| يونان_النبى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:42 pm | |
| البابا شنوده الثالث
تأملات في
سفر يونان النبي
Contemplations on the book of
JUNA
The Prophet
+++
البابا شنودة الثالث
By H. H. Pope Shenouda III
فهرس صفحة مقدمة الطبعة الأولى ……………………………………….. 6 الفصل الأول مشكلة النبي الهارب ……………………………… 7 الفصل الثاني بحارة امميون …………………………………… . 15 الفصل الثالث يونان في بطن الحوت ……………………………. 20 الفصل الرابع نينوى المدينة العظيمة …………………………….. 26 الفصل الخامس انقاد يونان من قسوته وكبريائه …………………….. 31 الفصل السادس الله في سفر يونان ……………………………… 37
مقدمة الطبعة الأولى
لسنا نجد سفرا أحبه قداسة البابا شنودة الثالث ، وتحدث فيه متأملا في دروسه الروحية ، مثل سفر يونان النبي ، ويليه سفر أيوب الصديق .
وتحدث فداسته عن يونان النبي في أماكن عدة وعلى مدى سنوات طويلة : تكلم عنه في الكلية الاكليركية سنة 1963 ، وفي الإسكندرية سنة 1964 ، وفي النخيلة سنه 1965 ، وفى القاعة المرقسية سنة 1966 ، وفى دير السريان سنة 1968 .
ولقد جمعنا لك في هذه المحاضرات جميعها من كافة مصادرها ، حتى نقدم لك مادة متكاملة عن التأملات في هذا السفر ، راجعين أن تكون هذه خطوة أولى في نشر تأملات قداسة البابا شنودة الثالث في أسفار العهد القديم آلتي يتولى تدريسها بنفسه في الكلية الآكليريكية .
لجنة أصدقاء الكلية الآكليريكية
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:42 pm | |
| مقدمة الطبعة الأولىلسنا نجد سفرا أحبه قداسة البابا شنودة الثالث ، وتحدث فيه متأملا في دروسه الروحية ، مثل سفر يونان النبي ، ويليه سفر أيوب الصديق .
وتحدث فداسته عن يونان النبي في أماكن عدة وعلى مدى سنوات طويلة :
تكلم عنه في الكلية الاكليركية سنة 1963 ، وفي الإسكندرية سنة 1964 ، وفي النخيلة سنه 1965 ، وفى القاعة المرقسية سنة 1966 ، وفى دير
السريان سنة 1968 .
ولقد جمعنا لك في هذه المحاضرات جميعها من كافة مصادرها ، حتى نقدم لك مادة متكاملة عن التأملات في هذا السفر ، راجعين أن تكون هذه خطوة أولى في نشر تأملات قداسة البابا شنودة الثالث في أسفار العهد القديم آلتي يتولى تدريسها بنفسه في الكلية الآكليريكية .
لجنة أصدقاء الكلية الآكليريكية
الفصل الأول مقـدمـة مشكلة النبي الهاربآن سفر يونان النبي مملوء بالتأملات الروحية الجميلة . وهدفنا في هذه المحاضرات أن نعرض لهذا السفر ممن الناحية الروحية البحتة وليس من جهة الجدل اللاهوتي . دروسا نافعه لحياتنا . نستفيد من عمل الله ، ومن فضائل الناس ، ومن أخطائهم ……وما أجمل ما فعلته الكنيسة إذ اختارت هذا السفر ليكون مقدمة للصوم الكبير ، يسبقه بأسبوعين ، بقصة جميلة للتوبة ، وللصوم ، حتى نستقبل أيام الأربعين المقدسة بقلب نقي ملتصق بالرب .والعجيب أن كثيرين من الذين يدرسون سفر يونان ، يركزون على أهل نينوى وصومهم ، وينسون ركاب السفينة ، وينسون يونان النبي ومشكلته . فماذا كانت مشكلة يونان ؟إن الله في سفر يونان النبي ، يريد أن يعرفنا حقيقة هامة هي إن الأنبياء ليسوا من طبيعة أخرى غير طبيعتنا . بل هم أشخاص " تحت الآلام مثلنا" " بع 5 : 17 " ، لهم ضعفاتهم ، ولهم نقائصهم وعيوبهم ، ومن الممكن أن يسقطوا كما نسقط . كل ما في الأمر أن نعمة الله عملت فيهم ، وأعطتهم قوة ليست هي قوتهم وانما هي قوة الروح القدس العامل في ضعفهم ، لكي يكون فضل القوة لله وليس لنا كما يقول الرسول " 2 كو 4 : 7 " .
وقد كان يونان النبي من" ضعفاء العالم " الذين اختارهم الرب ليخزى بهم الأقوياء " 1 كو 1 : 27 " . كانت له عيوبه ، وكانت له فضائله . وقد اختاره الرب على الرغم من عيوبه ، وعمل به ، وعمل فيه ، وعمل معه وأقامه نبيا قديسا عظيما لا نستحق التراب الذي يدوسه بقدميه ، لكي يرينا بهذا أيضا انه يمكن آن يعمل معنا ويستخدم ضعفنا . كما عمل مع يونان من قبل ..
* سقطات في هروب يونان:
سنرى بعضا من ضعف يونان في موقفه من دعوة الرب . يقول الكتاب " وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاي قائلا : قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ، وناد عليها ، لأنه قد صعد شرهم أمامي . فقام يونان ليخرج إلى تر شيش من وجه الرب ".
وهنا نرى يونان النبي وقد سقط في عدة أخطاء .
وكانت السقطة الأولى له هي المخالفة والعصيان.
* لم يستطع أن يطيع الرب في هذا الأمر ، وهو النبي الذي ليس له عمل سوى أن يدعو الناس إلي طاعة الرب . عندما نقع في المخالفة ، يجدر بنا أن نشفق على المخالفين ، واضعين أمامنا قول الرسول " اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون أيضا مثلهم …" " عب 13 : 3 " . إن كان الله القدوس الذي بلا خطية وحده يشفق على الساقطين ، فالأجدر بنا أن نشفق عليهم نحن الذين نسقط مثلهم . ومع ذلك فأن يونان سقط، ولكنه مع ذلك لم يشفق…!
* على إن سقطة المخالفة التي وقع فيها يونان ، كانت تخفى وراءها سقطة أخرى أصعب وأشد هي الكبرياء ممثلة في الاعتزاز بكلمته ، وترفعه عن أن يقول كلمة وتسقط إلى الأرض ولا تنفذ …
كان اعتزازه بكلمته هو السبب الذي دفعه إلى العصيان ، وحقا أن خطية يمكن أن تقود إلى خطية أخرى ، في سلسلة متلاحمة
الحلقات . | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:43 pm | |
|
كان يونان يعلم أن الله رحيم ورؤوف ، وأنه لابد سيعفو عن هذه المدينة إذا تابت وهنا سبب المشكلة!
ــــ وماذا يضيرك يا يونان في أن يكون الله رحيما ويعفو ؟
ــــ يضيرني الشي الكثير : سأقول للناس كلمة ، وكلمتي ستنزل إلى الأرض . سأنادى بهلاك المدينة بسبب خطاياها ، ثم لا تهلك المدينة ، وتسقط كلمتي ، وتضيع كرامتي وهيبتي . هذا الرب لا أستطيع السير معه على طول الخط . لو كان يثبت على تهديده ، كنت أثبت معه ! لكنى سأنادى بهلاك المدينة ، فتتوب المدينة ، ويعود الرب فيشفق . ولا تهلك المدينة . وتسقط كلمتي . فالأفضل أنى لا أذهب حرصا على كرامتي الشخصية ، وحرصا على سمعتي ، وعلى هيبة النبوة !!
· إلى هذا الحد كان يونان متمركزا حول ذاته ! لم يستطع أن ينكر ذاته في سبيل خلاص الناس . كانت هيبته وكرامته وكلمته ، أهم عنده من خلاص مدينة بأكملها…….
كان لا مانع عنده من أن يشتغل مع الرب ، على شرط أن يحافظ له الرب على كرامته وعلى هيبة كلمته … من أجل هذا هرب من وجه الرب ، ولم يقبل القيام بتلك المهمة التي تهز كبرياءه …
وكان صريحا مع الرب في كشف داخليته له إذ قال له فيما بعد عندما عاتبه " أه يا رب ، أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرض ، لذلك بادرت إلى الهرب إلى تر شيش ، لأني علمت إنك إله رؤوف ورحيم بطيْ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر " "4 :2" .
* وكان هرب يونان من وجه الرب يحمل في ثناياه خطية أخرى هي الجهل وعدم الأيمان ….
هذا الذي يهرب من الرب ، إلى أين يهرب ، والرب موجود في كل مكان ؟! إن الله موجود في السفينة التى ستركبها ، وفي البحر الذي سيحمل السفينة ، وفي تر شيش الذي تهرب إليها . فأين تريد آن تختفي من وجه الرب ؟!
صدق داود النبي حينما قال للرب " أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك . وإن فرشت في الهاوية فها أنت . أن أخذت جظحى الصبح وسكنت في أقاصي البحر ، فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك "
" مز 139 : 7 –10 "
أما يونان فكان مثل جده أدم الذي ظن أن يختفي من وجه الرب وراء الشجر ….
أكان يونان يظن أن الله غير موجود في السفينة أو في البحر ، وأنه يمكنه أن يفلت من يده؟! أليس في هذا منتهى الجهل وعدم الأيمان بقدرة الله غير المحدودة ؟! أم تراه عملا طفو ليا لجا إليه أنسان حائر لا يعرف كيف يتصرف ؟! وما درى أن أمر الله سيلاحقه في كل موضع ..! حقا أن الخطية تطفي في الإنسان نور المعرفة ، وتنسيه حتى البديهيات !
وجد يونان في يافا سفينة ذاهبة إلى تر شيش ، فدفع أجرتها ، ونزل فيها ….
والعجيب أن الخطية كلفته مالا وجهدا . دفع أجرة للسفينة ليكمل خطيته ….
أما النعمة فننالها مجانا …. عجيب أن نتعب فيها يضرنا ، ونبذل وننفق . لعلها كانت بركة ليونان لو أنه لم يكن يملك دراهم في ذلك الوقت نساعده على السفر والعصيان …
عندما دفع يونان أجرة السفينة خسر مزدوجة : خسر ماله ، وخسر أيضا طاعته ونقاوته ….
هذه فكرة عن أخطاء يونان في هروبه وعصيانه ، فماذا كان موقف الله من ذلك ؟
العجيب أن الله أستخدم عصيان يونان للخير . حقا آن الله يمكنه أن يستخدم كل شيْ لمجد أسمه …
| | |
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:44 pm | |
| العجيب أن الله أستخدم عصيان يونان للخير . حقا آن الله يمكنه أن يستخدم كل شيْ لمجد أسمه …
اللة يستخدم الكل
لقد عصى يونان أمر الرب ن وهرب راكبا السفينة ، ولكن الله الذي " يخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة" " قض 14 : 14 "
الله الذي يستطيع أن يحول الشر إلى خير ، أتستطاع أيضا أن يفيد من عصيان يونان ….
