| الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:38 pm | |
| محبة الله فى شرائعة
1- في معاملة العبيد . 2- في معاملة الغريب واليتيم والأرملة . 3- في معاملة الفقراء والمساكين . 4- شرائعه الخاصة بالرهن والقرض . 5- شرائعه في منع الربا . 6- إنصاف المظلومين . 7- منع العنف .
شريعة الله مملوءة حباً لخليقته . كلها حنو وعطف ، علي كل من هو محتاج إلي لمسة حنان ، يعلمنا بها كيف نعامل المساكين بالحب …
معاملة العبيد
* ومن ذلك : الشرائع الخاصة بالشفقة علي العبيد . فقد شملت الوصايا العشر إراحة العبد في اليوم السابع . إذ قال الرب في تقديس هذا اليوم {لا تصنع عملاُ ما : أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك} {خر20 :10} . {لكي يستريح عبدك وأمتك . وأذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر …} {تث5 :14،15} . *** وإلهنا المحب كما أراح العبد في اليوم السابع ، أمر بتحريره في العام السابع .. فقال {إذا اشتريت عبداً عبرانياً ، فست سنين يخدم ، وفي السابعة يخرج حراً مجاناً … إن كان بعل إمرأة ، تخرج إمرأته معه …} {خر 21 :2،3} . {في السنة السابعة ، تطلقه حراً من عندك . وحين تطلقه حراً من عندك ، لا تطلقة فارغاً . تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك ، كما باركك الرب إلهك تعطيه . واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر …} {تث15 :12-15} . *** وفي معاملة العبد الهارب يقول الرب : {عبداً أبق إليك من مولاه ، لا تسلم إلي مولاه .لا تسلم الي مولاه . عندك يقيم في وسطك في المكان الذي يختاره في أحد أبوابك حيث يطيب له . لا تظلمه } { تث23: 15} . أي أن الله منح هذا العبد حق اللجوء إليك ….. فغالباً لا يهرب العبد من سيده إلا إذا كان في خطر منه وكان السيد قاسياً عليه . *** كذلك أعطي الرب العبيد والأجراء الاستفادة بغلة العام السابع . فقال { واما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة ، سبت للرب . لا تزرع حقلك ، ولا تقضب كرمك . زريع حصيدك لا تحصد ، وعنب كرمك المحول لا تقطف . سنة عطلة تكون للأرض سبت الأرض لكم طعاماً : لك ولبعدك ولأمتك ولأجيرك ولمستوطنك النازلين عندك ولبهائمك } { لا25: 4- 7} . *** وأمر الرب بالعتق لجميع العبيد في سنة اليوبيل . وهي السنة الخمسون في العهد القديم ، وتكون مقدسة وعيداً . وقال عنها الرب { وتقدسون السنة الخمسين . وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها } { لا25: 10} … وحتى الذي باع أرضه ، يرد الي ملكه في سنة اليوبيل { لا25:10-28}.
الغريب واليتيم
* ظهرت محبة الرب أيضاً في معاملة الغريب. فقال { لا تضايق الغريب . فإنكم عارفون نفس الغريب ، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر } { خر 23: 9} . وقال أيضاً {{ وإذا نزل عندكم غريب في أرضكم ، فلا تظلموه . كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم . وتحبه كنفسك لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر }} { لا19: 33} . وقال الرب أيضاً عن معاملة الغرباء في الأحكام { حكم وأحد يكون لكم : الغريب يكون كالوطني } { لا24: 22} . ***
* وفي الشفقة علي الغريب واليتيم والأرملة : قال الرب { وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عنك ، فاعضدك غريباً أو مستوطناً ، فيعيش معك } { لا25: 35} … { ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه …. ولا تسئ الي أرملة ولا يتيم . أن أسأت إليه ، فإني أن صرخ الي أسمع صراخه ، فيحمي غضبي واقتلكم بالسيف . فتصير نساؤكم أرامل ، وأولادكم يتامي} {خر22 :21-2} . *** * وقال عن نصيب الغريب واليتم والأرملة في موسم الحصاد وفي العشور : وعندما تحصدون حصيد أرضكم ، لا تكمل زوايا حقلك ، ولقاط حصيدك لا تلتقط . وكرمك لا تعلله ، وبثار كرمك لا تلتقط . للمسكين والغريب تتركه {لا19 :9،10} . وقال أيضاً {إن حصدت حصيدك في حقلك ، ونسيت حزمة في الحقل ، فلا ترجع لتأخذ . للغريب واليتيم والأرملة تكون ، لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يديك . وإذا خبطت زيتونك ، فلا تراجع الأغصان وراءك . للغريب واليتيم والأرملة تكون } { تث24: 19- 21} . وقد أمر الرب أيضاً بإعطاء اللاوي والغريب واليتيم والأرملة عند تعشير كل عشور المحصول ، لكي يأكلوا ويشبعوا { تث26: 12} وقال أيضاً { في آخر ثلاث سنين تحرج كل عشر محصول في تلك السنة وتضعه في أبوابك ، فيأتي اللاوي لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك ، والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك ، فيأكلون ويشبعون لكي يبارك الرب إلهك في كل عمل يدك تعمل } { تث14: 28، 29} .
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:41 pm | |
| الفقراء والمساكين
* وما أكثر وصايا إلهنا المحب في العطف علي الفقراء . فقال { إن كان فيك فقير ، أحد من أخوتك في أحد أبوابك في أرضك … فلا تقس قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير . بل افتح يدك له } { تك15: 7،8} بل يقول الكتاب أيضاً { الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم } { يع1: 27} . وقول الكتاب أيضاً { من يسد أذنيه عن صراخ المسكين ، فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب } { أم21: 13} . *** بل الرب يعتبر من يقدم الي المساكين ، كأنه يقدم له شخصياً . فيقول للذين يقفون عن يمينه في يوم الدين { تعالوا الي يا مباركي أبي ، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويتموني ، عرياناً فكسوتموني ، مرضاً فزرتموني ، محبوساً فأتيتم الي … الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم } { مت25: 34- 40} . *** إن الشفقة علي المساكين ، وجعلها الرب من أساسيات مسحته . فقال { روح السيد الرب علي ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأعصب منكسرى القلب ، لأنادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالإطلاق …لأعزي كل النائحين … لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد ، ودهن فرح عوضاً عن النوح }{ أش61: 1- 3} . *** وتظهر محبة الله أيضاً في منع تأخير الأجرة أو طلب الفقير : فيقول في ذلك { ل تظلم أجيراً مسكيناً وفقيراً من أخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك . في يومه تعطيه أجرته ، ولا تغرب علها الشمس ، لأنه فقير وإليها حامل نفسه . لئلا يصرخ الي الرب فتكون عليك خطية } { تث24: 14،15}. ويقول الكتاب أيضاً { لا تمنع الخير عن أهله ، حين يكون في طاقة يديك أن تفعله لا تقل لصاحبك اذهب وعد فاعطيك غدا ، وموجود عندك } { أم 3: 27، 28} .
