عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:00 am
* * * سمعان الفريسى ، كان هو أيضاً يعرج بين الفرقتين 00 ! (لو36:7-47) 0
دعا المسيح إلى بيته ، و آخذ المظهر الخارجى فى أنه محب للمعلم الكبير ، أمام الناس هو صديق للمسيح ، يتكئ معه 0 و من الداخل كان يشك فى المسيح ، و يمتحن تصرفاته و لما رأى المرأة تسكب على قدميه الطيب ، و تمسحهما بشعر رأسها ، قال فى قلبه " لو كان هذا نبياً ، لعرف من هذه المرأة و ما حالها : إنها لخاطئة " !
* * *
من أمثلة هؤلاء أيضاً ، الكتبة و الفريسيون المراءون 00 (متى23) 0
من حيث الظاهر كانوا يحفظون الوصايا بكل تدقيق 0 يصومون يومين فى الأسبوع ، يعشرون النعناع و الشبث و الكمون ، و قد تركوا أثقل الناموس الحق و الرحمة و الإيمان 000
كانوا قبوراً مبيضة من الخارج ، و فى الداخل عظام نتنة 00 دخلوا فى شكليات العشور و السبوت ، و تركوا الروح و الجوهر 000
* * *
من أمثلة المعرجين بين الفرقتين ، أولئك الذين قال عنهم الكتاب :
هذا الشعب يكرمنى بشفتيه 0 أما قلبه فمبتعد عنى بعيداً (مر6:7) 0
كان هذا الشعب يقدم الذبائح و المحرقات ، و يرفع البخور فى الهيكل ، و يحتفل بالمواسم و الأعياد ، بالمحافل و أوائل الشهور و السبوت ، و أيضاً بالصوم و الصلاة و الإعتكاف 0 و مع كل ذلك كان القلب بعيداً عن الله (أش11:1-18) 0
كانت المظهرية الطقسية مستوفاه ، و الحياة الروحية منعدمة 000
لذلك وجه الرب إليهم توبيخاً شديداً على فم اشعياء النبى قال لهم فيه : " لماذا لى كثرة ذبائحكم يقول الرب 0 أتخمت من محرقات كباش و شحم مسمنات ، و بدم عجول و خرفان و تيوس ما اسر 0 حينما تأتون لتظهروا أمامى ، من طلب هذا من أيديكم ، أن تدوسوا دورى " 0
" لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة 0 البخور هو مكرهة لى " (يقصد البخور غير المصحوب بنقاوة القلب و توبة عن الشرور ) 0
و قال لهم الرب أيضاً فى تعريجهم بين الفرقتين (أش1) 0
" لست أطيق الإثم و الإعتكاف 0 رؤوس شهوركم و أعيادكم ابغضتها نفسى ، مللت حملها ، صارت على ثقلاً 0
حين تبسطون أيديكم ، استر وجهى عنكم 0 و إن أكثرتم الصلاة ، لا أسمع أيديكم ملآنة دماً (أش15:1) 0
إلى هذه الدرجة يا رب ؟ نعم ، إلى هذه الدرجة 0 كيف ترتفع الأيدى بالصلاة ، و هى ملآنه دماً ؟! كيف تجمع بين الصلاة و قسوة القلب و عدم المحبة ؟! كيف تجمع بين العبادة و الخطية ؟! إنها مظهرية و تعرج بين الفرقتين ، و شكليات فى شكليات 000
* * *
آخرون يعرجون بين الفرقتين ، عن طريق الحلول الوسطى .
و ربما يبدو أن هذه الطريق الوسطى هى البعد عن الطرفين : اليمينى و اليسارى 0 و قد تكون هذه الطريق هى الإنحلال و عدم التدقيق 0 ظاهرها عدم التطرف و باطنها عدم القدرة على الجهاد
·كان شمشون أيضاً يعرج بين الفرقتين 0 يحتفظ بشعره طويلاً كنذير للرب ، و فى نفس الوقت يصادق دليلة 0
يقضى بعض الوقت فى غزة ، و البعض فى أورشليم ! بعض الوقت يخلص شعب الله ، و حيناً آخر مع الزانيات ! (قض13-16) 0
و لم يستطع شمشون أن يستمر طويلاً فى هذا الوضع المزدوج 0 و سرعان ما فقد نذره ، و فقد شعره ، و فقد بصره 0 بل فقد حريته و كرامته و قوته 000 (قض16:16-22) 0
* * *
·كذلك شاول الملك ، كان يريد أن يجمع بين بركة صموئيل النبى ، و مخالفته لصموئيل 0 فرفضه الرب ، و فارقه الروح 0
·و من الذين عرجوا بين الفرقتين ملاك كنيسة ساردس ، إذ قال له الرب : " إن لك إسماً أنك حى ، و أنت ميت " !! (رؤ1:3) 0
كان يجمع بين الحياة الظاهرة و الموت الخفى ، كان ملاكاً لكنيسة ، له صورة التقوى و لكن أعماله لم تكن كاملة أمام الله 000
* * *
من أمثلة هؤلاء أيضاً اليهود 0 مظهر من حياتهم أنهم شعب الله ، و مظهر آخر أنهم قتلة الأنبياء (مت37:23) 0
هم أبناء إبراهيم ، و لكنهم لا يعملون أعمال إبراهيم (يو39: 0 النسب فى ناحية ، و السيرة فى ناحية أخرى 0 يجمعون بين الإفتخار بالله ، و عصيان الله 0 و النبى يوبخهم حتى متى تعرجون بين الفرقتين ؟
هم يفتخرون بأنهم " تلاميذ موسى " 0 و بينما يكون موسى مع الله على الجبل يطلبون من هرون أن يصنع لهم عجلاً ذهبياً ، و يسجدون للعجل و يعبدونه !! (خر1:32-7) 0
* * *
و من أمثلة التعريج بين الفرقتين كلمة أبينا اسحق لإبنه يعقوب :
الصوت صوت يعقوب ، و لكن اليدين يدا عيسو (تك22:27) 0
إنسان يجمع بين شخصيتين : شخصية يعقوب و شخصية عيسو 0
أمر كما وقع فيه يعقوب أب الآباء ، وقع فيه بطرس الرسول 0 أنكر الرب 0 و قال للرب " أنت تعلم كل شئ ، أنت تعلم أنى أحبك " (مت69:26-74) (يو15:21-17) 0
نفس الموقف وقع فيه بطرس ، عندما و بخه بولس الرسول 0
كان يعرج بين الحق و إرضاء اليهود 0 أمام اليهود بسلوك ، و من ورائهم بسلوك آخر 0 فقال عنه بولس إنه كان ملوماً ، و أنه سلك مسلكاً ريائياً 0و وبخه قائلاً : " إن كنت و أنت يهودى تسلك كالأمم ، فلماذا تطلب من الأمم أن يتهودوا ؟! " 00 كان يعرج بين الفرقتين ، كما ورد فى (غل11:2-14) 0
* * *
من ضمن الناس الذين حاولوا أن يجمعوا بين الطريقين و فشلوا ، إمرأة لوط 0 و أحياناً لوط البار نفسه 000 !
إمرأة لوط خرجت من سادوم ، المدينة الخاطئة المحترقة بالنار 0 وضعت يدها عل يد الملاك ، و تركت كل شئ ، و خرجت 0 هذا من الظاهر 0 و بينما كان جسدها خارج سادوم ، كانت بكل قلبها داخل سادوم 0 لذلك نظرت إلى الوراء إلى المدينة 0 بهذا فقدت كل شئ و تحولت إلى عمود ملح ! (تك26:19) 0
ما أصعب أن يمسك الملاك بيدك ، و يمسك قلبك بسادوم ! تكون قدماك خارج المدينة ، و عيناك متجهتان إليها 00 (تك23:19،30) 0
لوط أيضاً كان على درجة أقل : يجمع بين محبة الله ، و بين السكنى فى سادوم الخاطئة ، لأنها أرض معشبة غنية 0 و بهذا فقد الكل ، و خرج بحياته و بنتيه فقط 0
ما أصعب أن يجمع الإنسان بين محبة الله و محبة الأرض المعشبة فى سادوم ، فى صحبة الناس الأشرار ! لذلك قال عنه بطرس الرسول فى رسالته الثانية " و انقذ لوطاً البار ، مغلوباً من سيرة الأردياء فى الدعارة 0 إذ كان البار بالنظر و السمع – و هو ساكن بينهم – يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة " (2بط7:2، 0
* * *
كثيرون ليس قلبهم خالصاً نح الله : جزء منه لله ، و جزء للعالم 0 من هؤلاء الذين يقولون " ساعة لقلبك ، و ساعة لربك " 0
يتبقى ؟أن يكون لك الحظ الروحى الواضح غير المتذبذب 0 إنك لا تستطيع أن تجمع فى بيت واحد سارة و هاجر ، و لا تستطيع أن تستشير فى نفس الوقت صموئيل و العرافة 0 لا تستطيع أن تجمع بين النذر و دليلة ، و بين يد الملاك و رؤية سادوم 0
* *
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:01 am
نصائح
فإن أردت أن تكون علاقتك بالله ثابتة ، و لا تعرج بين الفرقتين ، عليك بالنصائح الآتية :
1-ليكن لك هدف ثابت ، و عزيمة قوية فى التمسك به ، مهما كانت المحاربات الخارجية 0
2-اثبت فى الوسائط الروحية التى تقوى محبة الله فى قلبك ، و تقوى إرادتك فلا تقبل الخطية 0
3-ابعد عن الصحبة الردية التى تميل قلبك بعيداً عن محبة الله ، كما أمالت النساء الغربيات قلب سليمان الحكيم بعيداً عن الله (1مل4:11) 0 و كما ينصح المزمور الأول بالبعد عن طريق الخطاة ، و عن مشورة المنافقين و مجالس المستهزئين (مز1:1) 0
4-إن رأيت نفسك بدأت تعرج على الطريق الأخرى ، استيقظ بسرعة ، و أدب ذاتك بكل حزم و اصلح مسلكها 0
5-كن دائم الصلاة ، و اطلب معونة من الله لتحفظك 0
وصل من أجلى أنا أيضاً ، و ليكن الرب معنا جميعاً يهدى طريقنا إلى مشيئته الصالحة
الشركة مع الله
يقول معلمنا يوحنا الرسول " الذى رأيناه و سمعناه نخبركم به " ، لكى يكون لكم أيضاً شركة معنا . و أما شركتنا نحن فهى مع الآب و مع أبنه يسوع المسيح " (1يو3:1) 0
هذه هى الحياة الروحية : شركة مع الله و مع الناس 0
هذه الشركة بدأها الله نفسه حينما خلقنا 0
كان الله وحده منذ الأزل ، و لم يشأ أن يكون موجوداً وحده ، فأشركنا معه فى الوجود ، و هبنا بالخلق نعمة الوجود 0 و أشركنا أيضاً فيما هو أسمى ، إذ خلقنا على صورته و مثاله 00
* * *
و خطا الله خطوة أوسع فى هذه الشركة ، بالتجسد 0
حينما أخذ طبيعتنا 0 و شاركنا فى اللحم و الدم (عب14:2) 0 و قدس هذه الطبيعة البشرية فيه ، و اشترك فى آلامنا و أوجاعها ، مجرباً فى كل شئ مثلنا بلا خطية 000
و لعل من أجمل نواحى هذه الشركة ، سر الإفخارستيا 0
حيث نتناول جسد الرب و دمه 0 فيثبت فينا و نحن فيه (يو56:6) 0 و الكنيسة تسمى هذا السر أيضاً بسر الشركة ، و يقول بولس الرسول " كأس البركة التى نباركها ، أليست هى شركة دم المسيح 0 الخبز الذى نكسره ، أليس هو شركة جسد المسيح " (1كو16:1) 0
هذه الشركة المقدسة ، هى أولاً شركة فى العشرة 0
و لذلك فإن من أجمل أسماء الله " عمانوئيل " أى " الله معنا " (مت23:1) 0 و الصورة التى يقدمها لنا سفر الرؤيا هى " الله وسط شعبه " و أورشليم السمائية هى " مسكن الله مع الناس (رؤ3:21) 0 مع الصورة أخرى للرب فى وسط المنارات السبع أى السبع الكنائس (رؤ1:2) 0
فى هذه الشركة يقول الرب " حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة باسمى ، فهناك أكون فى وسطهم " 0 و من الأمثلة البارزة لهذا ، منظر خيمة الإجتماع وسط خيام الشعب ، و تابوت عهد الرب فى وسطهم 00 و قول الرب " لا تخف 0 أنا معك " 0
أنظروا يعقوب أبا الآباء فى الطريق خائفاً من أخيه ، و الرب يقول له هأنذا معك و أحفظك حيثما تذهب ، و أردك إلى هذه الأرض " (تك28) أى أنه سيسير معه المشوار كله 0
* * *
و هذه الشركة فى العشرة ، يريدها الرب هنا و فى السماء 0
فيقول " و أنا إن إرتفعت أجذب إلى الجميع " " إن مضيت و أعددت لكم مكاناً ، آتى أيضاً و آخذكم إلى ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً " (يو3:14) و يصلى إلى الآب قائلاً " أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا " (يو24:17) 0
* * *
بل أكثر من هذا يقول " أنا فيهم ، و أنت فى " (يو17) 0
و يقول أثبتوا فى ، و أنا فيكم " (يو4:15) و يشبه ذلك بثبات الأغصان فى الكرمة قائلاً " أنا الكرمة و أنتم الأغصان " 0
و هكذا تصبح شركة " فى جسد واحد " 0
الرب هو الرأس و نحن الأغصان " ؟ألستم تعلمون أن اجسادكم هى أعضاء المسيح " (1كو15:6) 0 و نصبح نحن هيكلاً لله و روح الله يسكن فينا (1كو16:3) (1كو19:6) 0 ما أعجب هذه الشركة !