إن كان بسبب طاعة يونان سيخلص أهل نينوى ، فانه بعصيان يونان يمكن أن يخلص أهل السفينة ….
في عصيان يونان نزل إلى السفينة ، وكان للرب شعب في تلك السفينة . كان له أناس فيها يحبهم الرب ويبحث عن خلاصهم عن طريق عصيان يونان . آن يونان أداة في يد الرب ، يكسب بطاعتها وبعصيانها … وكأن الله يقول له : هل تظن يا يونان أنك قد هربت مني؟ كلا . أنا سأرسلك إلى ركاب السفينة ، ليس كنبي ، ولا كمبشر ، ولا كصوت صارخ يدعو الناس إلى التوبة، وأنما كمذنب وخاطىْ وسبب إشكال وتعب للآخرين ، وبهذه الصورة سأخلصهم بواسطتك .
وهكذا تكون بركة في ذهابك ، وبركه في هروبك . تكون بركة وأنت مهاب كنبي أمام أهل نينوى ، وبركه وأنت ملقى في البحر كمذنب أمام أهل نينوى ، وبركه وأنت ملقى في البحر كمذنب أمام أهل السفينة … بك سأنقذ مشيئتي في أية صورة كنت ، حتى وآنت في بطن الحوت ، لا مع أهل نينوى ولا مع أهل السفينة …. وأنت وحدك في بطن الحوت سأجعلك رمزا لموتي وقيامتي ، فيذكر الناس قيامتي ويتعلمون …
هل ركبت البحر في هروبك يا يونان ؟ إذا فقد دخلت في دائرة مشيئتي أيضا. لأنني أملك البحر كما أملك البر . كلاهما في صنع يدي . وأمواج البحر ومياهه وحيتانه تطيعني أكثر منك كما سترى ….
حقا أن الله صانع الخيرات يمكنه أن يصنع خيرا من كل شيْ . يمكنه أن يستفيد من جبن بيلاطس ومن خيانة يهوذا ، فيعملان على غير قصدهما في قضية الخلاص !! كل شيْ يدخل في يد الله ، لابد آن يخرج منه خير . والله " يربح على كل حال قوما " وكما قال الرسول " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ". " رو 8 : 28 " .
لذلك يا أخي حاول أن تستفيد من كل الأحداث التي تمر بك ، ومن كل الضيقات . استفد من خيانة الصديق ، ومن عصيان الابن . أستفد من المرض كما من الصحة . كن مثل الله الذي من الجافي حلاوة …..
نلاحظ أيضا في سفر يونان ، أنه كما أستخدم الله من أجل تنفيذ مشيئته عصيان يونان وطاعته ، كذلك أستخدم الكائنات غير العاقلة ، فكانت في طاعته أكثر من النبي .
طاعة غير العاقلين .
لقد أخجل الرب يونان النبي بطاعة أهل نينوى ، وببر أهل السفينة وأيمانهم ، وأيضا بطاعة الجمادات والمخلوقات غير العاقلة . ومن الجميل أن نرى كل هؤلاء في إرساليات إلهية وفي مهمات رسمية أدوها على أكمل وجه وأفضله .
فما هي هذه الكائنات غير العاقلة التي كانت عناصر نافعة في إتمام المشيئة الإلهية ؟
* عندما ركب يونان السفينة ، يقول لنا الوحي الإلهي " فأرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر ، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر " "1 : 4 ".
لقد أدت الريح واجبها ، وكانت رسولا من الرب ، قادت الناس إلى الصلاة . فصرخ كل واحد إلى إلهه. دخل النبي إلى السفينة ، ولم يهتم إلى أن يدعو الناس إلى الصلاة . أما هذه الريح العاصفة ، فقد نجحت ما فشل فيه هذا النبي … وتحقق فيها قول داود في المزمور " الريح العاصفة الصانعة كلمته" " مز 148 : 8 " . ونحن نتغنى بهذا الوصف الجميل مرتلين به كل يوم في التسبحة في الهوس الرابع متأملين في هذه الريح " الصانعة كلمته"!!
* وكما أدت هذه الريح الشديدة مهمتها في أول القصة أدت مهمة أخرى في أخر القصة ، إذ يقول الكتاب " وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحا شرقية حارة . فضربت الشمس على رأس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت .."
"4 : 8 " وهكذا دخل مع الله في تفاهم انتهى إلى المصالحة مع الله ، بسبب هذه الريح " الصانعة كلمته ". أليس من الجميل أن تأخذ هذه الريح نفس الوصف تقريبا الذي أطلق على ملائكة الله المقتدرين قوة "الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" " مز 103 :20 "!! | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:45 pm | |
| * وكما أستخدم الله الريح ، أستخدم الحوت أيضا لتنفيذ مشيئته : وفي ذلك يقول الكتاب أولا "وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان ، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال" " 1 : 17 " . ثم يعود فيقول " وأمر الرب الحوت ، فقذف يونان إلى البر " "2 :10 ". وهكذا كان الحوت ينفذ أوامر إلهية تصدر إليه ، وينفذها بدقة وحرص حسب مشيئة الرب .
* وكما أستخدم الله الريح والحوت ، أستخدم الشمس والدودة واليقطينة .
ويقول الكتاب " فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان …" " 4: 6" ويقوا "ثم أعد الله دودة عند طلوع
الفجر في الغد، فضربت واليقطينة فيبست " "4 : 7 " وأيضا " أن الله أعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس
على رأس يونان " "4 : 8 ".
إن كل الكائنات في يد الرب ، يستخدمها وفق مشيئته حسبما يريد ، وهى في يده مطواعة خاضعة…يقول لها "أذهبي يا ريح ،أذهبي يا شمس … أذهبي يا موجة ،اذهبي يا دودة …" فيتم كل شيْ دون نقاش …كلهم رسل أوفياء وهكذا استخدم الله الجماد ليقنع الإنسان ، واستخدم غير العاقل ليقنع العاقلين …
في سفر يونان كانت كل هذه الكائنات مطيعة للرب ، الوحيد الذي لم يكن مطيعا ،هو الإنسان العاقل ،يمنان…الذي
منحه الله حرية إرادة يمكنه بها أن يخالفه !
حقا أن الإنسان كثيرا ما يستخدم عقله وحريته استخداما رديئا . وكثيرا ما يثق الإنسان بحكمته وثوقا يصطدم فيه
بمشيئة الله . لذلك نصحنا الكتاب بقوله "وعلى فهمك لا تعتمد ""أم 3 : 5 " . وعلل ذلك بهذه العبارة الحكيمة التي
وردت مرتين في سفر الأمثال " هناك طريق تبدو للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " " أم 14 : 12 " .
"أم 16 :25 "الإنسان مغرور دائما في حكمته وفي حسن تصرفه . ولذلك يقول الكتاب "كل طرق الإنسان
مستقيمة في عينية "أم 21 : 2 " حتى الجاهل أيضا " أم 12 :15 " .
هكذا الإنسان أما باقي الكائنات فلا تعرف غير الطاعة . على أنه لم يكن كل أنسان غير مطيع في سفر يونان ، بل كل الناس أطاعوا ، ما عدا يونان النبي !
ولعل أهم طاعة يطلبها منا الرب هي الطاعة في الإرساليات المتبعة ، وقد أعطانا مثالا بطاعة باقي الكائنات .
لعلنا نسر ونبتهج عندما يرسلنا الله برسالة مفرحة، وينطبق علينا قول الكتاب " ما أجمل أقدام المبشرين بسلام المبشرين بالخيرات " "رو10 : 15 ". نفرح بهذه الإرساليات لما سيصادفنا فيها من مجد باطل نتيجة لمدح الناس وشكرهم إما الرسالة المتعبة فهي صعبة وعندما ننفذها إنما نفعل هذا من أجل الله وحده .
ما اصعب رسالة يطلب فيها الله من أحد أولاده أن ينادي على مدينة بالهلاك . إبراهيم أبو الآباء تشفع من أجل سدوم طالبا عدم إهلاكها مع أنه لم يكن هو المكلف بالمناداة بإهلاكها ولكنه لم يحتمل سماع الآمر ولو من بعيد…
على أن يونان لم يهرب من المهمة إشفاقا على نينوى ، من الهلاك ، بل على العكس هرب خوفا من أن تبقى المدينة ولا تهلك… لم يقل كلمة إشفاق ، ولم يشفع فيها كإبراهيم عندما تشفع في سدوم . بل أنه حزن واغتاظ واغتم غما شديدا ورأى أن الموت هو أفضل لنفسه من الحياة ، كل ذلك لآن الله لم يتتم إنذاره وهلك المدينة … هل كان في قلب يونان شيْ من القسوة أو الغلظة ؟ أم أن اعتزازه بكلمته طغى على كل شيْ … حتى على الحب والإشفاق ؟ لست أدرى .
أما الكائنات الأخرى في سفر يونان فنفذت كل ما أمر به الرب ، سواء كان مفرحا في ظاهره أو متعبا ، يكفى أنه آمر قد صدر
من فم الله …
* أمر الله الريح أن تصدم السفينة بشدة حتى كادت تنكسر ، ففعلت كما أمر ، وكان كذلك . لم تقل ما ذنب هؤلاء البحارة البررة الآمنين ، ولماذا نسبب لهم نوءا عظيما في البحر ؟ كلا أننا لسنا أحن من الله وقد أثبت الله فعل إن ذلك كان تدبيرا حكيما منه . يقود بها بحار السفينة وركابها إلى الإيمان .
أراد الله للبحر أن يهيج فهاج ، وأراد له أن يهدأ بعد إلقاء يونان فيه ، فهدأ … ما أعجب الطبيعة المطيعة التى لا تعصى لله أمرا ، كالإنسان .
* وأمر الله الحوت أن يبتلع يونان فأبتلعه ، دون أن يؤذيه لآته لم يأخذ أمرا من الله بأن يأكله . ثم أمر الله الحوت أن يقذف يونان إلى البر ، فقذفه إلى حيث أراد الله .
آني أقف أحيانا في عجب ، أتأمل كيف كانت هذه الكائنات تتلقى أوامرها من الله ، كيف كانت تتفهمها وتنفذها . أنها لا تعي ولا
تدرك . ولكن الآمر يرجع إلى مشيئة الله العاملة فيها …
* وكما أمر الحوت الضخم الكبير لكي ينفذ جزءا من الخطة الإلهية ، كذلك أمر الدودة البسيطة ، أمرها أن تضرب اليقطينة فيبست … ما أعجب هذا أن نرى حتى الدودة جزءا في العمل الإلهي المقدس الكامل … حقا ما أجمل قول الكتاب " انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار " " متى 18 :10 ".
