mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: تماف ايرينى السبت أكتوبر 25, 2008 9:33 pm | |
| منقول من الكتاب الصادر عن دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبي سفين للراهبات بمصر القديمة
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول :. أسرة بارة وثمرة مختارة
" لأنك أنت اقتنيت كُليَتي نسجتني في بطن أمي " ( مز 139 : 13 )
الميلاد المبارك :
ولدت الطفلة فوزية } تماف إيريني { في اليوم الثاني من شهر أمشير عام 1652 للشهداء الأطهار الموافق اليوم التاسع من فبراير عام 1936 ميلادية من أبوين تقيين ، الأب يسى خله ، والأم جنيفياف متى الفيزي ، عُرفا بقداستهما وعمق حياتهما مع الله ، وشركتهما الحية مع القديسين ، وتسربلهما بفضائل عديدة خاصة عمل الرحمة ، كما اتسما باتساع مداركهما وحكمتهما المستنيرة في تربية أولادهما فكانا :
" بارين أمام الله سالكين
في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم " ( لو1 : 6 )
فنمت في هذا المناخ الروحي هذه الثمرة المباركة التي كانت الهدية المختارة من السماء منذ لحظة ميلادها لتكون سفيرة لعالم السمائيين .
تعثرت الأم في ولادة طفلتها البكر وكانت رغم آلامها المبرحة ترفض الذهاب إلى الطبيب . تأثر والدها الخواجة متى لآلامها ، فتوجه إلى كنيسة الشهيد مار جرجس في طهطا وظل يصلي ويبكي لكي يتحنن الله على ابنته بصلوات الشهيد وتضع مولودها بيسر وتقوم بسلام .
في نفس الوقت كانت الأبنة جنيفياف تصلي بدموع كثيرة وتطلب معونة القديسة العذراء مريم ، وفي شدة آلامها شاهدت الحجرة وقد أضاءت بنور سمائي بهي جداً وظهرت والدة الإله ويقف خلفها الشهيد العظيم مار جرجس .. فتقدم الشهيد وخبط بيده بخفة على ظهرها ثلاثة خبطات ، وفي الحال نزلت طفلة جميلة تلقتها السيدة العذراء على يديها ورشمتها بعلامة الصليب وقدمتها لأمها قائلة :
" دي مش بتاعتكم دي بتاعتنا ... لكن أهتموا بتربيتها .. "
ولكن على الرغم من فرحة الأسرة بهذه المولودة الجميلة ، إلا أن القلق كان ينتاب الوالدان لاعتقادهما أنها ستموت سريعاً بسبب كلام والدة الإله ، وصار هذا الشعور ملازماً لهما في كل تصرفاتهما معها لذا حرصا على تربيتها بكل الرعاية والحب والحنان الزائد .
وفي حفل عائلي بهيج نالت الطفلة المباركة سر المعمودية المقدس على يد الأنبا بطرس أسقف أخميم وسوهاج } 1920م – 1951م { في دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ، وأخبرهم نيافته برؤيته لقديس الدير العظيم وهو يباركها عند خروجها من جرن المعمودية .. وبالفعل كانت الأسرة تلاحظ أن العناية الإلهية تحيط بإبنتها البكر وتؤازرها .
ذات يوم كان الوالدان في منزل الجد – والد الأم – ومعهما طفلتهما التي كانت لا تزال تحبو إذ كان عمرها يتراوح ما بين ثمانية أشهر وسنة . عند المساء صعدوا جميعاً إلى سطح المنزل وكانت الأم تحمل ابنتها .. وعندما أبدت رغبتها في اللعب والنزول على الأرض ، رفضت خوفاً عليها .. ولكن أمام إصرار الطفلة ، قالت الجدة لابنتها : " يا بنتي نزلي بنتك وخليها تلعب "
استجابت الأم وأنزلت الطفلة ، وفي الحال أخذت تصرخ وصار جسمها كقطعة الثلج وفقدت الوعي وظنوا أنها ماتت بالفعل ، فأسرع الجد لاستدعاء الطبيب .
في ذلك الوقت رأت الأم عقرباً على الأرض ، فتأكدت أنه لدغ ابنتها .. فصرخت " أرصده يا أنبا شنودة " وهو رئيس المتوحدين الذي عادة ما يطلبه كا من يُلدغ من حية أو عقرب .
في الحال رأوا القديس طائراً في الجو ، ثم أخذ الطفلة من حجر والدتها ونفخ في وجهها ورشم على جبهتها علامة الصليب وقال للأم : " ما تخافيش عليها دي بتاعتنا " ، وعلى الفور استردت الأبنة الوعي وعادت إلى الحياة .
وأصبح ذلك اليوم عيد ميلاد جديد لها . ولكن ظلت كلمات القديس " دي بتاعتنا " عالقة بذهن الأبوين مما جعلهما يخشيان باستمرار من حدوث شئ أليم لابنتهما ..
منذ ذلك الحين التزمت الأسرة بالذهاب سنوياً إلى دير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ومعها عطايا كثيرة إلى أن ألتحقت الابنة البكر بالحياة الديرية ، ولكن الأب داوم على زيارته السنوية . كما ظل هذا القديس العظيم مرافقاً لتماف حبيبتنا طوال حياتها الرهبانية ، وسنذكر المواقف الكثيرة التي تجلَّت فيها مساندته لها فيما بعد .. وقد بارك الله الأسرة فأصبحت هذه الأبنة المباركة شقيقة لأربع بنات وولدين .
" لكي يكون بنونا مثل الغروس النامية في شبيبتها
بناتنا كأعمدة الزوايا " ( مز 144 : 12 )
بركة وشفاعة السيدة العذراء والشهيد أبو سيفين وأمنا الحبيبة تماف إيريني تكون معنا . ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
يتبع بنعمة المسيح ...
--------------------------------------------------------------------------------
رجاااااااء محبة كل من يقوم بنقل محتويات هذه السلسلة إلى أي من المنتديات أو المواقع أن يذكر المصدر الأصلي لها وهو كتاب " تماف إيريني جوهرة السماء ومنارة الرهبنة " الصادر عن دير الشهيد أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة وذلك للأمانة وحفظ حقوق الدير | |
|