* * *
و هذه الشركة ليست مجرد شركة فى العشرة ، بل فى الحب 0
حب متبادل ، فيه الإنسان يحب الرب إلهه من كل قلبه و من كل نفسه و كل قدرته (تث5:6) 0 و فيه أيضاً قيل عن الرب إنه " هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد " (يو16:3) 0 و أنه " أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى " (يو1:13) 0
* * *
و الشركة مع الله ، هى أيضاً شركة معه فى العمل 0
نحن نعمل معه عمله فى بناء الملكوت 0 و نعد له شعباً مستعداً بالتوبة 0 و هو يعمل معنا فى كل ما تمتد إليه إيدينا من أعمال تشترك مع مشيئته الصالحة 0
و اشتراكه معنا فى العمل ضرورة ، لأنه يقول " بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئاً " (يو5:15) 0 و المرتل يقول فى المزمور " إن لم يبنى الرب البيت فباطلاً تعب البناءون ، و إن لم يحرس الرب المدينة ، فباطلاً الحراس " (مز1:126) 0 إذن عملية البناء ، و عملية الحراسة ، كلاهما شركة بين الله و الناس 000 و نحن نصلى فى الأواشى و نقول للرب " اشترك فى العمل مع عبيدك ، فى كل عمل صالح " 0
* * *
روح الله يشترك مع الناس فى العمل ، و هذا ما يسميه الكتاب " شركة الروح القدس " 0
و لهذا نقول فى البركة " محبة الله الآب ، و نعمة إبنه الوحيد ، و شركة الروح القدس تكون مع جميعكم " (2كو14:13) 0 فنطلب أن يكون مع المؤمنين عمل الروح القدس ، كما تشترك معهم محبة الآب و نعمة إبنه الوحيد 0 لأنه بدون هذه الشركة لا يستطيعون أن يعملوا عملاً 000
* * *
و هذه الشركة فى العمل ، هى ما يقصده الرسول بعبارة " شركاء الطبيعة الإلهية (2بط4:1) 0
فنحن نشترك مع الطبيعة الإلهية فى العمل ، و لا يمكن طبعاً أن نشترك معها فى الجوهر أو فى اللاهوت ، و إلا صرنا آلهة ! حاشا 00
و عملنا فى هداية الناس ، و فى مصالحتهم مع الله ، لا يمكن أن يكون عملاً بشرياً خالصاً ، لأنه لابد من روح الله يعمل معنا 0 هو يضع الكلمة فى أفواهنا ، و نحن ننطق بها ، و هنا تبدو الشركة مع الطبيعة الإلهية فى العمل 0
* * *
و لا شك أنه تواضع من الله أن يعمل معنا 000
و تواضع منه أن يسمح لنا بالعمل معه 00 و فى كلا الحالين ، هى محبة من الله أن يشترك معنا فى العمل 0 يسند ضعفنا بقوته 00 ، أو أن يشركنا معه فى عمله 000
و الشركة فى العمل ، تسبقها شركة فى المشيئة 0
فتكون لك مشيئة الرب فى حياتك 0 و من أجل هذا علمنا الرب أن نقول فى صلاتنا " لتكن مشيئتك " 0 و هكذا لا نشاء إلا ما يشاءه الله لنا 0
* * *
و بشركة الله فى العمل ، ينجو الإنسان من الدينونة 0
لأنه مادام الله مشتركاً فى العمل ، إذن فلا يمكن أن يوجد خطأ 0 و مادام ليس هناك خطأ ، فليست هناك بالتالى دينونة 0 إنما ندان على أعمالنا ، حينما ننفصل عن الله فى العمل 0 و كيف ذلك ؟ بالخطية 000
* * *
فالخطية هى إنفصال عن الله ، فض للشركة معه 000
و كما يقول معلمنا بولس الرسول " أية شركة للنور مع الظلمة ؟ و أى إتفاق للمسيح مع بليعال
؟ " (2كو14:6) 0
و يقول القديس يوحنا الحبيب " إن قلنا إن لنا شركة معه ، و سلكنا فى الظلمة ، نكذب و لسنا نعمل الحق " (1يو6:1) 0
و الشركة مع الله فى العمل ، تؤدى أيضاً إلى الشركة معه فى المجد 00 لأننا سنتمجد معه 0
و سنكون معه ، شركاء فى الميراث " (أف6:3) 0
يأخذنا معه على السحاب : نضئ معه بالنور ، كما حدث لموسى و إيليا على جبل طابور (فى21:3) 0 و قبل كل هذا نقوم بشبه جسد مجده (فى21:3) 0 و يجلسنا معه على كراسى . و يكللنا بإكليل البر (2تى8:4) و يقدس طبيعتنا 000
* * *
و لكن لكى نتمجد معه ، ينبغى أن نتألم معه (رو17: 0 و ندخل فى " شركة آلامه " حسب تعبير معلمنا بولس (فى10:3) 0
لقد حمل السيد المسيح صليبه ، فينبغى أن تحمل صليبك و تتبعه 0 سمر على الصليب ، إذن قل أنت أيضاً مع بولس الرسول " مع المسيح صلبت 0 لكى أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا فى " (غل20:2) 0 و هكذا نموت مع المسيح لكى نقوم معه ، ليس فقط " مدفونين معه بالمعمودية " (رو4:6) 0 و إنما أيضاً نكون " حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكى تظهر حياة يسوع أيضاً فى جسدنا " (2كو10:4) 0
* * *
و شركتنا مع الله من نتائجها شركة مع الأخوة 0
لأنه قال " بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى ، إن كان لكم حب بعضكم نح بعض " (يو35:13) 0 و أيضاً لأن أعضاء الجسد لهم شركة و تعاون مع بعضهم البعض ، كما أنهم فى نفس الوقت لهم شركة مع الرأس 000
للمؤمنين معاً شركة فى إيمان واحد ، و فى مائدة واحدة ، و لهم خلاص مشترك ، و لهم شركة فى المحبة ، و فى بناء الملكوت ، بناء هذا الجسد الواحد الذى رأسه المسيح 0
و لكن من هم أعضاء هذا الجسد الواحد ؟
هم القديسون المجاهدون على الأرض ، و القديسون الذين انتقلوا إلى السماء ، و تنضم إليهم كل طغمات الملائكة ، لكى تتكون من كل هؤلاء الكنيسة المقدسة الجامعة للكل 0
* * *
و نحن كما لنا شركة مع الأحياء ، لنا شركة مع المنتقلين 0
فالموت لا يفصلنا عن باقى أعضاء جسد المسيح ، إننا نذكرهم فى صلواتنا الطقسية و صلواتنا الخاصة ، و هم يصلون لأجلنا كى نكمل أيام غربتنا بسلام و ننضم إلى جماعتهم المقدسة 0
و من جهة حياة الشركة المقدسة بين المؤمنين ، يقول القديس يوحنا الحبيب " إن سلكنا فى النور ، كما هو فى النور ، فلنا شركة بعضنا مع بعض ، و دم يسوع إبنه يطهرنا من كل خطية " (1يو7:1) 0
* * *
إذن هى شركة فى النور ، أى فى حياة البر 0
هى شركة فى المسيح يسوع ، شركة مجموعة من الهياكل المقدسة ، يسكن فى كل منها الروح القدس 0
كل من يسلك فى الظلمة ، كانت الكنيسة تعزله من شركتها ، حسب قول الكتاب " أعزلوا الخبيث من وسطكم " (1كو13:5) 0 و قوله " لا تشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة ، بل بالحرى بكتوها " (أف11:5) 0
و شركة المؤمنين معاً ، تهدف فى غايتها ؟إلى الوحدانية 0
" مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح " " لكى تكونوا جسداً واحد ، و روحاً واحد ، كما دعيتكم إلى رجاء دعوتكم الواحدة " 0 و لذلك كان لجماعة المؤمنين فكر واحد و نفس واحدة (أف3:4،4) 0
إن كانت لك شركة مع الله فى الحب ، ستكون لك شركة مع أولاده و فى محبة الله و الأخوة ، يتعلق الناموس كله و الأنبياء 0
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:01 am
المصالحة مع الله
عندما تخطئ تفقد عشرة الله ، و تدخل فى خصومة معه 0
أخطر ما فى الخطية ، هو أنك تدخل فى خصومة مع الله 0
إن الخطية لها نتيجتان ، هلاك نفس الإنسان ، و إغضاب الله 0 لذلك فقد كانت الذبائح فى العهد القديم ، تعبر عن هذين الغرضين كليهما ، كما نقرأ فى سفر اللاويين 0
كان الغرض من (المحرقة ) هو المصالحة مع الله ، و إرضاء عدله 0
لذلك فلقد كانت الذبائح فى العهد القديم ، تعبر عن هذين الغرضين كليهما ، كما نقرأ فى سفر اللاويين 0
كان الغرض من (المحرقة) هو المصالحة مع الله ، و إرضاء عدله 0
لذلك قيل عنها أكثر من مرة إنها " رائحة سرور للرب " (لا1) ، و لأجل هذا ذكرت كأولى الذبائح فى سفر اللاويين ، و لم يكن أحد يتناول منها لأنها خاصة بالله وحده 00 تظل النار تشتعل فيها حتى ذبيحتا الخطية و الإثم ، ترمزان إلى خلاص الإنسان من الموت الذى هو عقوبة خطيته ، و هكذا كان خروف الفصح 0
و السيد المسيح على الصليب ، قام بالعملين : كمحرقة ، صالح الله مع الناس 0 و كذبيحة خطية حمل خطايا الناس و فداهم و خلصهم 0
* * *
إن ما ينبغى أن يشغل قلبك هو الصلح مع الله ، لا تكن كالعبد الذى لا يهمه سوى الخلاص من العقوبة ، و إنما كن كالابن الذى يهتم قبل كل شئ بإرضاء أبيه 0
قل له : المهم عندى يارب ، هو رضاك و بركتك : أريد أن أصطلح معك ، و استعيد سكناك فى قلبى 0 ليست النجاة من العقوبة هى التى تشغلنى ، بل محبتك و عشرتك 0
لا تهمنى ذاتى ، أهلك أم أخلص ، إنما تهمنى محبتك 0 إننى أسعى إلى مصالحتك ، و افعل بى بعد ذلك ما تشاء0