أنها مشيئة الله منفذه كما يطلبها هو ، لا كما تقترح الخليقة في جهالتها . وحكيم هو الذي يستسلم لمشيئة الله أيا كانت صورتها …
* يأمر الله اليقطينة لكي ترتفع ويكون ظلا على رأس يونان " لكي يخلصه من غمه" فتنفذ اليقطينة هذا الآمر العطوف . ويكلف الله الشمس أن تضرب على رأس يونان فيذبل ويشتهي الموت ، فتفعل كما يأمر الرب … أنها ليست احن منه على يونان . لابد أن في ضربة الشمس فائدة ليونان وآلا ما كان الله قد أمر بها … وكان كذلك. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:45 pm | |
| * وكما أستخدم الله الريح ، أستخدم الحوت أيضا لتنفيذ مشيئته : وفي ذلك يقول الكتاب أولا "وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان ، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال" " 1 : 17 " . ثم يعود فيقول " وأمر الرب الحوت ، فقذف يونان إلى البر " "2 :10 ". وهكذا كان الحوت ينفذ أوامر إلهية تصدر إليه ، وينفذها بدقة وحرص حسب مشيئة الرب .
* وكما أستخدم الله الريح والحوت ، أستخدم الشمس والدودة واليقطينة .
ويقول الكتاب " فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان …" " 4: 6" ويقوا "ثم أعد الله دودة عند طلوع
الفجر في الغد، فضربت واليقطينة فيبست " "4 : 7 " وأيضا " أن الله أعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس
على رأس يونان " "4 : 8 ".
إن كل الكائنات في يد الرب ، يستخدمها وفق مشيئته حسبما يريد ، وهى في يده مطواعة خاضعة…يقول لها "أذهبي يا ريح ،أذهبي يا شمس … أذهبي يا موجة ،اذهبي يا دودة …" فيتم كل شيْ دون نقاش …كلهم رسل أوفياء وهكذا استخدم الله الجماد ليقنع الإنسان ، واستخدم غير العاقل ليقنع العاقلين …
في سفر يونان كانت كل هذه الكائنات مطيعة للرب ، الوحيد الذي لم يكن مطيعا ،هو الإنسان العاقل ،يمنان…الذي
منحه الله حرية إرادة يمكنه بها أن يخالفه !
حقا أن الإنسان كثيرا ما يستخدم عقله وحريته استخداما رديئا . وكثيرا ما يثق الإنسان بحكمته وثوقا يصطدم فيه
بمشيئة الله . لذلك نصحنا الكتاب بقوله "وعلى فهمك لا تعتمد ""أم 3 : 5 " . وعلل ذلك بهذه العبارة الحكيمة التي
وردت مرتين في سفر الأمثال " هناك طريق تبدو للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " " أم 14 : 12 " .
"أم 16 :25 "الإنسان مغرور دائما في حكمته وفي حسن تصرفه . ولذلك يقول الكتاب "كل طرق الإنسان
مستقيمة في عينية "أم 21 : 2 " حتى الجاهل أيضا " أم 12 :15 " .
هكذا الإنسان أما باقي الكائنات فلا تعرف غير الطاعة . على أنه لم يكن كل أنسان غير مطيع في سفر يونان ، بل كل الناس أطاعوا ، ما عدا يونان النبي !
ولعل أهم طاعة يطلبها منا الرب هي الطاعة في الإرساليات المتبعة ، وقد أعطانا مثالا بطاعة باقي الكائنات .
لعلنا نسر ونبتهج عندما يرسلنا الله برسالة مفرحة، وينطبق علينا قول الكتاب " ما أجمل أقدام المبشرين بسلام المبشرين بالخيرات " "رو10 : 15 ". نفرح بهذه الإرساليات لما سيصادفنا فيها من مجد باطل نتيجة لمدح الناس وشكرهم إما الرسالة المتعبة فهي صعبة وعندما ننفذها إنما نفعل هذا من أجل الله وحده .
ما اصعب رسالة يطلب فيها الله من أحد أولاده أن ينادي على مدينة بالهلاك . إبراهيم أبو الآباء تشفع من أجل سدوم طالبا عدم إهلاكها مع أنه لم يكن هو المكلف بالمناداة بإهلاكها ولكنه لم يحتمل سماع الآمر ولو من بعيد…
على أن يونان لم يهرب من المهمة إشفاقا على نينوى ، من الهلاك ، بل على العكس هرب خوفا من أن تبقى المدينة ولا تهلك… لم يقل كلمة إشفاق ، ولم يشفع فيها كإبراهيم عندما تشفع في سدوم . بل أنه حزن واغتاظ واغتم غما شديدا ورأى أن الموت هو أفضل لنفسه من الحياة ، كل ذلك لآن الله لم يتتم إنذاره وهلك المدينة … هل كان في قلب يونان شيْ من القسوة أو الغلظة ؟ أم أن اعتزازه بكلمته طغى على كل شيْ … حتى على الحب والإشفاق ؟ لست أدرى .
أما الكائنات الأخرى في سفر يونان فنفذت كل ما أمر به الرب ، سواء كان مفرحا في ظاهره أو متعبا ، يكفى أنه آمر قد صدر
من فم الله …
* أمر الله الريح أن تصدم السفينة بشدة حتى كادت تنكسر ، ففعلت كما أمر ، وكان كذلك . لم تقل ما ذنب هؤلاء البحارة البررة الآمنين ، ولماذا نسبب لهم نوءا عظيما في البحر ؟ كلا أننا لسنا أحن من الله وقد أثبت الله فعل إن ذلك كان تدبيرا حكيما منه . يقود بها بحار السفينة وركابها إلى الإيمان .
أراد الله للبحر أن يهيج فهاج ، وأراد له أن يهدأ بعد إلقاء يونان فيه ، فهدأ … ما أعجب الطبيعة المطيعة التى لا تعصى لله أمرا ، كالإنسان .
* وأمر الله الحوت أن يبتلع يونان فأبتلعه ، دون أن يؤذيه لآته لم يأخذ أمرا من الله بأن يأكله . ثم أمر الله الحوت أن يقذف يونان إلى البر ، فقذفه إلى حيث أراد الله .
آني أقف أحيانا في عجب ، أتأمل كيف كانت هذه الكائنات تتلقى أوامرها من الله ، كيف كانت تتفهمها وتنفذها . أنها لا تعي ولا
تدرك . ولكن الآمر يرجع إلى مشيئة الله العاملة فيها …
* وكما أمر الحوت الضخم الكبير لكي ينفذ جزءا من الخطة الإلهية ، كذلك أمر الدودة البسيطة ، أمرها أن تضرب اليقطينة فيبست … ما أعجب هذا أن نرى حتى الدودة جزءا في العمل الإلهي المقدس الكامل … حقا ما أجمل قول الكتاب " انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار " " متى 18 :10 ".
أنها مشيئة الله منفذه كما يطلبها هو ، لا كما تقترح الخليقة في جهالتها . وحكيم هو الذي يستسلم لمشيئة الله أيا كانت صورتها …
* يأمر الله اليقطينة لكي ترتفع ويكون ظلا على رأس يونان " لكي يخلصه من غمه" فتنفذ اليقطينة هذا الآمر العطوف . ويكلف الله الشمس أن تضرب على رأس يونان فيذبل ويشتهي الموت ، فتفعل كما يأمر الرب … أنها ليست احن منه على يونان . لابد أن في ضربة الشمس فائدة ليونان وآلا ما كان الله قد أمر بها … وكان كذلك. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:46 pm | |
| حقا أن الطبيعة وكل الكائنات غير العاقلة ، مثلها مثل الكائنات السمائية ، من حيث إنها لا تعرف في علاقتها مع الله سوى عبارة "لتكن مشيئتك "… ليتنا نأخذ درسا من كل هؤلاء ، وندرك نحن أيضا عمق عبارة "لتكن مشيئتك " في حياتنا وحياة الناس . هذه العبارة التي فشل يونان في ممارستها ، ولم يستطع أن يصل إليها آلا بعد تجارب كثيرة وصراع مع الله ، وعقوبات ، واقناعات … أخيرا استطاع الله أن يقنعه بخيرية المشيئة الإلهية ، مهما كانت مخالفة لمشيئته الذاتية . لقد خلق الله العقل نعمة للإنسان . ولكن هذا العقل كثيرا ما يقف حائلا بين الإنسان وحياة التسليم! يحدث هذا إذا انفرد العقل بذاته ، بعيدا عن الاستنارة بالروح القدس ، وبعيدا عن الاتضاع الذي ينحني به العقل خاضعا لمشيئة الله … أمسك أحدهم برأسه بين يديه ، وقال " هذه هي " تفاحة أدم " التى يتحدث عنها البعض " ، يقصد أن عقله هو سبب كل سقطاته وتجاربه … وليس العقل وحده هو الذي يقف ضد مشيئة الله ، عندما يقتنع بأشياء أخرى تخالف ما يأمر به الرب ، أو عندما يضع أوامر الرب في بوتقة الفحص والتحليل … أنما هناك أيضا العاطفة التي قد تشتهى أمورا يمنعها الرب عنها ، فتقف هذه العاطفة أو هذه الشهوة ضد مشيئة الله …. ولذلك عندما يكون عقل الإنسان وعاطفته في يد الله ، عندئذ تتفق مشيئة الإنسان مع مشيئة الله. وتكون طاعة الإنسان عن رضى واقتناع ومحبة لوصايا الله . وتكون طاعة الإنسان فرحة بوصايا الله وأوامره كمن وجد غنائم كثيرة كما كان يفعل داود …. أما إذا تعارضت مشيئة الإنسان مع مشيئة الله ، فلابد أن يكون هناك خلل في الإنسان ، إما في طريقة تفكيره ، وإما في شهوات قلبه . وفي حالة تعارض المشيئتين هذه ، يكون أمام الإنسان أحد طريقين للطاعة: أما أن يتضع الإنسان ، ويلوم ذاته شاعرا بخطئه ، محاولا أن يصلح داخله لكي يتقبل مشيئة الرب بفرح . وأما أن يغصب الإنسان نفسه على الطاعة سواء فهم إرادة الرب أم لم يفهمها ، رضى بها في داخله أم لم يرضى . المهم أنه لا يخالف …. وأن يقول للرب في كل أمر " لتكن مشيئتك " . على أن يونان لم يستطع أن يقول للرب " لتكن مشيئتك " . لم يستطع أن يتواضع أمام الرب ، ولم يستطع أن يغضب ذاته على الطاعة . فاضطر الرب أن يتدخل بنفسه، كما سنرى في حديثنا المقبل … | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:46 pm | |
| الفصل الثاني ما أعجب أهل هذه السفينة التي ركبها يونان … حقا كانوا أممين ، ومع ذلك كانت لهم فضائل عجيبة فاقوا بها النبي العظيم . وفيهم تحقق قول الرب " ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن أتى بتلك أيضا فتسمع صوتي. وتكون رعية واحدة وراع واحد" " 10 : 16 " . يذكرني أهل هذه السفينة بكرنيليوس قائد المائة ، الذي كان في مظهره رجلا تقيا خائفا الله هو وجميع بيته. وكان أيضا رحوما كثير الصدقة وكان " يصلى إلى الله في كل حين ". وأستحق أن يظهر له ملاك في رؤيا ويقول له " صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله ". وأستحق أيضا أن يحل عليه الروح القدس هو وكل الذين معه أثناء كلام بطرس معه" " أع 10 "… هناك كثيرون غير معروفين للناس في عالم القداسة ، ولكنهم معروفون عند الله بأسمائهم . ومن هؤلاء كان أهل تلك السفينة… كانت فيهم كل الصفات الجميلة، وأذ كان ينقصهم الأيمان ــ عن جهل ــ رأى الله أن يمنحهم الأيمان. لعله تدبير إلهي أن ينزل يونان في هذه السفينة بالذات، من أجله ومن أجل هذه السفينة … لم يشأ الله أن يمضى إلى كوره بعيدة"…. العجيب أن الله أعد له المكان الذي يهرب أليه من وجه الرب ، المكان الذي يناسبه ، والذي يسمع فيه كلمة منفعة ، والذي يقف فيه أمام وجه الرب مرة أخرى ، لكيما يرجعه أليه … أعد له الله البيئة المقدسة التي تبكته على هروبه . ووجد نفسه وسط أناس أفضل منه في كل شيْ ، ما عدا وظيفة النبوة ..! فضائل أهل السفينة
* أول صفة جميلة في بحارة هذه السفينة أنهم كانوا رجال صلاة . لما صدمتهم الرياح الشديدة وكادت تكسر السفينة ، يقول الكتاب " فخاف الملاحون ، وصرخوا كل واحد إلى إلهه . وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم" " 1 :5 ". نلاحظ هنا أنهم لجأوا إلى الله قبل تنفيذهم ما تتطلبه الحكمة البشرية لإنقاذ الموقف . صلوا أولا ثم ألقوا الأمتعة ليخففوا عن السفينة.. هم آذن يضعون الصلاة في مرتبة أعلى من مهارتهم البحرية، ويعتمدون عليها بالأكثر .. وعندما أيقظوا يونان ، لم يقولوا له "قم ساعدنا في التخفيف عن السفينة". وأنما قالوا له " قم اصرخ إلى ألهك ".