الرهن والقرض
* وقد ظهرت محبة الرب أيضاً في شريعة الرهن والقرض . فمن أن يسترهن شخص الأساسيات التي يحتاجها الفقير وتكون ضرورية له فقال : { أن ارتهنت ثوب صاحبك فالي غروب الشمس ترده له لأنه وحده غطاؤه هو ثوبه لجلده في ماذا ينام ؟ ! فيكون إذا صرخ الي فأسمع لأني رؤوف } { خر22: 26، 27} . وقال أيضاً {لا يسترهن أحد رحى أو مرداتها ، لأنه إنما يسترهن حياة} {تث 24 :6} . ذلك لأن الرحي التي يطحن عليها صاحبها غذاءه ، أو يستخدمها لرزقة ، إنما تمثل حياة بالنسبة إليه . وبالمثل قال {لا تسترهن ثوب الأرملة} {تث 24 :17} . *** ومن الناحية النفسية أو الإنسانية في مسألة القرض والرهن ، قال الرب {إذا أقرضت صاحبك قرضاً ، فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهناً منه . في الخارج فقيراً ، فلا تنم في رهنه . رد إليه الرهن عند غروب الشمس ، لكي ينام في ثوبه ويباركك ، فيكون لك بر لدي الرب إلهك} {تث 24 :10-13} . *** كل هذه كانت وصايا في العهد القديم ، التي تناسب مستوي روحيات الناس وقتذاك . أما في العهد الجديد ، فإن الرب يقول في العظة علي الجبل {من سألك فأعطه . ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده} {مت5 :42} . وقال أيضاً {إن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم ، فأي فضل لكم ؟! فإن الخطاة أيضاً يفعلون هكذا . بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضواو وأنتم لا ترجون شيئاً ، فيكون أجركم عظيماً ، وتكونوا بني العلي} {لو6 :34،35} {كل من سألك فاعطه . ومن أخذ الذي لك ، فلا تطالبه} {لو6 :30} . وقال كذلك علي لسان المعمدان {من له ثوبان ، فليعط من ليس له . ومن له طعام فليفعل هكذا} {لو3 :11} . *** * ومن محبة الله تعليمه عن الديون في سنة الإبراء . إذ قال {في آخر سبع سنين تعمل إبراء . وهذا هو حكم الإبراء : يبرئ كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه . لا يطالب صاحبه أو أخاه لأنه قد نوي بإبراء للرب} {تث 15 :1،2} . ***
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:41 pm | |
| منع الربا
* ومن محبة الله أيضاً تعليمه عن منع الربا : إذ قال {لا تقرض أخاك بربا ، ربا فضة أو ربا طعام ، أو ربا شيء مما يقرض بربا} {تث23 :19} {لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة ، بل أخش الرب إلهك ، فيعيش أخوك معك . فضتك لا تعطه بالربا . وطعامك لا تعطه بالمرابحة} {لا25 :36،37} . {إذا أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك ، فلا تكون له كالمرابي . لا تضعوا عليه ربا} {خر22 :25} . لقد منع الله أخذ الربا من الفقير ، لأنه لا يملك ، ولأن أخذ الربا يزيده فقراً علي فقر ، وهذا ضد الرحمة والمحبة . ويختلف الوضع بالنسبة إلي المصارف { البنوك} ، حيث أن المال الذي تضعه فيها ، تستخدمه في استثمار اقتصادي وتربح به . فتكون أنت شريكاً في هذا الربح ، باعتبار أنك شريك في رأس المال المستثمر …
انصاف المظلومين
· ومن محبة الله أيضاً الدفاع عن المظلومين والمساكين . يقول المزمور عن الرب {الرب يحكم للمظلومين} {مز146 :7} . {الرب يقوم المنحنين … الرب يحفظ الغرباء يعضد اليتيم والأرملة} {مز146 :8،9} . {مز145 :14} . { الرب يجري حكماً للمساكين وحقاً للبائسين} {مز140 :12} . ويقول الرب {من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين ، الآن أقوم – يقول الرب – أصنع الخلاص علانية} {مز11 :5} . *** * ويعطينا الكتاب مثلاً لدفاع الرب عن نابوت اليزرعيلي ، وعن أوريا الحثي . فلما اغتصب أخاب الملك وزوجته إيزابل حقل نابوت اليزرعيلي ودبرا مؤامرة فقتلاه ، وإذا بالله يتدخل ويرسل إيليا النبي ليقول لآخاب الملك {في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلي ، تلحس الكلاب دمك انت أيضاً …} {1مل21 :19} . وقد كان أنتقم الرب من آخاب وزوجته إيزابل ، لدم نابوت اليزرعيلي الذي ظلم منهما . وبنفس الأسلوب ، وعقوبة أخري ، عقب الرب داود الملك انتقاما لدم أوريا الحثي الذي ظلم منه وتم قتله {2صم12 :7-12} . وبالمثل أنتقم الرب لدم هابيل الصديق الذي قتله أخوه {تك4} . * ولكي ينقذ الرب الذين قتلوا خطأ ، أقام لهم مدن الملجأ . فأمر موسي بتخصيص ستة مدن تسمي {مدن الملجأ } . وقال في ذلك : {تعينون لأنفسكم مدناً تكون مدن ملجأ لكم ، ليهرب إليها القاتل الذي قتل نفساً سهواً . فتكون لكم المدن ملجأ من الولي . لكي لا يموت القاتل ، حتي يقف أمام الجماعة للقضاء …} {عد35 :11،12} … ما أعجب محبة الله وحنوه ، إذ يشفق علي هؤلاء ويحميهم ولي الدم … *** وتثبيتاً للعدل حتي لا يظلم أحد ، أمر الرب أن لا تقبل شهادة رجل واحد . وقال في ذلك {لا يقوم شاهد واحد علي إنسان في ذنب ما أو خطية ما من جميع الخطايا التي يخطيء بها . علي فم شاهدين أو فم ثلاثة شهود يقوم الأمر} {تث19 :15} … مع معاقبة شهود الزور {تث19 :16-21} .
منع العنف
ومع محبة الله أنه منع العنف والتسلط }لا25 :43،46،53{ . ومن محبته أيضاً منع أن يرسلوا إلي الحرب الرجل الخائف ، أو الذي خطب فتاه ، أو متزوج حديثاً . فقال {إذا أتخذ رجل إمرأة جديدة ، فلا يخرج في الجند ، ولا يحمل عليه أمر ما . حراً يكون في بيته سنة واحدة ، ويسر إمرأته التي أخذها} {تث24 :5} . انظر أيضاً {تث20 :5-8} .
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:41 pm | |
| محبتنا لله
1- أهمية محبتنا لله ، ونتائجها . 2- لماذا نحب الله ؟ وماهي عوائق المحبة . 3- كيف نحب الله . بعد الاستغناء عنه . بطرد كل محبة مضادة . 4- نحب الله بتذكار إحسانات إلينا . 5- نحب الله بالتفكير فيه . 6- نحبه باتخاذه صديقاً ، وبعشرته . 7- نحبه بتأمل صفاته الجميلة وعلاقته بقديسيه . 8- نحبه بتأمل سير قديسين الذين أحبهم وأحبوه . 9- نحب الله ، بالصلاة ، صلاة الحب . 10- وسائل أخري لمحبة الله . مخافة الله / محبة الخير / محبة الناس . وسائط النعمة / تذكار الموت والأبدية . 11- علامات محبتنا لله .
اهمية محبتنا لله
أن الله لا يريد سوي شيء واحد ، فيه تكمن جميع الوصايا ، وهو المحبة . أن أحببت الله تكمل كل ما هو مطلوب منك . وأن لم تكن تحبه ، فباطل هو كل عملك ….! فالله يريد قلبك ، وقلبك كله . وهكذا قيل في شريعة موسي { تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل فكرك ، ومن كل قدرتك} { تث6} . وقد أكد السيد المسيح هذه الوصية في { مت22}. ويقول الرب في سفر الأمثال { يا أبني أعطني قلبك} { أم 23: 26} . وإعطاؤه قلبك تعني كل القلب ، وليس مجرد جزء منه . والإ فما هو مصير باقي الأجزاء . *** أن الدين يا أخوتي ، ليس مجرد حلال وجرام ! أو مجرد أوامر ونواهي ، وناموس ونعمة ، بقدر ما هو حب ، نحو الله والناس . ومن هذا الحب ينبع كل خير . وإن كنت لا تحب الله والناس ، فلست إنساناً متديناً ، مهما كانت لك صلوات وأصوام وقراءات وتأملات ، ومنح وعشور وخدمة ووعظ … فالله يريد الحب ، وليس مجرد الممارسات . لا تظن أن الله يطلب منك واجبات أو فروضاً ،أو مجرد وصايا ترغم نفسك عليها ، لكي تظهر مطيعاً لأوامره ، او لتكون باراً في عيني نفسك … إن كل ما يريده هو أن تحبه كما أحبك . وهذا الحب الذي يريده ليس هو أمراً موجها إليك ، وأمنا متعة مقدمة منه لك . تشعر فيها بالفرح ، إن كان قلبك وحياتك روحية … إن كنت لا تحب الله ، فأنت لم تعرفه بعد . علي أن معرفة الله أمر من المفروض أن يكون للمبتدئين . أما عن الكاملين فالمطلوب منهم هو الثبات في الله ، كما يقول {{ أثبتوا في وأنا فيكم }} تماماً { كما يثبت الغصن في الكرمة } { يو15} . فهل تشعر أنك في الله كالغصن في الكرمة ، وعصارة الكرمة تسري فيك ، وتصبح علي صورتها . *** أنت لست غريباً عن الله ، ومحبته ليست غريبة عليك . فأنت أبن له . والمفروض أن الابن يحب أباه . وأنت هيكل لروحه القدوس وروح الله ساكن فيك { 1كو3،5} . هو الأصل وأنت فرع الرأس وأنت عضو في الجسد . حقاً كما قال بولس الرسول { هذا السر عظيم } { أف5} . إن كان الحب الحقيقي لله ، هو الثبات فيه ، فماذا تكون الخطية إذن سوى أنفصال عن الله ، إذ ليس هناك شركة بين النور والظلمة …. ما اصعب أن تتحول من الحب الي الخصومة !! ***
أنت تحب الله ، تحب كل الناس داخل محبة الله . لا تسمح بوجود محبة في قلبك تتعارض مع محبة الله ، فهذه خيانة لله الذي خلقك ورعاك وفداك … والكتاب يقول