* * *
لا تظنوا أن كل خطية آدم هو الأكل من الشجرة ، إنما قبل كل شئ أنه أنفصل عن الله 0 أحب نفسه أكثر من الله ، و أطاع زوجته أكثر من الله ، و نفذ نصح الحية أكثر من الله 0 و بهذا انفصل عن الله قلبياً و عملياً 00
و مظهر هذه الخصومة ، إختفاء آدم من وجه الله ، اختفاؤه خلف الشجرة لما سمع صوت الرب 0 و حلول الخوف فى قلبه محل الحب ، و هكذا بدأ يهرب من الله 000
* * *
مشكلتك فى خطيتك أنك تظن نفسك تخطئ ضد الناس ، أو ضد نفسك ، أو ضد المبادئ ، بينما الحقيقة المرة هى أنك تخطئ إلى الله 0 و لهذا قال داود النبى :
" إليك وحدك أخطأت ، و الشر قدامك صنعت " (مز50) 0
إنه لم يخطئ إلى أوريا الحثى ، أو إلى عفته الخاصة ، إنما قبل كل شئ أخطأ إلى الله ، و كانت خطيئته ضد الله هى التى تملأ فكره و تزعجه ، حتى قال للرب " إليك وحدك أخطأت " 0
الخطية موجهة أصلاً إلى الله 0 و هكذا عندما عرضت الخطية على يوسف الصديق ، قال " كيف أخطئ و أفعل هذا الشر العظيم أمام الله ؟! " (تك9:39) 0 إن الخطية مخالفة لله ، و مقاومة له ، و تمرد عليه ، و ترك لمحبته لأنه قال " من يحبنى يحفظ وصاياى " (يو14:15) (يو15:14،21،23) 0
و الخطية أخطر من كونها مخالفة لله 0 إنها عداوة لله 0 و هكذا يقول الرسول " محبة العالم عداوة لله " (يع4:4) 00 هى إنفصال عن الله :
لنه أية شركة للنور مع الظلمة ، و لا للمسيح مع بليعال (2كو14:6) 00
إنك عندما تخطئ تفقد الشركة مع الله 0 لا تستطيع أن تقول إنك فى شركة مع الروح القدس أو مع الطبيعة الإلهية ، و أنت فى حالة الخطية !! لذلك قيل عن الإبن الضال إنه ترك بيت أبيه 000
إنها فقدان للدالة مع الله ، و فقد للعشرة الإلهية و الحب الإلهى 0 كما قال الرب لراعى ملاك كنيسة أفسس : " عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى " (رؤ4:2) 0
كان العمل الأساسى للسيد المسيح هو مصالحة البشر مع الله 0
و لهذا نقول له فى صلاة الصلح فى القداس الغريغورى " و صالحت السمائيين مع الأرضيين " 0 لقد عمل المسيح صلحاً بدم صليبه ، و صنع سلاماً مع الله 0 و لهذا " نقض الحائط المتوسط قائلاً العداوة " (أف14:2-16) 0
* * *
و قد كانت " خدمة المصالحة " هى عمل الآباء الرسل القديسين 0
كما كانت عمل خلفائهم من الرعاة و كل رتب الكهنوت 0
و فى هذا يقول الرسول فى رسالته الثانية إلى كورنثوس : " صالحنا لنفسه بيسوع المسيح . و أعطانا نعمة المصالحة . أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم ، وواضعاً فينا كلمة المصالحة " (2كو17:5-20) 0 و يكمل :
" إذن نسعى كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا ، نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله " (2كو20:5) 0
نعم إن عمل المصالحة ، أو خدمة المصالحة ، أو كلمة المصالحة ، هى عمل الكنيسة ، التى تعطى للناس من بركات الصلح الذى صنعه المسيح بدمه 0
خدمة المصالحة تظهر فى جميع الأسرار الكنسية 00 إنه دفع دمه ثمناً لها ، و لكننا بعد أن صولحنا مع الله ، رجعنا نخطئ .
* * *
إن عبارة " صالحت السمائيين مع الأرضيين " تعطينا معنى آخر :
إن الخطية ليست خصومة مع الله فقط ، بل مع جميع السمائيين 0
إننا فى الخطية نغضب الله و كل جنده و كل أرواح القديسين 0 أنظروا ماذا يقول الرب عن الملائكة ؟ " ملائكة الرب حالة حول خائفيه و تنجيهم " و ماذا عن غير خائفيه ؟
إنه يقول أيضاً عنهم " أليسوا جميعهم أرواحاً خادمة ، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " (عب1) 0 و ماذا عن الذين لا يرثوا الخلاص :
إن الخطية بشعة لا يحتمل الملائكة منظرها 0 الملائكة يدافعون عن الإنسان حتى لا يقبل الخطية 0 فإذا قبلها و خان الرب و انغمس فى النجاسة ، لا يحتمل الملائكة المنظر ، فيتركونه للشياطين أصحابة !!
فإذا تاب الإنسان ، و رجع قلبه إلى الله ، حينئذ يصطلح مع الله و ملائكته " و يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب " (لو7:15) 0
إن خدمة المصالحة قام بها الرب 0 و كانت هامة لديه جداً ، لدرجة أنه دفع دمه ثمناً لها.
و لكننا بعد ؟أن صولحنا مع الله رجعنا نخطئ إليه مرة ؟أخرى ، و نرجع إلى الخصومة 0 فأرسل إلينا خدامه بكل درجاتهم ينادون " اصطلحوا مع الله " 0
خدمة المصالحة هذه هى عمل الأنبياء و الرسل ، و الرعاة ، هى عمل الأساقفة و الكهنة و الشمامسة و كل الخدام 0 ليس جميعاً سوى هذه الخدمة 0
إن الله إليك لكى يصالحك 0 يقرع على أبواب نفسك قائلاً " افتحى لى يا أختى يا حبيبتى يا حمامتى يا كاملتى ، فإن رأسى قد أمتلئ من الطل و قصصى من ندى الليل " (نش2:5) 0 و لكننا كثيراً ما نتراخى ، و نرفض عمل النعمة فينا ، و نقاوم خدمة المصالحة هذه 0 ثم نندم بعد ذلك و نقول " حبيبى تحول و عبر ، طلبته فما وجدته ، دعوته فما أجابنى " (نش6:5) 0 إنها مشاعر الخصومة مع الله " 0
* * *
أن الله يريد أن يصالحك ، بكل وسائط النعمة ، و لكن هناك شرطاً يطلبه الرب و هو " يا ابنى اعطنى قلبك " 0
إن الصلح ليس مجرد ممارسات و عبادات شكلية ، و صلوات و أصوام ، و إنما هو إعطاء القلب لله 00 لقد قدم اليهود هذه العبادات بدون قلب ، فرفضها الله ، و قال فى عتابه لهم :
" هذا الشعب يعبدنى بشفتيه ، أما قلبه فمبتعد عنى بعيداً " (أش13:29) 0
و لهذا قال لهم الرب " حين تبسطون أيديكم أستر وجهى عنكم ، و إن أكثرتم الصلاة لا أسمع " (أش1) 0 لماذا يارب هذه الخصومة ؟ لأنهم لم يعطوا القلب للرب 0
و ماذا إذا كان القلب مبتعداً 0 يقول الرب " أعطيكم قلباً جديداً ، و أجعل روحاً جديدة فى داخلكم 00 " (حز26:36) 0
لهذا نحن نصلى و نقول " قلباً نقياً أخلق فى يا الله " (مز50) 0
و عبارة (أخلق) لها معنى عميق 0 فليس الأمر مجرد ترميم لقلب قديم ، إنما هى 0 عملية خلق من جديد 000
إن الصلح يتم داخل هذا القلب ، و ليس صلحاً من الظاهر 000
تقول له ، أصوم لك يومين فى الأسبوع ، و أعشر كل أموالى ، أعطيك العشور و البكور و النذور و البخور و الستور ، و أسلم جسدى حتى يحترق " يقول لك " يا إبنى أعطنى قلبك " (أم26:23)
* * *
هل القلب إذن هو كل ما يطلبه الله فى الصلح ؟ كلا ، إنه أيضاً يطلب الإرادة . لأن المحبة ليست بالكلام ، بل بالعمل و الحق (1يو18:3) 0
إن الله لا يرغم الناس على محبته ، لابد أن تتحرك إرادتهم كما قال مرة : " كم مرة أردت 00 و لم تريدوا " (لو34:13) 0 و كما قال القديس أغسطينوس :
" إن الله الذى خلقك بدونك ، لا يشاء أن يخلصك بدونك " 0
هناك كلمة كان يقولها المسيح ، لمن يتقدمون إليه للشفاء ، و هى " أتريد أن تبرأ ؟ " " أتريد أن تطهر " ؟ إن أهمية الإرادة تظهر فى قول الرب " إن فتح أحد لى ، أدخل و أتعشى معه (رؤ20:3) 0 إن فتح 0 أن تحركت إرادته 000
لا يكفى أن تحب الله و تشتهى مصالحته ، بل قدم إرادتك 0
* * *
هل هناك شرط ثالث غير القلب و الإرادة ، نعم : الإيمان 0
قد يعجز قلبك عن الحب ، و قد تعجز إرادتك ، حينئذ يدخل إيمانك : إيمانك بأن الله قادر أن يخلصك و أن يعمل فيك أن تشاء و أن تسعى .اسكب نفسك إذن قدام الله بكل تصميم تصارع معه و قل له :
إن كنت أنا يا رب لا أحبك ، و لا أعطيك قلبى ، فإنك قادر أن تسكب حبك فى بالروح القدس (رو5:5) 0
إن كان إيمانى ضعيفاً ، فأنت قادر أن تقوى ضعف إيمانى (مر24:9) 0 و إن كانت إرادتى ضعيفة ، فقوتى هى من عندك 0
إنك فى المصالحة ستعطينى طبيعة جديدة " روحاً مستقيماً جدده فى أحشائى " (مز50) " إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة " (2كو17:5) 0
* * *
إن من نتائج المصالحة هو هذا التجديد 0 كما من نتائجها أيضاً التقديس و التبرير ، و من نتائجها أيضاً المغفرة 0
الله فى المصالحة يمحو خطايانا ، لا يعود يذكرها (أر34:31) 0 يقبل الذين يصالحهم " غير حاسب لهم خطاياهم " (2كو19:5) 0
كما يقول أحد القديسين أن " التوبة تجعل الزناة بتوليين " أى كأنهم لم يخطئوا قط و لم يتنجسوا 0