كان كل بحارة السفينة وركابها يصلون . والوحيد الذي كان لم يصلى في ذلك الوقت هو نبي الله يونان !! وحتى بعد أن أيقظوه، لم يقل الكتاب انه قام وصلى!
انه موقف مخجل حقا..! كان يونان " قد نزل إلى جوف السفينة وأضطجع ، ونام نوما ثقيلا "… عجيب أن يكون النبي العظيم نائما في الوقت الذي كان فيه الأمميون يصلون ! شيْ مخجل … ومما يزيد الخجل فيه أن يأتي إليه أنسان أممي ليبكته قائلا "مالك نائما ".. ما هذا الكسل والتراخي واللامبالاة ؟! ألا تقوم وتصلي كباقي الناس؟ " قم اصرخ إلى إلهك ، عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك"…
هل أنت حقا يا يونان تهتم بكرامتك الشخصية؟ أين هي هذه الكرامة ، بينما أنت الوحيد النائم الأمميون حولك يصلون ، ويوبخونك على نومك؟! عجيب حقا هو الرب إذ يبكت أحد أنبيائه برجل أممي : لو أن الله أرسل له ملاكا ليبكته أو حتى نبيا مثله لبدا الآمر معقولا ، فأن لم يبكته ملاك أو نبي ، فليكن تبكيته على يد مؤمن عادى . أما أن يبكته رجل أممي ، وثنى ، لا يعرف الله فهذا هو منتهى الإذلال . انه أشعار له بضآلته وعمق خطيته… على آيه الحالات فأن الله إذ يعرف أن التبكيت نافع حتى للأنبياء ، لم يحرم نبيه من نعمة التبكيت ، وشاء آن تكون من أممي لتكون أعمق أثرا .
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:46 pm | |
| ولكن هذه هي طريقة الله في التبكيت : عندما أراد الله أن يبكت شعبه، أرسل إليهم الأمم فسبقوهم إلى الأيمان وبكتوهم . وقال لهم الرب " يأتون من المشارق والمغارب ويتكئون في حضن إبراهيم . أما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية " متى8 :11 ". بكتهم بالمرأة الكنعانية التى هي من شعب ملعون ،وبالسامري الصالح الذي هو من جنس منحرف في الأيمان والعقيدة والتقاليد . ومع ذلك صار هذا السامري أفضل من الكاهن ومن اللاوي خدام الله ... بكت الفريسي اكثر الناس افتخارا بالعشار المحتقر في خطاياه، وبالمرأة الزانية التي بللت قدمي الرب بدموعها ، وكانت أكثر فضيلة وحيا من الفريسي … وبنفس الطريقة بكت الرب يونان النبي العظيم ، بأهل السفينة الأمميين الذين وبخوه لكي يقوم ويصلى مثلهم… عجيب أن يونان كان في ذلك الوقت نائما نوما ثقيلا …. من عمق نومه، لم تستطع أن توقظه الرياح الشديدة، والنوء العظيم ، واهتزاز السفينة التي كادت تنكسر!! كيف خالف الله ، وكسر وصيته وهرب منه، و استطاع أن ينام نوما ثقيلا؟! لابد أن ضميره كان قد نام أيضا ، نوما ثقيلا ، مثله… هناك من يعصى الله ويخاف ويضطرب أو يقلق ويأرق وتظل خطيئته تطارده وتتبعه… أما يونان فهرب من الله ولم يبال. وبكل أعصاب مستريحة وفكر هاديْ أمكنه أن ينام نوما ثقيلا ! يخيل إلى أن وراء هذا النوم سببا . لا شك أن يونان على الرغم مما فعله كان يبرر ذاته من الداخل ، ويبري ذاته . وهكذا لم يشعر بالآثم ولم يقلق ، فنام …
• صفة جميلة ثانية نجدها في أهل السفينة انهم يبحثون عن الله . لم يقولوا ليونان في تعصب لديانتهم " قم أصرخ إلى إلهك ، عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك "… وهذا يدل على أنهم كانوا يبحثون عن الله ، ولا يعرفون أين يوجد … كانوا مضطرين في وسط عقائد كثيرة ، لا يعرفون أين الإله الحقيقي ولكنهم يحبون ويؤمنون به دون آن يدركوه … لذلك كشف الله لهم ذاته في قصة يونان….
*صفة جميلة ثالثة وهى أنهم كانوا رجال بساطة وأيمان . لم يكتفوا بالصلاة ،وانما أيضا ألقوا قرعا. كانوا يأمنون أن الله سيكشف لهم الحقيقة بتلك الطريقة ، وقد كان … ألقوا القرعة ليعرفوا " بسبب من حدثت تلك البلية "… إذ أنهم في تقواهم كانوا يشمئزون من بشاعة الخطية ويشعرون أنها سبب البلايا التى تحيق بالإنسان. هم ــ كبحارة مهرة ــ لم يقولوا أن هذا النوء العظيم حدث بسبب البحر وطبيعة المياه وتقلبات الرياح ، وإنما أيقنوا أن ذلك بسبب خطية أرتكبها أحدهم ، ويطالب بها العدل الإلهي . فبحثوا " بسبب من تلك البلية" . ووقعت القرعة على يونان …. حقا أن الله صالح وحنون … حتى لو صلى إليه أناس امميون ، بضمير مستقيم ، طالبين إرشاده ، فأنه يسمع لهم ويستجيب … ووقوع القرعة على يونان ، كشف صفة أخرى جميلة في نوتيه تلك سفينة الأتقياء …..