{ محبة العالم عداوة لله } { يع4} . وقيل { إن أحب أحد العالم ، فليست فيه محبة الآب } { 1يو2} . ولذلك فإن الكنيسة تقول لنا في كل قداس { لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم . لأن العالم يبيد وشهوته معه } { 1يو2} . كذلك لا نحب أحداً أو شياً أزيد من محبتنا لله . فقد قال الرب { من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني . ومن أحب إبناً أو ابنة أو زوجة أكثر منى فلا يستحقني } … { وهكذا قال الآباء الرسل { ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس }… بل حتي نفسك ، لا تحبها أكثر من الله ، بل تضبطها وتقمعها في طاعته . وتنكر ذاتك ، وتبغض نفسك من أجل الرب … وإذا أحببت الله من كل القلب لا تسمح لأي شيء أن يفصلك عنه . فقد قال الرسول : } من يفصلني عن محبة المسيح ؟! ….{ } رو8{ . لا شده ولا ضيق ، ولا قوات حاضرة ولا مستقبلة … ولا أية شهوة أو رغبة …. ما أعجب قصة ذلك القديس الذي كان سائراً في البرية يصلي . فأتي ملاكان سار واحد عن يمينه والآخر عن يساره ، ولكنه لم يسمح لنفسه أن ينشغل بهما عن صلاته . بل قال في فكره { من يفصلني عم محبة المسيح ؟! لا ملائكة ولا رؤساء ملائكة } !! واستمر في عمق صلاته .. *** إن كل محبة تبعدك عن محبة الله هي محبة غريبة خاطئة . وكل محبة تنافس الله في قلبك ، اهرب منها . ولكنك يمكنك أن تحب كل الناس من أجل الله ، وداخل محبة الله . تحبهم في المسيح يسوع الذي أحبهم . ولا تحبهم أكثر من الله . وحتى العالم الخاطئ ، تحبه أيضاً لكي تقوده الي محبة الله ، لا لكي يشغلك عنه … *** القلب كله ملك لله ، فلا تسلبه شيئاً من حقوقه . إن كان قد قال عن العشور { سلبتموني ، قال الرب } { ملا4} ، فكم بالأكثر نسلبه ، إن أعطينا قلبنا لشيء ضده ، أو فضلنا آخر عليه ؟! لذلك شبهت النفوس المحبة لله بالعذارى . ويقل في سفر النشيد { أحبتك العذارى } { نش1} . واللائى دخلن الملكوت شبهن بخمس عذارى حكيمات { مت25}. وقال بولس الرسول { خطبتكم لرجل واحد ، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح … } { فلماذا هذه التشبيهات كلها ؟ لأن العذراء لم تعط ذاتها لآخر … وينطق الاسم علي كل نفس لم تعط قلبها لغير الله . ويتساوى في هذا المتزوجون وغير المتزوجين / مادام القلب في محبته مكرساً لله وحده … وهكذا قالت عذراء النشيد { أنا لحبيبي ، وحبيبي لي } أنا لست لشيء آخر …. ونلاحظ هنا استخدام كلمة { حبيبي } بدلاً من كلمة ربي وإلهي بسبب عاطفة الحب ، التي ندعوه بها أبانا … إنه حب متبادل بين الله والنفس البشرية . بسببه قال بولس الرسول { خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح … وأوجد فيه } { في3} … فإن كنا نتعلق بشيء في العالم يشغلنا عن محبة الله فهذا دليل علي أن محبتنا ليست كاملة … لقد استطاع القديسون أن يفرغوا قلوبهم من كل حب ، لكي يكون الله هو الكل في الكل في قلوبهم … لكي يكون الفكر كله لله والعاطفة كلها . فالحاجة الي واحد …
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:43 pm | |
| نتائج محبتنا لله
فإن أحببت الله ، تحب أن تتكلم معه ، فتحب الصلاة . وتجد لذة في الحديث مع الله . وتكون صلاتك مشبعة بالاشتياق الي الله والي البقاء في حضرته . وتقول مع داود النبي { باسمك ارفع يدي ، فتشيع نفسي كما من شحم ودسم } . فهل لك هذا الشبع الروحي في الصلاة ؟ هل الصلاة تغذيك محبة الخير
الذي يحب الله ، بالضرورة يحب الخير ويحب حياة القداسة . محبة الإنسان لله توصل الي محبة الفضيلة . كما أن محبة الفضيلة توصل أيضا الي محبة الله ، وتجعله يرتفع عن مستوى الصراع مع الخطية ، لأنه ما عاد يحبها ، بل أصبح يشمئز منها . لأنه ثبت في الله ، ولله نور، والخطية ظلمة ، ولا شركة للنور مع الظلمة … الذي يحب الله ، يصبح هيكلاً للروح القدس ، والروح القدس يسكن فيه ، ويعمل به ومعه . وهو لا يمكن أن يسمح لنفسه بأن يخزن روح الله الذي فيه بخطية من الخطايا ، لذلك لا يخطئ … وهو يعرف تماماً أنه لو أخطأ ، يقول له الرب كما قال لملاك كنيسة أفسس { عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي{} رؤ2{ . ولكن الإنسان المحب لله حقاً ، هو ثابت في محبته ، وثابت في حياة القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب . وفي محبته للخير ، لا يجاهد للوصول الي التوبة لأنه قد اجتاز هذه المرحلة ، إنما كل جهاده هو للنمو في حياة البر وعمل الخير . إنه جهاد إيجابي ، وليس جهاداً سلبياً. هو انتقال في حياة القداسة من درجة الي درجة أعلي . إنه جهاد لذيذ بلا تعب داخلي . فهو في محبته للرب ، قد دخل الي راحة الرب ، واسترحت روحه فيه . دخل الي سبته الروحي الذي لا ينتهي ، يتدرج فيه خير الي خير أكبر بلا تغضب ، بل في متعة روحية ، يفعل الخير تلقائياً بلا غضب … *** هذا الذي يحب الخير لا يحتاج الي الوصية التي تدعوا الي الخير . بل يصنع الخير بطبيعته الخيرة ، إذ صار الخير من مكونات طبيعية كصورة الله . الذي يحب الله ويحب الخير ، يفعل الخير كشيء عادي طبيعي ، كالنفس الذي يتنفسه ، دون أن يستشعر في داخله أنه يعمل شيئاً زائداً أو عجيباً ، دون أن يأخذه الزهو بما عل . ولهذا فهو لا يفتخر مطلقاً بشيء من فضائله ، لأنه يراها شيئاً عادياً وثانياً لأنه من محبته لله ، ينسب كل شيء حسن يعمله الي عمل الله . كما قال بولس الرسول { لا أنا بل نعمة الله العاملة معي } { 1كو15}.
وتعزيك وتفرحك ، وتسمو بك في أجواء عليا أرفع من مستواك ؟ وهل كل كلمة من الصلاة لها مذاقة حلوة وفي ذهنك ومصدراً لتأملات ؟! أم أنت تقاوم نفسك وتغضب نفسك ، لكي تصلي ! أو تلتمس أعذاراً كثيرة لكي لا تصلي ؟! محتجبا بالتعب وضيق الوقت . بينما السبب الوحيد لعدم صلاتك ، هو أنك لا تحب الله . فلو كنت تحب الله ، كنت تشتاق الي الحديث معه . ولو أحببت الصلاة تحب الله . فمتي إذن تحبه وتحبها ؟ *** الذي يحب الله لا يخطئ ، لأن محبته لله تمنعه من مخالفته . وهذا واضح من الرسالة الأولي للقديس يوحنا الرسول ، حيث يقول ويكرر إن { المولود من الله لا يخطئ } { لأن زرعه ثابت فيه } { والشرير لا يمسه } . بل يقول عنه أكثر من هذا إنه : { لا يستطيع أن يخطئ } { 1يو3: 5} . أصبحت طبيعته لا تقبل الخطية . والمحبة رفعته فوق مستوى الخطيه ، وفوق مستوي الوصية، وفوق مستوي الجسد …. فهو يمتنع الخطية ليس خوفاً من العقوبة ، ولا رعباً من جهنم ، إنما بسبب محبته لله ، وبالتالي محبته للخير . هنا نقول : *** الإنسان الذي يحب الله ، تتحد مشيئته مع مشيئة الله . فهو في محبته لله يقول له { لا تسمح يارب أن أشاء شيئاً لا تريده أنت . لتكن مشيئتي إذن هي مشيئتك . ولتكن مشيئتك هي مشيئتي . بل ليتني لا تكون لي مشيئة علي الإطلاق . بل أنت في فكري ، وفي قلبي ، هو الذي أعمله بكل رضا وحب . *** لذلك فالذي يحب الله لا يجد صعوبة في تنفيذ وصاياه . { لأن وصاياه ليست ثقيلة } كما قال القديس يوحنا الرسول { والذي يحب الله يحب وصاياه أيضاً } ويجدها سراجاً ونوراً لسبيله ، ويكون { في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً } ويقول للرب { وجدت كلامك كالشهد فأكلته } إنه أحلي من العسل والشهد في فمي فرحت به كمن وجد غنائم كثيرة { مز119} . *** وصية الرب ليست صعبة أمامه ، لأنه لا توجد في قلبه النقي أية شهوة خاطئة تقاوم وصية الله . ولأنه يعمل بمضمون هذه الوصية ، حتي دون أن يقرأ عنها . إن المحبة رفعته فوق مستوى الوصية . ولم يعد داخلاً تحت سيطرتها . الوصية لا تشكل عبئاً عليه وهي ليست مجرد أمراً ، بل هي نور يضئ له الطريق الي الله ، وحتى لا يضل بحيل العدو أو بخطأ الأفكار . إنها الوسيلة التي بها يتقي الله قلبة ، فيصير حسب قلب الله . إنها الطريقة التي تجعل منه صورة الله ومثاله . حقاً إن الله من محبته لنا ، ومنحنا وصاياه . ونحن من محبتنا له نطيع هذه الوصايا ، بل ونفرح بها كرسالة إلينا من الله الذي نحبه . الذي يحب الله لا يرى أن الوصية تقيده ، بل ترشده . إنها ليست قيوداً علي أرادته ، ولا هي حد لحريته ، لأن الخطية والعادات السيئة هي التي تقيد حرية الإنسان ، وكلمة الله هي التي تجرده والذي يحب الله لا يري الوصايا ضغطاً علي إرادته ، لأن إرادته المتحررة تفرح بالوصايا التي قررها الله لمنفعتنا … الذي يحب الله ، يسعده أن يدعو جميع الناس الي محبته . مثلما فرح يوحنا المعمدان إذا رأي الناس يلتفون حول المسيح . وقال { من له العروس فهو العريس . أما صديق العريس فيري ويفرح . لذلك فرحي قد صار كاملاً { يو3} . لذلك فهو يخدم ، لأنه يحب الله ، ويحب ملكوته ، ويحب أن ينشر هذا الملكوت وتنتشر كلمة الله ، ويزداد عدد الذين يتبعون طريق الرب ويحبونه . *** وهكذا ينجح في حياة الخدمة ، من يرى الخدمة حباً . حباً لله والناس وللملكوت . حبه لله يقوده الي خدمتهم ، لكي أن ينتشر هذا الملكوت ،لكي يذوقوا وينظروا ما اطيب الرب .