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:01 am
الجهاد مع الله
الله يريد ان يصالحك
إن الله نفسه يريد أن يصطلح معك 0
إنه يريد هذا الصلح ، و يسعى إليه ، و يبحث عنه ، بكل قوته ، و بكل نعمته و فعل روحه القدوس 0 فعلى الأقل ، من ناحيتك أنت ، ينبغى أن تستجيب 000
إن الله يعاتب الإنسان " هلم نتحاجج ، يقول الرب " (أش18:1) 0 و يقول أيضاً " ارجعوا إلى ، أرجع إليكم " (مل7:3)0 بل هو واقف عل الباب يقرع ، ينتظر من يفتح له ، و يقول " من يقبل إلى ، لا أخرجه خارجاً " (لو37:6) ، بل إن الله يقول فى عتابه للإنسان بسطت يدى طول النهار لشعب معاند و مقاوم " (رو21:10) 0
تصور أن الله يمد يده إليك طول النهار ، طول العمر ، يريد أن يصطلح معك ، يريد أن يغسلك فتبيض أكثر من الثلج ، يريد أن يسكن فى قلبك ، و أن تسكن فى قلبه ، و يقيم معك عهداً و علاقة
* * *
مالك السماوات و الأرض ، و خالق السماوات و الأرض ، القادر على كل شئ ، الذى فيه كل الكمالات ، القدوس الذى لا حدود لقداسته ، يقول " لذتى فى بنى آدم " (أم31: 0 ينظر إلى قلبك و يقول " هذا هو موضع راحتى إلى أبد الآبد 0 ههنا أسكن لأنى أشتهيته " (مز131) 0
الروح يخاطب نفسك قائلاً " اسمعى يا ابنتى ، و انظرى ، و اميلى سمعك ، و انسى شعبك و بيت أبيك 0 فإن الرب قد اشتهى حسنك 0 لأنه ربك و له تسجدين " (مز10:45،11) 0
* * *
من أجل هذا الصلح ، أرسل الله الأنبياء و الرسل و الرعاة و الكهنة و المعلمين و الوعاظ ينادون جميعاً " اصطلحوا مع الله " 0
و لأجل هذا الصلح يرسل نعمته و روحه القدوس 000
إنه يريد أن يصالحك ، ليصلحك ، بأى شرط ، و بأية طريقة 00 لا مانع من أن يرسل إليك التجارب و الضيقات ، و الأمراض ، إن كان هذا يرجعك إليه 0
و هو يفعل هذا كله ، من أجلك أنت ، لكى لا تهلك 00
إنه يريد لك الخلاص ، يريد أن الجميع يخلصون ، و إلى معرفة الحق يقبلون " (1تى3:2) 0 " لا يشاء موت الخاطئ ، مثلما يرجع و يحيا " (حز18) 0 إنه يقيم فرحاً فى السماء ، أن استطعت أن تصل إلى التوبة (لو17:15) 0
* * *
إنه يحرص عليك و يعرف أنك إن ابتعدت عنه ستضيع ، لذلك يقربك إليه ، لكيلا تضيع 000
يعرف أنك إذا بعدت عنه ، ستفقد مثالياتك ، و تفقد صورتك الإلهية ، و تعود تراباً (تك19،3) 0 و تعود مخلوقاً أرضياً كما كنت 0 و تضيع 00 تصبح إنساناً غريباً عن الملكوت ، و تفقد ثوب العرس ، و تفقد قدسيتك و طهارتك و إيمانك 00 لذلك فإن الله ، من فرط محبته ، يحرص عليك 0
* * *
حتى الكتاب المقدس ، أوحى به الله من أجلك 00 إنه يحكى قصة الله مع البشر ، قصة سقوطهم و خلاصهم 0
الكتاب المقدس ، ليس هو قصة الله مع الملائكة ، و ليس هو قصته مع الطبيعة و لكنه قصة الله مع الناس 00
أورشليم السمائية ، مكان الموت الأبدى ، يسميها الكتاب " مسكن الله مع الناس " (رؤ3:21) 0 إنه إهتمام إلهى بك ، و فرصة للصلح ، تناسبها فترة الصوم الكبير المقدسة 0 فما الذى يمنعك 0
عقبات تعوق المصالحة
أحياناً يكون السبب هو الغفلة 0 إنسان لا يحس ما هو فيه ، لا يدرى بالتغيير الذى وصل إليه 0 لا يفكر فى الله ، مشغول بأشياء أخرى 0
موضوع المصالحة لا يطرأ على ذهنه مطلقاً ، لأن علاقته بالله ليست موضع تفكيره أو اهتمامه 0 إنه لا يشعر إطلاقاً بوجود الله حتى يصالحه !
إذن لكى تصطلح مع الله ، اعط فرصة لنفسك للتفكير فى الله ، حاول أن يتردد إسم الله على فكرك ، على لسانك ، يتردد فى مشاعرك ، يشغلك بعض الوقت 00 أهرب و لو قليلاً من مشغولياتك ، لكى تفكر فى الله 0
و ثق أنك إذا فكرت فى الله ، ستفكر فى مصالحته 00
إن المشغوليات كثيراً ما تتيه الإنسان عن الله ، و عن نفسه 0 و لذلك فإن الكتاب يقول عن الصوم " قدسوا صوماً ، نادوا باعتكاف " (يو15:2) 0
ربما من العقبات التى تعوق المصالحة مع الله ، محبة العالم أو محبة الخطية 0 إنسان يقول : أريد أن أصطلح مع الله ، و لكننى لا أستطيع 000
يرى أنه طالما تكون هذه الخطية موجودة أمامه ، فلن يصطلح مع الله 0 و هذا يضع الله فى كفة ، و الخطية فى كفة ، و الخطية فى كفة أخرى . و ترجح كفة الخطية 0
و كأنه يقول لله : لو يارب رضيت أن أحبك ، و احتفظ بهذه الخطية ، فإن هذا يكون أفضل حل !!
و نصيحتى لك فى هذه الحالة ، أن تجاهد مع الله لكيما ينجيك من هذه الخطية 0
الصراع مع الله
قل له : إنى أريد أن أعيش معك ، معك ، فنحنى من هذه العقبة 0 خلصنى منها ، أعطنى قوة 0
أسكب نفسك أمام الله 0 حتى لو كنت تحب الخطية من أعماقك أيضاً اطلب من الرب أن يخلصك منها 0
صارح الرب 0 قل له : أريد يارب أن أترك هذه الخطية ، و لكنى أحبها 0 أريد أن أتخلص منها ، و لكن قلبى منشغل بها إلى التمام 0
قلبى يحبها 0 و لكنك قادر يارب أن تغير القلب 0
أنت قادر أن تجعلنى أكره هذه الخطية التى أحبها 0
أسكب نفسك أمام الله ، و خذ منه قوة على الخطية 0
قل له : يارب إنك خلصت قديسين ، ربما كانت حياتهم الأولى أسوأ من حالتى بكثير. خلصت موسى الأسود ، و أغسطينوس و مريم القبطية ، و أريانوس والى أنصتا 0 خلصنى أنا أيضاً مثلهم 0
" اعتبرنى من الحالات المعقدة التى عالجتها حكمتك الإلهية " 0
" أنا مشكلة قائمة أمام لاهوتك القادر على كل شئ 0 اجعلنى مادة لعمل روحك القدوس " 0
* * *
جاهد هكذا أمام الله ، لكى يخلصك من محبة الخطية 0 و نصيحة أقولها لك أيها الابن المبارك ، فى طريق توبتك :
إنك لن تستطيع أن تنتصر على الخطية بمجهودك البشرى وحده 0
إن الكتاب يقول عن الخطية إنها " طرحت كثيرين جرحى ، و كل قتلاها أقوياء " (أم26:7) 0 فإن كان كل قتلاها أقوياء فلا ينفع معها إذن سوى الله 00 تذكر أن يشوع بكل جيشه لم يقدر على عماليق بدون ذراعى موسى المرفوعتين إلى الله (خر11:17) 0
صارع إذن مع الله و قل له :
إن كنت أنا يارب لا أملك قوة ، فعندك كل القوة 0
إن كنت لا أريد الحياة معك ، فيكفى أنك تريد الحياة معى 0
إن لم أكن أنا جاداً فى أمر خلاص نفسى 0 فإنك جاد جداً فى تخليص هذه النفس 0
أن كان خلاص نفسى لا تقوى عليه إرادتى ، فلا شك أنه تقوى عليه نعمتك 0
إن كان جهادى لا يقدر ، فربما تقدر صلاتى 0
أيها الابن المبارك الذى تجاهد من أجل خلاص نفسك :
كن باستمرار صديقاً للروح القدس ، شريكاً للروح القدس 0 إشرك الروح القدس معك باستمرار فى حياتك ، و فى جهادك 0
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:03 am
انتظار الله
وعد الله آدم و حواء بأن " نسل المرأة سيسحق رأس الحية " (تك15:3) 0 و مع ذلك بقيت الحية آلاف السنين رافعة رأسها ، تؤذى البشرية فى إيمانها و فى روحياتها 00 ! و البشرية تنتظر متى يأتى الرب و يحقق وعده 000
و قال الرب لأبينا إبراهيم " بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض " (تك18:22) 0 و تكرر هذا الوعد لأبناء إبراهيم 0 و مر أكثر من ألفى سنة 0 و أبناء إبراهيم ينتظرون تحقيق هذه البركة ! و مع ذلك ظل الرب صابراً منتظراً ملء الزمان (غل4:4) 0
كانت البشرية تنتظر خلاص الرب طول ذلك الزمان 0 و هى واثقة أن الرب سيأتى و يخلص ، و يحقق وعده 000
أما متى يأتى ؟ فما كان أحد يدرى 0 و كثير من القديسين انتظروا طول عمرهم 0 " و لم ينالوا المواعيد ، و لكنهم من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها " (عب13:11) 000 و تحقق مجئ الرب فعلاً ، بعد طول ذلك الإنتظار :
* * *
يقول المرتل فى المزمور : انتظر الرب 0 تقو و ليتشدد قلبك ، و انتظر الرب " (مز14:27)
و هذا المزمور يعطينا معنى جميلاً عن طريقة انتظارنا للرب 0 و هى أننا لا ننتظر فى يأس ، و لا فى إنهيار أو ضعف ، بل ننتظر فى قوة ، فى ثقة 0 و قد تشدد قلبنا بالإيمان 00 هذه القوة يشرحها لنا أشعياء النبى ، حينما يصف الذين ينتظرون الرب فيقول :
" و أما منتظرو الرب فيجددون قوة . يرفعون أجنحة كالنسور يركضون و لا يتعبون . يمشون و لا يعيون " (أش31:40) .
