 0 فالذي بكل مخافة ، يخشي أن يكسر تقديس يوم الرب ، لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه0 من الأسباب ، ولا يتهاون في ذلك ، لابد أن تكون مخافة الله ساكنة في قلبه 0 كذلك يصل إلي مخافة الله من يحرص علي عهوده مع الله ، ويوفي للرب نذره 0 ولا يحاول أن ينذر نذرا ، أن يتفاوض في الأمر ، من حيث الوفاء بالنذر ، أو تغيره أو تأجيله ،غير واضع في قلبه أن نذره هو اتيفاق بينه وبين الله واجب الاحترام والهيبة ، كما قال الكتاب " خير لك أن تنذر ، من أن تنذر ولا تفي " ( جا 5 : 5 )
إن الإلتزام بالنذور والعهود ، توصل الإنسان إلي مخافة الله 0 وكسر النذر يطرد مخافة الله من القلب 0
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مخافة_الله الثلاثاء يناير 27, 2009 3:25 pm | |
| تدريبات عن مخافة الله لكي نصل إلي مخافة الله ، حاول أن تسلك في التداريب الأتية : ضع الله أمام عينيك باستمرار ، وتذكر ان أعمالك كلها مكشوفة أمامه 0 إنه يري كل ما تفعله ، ويسمع كل ما تقوله 0 وكما قال القديس مقاريوس الكبير " فلنعلم أن كل ما نعمله عريان ومكشوف لديه ، ولا تخفي عليه خافية " قال القديس الأنباء أشعياء المتوحد " إذا قمت باكر كل يوم ، تذكر أنك ستعطي جوابا عن أعمالك 0 فإنك بذلك لن تخطيء ، ومخافة الله تسكن فيك 000 مشكلتنا أننا لا نضع الله أمام أعيننا أثناء ارتكاب الخطية 0 لذلك نشرب الخطية كالماء ، ولا نتذكر الله ! لذلك ليس عبثا قال داود النبي عن الخاطئ في المزمور : " اللهم إن الناموس قاموا علي - ولم يجعلوك أمامهم " ( مز 86 : 14 ) 0 ضع الله أمامك إذن ، فتخاف ولا تخطئ 0 ماأجمل عبارة كان يقولها إيليا النبي وهي : " حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه " ( 1مل 18 :14 ) ولكي نصل إلي مخافة الله ، ضع أمامك باستمرار مجد الله وعظمته ، فتملك ك هيبته فتخاف 0 الله الذي هو ملك الملوك ورب الأرباب ( رؤ 19 :16 ) 0 الله العالي ، خالق الكل وسيد الكل الذي نحن أمامه مجرد تراب 00 كيف نتحداه ؟! ضع أمامك أيضا عدل الله ، الذي سيجازي كل واحد حسب عمله (مت 16 :27 ) (رؤ 22 :12 ) 0 وقل لنفسك : أين أهرب من عدل الله ، أنا المضبوط في الخطايا ؟! ضع أمامك أيضا صلاح الله وقدسية الله الذي يشمئز من الخطية 0 إن كنت أمام أصحابك الأتقياء لا تجرؤ أن تفعل خطية ، أو تتلفظ بكلمة غير لأئقة ، فكم بالأولي أمام الله الكلي القداسة 0 لذلك أمام صلاحه تخاف أن تخطئ ويملكك الإستحياء وأذكر أن الخطية موجهة إلي الله ذاته فتخاف 0 كما قال داود النبي في مزمور التوبة " إليك وحدك أخطأت ، والشر قدامك صنعت " ( مز 50 ) أو كما قال يوسف الصديق " كيف افعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله ؟! (تك 39 : 9 ) 0 ليتك تحفظ هذه الأية ، وترددها كلما حوربت بالخطية 0 حينئذ تدخل مخافة الله غلي قلبك 000 شعورك أنك بالخطية تجرح قلب الله المحب ، وتحزن روح الله القدوس في داخلك ( أف 4 : 30 ) ، وترفض شركته معك 00 كل ذلك يجعلك تخاف بكت نفسك كهيكل لله يحل الله فيك 000 قل لنفسك هل سوف أظل هيكلا لله ، ويسكن روح الله في ، إن تدنست بالخطية ؟! هوذا الرسول يقول " إن كان أحد يفسد هيكل الله ، فسيفسده الله 0 لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم فيه هو " (1 كو 3 : 16 ، 17 ) وتذكر أيضا قول الرسول " ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح ، وأجعلها أعضاء زانية ؟! حاشا " ( 1 كو 6 : 15 ) أيضا تأتيك مخافة الله أن سلكت في حياة التوبة 0 التوبة توصلك إلي مخافة الله 0 ومخافة الله توصلك