وكلما يخدمهم يزداد محبة لهم . وكلما يحبهم تزداد خدمته لهم . وهو حينما يعطي ، إنما يعطي عن حب ، لأنه مكتوب : } المعطي المسرور يحبه الرب {. لا عن طلب أجر من الله ، وانما بسبب الإشفاق العجيب الذي في قلبه من نحو المحتاجين . لذلك فإن عطاءه يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور ، ويرفع فوق مستوى الأرقام . فيعطي بسخاء ولا يعير . ولا يسأله الله كم أعطى ؟ وانما كم أحب . ويكافئه علي الحب الموجود في عطائه ، وليس عن الكمية ….
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:43 pm | |
| لماذا نحب الله
فلنأخذ سفر النشيد الذي يعطينا مثالاً عم محبة النفس لله . فلماذا كانت تحبه ؟ 1* أول كل شيء ، هو أن حب الله متعتها ولذتها : نقول له { حبك أطيب من الخمر } { نش2:1} . إنها محبة تسكر . تنتشى بها النفس . بل تقول { أني مريضه حباً } {نش5:2} . أي أن محبة الله قد دغدغت جسمها ، فلم تعد تحتمل تلك الطاقة الجبارة من الحب الإلهي . جسدها أضعف من طاقات الروح . فلم تعد طاقة الجسد تحتمل الحب الإلهي ، فأصبحت مريضة حباً … إنسان ترتفع درجة حرارة جسده ، إذ هو مريض جسدياً . وإنسان آخر ترتفع بالحب درجة حرارة روحه ، فإذا هو مريض حباً … { مدروخ } من الحب الإلهي . مثلما قيل لبولس الرسول { كثرة الكتب حولتك الي الهذيان يا بولس } {أع26: 24} . هذا الهذيان البولسى المقدس ، نشتهي نحن جميعاً ان نصاب به . أنسان من فرط الحب الإلهي الذي فيه ، يتكلم كلاماً لا يفهمه الناس ، ويشعر بشعور لا يدركه الناس ، فيحسبونه يهذي ! *** مشكلة أهل العالم ، أن محبة العالم تتصارع فيهم مع محبة الله . فالجسد يشتهي ضد الروح التي تشتهي الله { غل5: 17} فهم يتلذذون بالعالم ، فيما يريدون أن يحبوا الله !! وهكذا يجود في حياتهم شيء من التضاد ومن التناقض ، ومن الصراع ، بغير استقرار . أما الإنسان الذي يحب الله حقاً ، ومحبة الله هي متعته ، فليس فيه صراع ولا تضاد . ولا يتعب في تنفيذ وصيه الله ، لأنه لذته … أنه يتغني بوصايا الله ، كما تغني بها داود في مزاميره { وصاياك هي لهجي } { سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي } {محبوب هو أسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي } { مز119} . أو كما تقول عذراء النشيد{ أسمك دهن مهراق} ونترجمها في القداس الإلهي { طيب مسكوب هو أسمك القدوس } . { طيب مسكوب هو أسمك ، لذلك أحبتك العذارى } { نش1: 3} ونعني بالعذارى النفوس التي لم تعطي ذاتها لأخر ، إذ أحبت الرب من كل القلب . سواء أكانت هذه النفوس من البتوليين ، أو المتزوجين . لذلك فإن الكتاب . لقب كل اللذين يخلصون بخمس عذارى حكيمات . *** 2* النفس تحب الله ، لأنها لا تجد له شبيهاً . كما نغني له في التسبحة ونقول { من في الآلهة ، يشبهك يارب ؟! أنت الإله الحقيقي ، صانع العجائب .} . أن اله ، إذا قارنا محبته بكل مشتهيات العالم ، وكل آلهته ، نجده يفوقها جميعاً ، لذلك تقول عذراء النشيد :
} حبيبي أبيض واحمر ، معلم بين ربوه {} نش5: 10{ . أبيض في نقاوة قلبه ، وفي أنه النور الحقيقي … وأحمر في الدم المسفوك لأجلنا ولأجل خلاصنا … وهو مميز بين ربوة أي أن وضعت حبيبي بين عشرة آلاف ، ا جده مميز بينهم … متي إذن يتميز الله في قلبك عن كل مشتهيات الدنيا وكل سكانها وتجده يفوقهم جميعاً ….؟ كل شهوات العالم ذائله ، تنتهي بعد حين ، أما محبة الله ، فتبقي الي الأبد . شهوات العالم سطحية ، أما محبة الله فلها عمق ولها قدسية . وترفع مستوى الإنسان . في حين أن شهوات العالم تهبط بمستواه … كلما أحبك يارب ، ترفعني إليك لأعيش في السماوات . أما إن أحببت العالم ، فإنه يهبطني معه الي الأرض ، الي التراب والأرضيات ….. *** 3* نحن أيضاَ نحب الله من أجل بهائه . إنه{ أبرع جمالاً من بني البشر } { مز45: 2}. تناديه عذارء النشيد فتقول { ها أنت جميل يا حبيبي } { نش 1: 16} . فهل حقاً نري الله كذلك ؟ ربما إنسان يسير في طريق الله ، فيجد أن الباب ضيق ، والطريق كرب { مت7: 14} . ويجد أن الوصية ثقيلة ، ولولا خوف الأبدية ما كان يستمر . فيقول للرب : من أول معرفتي لك ، عرفت التجارب والضيقات { يو33:16} . وعرفت الصليب وهكذا لا يري الحياة مع الله جميلة !! أما الذي يحب الله ، فكل شيء في عينيه : الله وصليبه ، وتجاربه ووصاياه . ويري الطريق حلواً ، مهما كان ضيقاً … يكفي أنه يوصل الي الملكوت … ولا تحزنه التجارب ، إذ يري فيها بركاتها ، فيغني مع يعقوب الرسول { احسبوه كل فرح يا اخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة } { يع1: 2} . وينشد مع بولس الرسول { افرحوا في الرب كل حين ، وأقول أيضا افرحوا في الرب كل حين ، واقول أيضاً افرحوا } { في 4:4} ومن أجل محبته لوصايا الله ، يقول مع يوحنا الرسول إن { وصاياه ليست ثقيله } { 1يو3:5} . عذراء النشيد تغني بجمال الرب فتقول . { حلقة حلاوة . كله مشتهيات } { نش16:5} { فتي كالأرز ، طلعته كلبنان { نش15:5} … وتشرح باقي صفاته . حقا إن الوجود مع الله ، هو شهوده نشتهيها . وكما قال الآباء إن القداسة هي استبدال شهوة بشهوة ، إذ نترك شهوة العالم ، لنحظي بشهوة التمتع بعشرة الله … نشتهي الله وكل ما يتعلق به ، وكل ما يوصلنا إليه . ونجد فيه لذتنا وفرحنا ومعه لا يعوزنا شيء …. ما أجمل التأمل في صفات الله . إنها تغرس محبته في القلب . الله المحب ، الطويل الروح ، والكثير الرحمة ، الجزيل التحنن ، الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا {مز103} . الله الكلي القداسة ، الكلي الحكمة ، الكلي القدرة ، المخبأة فيه كل كنوز الحكمة والعلم {كو2 :3} … الله الذي نتغني بصفاته في القداس الغريغوري وفي تحليل آخر كل ساعة ، وفي صلوات المزامير . *** 4* نحب الله ، لأنه أحبنا قبلاً } 1يو19:4{ . هو الذي أحبنا وفدانا . لأنه { هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية } { يو16:3} …. هذه هي المحبة . ليس أننا نحن أحببنا الله . بل أنه هو أحبنا ، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا } { 1يو4: 10} . نحبه لأنه نقشنا علي كفه { أش49: 16} . ووعدنا بأن { كل آلة صورت ضدنا لا تنجح } { اش45: 17} ، وأن أبواب الجحيم لن تقوي علينا { مت 16: 18} . ما أكثر وعوده المعزية … *** 5* نحب الله ، لأنه أبونا ، وراعي نفوسنا . هو الذي تغنى داود برعايته فقال { الرب يرعاني فلا يعوزني شيء . في مراع خضر يربضني . الي ماء الراحة يوردني . يرد نفسى الي سبل البر } { مز 23} . هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف { يو 10: 11، 14} . وهو الذي قال