بعكس الإنسان الذى لم يختبر انتظار الرب . نراه دائماً فى قلق و إضطراب ، فى خوف من عدم مجئ المعونة من عند الرب . يطلب ، و يتضايق جداً إذا لم يستجيب الرب لطلبته بسرعة . و كل تأخير فى الإستجابة يزيده قلقاً ، و يفقده سلامه 000
* * *
أما الذى ينتظر الرب ، فلا يفقد سلامه أبداً ، و لا يقلق 0
إيليا النبى : كان الله وعده أن السماء ستمطر . و صلى إيليا ، و لم تمطر . و صلى ثانية و ثالثة و رابعة ، و لم تمطر ! و مع ذلك لم يقلق إيليا أبداً . و انتظر الرب واثقاً بوعده 00 و فى الصلاة السابعة ، رأى " غيمة صغيرة قدر كف إنسان " (1مل44:18) 0 فعرف أن الرب قد استجاب ، و نزل مطر غزير 000
* * *
إن إنتظار الرب هو أختبار لإيماننا : هل يتزعزع إيماننا إن أبطأ الرب ، أم يظل ثابتاً كما هو 00 ؟
الذى يعيش فى حياة الإيمان ، يلقى أموره فى يد الرب ، و يتركها هناك 0 لا يقلق و لا يضطرب ، و لا يستعجل تدبير الرب . إنما يؤمن أن الله سيحل كل شئ ، بالطريقة المثلى ، و فى الوقت المناسب 00 حقاً ما أعمق قوله لتلاميذه :
" ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة و الأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه " (أع7:1) .
نحن ننتظر الرب ، و ننظره فى رجاء و فى ثقة و فى فرح ، و نحن واثقون أنه سيأتى 0 لا نعلم متى يأتى ، و لكننا متأكدون أنه سيأتى و يعمل لخلاصنا 00 أصباحاً ، أم ظهراً ، أم نصف الليل ، أم فى الهزيع الرابع ؟؟ 00 لسنا ندرى 0 بل نترك تحديد الوقت لحكمته 000
؟إن منتظر الرب ، يثق بأمرين أساسيين يعتمد عليهما فى انتظاره : و هما محبة الله الفائقة للبشر ، و حكمته التى لا تحد 000
* * *
و فى فترة الإنتظار ، لا تعتمد على الحلول البشرية 0
لا تفعل مثل رفقة ، عندما يئست من انتظار الرب فى منح البركة ليعقوب ، لجأت إلى الذكاء البشرى باستخدام الحيلة و الخداع (تك27) . و لا تفعل مثل إبراهيم ، الذى يئس من انتظار الرب فى إنجاب اسحق ، فأخذ هاجر (تك3:16،4) 00 حقاً إن الطرق البشرية هى نتيجة مؤلمة لليأس من انتظار الرب 0 و تدل على القلق كلما طالت المدة 0
لذلك ما أجمل قول المرتل فى المزمور :
" انتظرت نفسى الرب ، من محرس الصبح إلى الليل (مز130) 0
أى طول النهار ، من بدايته حتى نهايته 00 فلا تقلق إذن 0 و لا تظن أن الله يبطئ فى قدومه 0 فالله لا يبطئ أبداً ، مهما ظننت أنت أنه تأخر فى استجابته 0
* * *
أن الله يعرف الموعد المناسب بكل دقة ، و لا يتأخر عنه و لا لحيظة واحدة 0
و ما تظنه أنت إبطاء ، ما هو إلا خطأ فى حساباتك ، نتيجة لقلقك فيما تنتظر الوقت المناسب الذى حددته حكمة الله 0 لتكن لك إذن ثقة فى حكمة الله ، و فى حسن اختياره للمواعيد 0 كما يجب أن تثق بمحبته لك 0
إن الله محب البشر ، يحبك أكثر مما تحب نفسك 0
و يعمل من أجل منفعتك ، أكثر مما تعمل أنت 000
إنه يعطيك دون أن تطلب ، و قبل أن تطلب 00 فكم بالأولى إن طلبت 00 كما أنه مهتم بأن يعطيك ما ينفعك ، أكثر من أعطائك ما تطلبه 00 حقاً ما أدراك أن ما تطلبه ، هو الأصلح أو الأنفع لك ؟!
كذلك الوقت الذى تحدده ، ربما يرى الله أنه غير صالح لك ، لظروف هو يعرفها لعمله بالأوقات قبل كونها 0
لذلك تواضع . و أترك حكمة الله أن تتصرف 0 و انتظر الرب 0
أليس من المؤلم و من المخجل ، أن نثق بذكائنا ، أكثر مما نثق بالله و حكمته و حسن تدبيره !! إن الله – فيما تظنه قد تأخر – يكون مدبراً الأمور بحكمة لا تدرك أعماقها إلا فيما بعد ، عندما تتضح أمامك الرؤية بالأكثر 000
* * *
الذى يتأمل قصة فرعون و موسى ، يتعجب كثيراً جداً 000
انتظر الرب على مذلة أولاده أكثر من 400سنة ، لأن كأس الخطاة الذين كان سيطردهم أمامهم ، لم يكن كاملاً . و انتظر أيضاً على فرعون عشر مرات ، فى ضربات شديدة متلاحقة ، لعله يتوب أو يلين 0 و لعل الذين ملوا الإنتظار كانوا متعجبين 00! و لكنهم عندما رأوا أعجوبة شق البحر الأحمر ، لا شك أنهم أدركوا حينذاك حكمة الإنتظار و أعماقه ربما لو أهلك فرعون و رجاله من أول ضربة ، ما بدا عمله قوياً ، كما حدث عند شق البحر الأحمر 0
و ربما كان البعض سيسأل : لماذا لم يطل الرب أناته ، و يمنح فرصة أخرى لفرعون ؟!
إن صبر الله أكثر من 400سنة ، لم يكن معناه أنه قد نسى أو أهمل ! حاشا . و إنما معناه أنه كان يدبر . و يتخير الطريقة القوية ، و يتخير أحسن الأوقات . لذلك فلنثق بحكمته و نحن ننتظره 000
* * *
قد يكون الإنتظار أيضاً مدرسة للصلاة .
نتعلم فيها اللجاجة ، و التمسك بالرب و الإعتماد عليه ، و نرتبط به فى عمق 0
ربما (تأخر) الرب علينا ، يدفعنا ، أن نسكب أنفسنا أمامه متضرعين 0 و كلما طالت المدة تنضم إلى صلواتنا أصوام و متطلبات ، و ربما نذور أيضاً 000
مثلما تأخر الرب على حنة زوجة ألقانة ، فلم يفتح رحمها لتلد ، حينئذ صلت صلاة ، و بكت و نذرت نذراً ، و صار ابنها إبناً للهيكل من صغره (1صم9:1-11) 0
* * *
سبب آخر : و هو أنه قد يحدث أحياناً حينما تأتى الإستجابة بسرعة ، لا نشعر بقيمتها !
