تزخر عمان و المناطق التابعة لها إداريا ضمن محافظة العاصمة ، على العديد من المعالم الاثرية و السياحية التي تشير الى عراقة عمان و ازدهارها في سالف الازمان ، و على الرغم من التوسع العمراني المذهل الذي ساهم الى حد كبير في اندثار تلك المعالم و المواقع الاثرية و اختفائها عن معاول الباحثين و الاثريين ، الا ان المعالم الباقية ، تسلط الضوء على المطقة المزدهرة حينذاك .
و هذه المعالم الاثرية في عمان و جوارها ترجع الى الحضارات و الامم السابقة التي سكنتها خلال تاريخها الطويل مثل : العمونيين و اليونان , الرومان , الدول الاسلامية المتعاقبة .
و ابرز هذه المعالم : المدرج الروماني ، الاديون ، جبل القلعة ، هيكل هرقل ، القصر الاموي ، بقايا سور القلعة ، الابراج العمونية الكهف و الرقيم ، عراق الامير ، وادي السير و ذلك كما يلي :المدرج الروماني : يعتبر المدرج الروماني من اعظم معالم عمان الاثرية ، و من اضخم المدرجات الرومانية الباقية في بلاد الشام ، بناه الامبراطور انطونيوس بيوس ( 138-161م) على احد التلال المقابلة لقلعة عمان ، و قد بني على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة قسمت قواعد هذا المدرج الى ثلاثة اقسام عرضية و تفصل بين كل طبقة و اخرى عتبة تقارب المترين ، كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية ، كما زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي الى شارع الاعمدة ، و يتسع هذا المدرج لحوالي عشرة الاف متفرج ، و قد اقيم في موضع تزحف اليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير ، مما يسهل اقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف .
كانت تقام فيه الحفلات العامة , و المسرحيات و التمثيليات الدرامية , من اجل تسلية المواطنيين الرومان و نشر الوعي و الثقافة بينهم ، اما شارع الاعمدة الذي يفضي اليه المدرج من بواباته الثلاث فقد كان سابقا يمتد من مسافة 800م من جنوب المسجد الحسيني الى نقطة تقع بالقرب من جسر رغدان الحالي ، بعرض ثمانية امتار و نصف و كانت الاعمدة تحيط به على الجانبين و يعلوها تيجان كورنثية ، و كانت لهذا الشارع ***** شرقية , و لم يبق لهذا الشارع اي اثر سوى بعض الامتار بجانب المدرج الروماني .
___________________________
قلعة عـمـان :كانت قلعة عمان تقوم على جبل القلعة الحالي ، و كانت محاطة بسور عالي و ضخم و يمكن مشاهدة جوانب منه على الجهة الشمالية الغربية ، و كانت تقوم عليه ابراح للمراقبة ترتفع حوالي عشرة امتار . و جبل القلعة ذو مزايا عسكرية و استراتيجية و قد دلت الحفريات الاثرية بأن الاثار المكتشفة تعود الى العصر البرونزي المتوسط و العصر الحديدي و العصر الهلينستي و العصر الروماني حتى العصر الاسلامي
من اهم المعالم الاثرية التي لا تزال قائمة على جبل القلعة : هيكل هرقل و الذي يقع في الجهة الجنوبية من القلعة بناه الامبراطور الروماني اوريليوس ، و نصب تمثال له في مدخل الهيكل و هناك روايات تقول ان هذا الهيكل كرس لهرقل اله فيلادلفيا و قد عثر بقايا هيكل هرقل حيث و جد عمودين من المرمر و يبلغ ارتفاعهما ثلاثين قدما ، و يخضع الهيكل اليوم الى برنامج ترميم ، حيث تم بناء بعض الاعمدة .
توجد ايضا على جبل القلعة ايضا بقايا كنيسة بيزنطية و ترجع الى القرن السادس الميلادي ، و يوجد ايضا في الجهة الشمالية الغربية من القلعة بقايا للقصر الاموي حيث يرتفع بناء مربع الشكل يتوسطه ايوان مصلب كانت تعلوه قبة ، و يقال ان القصر بني على اساسات رومانية ، الا ان البناء الحالي يرجع الى العصر الاموي في القرن السادس او السابع الميلادي .
كما يوجد في جبل القلعة بركة تقع بجانب القصر الاموي و هي مستديرة و واسعة حفرت في الصخر و كانت معدة لجمع المياه في فصل الشتاء ، و تزود سكان القلعة بالماء في وقت الحاجة
_______________________________
مدرج الاوديون :توجد بقاياه اليوم قبالة المدرج الروماني من الجهة الشمالية ، و يحتوي على حوالي خمسمائة مقعد ، و قد اعد كقاعة للموسيقى او كمسرح مدرج ، و كانت تقام فيه المسرحيات و التمثيليات و المبارزة و المصارعة ، و يعتقد بأنه كان مسقوفا ، و يرجح انه قد بني في القرن الثاني للميلاد في العصر الروماني ، و يعتقد انه بني لطبقات المجتمع العليا .
____________________________
قصر النويجيس :يـقع هذا المعلم الاثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق ، وهذ القصر عبارة عن ضريح يعود الى عائلة رومانية ، و يرجع تاريخه الى القرن الثالث الميلادي ، و تبلغ مساحته مع الارض التي يقوم عليها حوالي اربعين دونما .
و قد بني الضريح بايدي فنية بارعة ، فهو مزدان بالزخارف و النقوش ، و مبني على الحجارة المشذبة ، وله اربعة اقواس داخلية و ثلاث طاقات للتهوية ، و تغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة ، و هناك تمثال يقبع على اعلى الواجهة الامامية للضريح ، لكن عوادي الايام نالت منه ، كما لحق الخراب معظم اجزائه ، لكنه رغم ذلك مكان يستحق الزيارة .
__________________________
اثار الكهوف :تقع هذه الكهوف في قرية الرجيب في الجهة الجنوبية الشرقية من عمان بمسافة عشرة كيلو مترات ، و قد امتد العمران اليها حتى اصبحت ضاحية من ضواحي عمان ، و تشتهر هذه القرية بالكهوف و المدافن الاثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف و يعتقد ان احد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث و جد فوقه مسجدان يعودان الى العصر الاموي ، و قد اكتشفت
هذه الكهوف اثناء شق طريق الحزام الاخضر الذي يحيط بعمان .