{ أنا أرعى غنمي وأربضها … وأطلب الضال ، واسترد المطرود ، واجبر الكسير ، واعصب الجريح } { خر 16:34} . وعذراء النشيد تسميه {الراعي بين السوسن} {نش2 :16} هو الأب الحاني علي أولاده ، الذين يعطيهم خيراته بكل سخاء ، ويهتم بهم ويغدق عليهم من عطاياه ، حتي أن داود النبي يقول في المزمور {باركي يا نفسي الرب ، ولا تنسي كل إحساناته ، الذي يغفر جميع ذنوبك ، الذي يشفي كل أمراضك ، الذي يفدي من الحفرة حياتك ، الذي يكللك بالرحمة والرأفة ، الذي يشبع بالخير عمرك ، فيتجدد مثل النسر شبابك } {مز103 :1-5} . *** 6* إننا نحب الله ، لأنه قوي ، يحرس ويسند . تشعر النفس المحبة لهم ، انه في حمايته ، محاطة بقوة عجيبة ينقذها بذراع قوي ، وبيد حصينة . فلا تخشي من خوف الليل ، ولا من سهم يطير بالنهار . فهو يعزيها بقوله {إليك لا يقتربون ، بلا بعينيك تنظر وتري مجازة الأشرار} لذلك فهي تغنى قائلة {الساكن في ستر العلي ، وفي ظل القدير يبيت} {مز91 :1-8} {إن لم يحرس الرب المدينة ، فابطلاً يسهر الحارس} {مز127 :1} . *** 7* إننا نحب الله لأسباب عديدة لا تحصي . إذ انه بمحبة الله ، يعيش الأنسان في فرح دائم : يفرح بأرب الذي يقوده في موكب نصرته {2قو2 :14} … وينقله من خير إلي خير . ويفرح لتمتعه بالرب ، ولأن الخطية لا مكان لها في قلبه ولا مكانة . ولأن محبة الله طردتها . حقاً قد تحدث له حروب ومقاومات من الشيطان ، ولكنه مقاومات من الخارج فقط ، أما قلبه من الداخل فيملك عليه السلام . وهكذا تجتمع في قلبه الفرح والمحبة والسلام ، والتي هي أولى ثمار الروح {غل5 :22} . نحن نحب الله ، لأن محبته تطرد الخوف من خارج قلوبنا {1يو4 :18} . فلو ملكت المحبة علي قلوبنا ، لا نعود نخاف الله ولا الدينونة ، ولا نخاف الناس ، ولا الخطية ولا الشيطان … نحب الله ، لأنمه بمقدار محبتنا له سيكون فرحنا اً به في الأبدية وستكون سعدتنا . لأن في الأبدية { نجماً يمتاز عن نجم في المجد } { 1كو15: 41} . وهذا الامتياز تحدده المحبة . فحسب مقدار محبتنا يكون امتياز درجتنا ومتعتنا في الأبدية . يا أخوتي . أريدكم أن تدربوا أنفسكم علي محبة الله . أخرجوا من مظاهر الحياة الروحية ، وأدخلوا الي عمق الحب . وأعلموا أن محبتكم لله ، هي التي تعطي روحياتكم عمقاً …. لقد أنكر بطرس سيده ومعلمه ، وسب ولعن وقال لا أعرف الرجل { مت 26: 7- 74} . ولكن الرب لما عاتبة بعد القيامة ، لم يذكر له موضوع الإنكار ، وأنما سأله قائلاً { يا سمعان بن يونا ، أتحبني أكثر من هؤلاء ؟ } { يو 21: 15} . فاجاب بطرس { أنت تعلم يارب كل شيء . أنت تعلم أني أحبك } ….وبهذه المحبة نال المغفرة ، ورجع الي رتبته الرسولية …. أن كانت محبة الله لها كل هذه الأهمية فلعلنا نسال : ما الذي يعوق محبتنا لله ؟
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:44 pm | |
| عوائق المحبة أول عائق ضد محبة الله هو الذات . كثير من الناس يحبون ذواتهم أكثر من محبتهم لله !! ذاتهم هي الصنم الذي يتعبدون له فيبحثون باستمرار عن رغبات هذه الذات وشهواتها ، ورفعة الذات ومجدها ، وكرامة الذات وانتقامها لنفسها ، ومجد هذه الذات ومديح الناس لها ، وشهرة الذات وعظمتها وظهورها … وفي سبيل ذلك ما أكثر الخطايا التي يقترفونها ، ويبعدون بها عن الله وعن محبته ولذلك قال الرب .. } من أراد أن يتبعني ، فلينكر ذاته … {} مت16: 24{ . وقال أيضاً { من وجد ذاته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلي يجدها } { مت16: 39} { مر8: 34، 35} . ودعانا أن نبغض حتي أنفسنا من أجل محبته … أي نبغض انحرافاتها التي تبعدنا عنه … وليس فقط الذات ومحبتها وأنما أيضاً :
أسال نفسك : هل هناك محبة أخرى تنافس الله في قلبك ؟ حاول أن تطرد من قلبك كل محبة أخرى ضد محبة الله ، أو تزيد علي محبة الله … لقد أحب شمشون دليله أكثر من محبة لله . ومن أجلها فقد نذره { قض16 } . واحب لوط الأرض العشبه في سادوم ، أكثر من عشرة آبرام ومذبح الله ، فوقع في سبى سادوم . { وكان البار بالنظر والسمع …. يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة } {2بط2: 8} . حتي المحبة المقدسة الطبيعية للأقرباء لا تجعلها تزيد عن محبتك لله . وفي ذلك قال الرب { من أحب أباً أو أماً فلا يستحقني ، ومن أحب أبناً أو ابنه أكثر مني فلا يستحقني } { مت 37:10} . فكثيراً ما يكون {أعداء الإنسان أهل بيته } {مت 36:10} ، أن كانوا يمنعونه عن محبة الله ، أو تكريس نفسه له ، أو يقودونه في طرق مخالفة … *** يمنعناً عن محبة الله أيضاً : محبة العالم والجسد والمادة . وصدق الكتاب حينما قال { محبة العالم عداوة لله } { يع4:4} . { لا يحبوا العالم ولأ الأشياء التي في العالم . أن أحب أحد العالم ، فليست فيه محبة الآب } { 1يو15:2} . لذلك هرب آباؤنا من العالم ليتمتعوا بمحبة الله … فأن كنت أنت تعيش في العالم، فعلي الأقل تتذكر قول الرسول { ويكون الذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه ،لأن هيئة هذا العالم تزول} { 1كو31:17} . وما أكثر ما تقف المادة ضد محبة الله ، كالمال مثلاً . وقد أمرنا الرب بان نبعد عنه كمنافس لله ، فقال {لا تقدرون أن تخدموا الله والمال} {مت6 :24} . وفي قصة الشاب الغني ، نري أنه مضيء حزيناً ، لأنه كان ذا أموال كثيرة {مت19 :22} . فإن كنت تملك مالاً ، فلا تجعل المال يملكك . أنفقه في محبه الله والناس ، فيكون لك كنز في السماء {مت19 :21} . بقي الجسد ، الذي تقف شهواته عقبة ضد محبة الله . وهكذا يقول الرسول {إن اهتمام الجسد هو موت . ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام . لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله} {رو8 :6،7} . ويقول أيضاً {لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون . ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون} {رو8 :13} . ابحث إذن هل جسدك يعوقك عن محبة الله ؟ ليس فقط شهوات الجسد في الزني ، وفي شهوة الطعام والشراب ، وإنما أيضاً في محبة الراحة التي قد تعطلك عن الصلاة وعن الخدمة وإعانة الآخرين … *** قد تعوقك عن محبة الله أيضاً : المشغوليات . التي تستولي علي كل وقتك وكل اهتمامك ، وتشغل فكرك وعواطفك ، ولا تبقي لك وقتاً تقضية في الصلاة أو التأمل ، أو قراءة كلمة الله ، أو حضور الاجتماعات الروحية … وهكذا تبعدك المشغوليات عن الوسائط الروحية التي تعمق محبة الله في قلبك …. نصيحتي لك أن تمسك بميزان دقيق ، وتجعل لكل مشغولياتك حداً لا تتعداه ، فلا تطغي كفتها علي حياتك الروحية ، لأن الرب يقول {ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه} {مر8 :36} . واهتم بمحبة الله والوسائط التي تؤدي إليها ، ولتكن لها المكانة الأولي في قلبك وقل مع داود النبي : }وأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب{ }مز73 :28{ . لقد حدثتك عن محبة الله وأهميتها ودوافعها وموانعها . وبقي أن أتكلم معك بتفصيل عن كيف نحب الله؟ وكيف نصل إلي محبته ؟ …
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:44 pm | |
| كيف نحب الله
كل إنسان متدين ، يهمه بالضرورة أن يرقي إلي محبة الله . ولعل الكل يسألون : كيف يمكننا أن نصل إلي محبة الله ؟ وسنضع أمامنا هنا بعض الوسائل .
