- بكام ؟
- يعنى أية بكام ؟
- يعنى هاتدفع أد أية ؟
- و أنا أدفع لية ؟
- علشان هاتستفيد منى
- هستفيد منك أزاى ؟
- معرفش ، بس أنت أكيد مستفيد
- يا سيدى ، أنت اللى أتعذبت مش أنا ، و مش معنى أننا بنعرض عليك أننا نقف معاك أننا مستفيدين من دة
- يعنى أنت عايز تقنعنى أنت جاى تساعدنى من غير سبب ؟
- لا طبعا فية سبب ... أنت أتظلمت و مكنش المفروض تتعامل كدة و من حقك أن اللى عذبوك يتعاقبوا ... كمان أحنا كلنا يهمنا أن المجرمين اللى عملوا كدة يتعاقبوا علشان مايكرروش اللى حصل دة مع أى حد تانى
- بس أنا أية اللى يخلينى أقولك اللى حصل ؟
- يا بنى آدم أنت ، هو مين اللى أنضرب : أنا ولا أنت ؟
- أنا
- مين اللى دخلولة عصايا ؟
- أنا لسة ماقولتش أنهم دخلولى عصايا
- خلاص ما تزعلش ، محدش دخلولة عصايا ... أنت مش عايز اللى عمل فيك كدة يتعاقب ؟
- يا بشمهندس محصلش حاجة ... ضرب الحكومة مش عيب ، و بعدين علقة تفوت ولا حد يموت ... أسبوع و راح لحالة
- بس دة حقك !!
- صلى على النبى يا بشمهندس
- أنت معندكش أى أحساس بالكرامة !؟
- كرامة أية و فلسفة أية ؟ ... يا بشمهندس أحنا غلابة و عايزين نعيش ... أنتوا الناس اللى فوق اللى بتفكروا فى الكرامة و الفشخرة ، لكن أحنا غلابة ، يهمنا أن لقمتنا تبقى موجودة حتى لو لحسنا الجزم علشان نجيبها
- و بقى أية الفرق بينك و بين الحيوانات ؟
- جرى أية يا بشمهندس ، أنت جاى تشتمنى فى بيتى ؟
- يا أخويا أنا هشتمك لية ؟ .. دة أنا بعرض نفسى للخطر علشان أساعدك ، و أنت بتقابلنى المقابلة الوحشة دى ؟
- متشكرين يا عم الأستاذ ... خلاصة الكلام ، لو هاتدفعوا فلوس هقولكم على كل اللى حصل ، لكن من غير فلوس يبقى مفيش حاجة حصلت
- بقى أنت عايزنا ندفع فلوس علشان خاطر ندافع عنك ؟
- أنا مش عايز حد يدافع عنى
- خلاص أنت حر ، أحنا عملنا اللى علينا ... بس لما يمسكوك تانى أو يمسكوا حد من ولادك و يعملوا أكتر من اللى حصل المرة اللى فاتت ماتبقاش تطلب مساعدتنا
- هة ، مش أنا اللى ينضحك عليا بالكلمتين دول ... أنا قلتها كلمة ، أذا مكنتوش هاتدفعوا مش هقول حاجة
- أنت حر ... عقلك فى راسك تعرف خلاصك ، و اللى ياكل على ضرسة ينفع نفسة
تركناة و رجعنا فى هذا اليوم ... أما هو فلم يترك أحد قابلة ألا و كلمة عن جمعيات حقوق الأنسان النصابة التى طرق أبوابها واحدة واحدة ، و لكن جميعهم طلبوا منة مبالغ باهظة مقابل أن يسمعوا لة .... ثم ذهب بقدمة إلى مقر من عذبوة ليروى لهم عن نشطاء حقوق الأنسان الخونة عملاء أمريكا الذين جاءوا يشترونة بالنقود ليتبلى على الحكومة ، و لم يبخل عليهم بالأسماء و البيانات ... كان متخيلا أنهم سيكافئوة ... أما هم فأبتسموا فى وجهة ، و صرفوة بكلمات شكر رقيقة لا محل لها من الأعراب ... رجع بيتة فرحا بتلك الكلمات ، ناسيا العصاية و الكرباج و الدولاب ، و ناسيا عصابة المجرمين التى تدوس بأقدامها على أهلة و ناسة و أصحابة
كلما أتذكرة لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفكير ... هل القهر و القمع يغرس فى البعض العبودية و الأستسلام ، على الرغم من أنة يشعل نيران الثورة و الغضب فى قلوب الآخرين ؟ ... هل التعذيب و الترهيب يخلقان شخصية مازوخية تعشق التعذيب ، و تهيم حبا فى من يجلدها ؟ ... المنطق يقول أن التعذيب يجعلك عدوا لمن عذبك ، و لكن يبدو أن بين المنطق و الواقع مسافة غير قليلة