و لا تمنحنا الحب و الشكر و العرفان بالجميل 00 و قد نفقدها بسرعة ، بسبب عدم الحرص عليها و عدم التقدير 00
أن عروس النشيد ، عندما تعبت فى العثور على عريسها ، و احتملت من أجله ، و طلبته فلم تجده ، و دعته فما أجابها ، و تشفعت ببنات أورشليم أن يخبرنه بأنها مريضة حباً ، حينئذ لما وجدته أخيراً ، قالت " أمسكته و لم أرخه " (نش4:3) ، (نش6:5- 0
هكذا لكى يجعلك الله تتمسك به و تشتاق إليه ، و تقول له " من كل قلبى طلبتك (مز119) 00 يتأخر عليك قليلاً ،فى حكمة و حب 000
* * *
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:03 am
* * * كل الذين انتظروا الرب ، و صلوا إلى نتائج عجيبة 000 و الأبناء الذين وهبهم الله لأمهاتهم بعد طول عقم كانوا بركة لأجيالهم : المعمدان الذى ولدته أمه بعد طول انتظار صار الملاك الذى يهيئ الطريق قدام الرب (مر2:1) ، بل صار أعظم من ولدته النساء (مت11:11) 0 و صموئيل الذى ولد بعد عقم و صلوات و نذر ، صار النبى العظيم صاحب قنينة الدهن التى مسح بها شاول و داود 0 و يوسف الذى منحه الرب لراحيل بعد عقمها و شفاعة يعقوب فيها ، صار بركة لمصر و لأسرته ، و له نصيب إثنين بين أخوته 0 و شمشون الذى ولد بعد عقم ، صار أقوى إنسان فى زمانه 000 لذلك انتظر الرب . و ثق أن انتظارك ستعقبه بركة و نعمة 0 نحن لا نقصد بانتظار الرب ، أن تنتظر فى ضجر و فى ضيق و تعب ، و أنت تشك فى استجابة الرب ، أو تشك فى الصلاة و فاعليتها ! كلا . فهذا إنتظار غير روحى 0 إنما نقصد أن تنتظر و أنت فى ملء الرجاء و الثقة 0 تنتظر و أنت تؤمن 0 و إن ضعفت ، تصلى أن يقوى الرب إيمانك 0 إن مواعيد الرب صادقة و أمينة 0 و نحن نثق بمواعيد الرب . و مهما كانت العوائق التى تحارب إيماننا ، فإننا لا نشك 0
* * * نحن لا نؤمن فقط أن الله سيعمل ، بل نؤمن أنه يعمل الآن 0 و قد بدأ عمله فعلاً ، قبل أن نطلب 000 و سأضرب لكم مثالاً : ربما تحتاج كنيسة إلى خدمة عاجلة ، و تطلب من الرب أن يسام لها كاهن قديس نشيط محب ، على وجه السرعة 0 ربما تتأخر السيامة شهوراً أو سنة أو أكثر 0 و يصرخ الشعب " لماذا يا رب تأخرت ؟" 0 و يجيبهم الرب " أنا لم أتأخر 0 بل على العكس ، فمنذ أربعين سنه ؟أو ثلاثين و أنا أعد لكم هذا الكاهن ، بقلب خاص ، و روحيات خاصة ، و بعقلية خاصة 0بل كنت أعده لكم بتجارب و ضيقات ، و بخبرات ، حتى يكون نوعية خاصة تناسب كنيستكم و شعبكم 00 قبل أن تطلبوا بزمان ، و قبل أن تحتاج هذه الكنيسة إلى كاهن 000 أولاد الله سعداء و مطمئنون 00 كلما حاربهم الشك ، يقولون : هوذا صوت حبيبى ، ظافراً على الجبال ، قافزاً على التلال " (نش8:2) 00 يقيناً إن هذا الطافر على الجبال لا يمكن أن يبطئ 00 إن راكب الطائرة يخيل إليه أحياناً أنها واقفة ، بينما تكون فى أقصى سرعة ! و أحياناً تنظر إلى المروحة الكهربائية ، فتظنها واقفة و هى أيضاً فى أقصى سرعتها 00 و هكذا أيضاً فى نظرتك إلى الله و هو يعمل 000 فى انتظارك للرب ، لا تعتمد على العيان ، و لا على حواسك ، و لا على عقلك و فهمك البشرى 0 إنما على الإيمان 0 و هناك أعمال كثيرة جداً ، يعملها الله معنا ، و لا نحس نتائجها إلا فيما بعد ، فى وقت متأخر جداً 000
لنفرح بالرب
نحن لا نفرح بالعالم ، إذ ليس شئ يشبعنا 000 " العالم يبيد ، و شهوته معه " (1يو17:2) 0 و كل أموره المادية و الزائلة ، لا ترضى روحياتنا ، و لا تملأ حياة تقدست بالرب ، و لا نستطيع أن تسعد قلوباً صارت هياكل للروح القدس ، و مسكناً لله 0 نحن لا نفرح بالعلم ، لأنه دائماً يأخذ و لا يعطى ، فكل ما يعطيه " باطل و قبض الريح " (جا1) 0 و هو أيضاً غير ثابت على شئ ، فى علاقاته و فى عطائه ، و لا تفرح به نفوس قد ارتبطت بالأبدية ، و بدأت مسيرتها من الآن 0
* * * نحن لا نثق إلا بالله وحده ، و لا نفرح إلا به 0 و الفرح بالله ، هو فرح حقيقى ، و هو فرح ثابت 00 و هو أيضاً فرح طاهر ، تشترك فيه الروح بالنصيب الأكبر 0 إنه يبدأ حينما نجد الله ، و نتعرف إليه ، و نذوق حلاوته ، فنحبه ، و نحيا بهذا الحب ، و لا نطلب شيئاً سواه 000 و إلى هذه المتعة المقدسة يدعونا المرتل بقوله " ذوقوا و أنظروا ما أطيب الرب " (مز8:34) 0 و حينما نذوق الرب ، ندخل إلى جمال الحياة الحقيقية ، و ننسى كل حياتنا السابقة ، و لا نذكر سوى الرب وحده ، يملأ القلب و الفكر و الروح ، جميعاً 000 كم كان فرح نثنائيل، حينما قال له فيلبس " وجدنا الذى كتب عنه موسى 00 " (يو45:1) 0 و كم كان فرح السامرية ، لما تعرفت على المسيا ، و ذهبت تبشر به (يو4) 00 و كم كان فرح شاول الطرسوسى ، الذى تقابل مع الرب ، و قال فى ذلك " خسرت كل الأشياء ، و أنا أحسبها نفاية ، لكى أربح المسيح ، و أوجد فيه " (فى8:3،9) 0 إن معرفة الرب كنز عظيم ، و مذاقته فرح لا يعبر عنه 0 هذا الكنز " وجده إنسان مخفى فى حقل ، فمن فرحه ، مضى و باع كل ما كان له ، و اشتراه " (مت44:13) 0 فهل وجدت هذا الكنز ؟ و هل خبأته فى " قلبك " ؟ و هل حسبت كل الأشياء نفاية ، من أجل فضل معرفته ؟ 0 لقد فرح به أوغسطينوس ، أكثر من كل فلسفة العالم و شهوات الجسد ، و فرح به سليمان أكثر من كل الغنى و المتعة ، و أيضاً التلاميذ فرحوا حين رأوا الرب (يو20:20) 0 إن الفرح بالرب ، هو الفرح الوحيد ، الذى لا ينزع منا 0 إنه يبدأ ههنا ، و يستمر فى الأبدية أيضاً ، و ينمو باستمرار ، كلما يكشف لنا الرب ذاته ، و يسكب محبته فى قلوبنا 000 و كل فرح ، ليس مصدره الله ، لابد سينتهى 000 لقد ذاق سليمان كل أفراح العالم ، ثم عاد فسئم كل هذه الأفراح و لم تعد لها بهجة كما كانت فى القديم 00 فتركها ليبحث عن شئ آخر أعمق و أسمى 000 و لوط فرح قليلاً بسادوم ، الأرض المعشبة ، و رأى أنها " كجنة الله ، كأرض مصر (تك10:13) 0 ثم انتهت بكارثة 00! و آخاب فرح بحقل نابوت اليزرعيلى ، فرحاً إنتهى بهلاكه ! (1مل21) 0 و أمنون وضع كل قلبه فى ثامار ، ثم عاد فكرهها و أبغضها (2صم14:13،15) 0 و شمشون فرح بدليلة ، فرحاً جره إلى الضياع 00! (قض16) 0 إن أفراح العالم ، ليست أفراحاً حقيقية 0 يمكن أن تسميها لذة أو متعة أو سروراً مؤقتاً ، لا يرقى لمستوى الفرح 0
* * * إن قلب الإنسان شئ أعظم من العالم ، و أسمى من المادة لأنه خلق على صورة الله و مثاله 0 و حينما يفرح الإنسان بالعالم ، أو يحزن لفقده شيئاً من العالم ، إنما يكون قد نسى ذاته الحقيقية ، و يكون قد ابتعد عن صورته الإلهية ، و تاه 00 و حينما يرجع إلى ذاته ، حينئذ يحس بتفاهة ما كان فيه ، و قد يبكى على ذلك بكاء مراً ، كما حدث لداود النبى ، حينما نسى نفسه ، و استجاب فى لحظات إلى شهوة العالم الباطلة 000 (مز6) 0 إن روحك لا تستريح إلا فى الله ، و لا تفرح إلا به ، هذا إذا كنت تعيش حسب الروح 00 أما إن ضللت عن روحك ، فحينئذ يكون لأفراح العالم وزن عندك 0
* * * لهذا كله ينصحنا الرسول قائلاً " افرحوا فى الرب " (فى1:3) 0 أفرحوا فى الرب كل حين ، و أقول أيضاً افرحوا " (فى4:4) 0 ما أجمل أن يقول الرسول " كل حين " و يكررها (1تس16:5) 0 ذلك لأن الله هو مصدر كل فرحك ، موجود معك كل حين ، و يعمل من أجلك كل حين ، و لا يغفل عنك لحظة واحدة ، لذلك لا توجد لحظة تمنعك من الفرح 00 حتى فى اللحظات ، التى تبدو فيها الأحزان محيطة بك 0 يقول الرسول " كحزانى ، و نحن دائماً فرحون " (2كو10:6) 0 و هكذا كان الرسول يرتل ، و يسبح ، و يغنى أغانى روحية و هو فى السجن الداخلى ، و رجلاه مربوطتان فى المقطرة 00 (أع24:16،25) 0 إن فرحه لا ينبع من ظروفه الخارجية ، إنما من الله 0 من جهة الظروف الخارجية " كحزانى " – و من الله " نحن دائماً فرحون " 00 حينما يضع الإنسان كل همه فى ظروفه الخارجية ، قد يكتئب ، لأنه قد بدأ يخرج من الإنشغال بالله و الإهتمام به ، إلى الإنشغال و الإهتمام بالعالم ، و حينئذ يبدأ العالم يلعب به ، و يدخله فى لعبة المنح و المنع 00 فيتعب 000 أما أنتم فقد جعلكم الله من " خاصته " و " أهل بيته " (أف19:2) 0 و يريدكم أن تتركوا كل أموركم له ، و لا تهتموا بشئ 0 بل يقول الرسول " لا تهتموا بشئ ، بل فى كل شئ ، بالصلاة و الدعاء مع الشكر 00 " (فى6:4). و يقول أيضاً " أريدكم أن تكونوا ، بلا هم " (1كو32:7) 0 و يقول الرب " لا تهتموا بما للغد (مت34:6) 0 الرب يهتم بكم 00 و مادام الرب يهتم بك ، تعيش فى فرح ، بلا هم 0 إن هذا الهم ، معناه إنك بدأت تحمل المسؤلية بدلاً من الله الذى تعهد بحملها ، و الذى قال " تعالوا إلى يا جميع المتعبين و التقيلى الأحمال ، و أنا أريحكم " (مت28:11) 0 فبدلاً من أن تأتى إليه ، أتيت إلى ذاتك ، و حملتها كل همومك ، فزادت أتعابك 00 و معنى ذلك أيضاً أنك لم تعد تنتظر فى ثقة إلى عمل الله ! ليتك تلقى كل أتعابك عند قدميه ، و تفرح بالرب . ستفرح حتماً بالرب ، إن اعتبرته الراعى الصالح ، المهتم بخرافه . لذلك لما تذكر داود هذه الحقيقة ، فرح بالرب ، و رنم قائلاً الرب يرعانى ، فلا يعوزنى شئ . فى مراعى خضر يربضنى ، و إلى ماء الراحة يوردنى 00 إن سرت فى وادى ظل الموت ، لا أخاف شراً لأنك أنت معى " (مز23) 0 فهل اتخذت الرب راعياً ، و هل اعتمدت على رعايته 0 افعل ذلك فتفرح 000 و أنت تفرح أيضاً ، تذكر كل صفات الله الجميلة ، و كل وعوده لك ، و للكنيسة فتتعزى ... من مثل إلهنا ، ليس مثله ، و لا من يشبهه 00 إنه لا يخيفنا بلاهوته ، و لا يرهبنا بعظمته ، إنما يجذبنا بحبه 0 إننا نفرح به كراع ، يبذل نفسه عن الخراف ، و نفرح به كأب ، بكل ما فى الأب من حنان ، و نفرح به كحبيب لنفوسنا 0 إنه يقول " لا أعود أسميكم عبيداً ، بل أصدقاء " (يو15:15) و نحن نفرح بهذا 0 و نفرح بقوله عنا إنه " أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى " (يو1:13) . وهو ليس صديقاً عادياً ، بل هو يقول " ها أنا معكم كل الأيام و إلى إنقضاء الدهر " (مت20:28). " إن نسيت الأم رضيعها ، أنا لا أنساكم " " نقشتكم على كفى 00 " (أش16:49) .