لن تستغنى عنة
· أنه ينبغي أولاً تتأكد من هذه الحقيقة : إن الله هو الكائن الوحيد الذي لا يمكنك أن تستغني عنه … سواء في هذه الحياة ، أو في الحياة الأخرى … كل خطوة من خطواتك تحتاج إلي حفظ الله وعنايته . كل طريق تسلك فيه يحتاج إلي معونة إلهية ، وما أكثر ما تحتاج إلي إرشاد إلهي ، وبخاصة حينما تري الطرق قد تشعبت أمامك ، والأمور قد تعقدت . هنا تذكر قول الرب في الأنجيل {بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً} {يو15 :5} . إن الحياة مع الله ، تغرس سلاماً في القلب ، وتبعد الإنسان عن الخوف ، وتمنحه ثقة في وجوده . *** فإن كنت لا تستغني عن الله ، وهو لازم لك ولحياتك ، فلتكن لك إذن علاقة معه . وإن وصلت هذه العلاقة إلي درجة الحب ، ستكون لك دالة أمامه حين تطلبه . وحتى دون أن تطلب ، ستجده يدبر أموك حسب مشيئته الصالحة . وأنت نفسك ستكون مطمئناً جداً في تسليم حياتك بين يديه . لا تظن في يوم ما أنك تستطيع أن تستقل بنفسك ، مستغنياً عن الله ، مكتفياً بعقليتك وما وصلت عليه من معرفة وخبرة وقوة !! فإن هذا سيقطع الصلة بينك وبين الله . وربما تشعر أيضاَ في تلك الحالة أنك لست في حاجة إلي الصلاة ز ويأتي وقت وتقع في ضيقة ، فتستيقظ … وتعود إلي الله وتقول له : لست أستطيع يارب أن أستغني عنك . أنني محتاج إليك في مشاكلي . بل أنا محتاج أولاً إلي الصلح معك ، وإلي عودة علاقتي بك، أو إلي تكوين علاقة جديدة معك … ويسمع الرب ويتحنن ويستجيب ، لكي يقودك إلي محبته … أتراك إذن في حاجة إلي ضيقات وتجارب لكي توصلك إلي محبه الله ؟!
اترك المحبة المضادة
* للوصول إلي محبة الله ، ينبغي أن تبعد عن كل محبة مضادة ، وبالتالي تبعد عن شهوات العالم … وقد ركز الرسول محبة العالم في {شهوة الجسد ، شهوة العين ، تعظم المعيشة} {1يو2 :6} . وقال {أن أحب احد العالم ، فليس فيه محبة الآب … والعالم يبيد وشهوته معه ..} {1يو15 :17} . ومن أجل أهمية هذا الأمر ، فإن الكنيسة في كل قداس بعد قراءة الكاثوليكون ، تردد علي أسماعنا قول الرسول . {لا تحبه العالم ولا الأشياء التي في العالم} {1يو2: 15} . وقد قال القديس يعقوب الرسول {إن محبة العالم عداوة لله} {يع4 :4} . ***
إنك لا تستطيع إن تعبد ربين ، أو تخدم سيدين }مت6 :24{ . فإما محبة الله ، أو محبة العالم . كلما ازدادت محبة العالم قلبك ، فإن محبتك لله تقل . وكلما ازدادت محبتك لله ، فعلي نفس القياس تقل محبتك للعالم وكل ما فيه ، وتصبح كل شهواته تافهة في نظرك ، كما قال القديس بولس الرسول { خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية ، لكي أربح المسيح ، وأوجد فيه } { في3: 8، 9} . أن الكنيسة بلغت قمة محبتها لله في عصر الاستشهاد ، وارتبط ذلك أيضاً بقمة زهدها في العالم . فالذي يشتهي شيئاً في العالم ، لأبد أن يشتهي أيضا البقاء فيه . أما الذي يزهد العالم وشهواته ، فإنه يشتهي الإنطلاق منه ليكون مع المسيح ، فذاك أفضل جداً { في1: 23} … وهكذا من أجل محبة الله ، كان يشتهون الاستشهاد … وكانت أصوات التسابيح والصلوات تملأ سجونهم ، كما حدث مع بولس وسيلا وهما في سجن فيلبي { أع16: 25} . ونسمع في قصة استشهاد القديس أغناطيوس الانطاكى ، أن حينما أرسله الحكام الي رومه لالقائه الي الأسود الجائعة ، واراد أهل رومه المسيحيون أن ينقذوه من الموت ، أرسل اليهم القديس أغناطيوس رسالة يقول لهم فيها { أخشى أن محبتكم تسبب لي ضرراً … } . كانت في قلبة شهوة الموت ، للالتقاء بالله … أما الذي شهواته تكون في العالم ، فإنه يقول مع الغني الغبي { أهدم مخازني وأبني اعظم منها ، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي . وأقول لنفسي : يا نفسي ، لكي خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة . فأستريحي وكلي وأشربي وأفرحي } {لو12 :18،19} … ولم يفكر ذلك الغني في الله ، ولم يرد أسمه علي لسانه ولا في فكره ، لأن قلبه متعلق بماله ومخازنه وخيراته الأرضية . *** حقاً كما قال الرب : حيث يكون كنزك ، هناك يكون قلبك أيضاً }مت6 :21{ }لو12 :34{ . فأين هو كنزك يا أخي ؟ هل هو علي الأرض حيث يفسد السوس والصدأ ، وينقب السارقون ويسرقون {مت6 :19} ؟ هل كل كنوزك هي شهوات العالم وألقابه وأمجاده وألوان المتع التي فيه . وهناك قلبك أيضاً !! إذن فقلبك خالي من الله . والمحبة التي في قلبك ، قد تحولت إلي العالم ، ولم يعد لله فيها نصيب … أتراك تستطيع أن تستمتع بالعالم ، كما فعل سليمان ؟!
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:44 pm | |
| الذي كانت له جنات وفراديس ، وعبيد وجواري ، ومغنين ومغنيات ، وخصوصيات الملوك ، ومئات من النساء . ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما {جا2 :4-10} . وفي كل ذلك ابتعد عن الله {ولم يكن كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود ابيه} {1مل11 :4} … بل أنه استحق منه العقوبة التي استمرت مع نسله . وكل ما تمتع به سليمان من متع العالم ، قال عنه أخيرا {ثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي ، وإلي التعب الذي تعبته في عمله ، فإذا الكل باطل قبض الريح ، ولا منفعة تحت الشمس} {جا2 :11} . *** إذن ، لا تجعل قلبك في شهوات العالم ، فإن الباب الواسع لا يوصل إلي الملكوت }مت7 :13{ . متع العالم لن توصلك الي الله ، بل هي تبعدك عنه … وان دخلت محبة العالم الي قلبك ، فسوف تري أن أفكارك ومثلك بدأت تهتز … وحينئذ ستناقش المثاليات التي كنت تؤمن بها ، وقول : وما المانع أن أفعل كذا وكذا ؟! وما الخطأ وما الحرام في أن أتمتع بكذا وكذا . وتبدأ في سلسلة مساومات مع المبادئ والقيم !! والسبب في كل هذه الاسئله والمساومات والمناقشات ، هو أن محبتك لله قد قلت … *** أن بدأت محبة العالم تدخل الي قلبك ، فبالضرورة محبتك لله ستقل … فهذه هي مأساة ديماس ، التي سجلها بولس الرسول بقوله { ديماس تركني ، لأنه أحب العالم الحاضر } { 2تي4: 9} . وهذه هي أيضاً مأساة كثيرين كان يذكرهم القديس بولس في رسائله ، ثم تحدث عنهم في رسالته الي فيلبى وهو باك وقال الذين نهايتم الهلاك ، ومجدهم في خزيهم ، اللذين يفتكرون في الأرضيات } { في 3: 18- 19} .
لعلك تقول : ولكني أعيش في العالم …. نعم ، أنت تعيش في العالم ، ولكن لا تجعل العالم يعيش فيك . كما قال القديس بولس { والذين يستعملون هذا العالم ، كأنهم لا يستعملون ، لأن هيئة هذا العالم تزول } { 1كو7: 31} … عش في العالم كغريب عنه كما عاش آباؤنا القديسون الذين { أقروا أنهم غرباء ونزلاء علي الأرض … يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً } { عب11: 13، 16} . كان بعضهم يملكون المال ، ولكن المال لم يكن يملكهم لأن قلبهم كان كله لله . *** ينبغي إذن أن تشعر بأن الله هو الوحيد الذي يملأ قلبك . هو الذي يسكن في أعماقك . في أعماق الفكر والقلب . أما باقي ألوان المحبة فهي سطحية أو عابرة . ويكون لها عمق ، كلما تكون نابعة بمحبة الله ، وليست متعارضة معه . إذن تحب كل ما يزيدك محبة الله وكل ما يقربك إليه . وأن كنت تريد محبة الله حقاً ، كن حريصاً علي كل المشاعر التي تسكن غلي قلبك ، كرقيب عليها ، تختبرها جيداً هل متفقة مع محبة الله أم لا …. ولا تحاول أن تخدع نفسك أو أن تغير موازينك . ناقش إذن مدي علاقتك بالماديات والجسدانيات . فمحبتك لله تتناسب عكسياً مع هذه الأمور جميعها . وتذكر أن خطية الإنسان الأول ، بدأت حينما اشتهي شهوة أخري تتعارض مع محبة الله ووصيته . ناقش أيضاً في داخلك ، ما هي المحبات الأخرى التي تنافس محبة الله في قلبك ؟ وكيف يمكنك التخلص منها ؟ وهنا لابد أن يواجهنا سؤال هام وهو : *** هل نحارب المحبات الأخرى ، لتدخل محبة الله الي قلوبنا ؟ أم نبدأ بمحبة الله وهي التي تطرد المحبات الأخرى . أتسأل بآيها تبدأ ؟ ابدأ بآيها . وثق أن كلا من الطريقين يوصل إلي الآخر . إن شعرت أن كل محبة تتعارض مع محبة الله ، هي محبة زائلة وخاطئة وشريرة ولا تملأ قلبك ، فحينئذ ستزهدها ، وتملك محبة الله علي قلبك … وإن بدأت نعمة الله معك ، وانسكبت محبته في قلبك بالروح القدس { ور5:5} ، فستجد أن محبة الله قد طردت من قلبك كل محبة معارضة …. تذكر عبارة { تحب الله من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قوتك } { تث5:6} . وأسأل نفسك : هل حقاً كل قلبي لله ؟ أم أن جزءاً بعيداً عنه ؟ وضع في نفسك أنك لا تستطيع أن تجمع بين محبتين متعارضتين ، لأنه كما قال الكتاب : { أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! { 2كو14:6} . ليتك إذن تشعر ببطلان العالم وزواله وتفاهته . ونصيحتي لك أن تركز علي قراءة سفر الجامعة بعمق وفهم . وليكن الله معك ….