إلي التوبة 0 الذي يسلك في التوبة ، يشعر ببشاعة الخطية ، وكيف أنها تفصله عن الله وتعرضه للدينونة الرهيبة فيخاف 0 والذي يسير في طريق التوبة ، يخاف علي نفسه من السقوط 0 ويخاف إن سقط ، أن يتطور معه المر إلي أسوا ، من الحواس إلي الفكر ، إلي القلب إلي العمل ، إلي أن تصبح الخطية عادة عنده تستعبد إرادته لها ، فيخاف 000 ويقول """"": أن بدأت الخطية وأنا أظن أني مسيطر علي الخطية أستطيع أن أتركها في أي وقت !! فلابد سيأتي الوقت الذي تصبح فيه الخطية مسيطرة علي 000 لذلك تصل إلي المخافة ، بالمواضبة علي محاسبة النفس 0 ومع الدقة في ذلك 0 وكما قيل في بستان الرهبان : يجب أن نحاسب أنفسنا في كل بكرة وعشية : ماذا عملنا مما يحبه الله ، وماذا عملنا مما لا نحبه 0 ونفتقد أنفسنا بالتوبة 0 وبهذه السيرة عاش القديس الأنبا أرسانيوس 0 قال القديس العظيم الأنبا موسي الأسود : " إذا قمت باكر كل يوم بالغداة ، تذكر انك سوف تعطي لله حسابا عن سائر أعمالك في هذا اليوم " وبهذا تدخل مخافة الله إلي قلبك 000 نعم ، نحن محتاجون أن نراجع أنفسنا كل يوم ، لكي نصل إلي المخافة 00 نحن محتاجون أن يفحص كل إنسان قلبه ، ويري هل فيه عنصر التهاون ، أو فيه شئ من اللامبالاة وعدم الإكتراث وعدم الحرص وعدم مخافة الله 000 لنرجع إلي بداية الطريق يا أخوتي ، أن كنا قد ضللنا علامات الطريق 0 نرجع إلي المخافة ، ومنها نبدا 0 ونتدرج منها حتي نصل إلي الحب 0 ولندرك علامات عدم المخالفة ، ونبعد عنها : فالذي يسرح مع الخطية ويتفاوض معها ، مخافة الله ليست في قلبه 0 والذي يتكبر ويتعجرف ويقسو علي غيره ، واضح أنه ليست في داخله مخافة الله 0 وكذلك من لا يضع يوم الدينونة أمام عينه علي الدوام ، ويعمل من اجل رهبة ذلك اليوم ، هذا أيضا بعيدا عن مخافة الله 0 والذي يستغل طول أناة الله استغلالا رديئا ، فيصل إلي الإستهتار بدلا من التوبة ، هذا أيضا لاتوجد مخافة الله في قلبه 0 أعطيك تدريجا أخر سهلا تصل به إلي مخافة الله ، وهو : حاول أن تخاف الله ، كما تخاف الناس 00 ! الشئ الذي تخاف أن تعمله أمام الناس ، خف أيضا أن تعمله أمام الله 0 والفكر الذي تخاف أن يعرفه الناس ، لا تفكر فيه أمام الله 0 لأن الله يعرفه ويفحصه 0 كل ما تخاف ان يعرفه الناس ، خف أيضا أن يراه الله فيك 0 الخطايا الخفية ، التي تعملها في الخفاء ، وتخشي من إرتكابها أمام الناس ، اخجل من إرتكابها أمام الله والا فأن الله يقول لك غنك لم تجعل لي هيبة عندك 0 مثل هيبتك لباقي الناس !! لم أتساو في اعتبارك مع إنسان من تراب ورماد ! هذا التراب والرماد تعمل له ألف حساب ، وأنا لا تعمل لي حسابا أبدا 000 ! درب نفسك علي مخافة الله في حجرتك المغلقة 000 لأنك أن كنت في الخفاء ، حيث لا يراك أحد ، تسلك في مخافة الله ، ففي العلن ، في محيط الناس ، ستكون مخافتك أكثر 0 إذن فالإنسان الذي يخاف الله ، يحترس من كل الخطايا الخفية 0 تصوروا فتاة مثلا لا تتصرف في حجرتها الخاصة باستهتار ، وتسلك بكل إحتشام في حجرتها المغلقة عليها حيث لا يراها أحد 000 هذه من غير الممكن أن تستهتر خارج بيتها 00 أن كانت مع نفسها تحتفظ بحيائها وبمخافة الله ، فطبيعي وسط الناس سيكون حياؤها أكثر 000 إن كانت وهي وحدها في بيتها ، إن نظرت ملابسها قد انكشفت قليلا ، تسرع بتغطية نفسها في خوف الله ، بينما لا أحد يراها ، ولكنها تخجل من ذلك أمام الملائكة وأرواح القديسين 0 فهل تظنونها تفقد حشمتها ومخافة الله في وسط الناس ؟! مستحيل 000 بل الإنسان الذي يخاف الله ، يستحي حتي من الفكر الذي لا يراه أحد0 | |
|
| |
| مخافة_الله | |
|