*كانوا أيضا أشخاصا عادلين لا يحكمون على أحد بسرعة. بل إتصفوا بطول الاناة ، وبالفحص وإرضاء الضمير . كان يمكنهم بعد وقوع القرعة على يونان ، أن يتخلصوا منه في الحال ، وبخاصة انه كان يبدو غريبا … كان نائما والكل يصلون وكان غريبا لا يعرفون له أصلا . وقد كشفته القرعة اذ وقعت عليه بعد صلوات صرخوا بها جميعهم إلى الله . الا أنهم أرادوا أن يريحوا ضميرهم ، فحققوا معه . قالوا له : أخبرنا من أنت ؟ وما هو عملك ؟ ومن أين أتيت ؟ وما هي أرضك؟ ومن أي شعب أنت ؟ وبسبب من هذه المصيبة التي حلت علينا ؟ .. أسئلة كثيرة.. حقا أنه من فضائل هؤلاء الناس طول الأناة العجيبة … أنني متعجب من عدلهم ومن حساسية ضميرهم . السفينة موشكة على الغرق، والبحر هائج ، وبين لحظة وأخرى يمكن أن يهلكوا …. ومع ذلك يصرون على التحقيق مع يونان ، لكي يريحوا ضميرهم ولا يظلموا الرجل …. وهم يفعلون ذلك على الرغم من كل الآدلة التي تحت أيديهم . ولكنهم مؤمنون أنه لا يليق بهم أن يحكموا على انسان دون أن يعطوه فرصةلكي يتكلم عن نفسه … أما يونان فأعترف لهم وقال " أنا عبراني ، وأنا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر والبر ، وبمجرد سماعهم ذلك الكلام خافوا خوفا عظيما …. أنهم قوم بسطاء لا يكذبون غيرهم. هل ألهك يا يونان هو اله البحر والبر؟ … نحن الآن في البحر ، إذن فنحن في يد ألهك أنت . ونحن نريد الوصول إلي البر ،ألهك هو اله البر أيضا ، كما هو اله البحر ، أذن فنحن في يديه . لذلك خافوا ووبخوه قائلين " لماذا فعلت هذا ؟!". وللمرة الثانية يتبكت النبي العظيم من الأمميين . حسنا أوجده الله في هذه السفينة التي يوبخه ركابها ، دون أن يستحوا منه كنبي …
*وكما كان ركاب السفينة عادلين ، كانوا أيضا في منتهى الرحمة والشفقة : فبعد ثبات التهمة على يونان ، واعترافه أمامهم بذنبه وبأنه هارب من الرب ، وتأكدهم أن كل المصيبة التي حلت عليهم كانت بسببه لم يشاءوا أن يتخلصوا منه على الرغم من أن " البحر كان يزداد اضطرابا" . بل فكروا في حل لإنقاذ هذا الإنسان الذي تسبب في أتعابهم كانوا يوقنون أنه مذنب ويستحق الموت . ومع ذلك لم يكن سهلا على هؤلاء القوم الرحماء ، أن يميتوا أنسانا حتى لو كان هو السبب في ضياع متاعهم وأملاكهم وتهديد حياتهم بالخطر . لم يكن سهلا عليهم أن يضحوا به بسهولة أو بسرعة . فقالوا له " ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا ؟ "… أبحث معنا عن حل ، لآن اضطراب البحر كان يزداد بطريقة مقلقة ….. فقال لهم يونان " خذوني واطرحوني في البحر، فيسكن البحر عنكم لآني عالم أنه بسببي هذا النوء العظيم عليكم "… القوني في البحر فليس هناك حل للمشكلة غير هذا … ولكن مع كل هذا . لم يكن ضميرهم مستريحا لالقائه إني متعجب من شدة رحمة هؤلاء الناس الأبرار . لقد عرفوا سبب مشكلتهم ، وعرفوا علاجه ، ولكن ضميرهم لم يساعدهم على التنفيذ . كيف نقتل الرجل ، حتى لو كان دمه حلالا لنا ؟! وحتى لو كان خاطئا يستحق الموت … وهكذا جذفوا بكل قوتهم ليرجعوا السفينة إلى البر فلم يستطيعوا لآن البحر كان يزداد اضطرابا عليهم … لقد بذلوا كل جهدهم لإنقاذ الرجل الخاطىْ من الموت ، ولكن دون جدوى ، كانت مشيئة الرب أن يلقى يونان في البحر … وهكذا أسقط في أيديهم . ولكن لكي يريحوا ضمائرهم ، صرخوا إلى الرب وقالوا " أه يا رب فعلت كما شئت ". وإذ تحققوا أن هذه هي مشيئة الله ، وأنهم لا يستطيعوا أن يقفوا ضد مشيئة ، " أخذوا يونان وطرحوه في البحر ، فوقف البحر عن هيجانه"…
*من كل ما سبق يتضح أن هؤلاء البحارة كان لهم ضمير حساس نقى ، وأنهم أرادوا بكل حرص أن يقفوا أمام ضميرهم بلا لوم . لم يكن سهلا عليهم أن يرتكبوا خطية ، مهما كانت العوامل الخارجية ضاغطة ، ومهما كانت هناك أسباب تبرر الموقف . وقد كان موقفهم من يونان نبيلا جدا ، ورحيما جدا وموافقا لإرادة الله فيه . | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:46 pm | |
| *وكانت لهؤلاء الناس قلوب مستعدة لعمل الله فيها :كانوا يتلمسون إرادة الله لتنفيذها . ولما وقف هيجان البحر بإلقاء يونان فيه، تأكدوا من وجود الله في الآمر ، فآمنوا بالرب وذبحوا له ذبيحة ، ونذروا له نذورا ….. وفي أيمانهم بالرب لم يؤمنوا فقط أنه هو الله ، وأنما بتقديمهم للذبيحة أعلنوا أيضا إيمانهم بالدم والكفارة…. وهكذا كسب الله المعركة الأولى ، وتمم خلاص أهل السفينة بعصيان يونان . بقيت في خطة الله للخلاص مسألتان هامتان أخريان : وهما خلاص أهل نينوى ، وخلاص يونان ….. الفصل الثالث يونان في بطن الحوت القي يونان في البحر ، ولكنه لم يلق للموت… كانت الإرادة الإلهية ما تزال ممسكة به، والله ما يزال عند خطته أن يرسل يونان إلى مدينة نينوى لإنقاذها …ـــ وهل ما يزال هذا الإنسان يا رب يصلح لهذه الخدمة الكبيرة بعد كل ما صدر منه؟ ـــ نعم ، إن يونان هذا ابني وحبيبي ، ونبيي أيضا وسأرسله إلى نينوى. إن كان قد أخطأ فأني سأصلحه ، وأجعله صالحا للخدمة ، وأنقذ نفسه ، وأنقذ المدينة به ….هذا الحجر غير المصقول سأتعهده بالنحت ، حتى أجعله صالحا للبناء …. حقا أن الله عجيب في طول أناته لا يغضب ولا يتخلى بسرعة عن خدامه الذين يخطئون . لقد قبل بطرس بعد إنكاره وثبته في رسوليته . ولكننا نحن البشر نتميز بسرعة في الغضب ، وسرعة في العقوبة ، وسرعة في القطع أما الله فليس كذلك . لقد استبقى يونان في خدمته، وحفظه سليما ايتم عمله . وعندما ألقى يونان في البحر ، استقبله إله البحر ، ليحفظه من كل سوء . عندما ألقى يونان في البحر ، تلقفته الأيدي الإلهية وحملته في رفق لكي لا يهلك ولكي لا يغرق ، أخذه الله ووضعه في جوف حوت ، كان الله قد " أعد حوتا عظيما ليبتلع يونان"" 1 : 17 ". لم يعده للإهلاك ، وأنما للحفظ … لم يكن الحوت عقوبة وأنما كان صونا . كان يونان في بطن الحوت أكثر أمنا وراحة مما لو ظل في البحر يكافح الأمواج ، ويكافح البحر ،ويكافح التعب والبرد والريح …. كان هذا الحوت مرسلا من الله ، لينقذ الإرادة الإلهية التي كلف بها . لم يكن له سلطان أن يأكله ، أو يفرز عليه عصارات ويحلله ويمتصه .كلا ، بل ابتلعه ليدخله إلى أحضانه الداخلية ، ويحفظه حتى يصل إلى قرب هدفه . كان وسيلة مواصلات مجانية يصل بها يونان إلى مكان قريب من محطة النزول .
كأن يونان كان في غواصة حصينة تمخر به البحر وهو في جوفها تحت الماء كان هذا الحوت مرسلا لإنقاذ يونان من البحر وأهواله ، انه كالتجارب يبدو مخيفا من الخارج بينما تكمن فيه كل المنفعة… كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام سليما لا يقوى عليه الحوت ، كما كان المسيح في القبر ثلاثة أيام سليما لا يقوى عليه الموت .
هكذا أنت أيها الأخ المبارك ، أن أعد لك الله حوتا عظيما ليبتلعك ، فلا تخف ولا تتضايق ولا تحزن ، بل بارك الرب داخله كما فعل يونان . ثق أن الحوت قد يبتلعك ، ولكنه لا يستطيع أن يؤذيك . أنه لا يستطيع أن يفعل بك شيئا بدون أذن الله وسماحه… ولا بد سيأتي الوقت الذي يأمره فيه الرب أن يقذفك إلى البر كما كنت . أليس الله هو خالق الحوت ، وبيده حياته وتوجيهه ؟! أن كنت يا أخي في ضيقة ، فاذكر حوت يونان . فتطمئن … إذ تعرف أن الرب هو الذي هيأ هذا الحوت لك ليمنحك فضيلة معينة أو نعمة خاصة …. حاذر من أن تشكو كلما ابتلعك حوت، فالحيتان في بحر هذا العالم كثيرة…. لا تقل: لماذا هذه المعاملة منك يا رب ؟ لماذا تعد هذا الحوت العظيم فيبتلعني ؟ وأين كنت يا رب عندما ابتلعني ؟ ولماذا لم تنقذني منه؟ اعرف أن إجابة الله هي واحدة : ل تخف ، يكفيك أنك معي . حتى أن كنت في بطن الحوت ، فأنا معك. لا أهملك ولا أتركك . لا تخف يا أخي آذن . تذكر قول البار الأنبا بولا " من يهرب من الضيقة فقد هرب من الله …" كان ذلك الحوت ضخما جدا ، كان حوتا عظيما …. توجد حيتان كبيرة ، كل واحد منها كأنه حجرة واسعة، يستطيع أن يبلع قاربا بمن فيه …. وعندما ابتلع الحوت يونان ، نظر وإذا به في صالة فسيحة ، أو في بركة ماء . فماذا يعمل ؟ رجع إلى عقله ، ورجع وصلى في جوف الحوت .. ونظر إليه الرب وأبتهج : آه يا يونان ، أنني أريد منك هذه الصلاة من بداية القصة . كل ما حدث كان القصد منه أن أجعلك تركع ، ولو في جوف الحوت ، لنتفاهم… منذ زمن وأنا أريد أن أكلمك وأتفاهم معك ، ولكنك غضبت وهربت ورفضت أن تتفاهم، أما الآن فإنها فرصة مناسبة لنصطلح … وركع يونان وصلى للرب ، ورجع مرة أخرى إلى طقسه النبوى . أخذ صورته الأولى كانسان مطيع محب لله ، مؤمن جدا بوعوده . رجع كما كان يثق بالله ويشكره…. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:48 pm | |