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:45 pm | |
| الذي كانت له جنات وفراديس ، وعبيد وجواري ، ومغنين ومغنيات ، وخصوصيات الملوك ، ومئات من النساء . ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما {جا2 :4-10} . وفي كل ذلك ابتعد عن الله {ولم يكن كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود ابيه} {1مل11 :4} … بل أنه استحق منه العقوبة التي استمرت مع نسله . وكل ما تمتع به سليمان من متع العالم ، قال عنه أخيرا {ثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي ، وإلي التعب الذي تعبته في عمله ، فإذا الكل باطل قبض الريح ، ولا منفعة تحت الشمس} {جا2 :11} . *** إذن ، لا تجعل قلبك في شهوات العالم ، فإن الباب الواسع لا يوصل إلي الملكوت }مت7 :13{ . متع العالم لن توصلك الي الله ، بل هي تبعدك عنه … وان دخلت محبة العالم الي قلبك ، فسوف تري أن أفكارك ومثلك بدأت تهتز … وحينئذ ستناقش المثاليات التي كنت تؤمن بها ، وقول : وما المانع أن أفعل كذا وكذا ؟! وما الخطأ وما الحرام في أن أتمتع بكذا وكذا . وتبدأ في سلسلة مساومات مع المبادئ والقيم !! والسبب في كل هذه الاسئله والمساومات والمناقشات ، هو أن محبتك لله قد قلت … *** أن بدأت محبة العالم تدخل الي قلبك ، فبالضرورة محبتك لله ستقل … فهذه هي مأساة ديماس ، التي سجلها بولس الرسول بقوله { ديماس تركني ، لأنه أحب العالم الحاضر } { 2تي4: 9} . وهذه هي أيضاً مأساة كثيرين كان يذكرهم القديس بولس في رسائله ، ثم تحدث عنهم في رسالته الي فيلبى وهو باك وقال الذين نهايتم الهلاك ، ومجدهم في خزيهم ، اللذين يفتكرون في الأرضيات } { في 3: 18- 19} .
لعلك تقول : ولكني أعيش في العالم …. نعم ، أنت تعيش في العالم ، ولكن لا تجعل العالم يعيش فيك . كما قال القديس بولس { والذين يستعملون هذا العالم ، كأنهم لا يستعملون ، لأن هيئة هذا العالم تزول } { 1كو7: 31} … عش في العالم كغريب عنه كما عاش آباؤنا القديسون الذين { أقروا أنهم غرباء ونزلاء علي الأرض … يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً } { عب11: 13، 16} . كان بعضهم يملكون المال ، ولكن المال لم يكن يملكهم لأن قلبهم كان كله لله . *** ينبغي إذن أن تشعر بأن الله هو الوحيد الذي يملأ قلبك . هو الذي يسكن في أعماقك . في أعماق الفكر والقلب . أما باقي ألوان المحبة فهي سطحية أو عابرة . ويكون لها عمق ، كلما تكون نابعة بمحبة الله ، وليست متعارضة معه . إذن تحب كل ما يزيدك محبة الله وكل ما يقربك إليه . وأن كنت تريد محبة الله حقاً ، كن حريصاً علي كل المشاعر التي تسكن غلي قلبك ، كرقيب عليها ، تختبرها جيداً هل متفقة مع محبة الله أم لا …. ولا تحاول أن تخدع نفسك أو أن تغير موازينك . ناقش إذن مدي علاقتك بالماديات والجسدانيات . فمحبتك لله تتناسب عكسياً مع هذه الأمور جميعها . وتذكر أن خطية الإنسان الأول ، بدأت حينما اشتهي شهوة أخري تتعارض مع محبة الله ووصيته . ناقش أيضاً في داخلك ، ما هي المحبات الأخرى التي تنافس محبة الله في قلبك ؟ وكيف يمكنك التخلص منها ؟ وهنا لابد أن يواجهنا سؤال هام وهو : *** هل نحارب المحبات الأخرى ، لتدخل محبة الله الي قلوبنا ؟ أم نبدأ بمحبة الله وهي التي تطرد المحبات الأخرى . أتسأل بآيها تبدأ ؟ ابدأ بآيها . وثق أن كلا من الطريقين يوصل إلي الآخر . إن شعرت أن كل محبة تتعارض مع محبة الله ، هي محبة زائلة وخاطئة وشريرة ولا تملأ قلبك ، فحينئذ ستزهدها ، وتملك محبة الله علي قلبك … وإن بدأت نعمة الله معك ، وانسكبت محبته في قلبك بالروح القدس { ور5:5} ، فستجد أن محبة الله قد طردت من قلبك كل محبة معارضة …. تذكر عبارة { تحب الله من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قوتك } { تث5:6} . وأسأل نفسك : هل حقاً كل قلبي لله ؟ أم أن جزءاً بعيداً عنه ؟ وضع في نفسك أنك لا تستطيع أن تجمع بين محبتين متعارضتين ، لأنه كما قال الكتاب : { أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! { 2كو14:6} . ليتك إذن تشعر ببطلان العالم وزواله وتفاهته . ونصيحتي لك أن تركز علي قراءة سفر الجامعة بعمق وفهم . وليكن الله معك ….
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:45 pm | |
| الذي كانت له جنات وفراديس ، وعبيد وجواري ، ومغنين ومغنيات ، وخصوصيات الملوك ، ومئات من النساء . ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما {جا2 :4-10} . وفي كل ذلك ابتعد عن الله {ولم يكن كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود ابيه} {1مل11 :4} … بل أنه استحق منه العقوبة التي استمرت مع نسله . وكل ما تمتع به سليمان من متع العالم ، قال عنه أخيرا {ثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي ، وإلي التعب الذي تعبته في عمله ، فإذا الكل باطل قبض الريح ، ولا منفعة تحت الشمس} {جا2 :11} . *** إذن ، لا تجعل قلبك في شهوات العالم ، فإن الباب الواسع لا يوصل إلي الملكوت }مت7 :13{ . متع العالم لن توصلك الي الله ، بل هي تبعدك عنه … وان دخلت محبة العالم الي قلبك ، فسوف تري أن أفكارك ومثلك بدأت تهتز … وحينئذ ستناقش المثاليات التي كنت تؤمن بها ، وقول : وما المانع أن أفعل كذا وكذا ؟! وما الخطأ وما الحرام في أن أتمتع بكذا وكذا . وتبدأ في سلسلة مساومات مع المبادئ والقيم !! والسبب في كل هذه الاسئله والمساومات والمناقشات ، هو أن محبتك لله قد قلت … *** أن بدأت محبة العالم تدخل الي قلبك ، فبالضرورة محبتك لله ستقل … فهذه هي مأساة ديماس ، التي سجلها بولس الرسول بقوله { ديماس تركني ، لأنه أحب العالم الحاضر } { 2تي4: 9} . وهذه هي أيضاً مأساة كثيرين كان يذكرهم القديس بولس في رسائله ، ثم تحدث عنهم في رسالته الي فيلبى وهو باك وقال الذين نهايتم الهلاك ، ومجدهم في خزيهم ، اللذين يفتكرون في الأرضيات } { في 3: 18- 19} .
لعلك تقول : ولكني أعيش في العالم …. نعم ، أنت تعيش في العالم ، ولكن لا تجعل العالم يعيش فيك . كما قال القديس بولس { والذين يستعملون هذا العالم ، كأنهم لا يستعملون ، لأن هيئة هذا العالم تزول } { 1كو7: 31} … عش في العالم كغريب عنه كما عاش آباؤنا القديسون الذين { أقروا أنهم غرباء ونزلاء علي الأرض … يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً } { عب11: 13، 16} . كان بعضهم يملكون المال ، ولكن المال لم يكن يملكهم لأن قلبهم كان كله لله . *** ينبغي إذن أن تشعر بأن الله هو الوحيد الذي يملأ قلبك . هو الذي يسكن في أعماقك . في أعماق الفكر والقلب . أما باقي ألوان المحبة فهي سطحية أو عابرة . ويكون لها عمق ، كلما تكون نابعة بمحبة الله ، وليست متعارضة معه . إذن تحب كل ما يزيدك محبة الله وكل ما يقربك إليه . وأن كنت تريد محبة الله حقاً ، كن حريصاً علي كل المشاعر التي تسكن غلي قلبك ، كرقيب عليها ، تختبرها جيداً هل متفقة مع محبة الله أم لا …. ولا تحاول أن تخدع نفسك أو أن تغير موازينك . ناقش إذن مدي علاقتك بالماديات والجسدانيات . فمحبتك لله تتناسب عكسياً مع هذه الأمور جميعها . وتذكر أن خطية الإنسان الأول ، بدأت حينما اشتهي شهوة أخري تتعارض مع محبة الله ووصيته . ناقش أيضاً في داخلك ، ما هي المحبات الأخرى التي تنافس محبة الله في قلبك ؟ وكيف يمكنك التخلص منها ؟ وهنا لابد أن يواجهنا سؤال هام وهو : *** هل نحارب المحبات الأخرى ، لتدخل محبة الله الي قلوبنا ؟ أم نبدأ بمحبة الله وهي التي تطرد المحبات الأخرى . أتسأل بآيها تبدأ ؟ ابدأ بآيها . وثق أن كلا من الطريقين يوصل إلي الآخر . إن شعرت أن كل محبة تتعارض مع محبة الله ، هي محبة زائلة وخاطئة وشريرة ولا تملأ قلبك ، فحينئذ ستزهدها ، وتملك محبة الله علي قلبك … وإن بدأت نعمة الله معك ، وانسكبت محبته في قلبك بالروح القدس { ور5:5} ، فستجد أن محبة الله قد طردت من قلبك كل محبة معارضة …. تذكر عبارة { تحب الله من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قوتك } { تث5:6} . وأسأل نفسك : هل حقاً كل قلبي لله ؟ أم أن جزءاً بعيداً عنه ؟ وضع في نفسك أنك لا تستطيع أن تجمع بين محبتين متعارضتين ، لأنه كما قال الكتاب : { أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! { 2كو14:6} . ليتك إذن تشعر ببطلان العالم وزواله وتفاهته . ونصيحتي لك أن تركز علي قراءة سفر الجامعة بعمق وفهم . وليكن الله معك ….