* * * ما أشد فرحنا بهذا الإله المحب ، الوديع ، المتواضع القلب 0 الذى نقول عنه فى النشيد " تحت ظله أشتهيت أن أجلس " (نش3:2) 00 الذى جعل العلاقة به تخرج من حدود الرسميات ، و تصير كلها حباً و عاطفة ، بما فى ذلك الصلاة ، و كل ألوان العبادة و أصبحت حياة القداسة تتلخص فى عبارة واحدة : " تحب الرب الهك ، من كل قلبك ، و من كل فكرك " 00 (مت37:22) . و لم نعد مطالبين بوصايا عديدة فى حياتنا الروحية ، إنما بوصية واحدة هى المحبة ، تشمل كل شئ 00 " و من يثبت فى المحبة ، يثبت فى الله ، و الله فيه " (1يو16:4) . و نحن نفرح بالله ، الذى لم يتركنا لأنفسنا ، بل لنعمته . نفرح به ، لأنه يعرف طبيعتنا و ضعفنا ، و يذكر أننا تراب نحن (مز4:103) 0 لذلك لم يتركنا لضعف هذه الطبيعة ، إنما زودنا بالنعمة ، و عمل روحه القدوس ، و أعطانا مع كل وصية قوة على تنفيذها ، و مغفرة إن كسرناها و تبنا 000 إننا نفرح بالله ، الذى اختبره داود النبى فقال " أقع فى يد الله ، و لا أقع فى يد إنسان ، لأن مراحم الله واسعة " (2صم14:24) 0 هذا الإله المحب ، الذى فدانا و خلصنا ، و حول لنا العقوبة خلاصاً ، الطبيب الحقيقى الذى لأنفسنا و أجسادنا 000 نفرح به فى عمله مهنا ، و فى حفظه لنا ، و فى وعوده 000 و نفرح بعشرته و محبته ، و نجد لذة فى الوجود معه 000 و فى فرحنا بالرب ، لا نحزن لشئ ، بل يملك الإطمئنان على قلوبنا ، فى كل حال .. لا نستمد فرحنا من ظروفنا ، إنما من الإيمان العميق بهذا الإله و عمله معنا 0 بهذا عاشت الكنيسة فى كل جيل ، و بهذا ستعيش إلى أبد الدهر ، تفرح بالله الضابط الكل ، السائر فى وسط المناير السبع ، الممسك السبعة الكواكب فى يمينه (رو1:2) المشرق بنوره على الكل ، الذى يحصى حتى شعور رؤوسنا (مت30:10) . مبارك هو الرب ، فلنفرح به ، و نسبح له تسبحة جديدة .
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:04 am
امين تعالى ياربى يسوع
تقرأ هذه العبارة فى آخر إصحاح من الكتاب المقدس ، حيث تتكرر فيه عبارة (تعال) أكثر من مرة 0 فما هى تأملاتنا فى هذا النداء ، من حيث علاقة الإنسان بالله ؟ 1-إما أنه إشتهاء لمجئ المسيح الثانى . و قد كانت هذه الشهوة تلهب قلوب المؤمنين فى الكنيسة الأولى فى العهد الرسولى 0 و كانت عيونهم شاخصة نحو السماء من حيث يأتى المسيح مرة أخرى . و أحياناً ترد فى تحياتهم فى رسائلهم عبارة (ماران آثا) (1كو22:16) أى ربنا آت . و طبعاً تعلقهم بمجئ الرب ، كان يعنى أيضاً التعلق بالمصير الأبدى حيث يختطفنا الرب معه فى السحاب لملاقاة الرب فى الهواء 0 و هكذا نكون كل حين مع الرب (1تس17:4) . و هكذا نقول " آمين تعال أيها الرب يسوع " 00 لكى تأخذنا معك 0 و نتغير ، حيث نلبس الجسد الروحانى ، فى القيامة العامة التى تصحب مجئ الرب (1كو51:15) 00 و الوجود مع الرب كل حين ، بأجساد روحانية ، فى مجيئه الثانى ، لا شك أنه أمر مفرح ، نقول فيه " تعال أيها الرب يسوع " 0 و طبعاً يقول هذه العبارة الأبرار المستعدون لمجئ الرب . أما الأشرار فيقولون للجبال غطينا و للتلال اسقطى علينا من غضب الله (لو30:23) (رؤ16:6) 00 نعم ، هذا المجئ الذى نقول عنه فى القداس الإلهى " المخوف المملوء مجداً " 00
* * * 2-أيضاً عبارة " أمين تعال أيها الرب يسوع " يمكن أن يقولها الإنسان فى وقت استقباله للموت. يقول له : تعال استلم وديعتك . فى يديك استودع روحى . كما قال القديس اسطفانوس أول الشمامسة وقت رجمه : " أيها الرب يسوع ، اقبل روحى " (أع59:7) . الإنسان البار هو الذى يقول ساعة الموت " آمين تعال أيها الرب يسوع " . فيتسلم الرب هذه الروح ، إذ يرسل ملاكاً يحملها . كما قيل عن لعازر المسكين " مات المسكين و حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم " (لو22:16) 0 و لذلك ما أجمل ما قيل عن الموت " فلتمت نفسى موت الأبرار ، و لتكن آخرتى كآخرتهم " (عد10:23) . ذلك لأن موت الأشرار ليس هكذا . بعضهم فى ساعة موته يرون مناظر مفزعة . و تأتى الشياطين لتسحب روح هذا الميت معها إلى الجحيم ... الذين فى موتهم يقولون " تعال أيها الرب يسوع " ، هم مثل بولس الرسول الذى قال " لى إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح 0 ذاك افضل جداً " (فى23:1) . أو مثل سمعان الشيخ الذى قال للرب " الآن اطلق عبدك بسلام ، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك " (لو29:3،30) . من الذين استقبلوا الموت بفرح ، الشهداء المعترفون ، الذين كانت فى قلوبهم بلا شك عبارة : آمين تعال أيها الرب يسوع " . تعال لكى نختم بك هذه الحياة التى بدأناها بك ، و عشناها معك ، و قدمناها لك 00 تعال و استلم آلامنا و دماءنا 000 هذه العبارة أيضاً قد يقولها الذين قاسوا من أمراض مستعصية طال أمدها فى ألم أو عذاب ، فيقولون أخيراً " آمين . تعال أيها الرب يسوع " لكى تنتهى آلامنا فى يديك . 3-أيضاً فى انتظار البشرية للخلاص ، كانت تقول : آمين تعال أيها الرب " فى العهد القديم ، ما كانوا يعرفون إسم يسوع . بل كانوا يقصدون إسمه الآخر " المسيا " . و كانوا ينتظرونه و يطلبون أن يأتى . حتى أن المرأة السامرية قالت " أنا أعلم أن المسيا الذى يقال له المسيح يأتى . فمتى جاء ذاك ، يخبرنا بكل شئ " (يو25:4) . كانت البشرية تقول " آمين تعال " لذلك الذى تنبأ عنه الأنبياء ، و تركزت حوله الرموز . و أشارت إليه الذبائح 0 حالياً يمكن أن تقول البشرية " آمين تعال أيها الرب يسوع " لتخلص العالم من المادية و الفساد و الإنحلال ، و من أفكار البدع و الهرطقات والإلحاد . تعال أيها الرب يسوع ، و خلص العالم أيضاً من الإنقسام ، و اقم مصالحة بينه و بين الله .. كان الذين يعيشون تحت حكم الشيوعية فى كل ضغوطها و قسوتها ، كانوا يصرحون هذه الصرخة " تعال أيها الرب يسوع " 0 و فعلاً أتى إليهم ، و خلصهم فى روسيا أو فى رومانيا ، و فى بلاد الاتحاد السوفيتى . فعادوا يعبدون الله بكل مجاهرة و بلا مانع 0
* * * 4-أيضاً عبارة " آمين تعال أيها الرب يسوع " و يمكن ؟أن تكون استغاثة طلباً للتوبة لأن كثيرين يريدون أن يتوبوا ، و لا يقدرون .. يقومون مرة من سقطتهم ، ثم يعودون فيسقطون .. و لسان حالهم يصرخ كل يوم " آمين تعال أيها الرب يسوع " . تعال " توبنى فأتوب " (ار18:31) . من ذاتى لا أستطيع . إننى محتاج إلى معونة إلهية منك ، و تهبنى قوة الإرادة و تغير رغبات قلبى . و تنقذنى من هذا السبى الروحى الذى أنا فيه . لقد فشلت كل محاولاتى للتوبة ، و لم يبق إلا أن يأتى الرب و ينتشلنى . 5-عبارة " آمين . تعال أيها الرب يسوع " .. تقال أيضاً فى فترات التعب و الضيق . الضيق الشديد الذى لا يستطيع الإنسان أن يخرج منه . هذا الذى قال الرب عنه " ادعنى فى وقت الضيق . انقذك فتمجدنى " (مز15:50) . فيقول الإنسان فى ضيقه " آمين . تعال أيها الرب يسوع " 0 و هكذا قال داود فى المزمور " لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا . لابتلعونا و نحن أحياء ، عند سخط غضبهم علينا .. إذن لغرقنا فى الماء و جازت نفوسنا السيل " (مز124) . و لكن ماذا حينما دعوت الرب و قلت تعال ؟ يقول المرتل " نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين . الفخ انكسر و نحن نجونا . عوننا من عند الرب الذى صنع السماء و الأرض " (مز124) . فى الضيق يصرخ القلب " يا رب لماذا كثر الذين يحزنوننى .. كثيرون قاموا على . يقولون لنفسى : ليس له خلاص بإلهه ! (مز3) 0 " الأقوياء قاموا على . و الأعزاء طلبوا نفسى . و لم يجعلوا الله أمامهم " (مز3:54) . و ليس لى إلا أن أقول " آمين . تعال أيها الرب يسوع " . لأن قوتى و تسبحتى هو الرب . و قد صار لى خلاصاً (مز14:118) . إذن " قم أيها الرب الإله . و ليتبدد جميع أعدائك . و ليهرب من قدام وجهك كل مبغضى إسمك القدوس 00 قم أسرع و أعنى (مز1:70) .