| لقد تأثرت جدا من صلاة يونان التي صلاة وهو في جوف الحوت ، والتي تتسم بروح النبوة وبالأيمان العجيب " والإيقان بأمور لا ترى"… أنها من أعظم الصلوات التي قرأتها في حياتي … ليته كان قد قدمها، أو قدم صلاة من نوعها قبل أن يفكر في الهروب من الرب … حقا أن الضيقات هي مدرسة للصلاة …. لقد تأثرت كثيرا لقوله " دعوت من ضيقي الرب فاستجابي ". وقلت في نفسي : ما هذا يا يونان ؟ كيف أستجابك وأنت ما تزال في جوف الحوت ؟! أما كان الأقدر أن تقول " دعوتك يا رب في ضيقي فأستجبني ". فتطلب هذه الاستجابة لا أن تعلنها؟! ولكن يونان يرى بعين الأيمان ما سوف يعطيه له الرب . يراه كأنه قائم أمامه ، وليس كأنه سيأخذه فيما بعد ، فيفرح قائلا " دعوت .. فاستجابني ". ويستمر يونان في صلاته العجيبة فيقول للرب " صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي …جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. ولكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك"… بهذا الأيمان رأى يونان نفسه خارج الحوت ، ينظر إلى هيكل الرب ….. وبهذا الأيمان استطاع أن يحول صلاته من طلب إلى شكر ، وهو ما يزال بعد في جوف الحوت العظيم . فختم صلاته بقوله " أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك ، وأوفي بما نذرته . للرب الخلاص " "2 : 9 ". ــــ كيف تأكدت أيها النبي القديس من أن الرب قد سمع صوتك ، وقد أستجابك . وقد سمح أن تخرج من بطن الحوت ، وتعود مرة أخرى تنظر إلى هيكله؟؟ أين منك هذا الهيكل وهو بعيد في أورشليم ، بينما أنت في جوف الحوت ، في مكان ما من البحر لا تستطيع تحديده؟! ولكن النبي يجيب : ـــــ أنا واثق تماما أنني سأخرج من بطن الحوت ، وأكمل رسالتي ، لآن كلمة الله لا تسقط ولا ترجع فارغة . ما دام أمر أن أذهب إلى نينوى فسأذهب إلى هناك ، وأنفذ مشيئته المقدسة ، وأقوم بعملي الكرازى . ثم أرجع إلى هيكل الله وأسجد فيه وأذبح للرب ، وأقدم نذوري … هذا كله ، أراه أمام عيني واضحا جدا لا يقبل الشك. لا يؤثر عليه مطلقا وضعي الحالي المؤقت في الحوت وفي البحر ….. عجيب جدا هذا الرجل في أيمانه. انه حقا رجل الأيمان العميق الذي اختاره الرب … لا ننكر أن ضبابا قد اكتنفه فأخطأ إلى الله ، ولكن عنصره ما يزال طيبا . انه يرى المستقبل المليْ بالرجاء قائما كأنه الحاضر . ويشكر الرب على خلاص لم ينله بعد من جهة الزمن ، ولكنه قد ناله فعلا من جهة الكشف الخاص بموهبة النبوة ، الخاص بالرجل المفتوح العينين ، الذي يرى رؤى الرب كأنها في كتاب مفتوح، ويتمتع بمواعيده قبل أن تأتى ….. وإذ وصل أيمان يونان إلى هذا الحد العجيب ، أمر الرب الحوت فقذفه إلى البر…. كان سير هذا الحوت بأحكام عظيم ، وفق خطة ألهية مدبرة تدعو إلى الاطمئنان . ظهر في الوقت المناسب ، وفي المكان المناسب لكي يحمل يونان في داخله كما لو كان هذا النبي يتنقل من سفينة مكشوفة يمكن للأمواج أن تغطيها وتغرقها ، إلى سفينة مغلقة محصنة لا تقوى عليها المياه ولا الأمواج . وفي الوقت المناسب قذف يونان إلى البر في المكان الذي حدده الرب لنزوله. ثم جاز مقابله بع أن أدى واجبه نحوه على أكمل وجه…. هنيئا لك يا يونان هذه الغواصة البديعة ، التي عشت في أحضانها فترة. أعادتك إلى طقسك وإلى رسالتك ….. نقلب هذه الصفحة من قصة يونان ،كأنها لم تحدث ، وكأن هذين الإصحاحين الأولين من السفر قد نسيهما الرب ، فعاد يقول ليونان مرة أخرى " قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ، وناد عليها المناداة التى أنا مكلمك بها…. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:56 pm | |
| لفصل الرابعنينوى المدينة العظيمة يونان يذهب إلى نينوى ، ولكن…. أصدر الله ليونان نفس الآمر القديم " قم اذهب إلى نينوى …".وفى هذه المرة لم يهرب من وجه الرب ، بل "قام وذهب إلى نينوى حسب أمر الرب ". وتم الآمر في هدوء: الله لم يعاتب ، ويونان لم يعارض … ولعل هذا الآمر يحتاج منا إلى وقفة تأمل …. الله لم يغضب من موقف يونان ، بحيث يحرمه من الخدمة ، أو يسقطه من درجة النبوة إلى درجة المؤمن العادي أو يبحث عن غيرة ليرسله… والله أيضا لم يعاتبه، يكفيه ما حدث له . كان درسا عمليا ، لا يحتاج إلى مزيد من الكلام الذي يجرح النفس في تبكيت وتعنيف وتعيير بالخطأ السابق. كلا إن هذه ليست طريقة الله ، بل الله يحافظ على احساسات أولاده . يتركهم ليشعروا بأخطائهم دون أن يعيرهم بها .. أما يونان فقد تلقى درسا، فأطاع …. ولكن أتراها كانت طاعة عن اقتناع ورضى أم هي مجرد خضوع ؟ هو ذا أنت ذاهب يا يونان إلى نينوى … فماذا عن العوائق السابقة التى كانت تمنعك في المرة الأولى ؟ ماذا عن كرامتك ؟ وماذا عن كلمتك التي ستقولها ثم لا ينفذها الرب ، إذ تتوب المدينة ويرجع الرب عن تهديده لها ؟ هل فكرت في كل ذلك ، وهل مات الوحش التى في أحشائك ، وحش الكرامة والاعتزاز بالكلمة؟
في هذه المرة كان يونان سيطيع ، وكفى . كان سيطيع من الخارج ، أما من الداخل فما تزال كرامته لها أهمية عنده . سيضغط على نفسه من أجل الطاعة . وسينتظر ماذا سيفعل الرب . في هذه المرة تقابل مع الله في منتصف الطريق .
كانت محبة الكرامة ما تزال تتعبه، ولكنه أطاع خوفا من التأديب ، وليس عن أيمان وتواضع. كان ينفذ أمر الله ، بالخوف، مع تذمر في القلب من الداخل سيظهر في حينه . كان يسير بالعصا وليس بالنعمة. وقد قبل منه الله هذا الوضع كمجرد تدرج ، ريثما سيواصله إلى الطاعة الصادرة عن اقتناع ، المؤمنة بحكمة الله وحسن تدبيره…
نينوى ، المدينة العظيمة عجيب هذا اللقب " المدينة العظيمة " الذى أطلقه الرب على نينوى !! قاله الرب مرتين ليونان " قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة""1 : 2 " ،"3 :2 " . وهذا التعبير " المدينة العظيمة " كرره الوحي للمرة الثالثة بقوله " وأما نينوى فكانت مدينة عظيمة للرب مسيرة ثلاث أيام " "3:3 " . وتكرر هذا اللقب للمرة الرابعة في آخر السفر عندما قال الرب " فلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة"" 4 : 11 " .
ما أعجب هذا ، أن يلقبها الرب أربع مرات بالمدينة العظيمة ، بينما كانت مدينة أممية ، جاهلة لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم ، تستحق أن ينادى النبي عليها بالهلاك ، وهى خاطئة قد صعد شرها أمام الرب ، وليس فيها من جهة المقياس الروحي أي مظهر من مظاهر العظمة!! أكان هذا تنازلا من الرب في استخدام الأسلوب البشرى ، فسماها عظيمة ، على اعتبار أنها عاصمة لدولة ، وتضم أكثر من 120 ألف من السكان ؟ أم أن الله رآها باعتبار ما سوف تصير إليه في توبتها وفي عظمتها المقبلة، كأممية توبخ اليهود، كما قال عنها الرب " إن رجال نينوى سيقومون في يوم الدين مع هذا الجيل ويدينونه ، لأنهم تابوا بمناداة يونان . وهو ذا أعظم من يونان ههنا ""متى12 : 41 " أن تسمية الرب لنينوى بالمدينة العظيمة درس نافع للذين يسلكون بالحرف، ويدققون في استخدام الألفاظ تدقيقا يعقدون به كل الأمور ويخضعون به الروح لفقه الكلمات !! أمر الله يونان النبي أن ينادي على نينوى بالهلاك ، ولكنه كان في نفس الوقت يدبر لأهلها الخلاص … كان يحبهم ويعمل على إنقاذهم دون أن يطلبوا منه هذا ….. أن سفر يونان يعطينا فكرة عميقة عن كراهية الله للخطية ولكنه في نفس الوقت يشفق على الخطاة ويسعى لخلاصهم. وإنقاذ الله لنينوى فكرة عن اهتمام الله بالأمم، إذ كان اليهود يظنون أن الله لهم وحدهم ، وأنهم وحدهم الذين يتبعونه ويعبدونه ، وهم شعبه وغنم رعيته، فأراهم الله في قصة نينوى أن له خرافا أخر ليست من تلك الحظيرة. وكما وبخ عبده يونان بإيمان البحارة الأمميين ، وكذلك وبخ اليهود بإيمان أهل نينوى وتوبتهم ، تلك التوبة التي كانت عظيمة حقا في عمقها وفاعليتها . عظمة نينوى في توبتها : عندما وصف الله نينوى بأنها مدينة عظيمة ، لم يكن ينظر إلى جهلها وخطيئتها ، أنما كان ينظر في فرح شديد إلى عمق توبتها. *كانت نينوى سريعة في استجابتها لكلمة الرب : إن أهل سدوم عندما أنذرهم لوط بغضب الرب ، استهزءوا به " وكان كمازح في وسط أصهاره" " تك 19: 14 ". أما أهل نينوى فأخذوا يونان بجدية فائقة الحد ، واستجابوا للكلمة بسرعة . على الرغم من مهلة الأربعين يوما التي كان يمكن أن تستغل للتراخي والتهاون …لقد كانت كلمة الرب فيهم سريعة وحية وفعالة وأمضى من سيف ذي حدين .
وكان أهل نينوى في هذه الاستجابة السريعة أعظم من اليهود الذين عاصروا السيد المسيح ـــ الذي هو أعظم من يونان بما لا يقاس ورأوا معجزاته العديدة ، وشاهدوا روحانيته التي لا تحد ، ومع ذلك لم يتوبوا، فوبخهم الرب بأهل نينوى " متى12: 14 ".
* كانت كلمة الرب لآهل نينوى كلمة مثمرة، أتت بثمر كثير عجيب : أول ثمرة لها هي الإيمان " فآمن أهل نينوى بالله". وثاني ثمرة لآهل نينوى كانت انسحاق القلب الصادق ، المتذلل أمام الله . وهكذا " لبسوا المسوح من كبيرهم إلى صغيرهم ". والمسموح ملابس خشنة من شعر الماعز…، دليل على التذلل وعلى الزهد ورفض مغريات العالم … حتى ملك نينوى نفسه: خلع رداءه الملكي، وتغطى بالمسوح ، وقام عن عرشه ، وجلس على الرماد…
ونظر الله إلى هذه المدينة المتضعة، وتنسم منها رائحة الرضى. " فالذبيحة لله هي روح منسحق . القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله " "مز 50 " … حقا ما أعجب هذا المنظر الفريد في نوعه… أن نرى مدينة بأسرها منسحقة في التراب والرماد ، متذللة في المسوح، من الملك إلى الطفل الصغير … حتى البهائم ، تغطت أيضا بالمسوح..!
وكان من ثمار كلمة الله فيها أيضا : الصوم والصلاة … نادت المدينة بصوم عام للكل … فلم يذق الناس شيئا … وحتى البهائم والبقر والغنم ، لم ترع ولم تشرب ماء . لم يرد الناس أن ينشغلوا بإطعام بهائمهم حتى يتفرغوا للعبادة وللتضرع إلى الله … وهكذا مزجوا صومهم بالصلاة و " صرخوا إلى الله بشدة"…
على أن أهم ثمرة لأهل نينوى كانت هي التوبة… التوبة قادتهم إلى الإيمان ، إذ كانت الخطية هي الحائل بينهم وبين الله . ومن ثمار التوبة فيهم كان التذلل والصوم ولبس المسوح والصراخ إلى الله . كانت توبة صادقة بكل معنى الكلمة، توبة جادة بكل مشاعر القلب ، فيها " رجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم".
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:57 pm | |
| وبهذه التوبة استحقوا رحمة الله ، فعفا عنهم جميعا وسامحهم ، وقبلهم أليه وضمهم إلى خاصته . وفي هذا يقول الكتاب " فلما رأى الله أعمالهم ، أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه""3: 10 ".