* * * " نعم ، تعال أيها الرب 0 عبارة قالها قديسون و أنبياء كثيرون ... قالوها بكل مشاعر قلوبهم . قالها دانيال و هو فى جب الأسود . فأرسل الله ملاكه و سد أفواه الأسود (دا22:6) 0 قالها يونان و هو فى جوف الحوت . فأمر الله الحوت فألقاه خارجاً (يون2) 0 و قالها الثلاثة فتية و هم فى أتون النار ، فإذا برابع يسير معهم شبيه بأبن الآلهة (دا25:3) . كل هؤلاء كانوا فى ضيقة ، لا يمكن لأية قوة بشرية أن تخلصهم منها . فلم تعد هناك إلا قلوب تصرخ " تعال أيها الرب يسوع " 0 و سمع الرب و استجاب " أنا صرخت إلى الرب ، فاستجاب لى من جبل قدسه " (مز3:3) . هنا و نتذكر عبارة " ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب " (مت16:10) . فما الذى تفعله الغنم وهى فى وسط الذئاب ؟! ليس أمامهم إلا أن تصرخ " آمين . تعال أيها الرب يسوع " 0 و قد كان . أتى فحول قسطنطين الملك إلى مسيحى ، و جعله يصدر مرسوم ميلان سنة 313م بالحرية الدينية . و أيضاً أتى و حول اريانوس والى أنصنا القاسى العنيف ، حوله إلى مؤمن و شهيد . و هكذا حول الذئاب إلى خراف . و بالمثل حول شاول الطرسوسى إلى رسول تعب فى الكرازة أكثر من جميع الرسل (1كو10:15) . 6-عبارة " آمين تعال أيها الرب يسوع " تقال أثناء المشاكل التى يبدو أنه لا حل لها .. فإذا بالرب عنده حلول كثيرة ... تقال أثناء مشكلة هامان ، الذى هدد مردخاى و الشعب كله بالفناء ، فإذا بالصليب الذى أعده هامان لمردخاى ، يصلب عليه هامان " (إس9:7،10) 0 ارتفعت هذه الصرخة أيضاً ، حينما أمر الأمبراطور أن يسمح لأريوس بالشركة و الصلاة . و أمام السلطة التى تتحكم ، لم تبق سوى عبارة : " آمين تعال أيها الرب يسوع " . تعال أيها القوى و المخلص و المعين . تعال . لأنك الوحيد الذى يفتح و لا أحد يغلق " (رؤ7:3) ... قيلت هذه العبارة مرات فى أيام الهراطقة و البدع .. و أنقذ الله الكنيسة . و بقى الإيمان إلى يومنا هذا . 7-عبارة " آمين . تعال أيها الرب يسوع " سيذكرها الناس فى الأيام الأخيرة ، التى سيحل فيها الشيطان من سجنه (رؤ7:20) 0 نعم ، يخرج ليضل الأمم فى أربع زوايا الأرض (رؤ8:20) . فى تلك الأيام سيظهر الـ Anti christ ( ضد المسيح ) الذى سوف يصنع آيات و قوات و عجائب كاذبة بعمل الشيطان ، و بكل خديعة الإثم فى الهالكين (2تس9:2،10) . " و لو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جيد " (مت22:24) . و يصرخ الناس إلى الرب . و من أجل المختارين تقصر تلك الأيام ... تلك الأيام التى يبوق فيه الملائكة السبع بأبواقهم المرعبة فتحدث ويلات مخيفة لم تحدث من قبل (رؤ9: . و لا يكون فى وسع الناس إلا أن يصرخوا إلى الرب .
* * * 8-عبارة " آمين تعال أيها الرب " تقال أيضاً لأجل الكنيسة و الخدمة . نقول فيها : أنت يا رب وضعت الأساس ، و بقى أن تكمل البناء و تلاحظه . لأنه " أن لم يبن الرب البيت ، فباطلاً تعب البناءون . و إن لم يحرس الرب المدينة ، فباطلاً سهر الحارس " (مز1:127). نحن يا رب نخدم ، نعظ ، و نتكلم ، نرعى . و لكن أنت الذى تعمل فى القلوب . أنت الذى تعطى تأثيراً للكلمة . أنت الذى تجعل إرادة الناس تميل إلى الخير و تنفذه . تعهد إذن هذه الكرمة التى غرستها يمينك ... نعم ، آمين . تعال أيها الرب يسوع . إعط روحاً للمتكلم ، و إرادة للسامع . بل نطلب إليك يارب من أجل الحصاد أن ترسل فعلة لحصادك ...
* * * 9-هى أيضاً عبارة تعنى الإيمان و القبول . فحينما تقول " آمين تعال أيها الرب يسوع " ، فإن هذا يعنى أنك قد آمنت به رباً ، و قبلته أن يأتى إليك . و يقول الإنجيل " أما الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله ، أى المؤمنون بإسمه " (يو12:1) . و المؤمنون بالرب يقبلونه إلهاً لهم و قائداً لحياتهم . و قد قيل فى الرسالة إلى رومية " الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله " (رو14: .
* * * 10-أحياناً عبارة " آمين تعال أيها الرب يسوع " تعنى استجابة للدعوة. كما حدث لشاول الطرسوسى الذى كان مضطهداً للكنيسة . و ظهر له الرب و دعاه . فاستجاب ، و صار بذلك رسولاً للأمم – كذلك أيضاً قالت السامرية فى قلبها " آمين تعال أيها الرب يسوع " .
* * * 11-عبارة " آمين . تعال أيها الرب يسوع " . هى أيضاً صلاة حب و اشتياق . هى صلاة إنسان يشتاق إلى الله ، كما تشتاق الأرض العطشانة إلى الماء . فيقول له : تعال أيها الرب يسوع . اسكن فى قلبى و عقلى و فى كل مشاعرى . أنت تبحث عن مكان تسند فيه رأسك . و أنا قد فتحت لك قلبى . و بكل قلبى طلبتك ، و أقول لك تعال . تعال أيها الطافر على الجبال ، القافز على التلال ، الذى أحست بك نفسى فقالت : صوت حبيبى (نش8:2) . أنت واقف على الباب تقرع ، و تقول من يفتح لى أدخل و أتعشى معه و هو معى (رؤ20:3) . و هوذا أنا افتح لك و اقول : آمين ، تعال أيها الرب يسوع . أنت قرعت على بابى ، و بانى قد حن إليك ، و فتح لك . تعال و اجعلنى أكون صلة بك و علاقة معك .
* * * 12-تعال لكى تكون لى حياة شركة معك . تكون إرادتك هى إرادتى ، و مشيئتك هى مشيئتى ، و عملك هو عملى . تكون أنت فى ، و أنا فيك . و أقول مع الرسول " لى الحياة هى المسيح " (فى21:1) . " أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا فى " (غل20:2) . و هكذا أصير هيكلاً لروحك . و روحك القدوس يسكن فى (1كو16:3) .
* * * إنها صلاة ينبغى أن تكون لنا مدى الحياة . لا تعبر عن مشاعر مؤقتة ، و إنما عن مشاعر دائمة ، صارت لنا منذ ولدنا من الله بالإيمان و المعمودية ، و صرنا مسكناً له فى سر الميرون المقدس . و صرنا نخلص بحياته (رو10:5) 0 أى بحياته فينا . إذن آمين . تعال أيها الرب يسوع ، لكى نخلص بحياتك فينا .
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:04 am
الفهرس
مقدمة
5
القسم الأول : صفات الله
7
صفات الذاتية التى يختص بها وحده
8
الله الخالق
13
الله غير المحدود
18
فى المكان و الزمان – فى القدرة
18
الله القدوس
24
الله القوى القادر على كل شئ
26
الله له المجد و العظمة
36
كيف نمجد الله
40
الله يمجد خلائقه
45
أبرع جمالاً من بنى البشر (مز2:45)
51
تواضع الله
59
القسم الثانى : علاقة الله بالإنسان
65
علاقة الله بالإنسان هى قصة حب
66
محبة الله فوق التعبير
72
علاقة الله بالإنسان أولها العطاء
77
عهد بين الله و الناس
85
بركة الله للناس
90
اشخاص مباركون – البركة و حفظ الوصايا
90
مصادر البركة
92
الله إله الكل
95
إله الضعفاء
100
الله يعمل و يعمل فى هدوء
106
الله الحافظ و ما أعجب الحفظ الإلهى
111
إلهنا الطيب
118
من صفات الله الحنو و الرأفة و الرحمة
124
الله المؤدب الشافى الذى يجرح و يعصب(أى18:5)
131
حكمة الله
137
مقدمة عن حكمة الله
137
حكمة فى الخلق
138
كل تلك الخليقة فى تنويع عجيب
139
فى تدبير المجتمع – بحكمة منح الله الحرية للكل
140
حكمة فى الأحداث
141
حكمة فى التجارب و الألم
142
حكمة فى الموت – حكمة الله بالفداء- ايماننا بحكمة الله
143
الله المدبر الحكيم فى تدبيره
145
تدبير الله للفداء العظيم و لقضية الخلاص
150
إعداد الفهم
151
فكرة الفداء
152
إعداد الأشخاص
153
إعداد اللغة و الطرق
154
تدبير الخلاص
155
تدبير الله للناس
156
نسلم حياتنا لتدبيره
157
القسم الثالث : علاقة الإنسان بالله
159
مركز الله فى حياتنا
160
لا شئ إلى جوار الله
165
الله هو الأول و الآخر
170
كلمة الله إليك
175
إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم
180
معرفتنا لله
184
المعرفة الحقيقية
184
المعرفة العقلية
185
معرفة العشرة و الحب
186
معرفة فى الأبدية
188
الدهش و الزهد
191
اللقاء مع الله
192
كيف تلتقى بالله
195
الثبات فى الله
198
أهمية الثبات فى الله
198
أمثلة و أسباب
199
كيفية الثبات فى الله
203
الهاربون من الله
209
أسباب الهروب
209
نصيحة للهاربين
213
ملاحظات
214
الذين يعرجون بين الفرقتين
217
أمثلة
217
نصائح
222
الشركة مع الله
223
المصالحة مع الله
228
الخطية خصومة مع الله
228
المصالحة هى عمل المسيح و رسله
230
الجهاد مع الله
234
الله يريدك أن يصالحك
234
عقبات عوق المصالحة
235
الصراع مع الله
236
إنتظار الله
238
لنفرح بالرب
243
آمين تعال أيها الرب يسوع
248
باسم عادل ==( مشرف )==
عدد الرسائل : 1287 العمر : 35 احترام قوانين المنتدى : : كيف تعرفت علينا : mario تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الأربعاء نوفمبر 05, 2008 5:11 am
ميرسي يا ماريو على الكتاب الجميل دا وربنا يعوضح ان شاء الله
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: رد: كتاب_الله_و_الإنسان الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 11:56 pm