لم يقل الكتاب " لما رأى الرب صومهم وصلاتهم وتذللهم " بل قال " لما رأى أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة". كانت التوبة إذن هي سبب رحمة الرب لهم . وكان صومهم وصلاتهم وتذللهم مجرد ثمار للتوبة…
*أود في هذه المناسبة أن أقف قليلا عنده عبارة هامة قيلت في توبة نينوى وهي أنها "تابت بمناداة يونان"…
فماذا كانت مناداة يونان؟ لم يسجل لنا الكتاب الخطاب العميق الذي قاد000 ر120 نسمة إلى التوبة ، بهذا الانسحاق العجيب . ليته كان قد زودنا بهذا الجانب الهائل الذي تتركز فيه عظمة يونان النبي … كل ما سجله الكتاب لنا في هذا المجال لا يزيد عن عبارة واحدة فقط ، ذكر فيها أن يونان دخل المدينة ونادى وقال :" بعد أربعين يوما تنقلب نينوى " "3: 4".
هل حقا أن يونان لم يقل سوى هذه العبارة وحدها ؟ وهل كانت كافية لخلاص المدينة وإحداث هذا التأثير الهائل ؟ لقد قال لوط عن سدوم "آن الرب مهلك المدينة "" تك 19: 14 "، ومع ذلك لم يتأثر أحد ولم يتب أحد . وسمع الناس عن الطوفان الذي سيهلك الأرض كلها ,، ورأوا الفلك يبني أمامهم ، ومع ذلك لم يتب أحد، وهلكوا جميعا… وكم من مرة فشلت الإنذارات بالموت . أدم نفسه سمع إنذارا " موتا تموت" ، فلم يمنعه هذا الإنذار عن الخطأ .
فما هو السر الذي يختفي وراء توبة نينوى وخلاصها؟ هل الآمر يرجع إلى مناداة التي نادى بها يونان وعمق تأثيرها في النفوس؟ أم أن السبب يرجع إلى قوة الاستعداد الداخلي في القلوب، بحيث أن كل كلمة إلهية لابد أن تحدث أثرا، لآن القلب مستعد للسماع، والإرادة مستعد للتنفيذ ، والأرض جيدة للزرع؟… أنا في داخلي أميل إلى هذا الرأي الثاني…
أميل إلى الاعتقاد أن توبة نينوى كان مرجعها الأساسي هو الاستعداد القلبي عند أهل نينوى. ولعل هذا الاستعداد هو الذي دعا الله إلى إرسال نبيه إليهم . وكما يقول الرسول " الذي سبق فعرفهم، سبق فعينهم" "رو 8: 29" ….أن استعداد القلب له مكانة كبيرة في عمل التوبة…. الشاب الغني خاطبه الرب نفسه ، بكل ما في كلام الرب من قوة وتأثير . ومع ذلك مضى حزينا لآن القلب من الداخل لم يكن مستعدا ،كالأرض المحجرة لا تخرج نباتا مهما كانت البذار جيدة ، ومهما كان الزارع خبيرا … أما قلب الشاب انطونيوس ، المستعد للكلمة فلما سمع في الكبيسة نفس العبارة التي قيلت للشاب الغنى ، تركت هذه العبارة فيه أثرا عميقا ، ونفذها بحب… هكذا نينوى أيضا .
ويؤيد هذا الرأي عندي أن يونان عندما قال أن المدينة ستنقلب ، قالها وهو مؤمن في أعماقه أنها سوف لا تنقلب، وأن كلمته سوف لا تنفذ…. نادى بهذه المناداة مضطرا ، طاعة لآمر صدر إليه ، وهو غير واثق مما يقول . ولو كان مؤمنا بما قاله ، لكان كلامه أعمق تأثيرا … ومع ذلك تابت نينوى بمناداة يونان،لآن القلب كان مستعدا لآية كلمة تخرج من فم الله … وهكذا كانت لهذه التوبة قوتها ، صادره من الداخل لا من الخارج… ولهذا أمتدح الرب آهل نينوى وتوبتهم ، وقال أنهم سيقومون في يوم الدين، ويدينون ذلك الجيل ….
ومما يزيد هذه التوبة قوة وجمالا، أنها كانت توبة عامة… الكل تابوا . الكل رجعوا إلى الله . الكل آمنوا به . أكثر من 120 ألفا دخلوا إلى حظيرة الرب دفعة واحدة أن كان يصير فرح في السماء تخاطي واحد يتوب ، فماذا نقول عن الفرح بأكثر من اثنتي عشرة ربوة كانوا من قبل لا يعرفون يمينهم من شمالهن؟!
وهكذا نجح الهدف الثاني من خطة الله . فخاص أهل نينوى ،كما خلص أهل السفينة من قبل . بقى يونان ….
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:58 pm | |
|
الفصل الخامس إنقاذ يونان من قسوته وكبريائه كان هناك فرح في السماء بخلاص نينوى. لقد فرح الله . وفرح الملائكة، وكانوا يهنئون بعضهم قائلين: لقد آمنت نينوى، وقد تابت ، وقد أنضم إلى ملكوت الله000ر120 من الناس في يوم واحد . ووسط أفراح السماء وتهليل الملائكة، كان هناك إنسان واحد حزين بسبب هذا الخلاص العظيم ، ذلك هو يونان النبي . لقد حزن جدا لأن الله غفر لهؤلاء الناس ورحمهم ولم يهلكهم . وقد عبر الكتاب عن حزن يونان بعبارة مذهلة أو بعبارة مخجلة. قال فيها " فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ" "4: 1 ". يا للهول!! أيغتم النبي من أجل خلاص الناس ، وغما شديدا ، ويغتاظ!! كل ذلك لآن هذه الآلاف كلها قد نجت من الهلاك…
إذن ما هو عمل النبي ، إن لم يكن هو خلاص الناس ؟! وما هو فرح النبي إن لم يكن هو الفرح بخلاصهم؟! يذكرني يونان في تصرفه هذه بالابن الكبير عندما حزن ورفض أن يدخل، لآن أخاه كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد … وقد قبله أبوه فرحا فاغتنم هذا الابن الكبير غما شديدا وأغتاظ ، كيونان … وحاول بغضبه أن يعكر صفو تلك البهجة … تماما كيونان .
فما هو السر المختفي وراء غيظ يونان النبي؟ لقد كان يونان ما يزال متمركزا حول ذاته ، لا يفكر إلا فيها. لم يكن يفكر في نينوى ، ولا في توبتها ، ولا في هذا الخلاص العظيم الذي تم ، ولا في ملكوت الله وبنائه. وإنما كان يفكر في شيْ واحد فقط هو ذاته … تماما كما فكر الابن الكبير في ذاته : كيف أنه خدم أباه سنين طويلة وكيف أنه لم يأخذ جديا ، ولم يفرح مع أصدقائه.."لو 15" . وعلى أسلوب أقل في الاهتمام بالذات ، كان تعب مرثا بسبب جلسة التأمل الجميلة التي تمتعت بها مريم تحت قدمي المسيح … كانت تفكر في راحتها الخاصة وعدم حصولها على مساعدة من أختها ….
أما يونان ، فقد كان تفكيره في ذاته من نوع أخطر. كان ما يزال يفكر في كرامته وفي كلمته التى نزلت إلى الأرض. إنه نفس التفكير السابق القديم ، الذى دفعه قبلا إلى الهروب من وجه الرب .. وبسبب هذا الفكر، حرم نفسه من الاشتراك في أفراح السماء ، وفصل نفسه من الانضمام إلى جماعة الملائكة المبتهجين بخلاص نينوى . وبرهن بغيظه هذا، على أن طريقة تفكيره ذاتية غير روحية، وبرهن على أن مشيئة الأب السماوي الذى " يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون "" 1 تى 2: 4".
وبهذا الغيظ برهن يونان على أنه لم يستطع أن يستفيد من تجربته السابقة. نسى الثمن الذى دفعه في بطن الحوت وفى السفينة المهددة بالغرق… لم يؤثر فيه ذلك الدرس المؤلم الذى تلقاه من الله . وإن كان قد أطاع الله ظاهريا بعد تلك التجربة، إلا أنه ظل في الداخل كما هو لم يتغير ، ولم يتخلص من طبيعته المحبة لذاتها وكرامتها المتمركزة حول هذه الذات . لم تكن خدمة الرب في أعماقه، ولم تكن في أعماقه محبة الناس … كانت كل هذه الأمور تطفو على سطح تفكيره . أما العمق ففيه الذات والكرامة أكثر من أي شيْ أخر !!
والعجيب أن يونان ـــ وهو في هذا السقوط الروحي ـــ صلى إلى الرب … بأي وجه كان يصلى وهو مختلف مع الله في الوسيلة والأهداف ؟! بأي وجه كان يصلى وهو بهذا القلب الخالي من المحبة المغتاظ من تصرفات الله ؟! لست أدرى . ولكن يكشف الآمر ويزيده عجبا، أنه كان يصلى ليشكو الله ويبرر ذاته ، ويتذمر على هذه المعاملة. طالبا لنفسه الموت ، فالموت عنده أفضل بكثير من ضياع كرامته….
إنه أخطأ، ولم يعترف بخطئه، بل على العكس تذمر !! وهكذا صلى وقال "أه يا رب .." بل أه منك أنت يا يونان الذى لا تهتم سوى بنفسك وكرامتك! ماذا تريد أن تقول ؟ يتابع يونان صلاته فبقول "أه يا رب ، أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضى ؟! لذلك بادرت بالهرب إلى ترشيش ،لآني علمت أنك اله رءوف ورحيم بطيْ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر" "4: 2".
وماذا يضيرك يا يونان في أن يكون الله رحيما؟! ثق أنه لولا رحمته لهلكت أنت أيضا.. إن رحمته قد شملت الكل. كما شملت أهل نينوى التائبين المتذللين أمامه كذلك قد شملتك أنت أيضا الذي لم تتب بعد، ولم تتذلل ، وحتى صلاتك فيها تبرير ذات، وفيها شكوى، وفيها تذمر…
ويصرخ يونان في تذمره "فالان يا رب ، خذ نفسي مني خير من حياتي"!! هل إلى هذا الحد وصل غيظك من سقوط كلمتك يا يونان، لدرجة أنك ترى الموت خيرا من حياتك؟! قبل كل شيْ ، ينبغي أن تعلم أنها كلمة الله وليست كلمتك . انك مجرد مبلغ رسالة، وصاحب الرسالة هو الله ذاته . فأن كان الله في كل علوه وسموه وسلطانه ، قد قبل هذا الوضع ، فلماذا لا تقبله أنت ، وأنت مجرد تراب ورماد ….
| | |
عدل سابقا من قبل mario في الأحد أكتوبر 05, 2008 9:00 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: يونان_النبى الأحد أكتوبر 05, 2008 8:59 pm | |
| ثم من قال أن كلمة الله التي قمت بتبليغها قد سقطت أو تغيرت أو نزلت إلى الأرض ؟! أن الله أصدر حكم الهلاك والانقلاب على نينوى الخاطئة، وليس على نينوى التائبة. كانت نينوى الخاطئة تستحق الموت حسب عدل الله ، لآن " أجرة الخطية هي موت" . ولكن نينوى الخاطئة ليس لها وجود الآن ، حتى يعاقبها الله بالانقلاب …..أنها قد انقلبت فعلا عندما تحولت إلى هذا الوضع الجديد . ونينوى الجديدة لا علاقة لها إطلاقا بنيوي الخاطئة ، التى ماتت فعلا واختفت صورتها عن أعين الناس . نينوى الجديدة هي مخلوق جديد قد ولد من الروح القدس ، مخلوق طاهر نقي ، بطبيعة جديدة وروح جديدة ، وصفات جديدة . وليس من العدل أن يحكم على هذا المخلوق الجديد بالموت . أذن فإنقاذ الله لنينوى عمل من أعمال عدل الله ، وليس فقط من أعمال رحمته…
لو كانت نينوى قد استمرت في خطيئتها وشرها ، وأبقاها الله على هذه الحالة ولم ينفذ فيها حكمه ، لأمكن القول أن كلمة التهديد قد سقطت ولم تنفذ .
على أن يونان لم يفهم هذا المنطق ، وأهتم بحرفية الحكم لا بروحه! لذلك اغتاظ، ولم يكن له حق في غيظه. ومن الأمور التي تدعو إلى الدهشة، أن يونان ـــ بعد صلاته التي عاتب فيها الرب وتذمر مما حدث ــ كان ما يزال يراوده أمل في أن يعود الله فيهلك المدينة ، إكراما لنبيه وارضاء لهذا القلب المغتاظ !! . وهكذا يقول الكتاب أن يونان صنع له مظلة خارج المدينة وجلس تحتها " حتى يرى ماذا يحدث في المدينة" !!"4: 5 ".
رأى الله آن يونان مغتم ومغتاظ ، فأراد أن يعمل معه عمل محبة . بينما كان يونان يفكر في ذاته ، كان الله يفكر في خلاص الناس . الله لم يفكر في كرامته ، كيونان . لم يفكر كيف أن يونان عصاه وخالفه وتذمر على أحكامه، وإنما فكر كيف يريح يونان ويخلصه من غمه . عجيبة هي محبة الله هذه….
كان لله عمل كبير مع يونان لا بد أن يعمله…. يسعى لخلاصه هو أيضا ، لئلا بعد ما كرز لآخرين ، يكون هو نفسه مرفوضا أمام الله "1كو 9: 27 "… كان هذا الذي كرز للناس بالتوبة يحتاج هو أيضا إلى توبة ، يحتاج أن يتخلص من قسوته ومن كبريائه ومن اعتزازه بكرامته . وكدأب الله دائما ، بدأ هو بعمل مصالحة ، فلما رأى يونان مغتما ، أعد يقطينة ارتفعت فوق رأس يونان " لتكون ظلا على رأسه ، لكي يخلصه من غمه" "4: 6".
ما أكثر ما تتعب يا رب من أجلنا ! من أجل راحتنا ، ومن أجل إصلاحنا ، ومن أجل مصالحتنا . كنا نظن انك استرحت منذ اليوم السابع ، ولكنك ما تزال تعمل من أجلنا ، استرحت من خلق العالم . أما من جهة رعايته فما تزال تعمل . أنت تريد أن تريح يونان من غمه؟! ولكنه هو الذي يجلب لنفسه الغم بأسلوبه الخاطئ ، نعم، الآمر كذلك، ولكنى أريد أن أريحه من الأمرين معا، من غمه ومن أسلوبه الخاطئ انه ابني على أي حال…..
سأخرج القساوة من قلبه بأعمال الرحمة التي اعملها معه، لكي يرى ويتعلم. وكما أشفقت على نينوى ، أنا أشفق عليه أيضا ، لان الشفقة هي طبيعتي . لقد أشفقت عليه عندما القي في البحر ، وأشفقت عليه وهو في جوف الحوت ، وأشفقت عليه في كل أخطائه وأحاسيسه. والآن أشفق عليه في غمه . لقد أعددت له اليقطينة لتظلل عليه، لآني أعرف أنه سيفرح بها جدا . وأنا أبحث عن فرحه، مهما تذمر على أحكامي ، ومهما أغتاظ من عملي … وكان كما شاء الله " وفرح يونان من أجل اليقطينة فرحا عظيما" "4: 6". صدقوني أنني عندما قرأت من الفرح العظيم الذي فرحه ، يونان باليقطينة انذهلت جدا …. أنها ولا شك عبارة مخجلة …
هل تفرح يا يونان فرحا عظيما من أجل اليقطينة التى ظللت عليك ، ولا تفرح ولو قليلا ، بل تغتاظ من أجل رحمة الله التي ظللت على 120 ألف نسمة؟! ألم يكن الأجدر أن تفرح هذا الفرح العظيم من أجل خلاص نينوى ؟! ولكنك فرحت باليقطينة ، لآتك تفكر في راحتك الشخصية ، في ذاتك ، وليس في ملكوت الله على الأرض ..! والله رأى في أن يفرحك بهذا الأسلوب الذي تفرح به. لكي يريك أنه مهتم بك ، وأنه لا يعاملك حسب أعمالك ، بل حسب وفر حنانه… ينزل الله إلى مستواك المادي ،لكي يرفعك إلى المستوى الروحي اللائق بنبي … انه يعاملك بهذه الشفقة وأنت خاطئ ، لكي يغرس في قلبك الشفقة نحو الخطاة . وهكذا يعالج قسوتك على أهل نينوى وعدم رحمتك نحوهم .
واليقطينة التى أعدها الله ليونان ، كانت تحمل هدفين : الأول هو إظهار الشفقة نحو يونان إذ تظلل عليه ، والهدف الثاني أن يتعلم من قصتها درسا روحيا نافعا لحياته . بنمو اليقطينة يعمل الله عمل رحمة نحو يونان ، وبهلاك اليقطينة في يبسها ، يعمل الله عمل تعليم وإرشاد ليونان ، لكي ما تستفيد ماديا ونفسيا وروحيا.
داخل نينوى كان يعمل مع الله في نشر ملكوته بالكرازة، وخارج نينوى كان الله يعمل لآجل يونان لتخليص نفسه ، ولتخليصه من غمه… واستمر الله يعمل ، في هدوء وصمت ، دون ان يحس يونان بعمله . عندما فرح يونان باليقطينة ، فرح بظلها ،ولكنه لم يفرح بدرسها، إذ لم يكن قد تلقاه بعد. فرح باليقطينة، ولم يفرح بالله الذي كان يعمل وراء اليقطينة من أجله.
وإذ بدأت خطة الله تأتي بثمرها ، ضرب اليقطينة فيبست ، أعد لها دودة فضربتها . وانتهى الدور الذي قامت به اليقطينة وبقى ان يتخذها الله مادة للتعليم ! ضاعت اليقطينة ، وضاع الظل ، وضربت الشمس على رأس يونان فذبل ، واشتهى لنفسه الموت . كل ذلك كان بتدبير من الله ، لكي يعطى يونان درسا نافعا لخلاص نفسه.
حقا أن الله يدبر كل شئ للخير. الظل للخير، وضربة الشمس للخير أيضا. يمكن أن يذبل الجسد، ويكون هذا خيرا، لكي تنتعش الروح . ويمكن أن يتضايق يونان وتتعب نفسه ويشتهى الموت، وتكون ضيقته وتعبه جزء ا من الخطة الإلهية صالحا لتخليص روحه وتنقية قلبه…. ان الله يريد لنا الخلاص، وهو مستعد أن يستخدم كافة السبل النافعة لخلاصنا ، حتى لو كانت تحمل أحيانا تعبا للجسد ، أو تعبا للنفس
وفى خلال كل هذه التدابير الروحية كان يونان غارقا في تفكيره المادي . يفرح من أجل اليقطينة، ويحزن من أجل ضياعها ، دون أن يفكر في خلاص نفسه ، ودون أن يهتم بالمصالحة مع الله … وإذ ذبل يونان من ضربة الشمس ،" طلب لنفسه الموت وقال موتى خير من حياتي ""4: 8 ". وكانت هذه هي المرة الثانية التي يطلب فيها الموت لنفسه: الأولى عندما تضايق من أجل كرامته وسقوط كلمته ، والثانية عندما تضايق بسبب ضربة الشمس وسقوط اليقطينة . الأولى لسبب جسدي ، دون أن يكون للروح شأن بالموضوع….
كثيرون اشتهوا الموت لأسباب روحية مقدسة ، أما يونان فطلب الموت لأسباب تافهة تحمل معنى التذمر وعدم الاحتمال . بولس الرسول لم يخطئ عندما قال "لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ، فذاك أفضل جدا " "في1 :23 ". وسمعان الشيخ لم يخطئ عندما قال "الآن يارب تطلق عبدك بسلام لآن عيني قد أبصرتا خلاصك""لو 2 : 29 ". أما يونان فقد أخطأ عندما قال لله "الآن خذ نفسي لآن موتى خير من حياتي ". قالها عن تذمر ، في وقت لم يكن فيه مستعدا للموت . ولو سمع الله صلاته في ذلك الوقت واخذ نفسه منه ، لضاع يونان. أليس رحمة من الله بنا ، انه لا يستمع أحيانا لصلواتنا في جهالة طلباتنا التى تضرنا . وصدق الرسول حينما قال " تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا""يع4 : 3" . وإذ وصل يونان إلى طلب الموت ، بدأ الله يتفاهم معه ، فقال له " هل اغتظت بالصواب ؟" هل اغتظت بسبب حكمة الله ورحمته؟ وأجاب يونان : نغم اغتظت بالصواب حتى الموت: أتضيع كلمتي وكرامتي ، ثم تحرمني من ظل يقطينتى ولا تنتظر مني بعد ذلك أن أغتاظ . نعم اغتظت " بهذا الذي تسميه صوابا " حتى الموت ….
ومع أن هذا الأسلوب من يونان لم يكن لطيفا من الناحية الروحية ، آلا انه على آيه الحالات يدل على صراحته مع الله وكشفه لدواخله كما هي … وبأ الله يتفاهم معه ويقنعه. قال له الرب " أنت أشفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها ، التي بنت ليله كانت وبنت ليله هلكت . أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس …"؟!
أما من جهة كلمتك التى تظن أنها سقطت ، أو بالأحرى كلمتي ، فاعلم أنها لم تسقط ، وأنا لم أتغير . فالله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران "يع 1: 17 " . إنني لم اقصد إهلاك أهل نينوى ، وأنما إهلاك الشر الذي فيهم . لقد حكمت عليهم بالهلاك عندما كانوا ممتزجين بالشر ، بحيث صاروا هم والشر شيئا واحدا أما وقد انفصلوا عن الشر ، فلا معنى بهلاكهم ، لأنه ليس فيهم الآن شر يستحق الهلاك . لقد انضموا إلى صفي، وصاروا ضد الشر معي .
** ** | |
|
| |
| يونان_النبى | |
|