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:45 pm | |
| نحب الله بالتفكير فية والأنشغال بة
لكي تحب الله ، ينبغي أن تنشغل به كثيراً ، وان تفكر فيه كثيراً. لأنه هكذا أيضاً علاقتنا مع كل أحد . كما تفكر فيه تحبه . وكما تحبه تفكر فيه . الفكر والعاطفة يتمشيان معاً ، يقوي أحدهما الأخر . وهذا هو شاننا مع كل شيء: إن أحببنا العالم ، نفكر فيه باستمرار . كلما يزداد تفكيرنا فيه ، يزداد حبنا له . ومن يحب هواية ، يفكر فيها . وباستمرار تفكيره فيها ، يزداد حبه لها .. ولهذا ليس غريبا قول الكتاب : } تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل فكرك { }مت37:22{ … القلب والفكر معاً.. *** الذي يشتهي شيئاً ، تراه دائماً يفكر فيه ، ودائما ينشغل به . والعكس صحيح : إن بردت محبته له ، قل تفكيره فيه … لذلك اجعل الرب في فكرك باستمرار . وعلامة حبك له ، أن يكون الله دواماً في فكرك . ونذكر داود النبي . وكيف أنه 0 علي الرغم من كثرة مشغولياته كملك وقائد … نراه يقول : } محبوب هو اسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي { } مز11{ . ونحن نقول للرب في التسبحة { اسمك حلو ومبارك ، في أفواه قديسيك } .. فأسال نفسك ما هو مركز الله في فكرك ؟ وما مقدار انشغالك به ؟ هل العالم جرفك بعيداً عن الإنشغال بالله ؟ … إن كان الله لا يخطر علي فكرك طول النهار ، ولا يأتي ذكره علي لسانك وفي حديثك مع غيرك ، فإنك تخدع نفسك إن قلت إنك تحبه ….! ألست تري أنك إذا أحببت شخصاً ، تكون دائم التحدث عنه ؟ فما مدي تحدثك عن الله ؟ ما أكثر حديث عذراء النشيد عن حبيبها وعن صفاته … { أنا لحبيبي ، وحبيبي لي الراعي بين السوسن } { نش3:6} { نش16:2} { حبيبي ابيض وأحمر ، معلم بين ربوة … حلقه حلاوة وكله مشتهيات } { نش5: 10،6} … { شبهتك يا حبيبي بفرس في مركبات فرعون } { نش1: 9} . *** ليكن الله في فكرك وأنت تتكلم مع الناس ، وأنت تتعامل معهم . كان الرب في فكر يوسف الصديق ، حينما حورب من أمرأة سيده ، فقال لها { كيف اصنع هذا الشر العظيم ، واخطىء الي الله } { تك9:39} ؟! إذا كان الله في فكره وعلي لسانه ، لما حاربته الخطية .ولذلك كانت محبة الله في قلبه ، لتنزع محبة الخطية ، وتمنعها من الدخول إلي فكره وإلي قلبه … إن كان الله في فكر إنسان ، فسينقي هذا الفكر . ويقدسه ، ويحل فيه ، ويمنحه محبته – ولا نقصد أن يخطر الله علي فكر إنسان ، إنما أن ينشغل هذا الفكر بالله ، ويلتصق به ، ويجد لذته فيه . وبهذا يكون قد ارتبط بالحب الإلهي . فيقدس الله هذا الفكر ، ولا يسمح بأية خطية تدخل إليه . لأن الفكر يكون في سمو لا يقبلها . ويكون قد ارتبط بمحبة الله … *** ومحبة الله كلما تزداد ، لا تسمح للعقل أن يفكر في شيء آخر .
أو علي الأقل لا يجد لذته في فكر آخر . بل تكون كل الأفكار العالمية غريبة عليه لا يقبلها كما أنبا أور لتلميذه { انظر يا ابني لا تدخل هذه القلاية كلمة غريبة } …
هكذا عاش آباؤنا القديسون في البراري ، وقد ارتبط عقلهم بالله . يفكرون فيه باستمرار . وينقون أذهانهم من كل فكر آخر ، لكي يصبح الله في فكرهم هو الكل في الكل . لأنهم من فرط محبتهم له ، لم يقبلوا أن يفكروا في غيره . واستطاعوا عملياً أن ينفذوا تلك الوصية العجيبة : { تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ..} وانشغلوا بالله كل الوقت وكل الحياة ، من فرط محبتهم له … *** إن الذي يجعل الله في فكره دائماً ،يصل إلي تكريس الفكر لله . يصبح فكره ملكاً كاملاً للرب ، ويمتلئ قلبه بمحبة الله ، وينجو من كل أخطاء الفكر والقلب . هناك تدريب سلك فيه القديس مكاريوس الأسكندراني وهو صلب الفكر ، بحيث استمر ثلاثة أيام في البرية الجوانية ، وقد سمر فكره في الله لا ينزل من عنده .. ولم يكن هذا الأمر سهلاً . والذي يكرس فكره لله ، يصل إلي الصلاة الدائمة ، أو علي الأقل إلي التأمل الدائم في الله . يشغل الله فكره ، ويثبت في عقله الباطن . حتي إذا نام ، يحلم به في أحلام مقدسة . أو يقول مع عذراء النشيد { أنا نائمة وقلبي مستيقظ} { نش2:5} . أي قلبي معك ، منصت إليك … *** انشغال الفكر علي الدوام بالله ، سندركه حتماً في الأبدية . أما الآن فأمامنا بعض التداريب : * لا تجعل ساعة تمر عليك ، بدون أن يكون الله في فكرك ، ولو في صلاة قصيرة ، أو تأمل . * كلما تعرض لك خطية ما تذكر الله ، واشعر أنه أمامك يري كل تصرف تعمله ويسمع كل كلمة تقولها ، ويلاحظ حواسك أيضاً . * في أحاديثك مع الناس ، احرص أن يأتي اسم الله أو وصاياه ضمن الحديث بطريقة غير مصطنعة . أو علي الأقل تذكر أن الله يسمع هذا الحديث . * في كل عمل تعمله ، قل لنفسك : هل إلهنا الصالح مشترك فيه؟ أو علي الأقل هل هو موافق عليه . * يمكن أن تدرب نفسك علي صلاة يارب يسوع ، أو علي ترديد أية صلاة قصيرة تناسبك في مرات عديدة حتي تلصق تماماً في عقلك الباطن ، فيرددها دون أن تقصد … *** ولكي تحب الله ، وتجعله دواماً في فكرك ، حاول أن تجعل كل شئ يذكرك بالله . فإن نظرت إلي السماء ، وتقول في فكرك { السموات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه } { مز1:19} . وإن نزل نظرك من السماء إلي الأرض ، تقول { السماء هي عرش الله والأرض هي موطئ قدميه } { مت5: 24،25} . وتقول للرب { السماء والأرض تزولان ، وحرف واحد من كلامك لا يزول } { مت18:5} {وأنت يارب في البدء أسست الأرض ، والسموات هي عمل يديك ، هي تبيد ولكن أنت تبقي . وكلها تبلي … ولكن أنت أنت ، وسنوك لن تفني } { عب1: 10،12}. وأن رأيت الطيور في الجو أو علي الأشجار ، تقول { أنها لا تزرع ولا تحصد ، ولا تجمع إلي مخازن . وأبي السماوي يقوتها } { مت26:6} … ما أحن هذا الأب السماوي … وإن نظرت إلي الطبيعة الجميلة ، تقول في فكرك : إن كانت الطبيعة هكذا جميلة ، فكم وكم يكون خالقها الذي منحها هذا الجمال ..! ولكي يستقيم فكرك في محبة الله ، لتكن علاقتك به تدخلها العاطفة ولا تكون مجرد علاقة عقل … *** وهنا نري إلي جوار التفكير فيه ، والتأمل في صفاته الجميلة … فهل هكذا تفعل مع الله ؟ هوذا الأب الكاهن يطمئن علي هذه النقطة بالذات في بداية القداس الإلهي فيسأل الشعب قائلاً { أين هي قلوبكم ؟ } فيجيبون { هي عند الرب }… فهل هم حقاً كما يقولون أم هم يقولون ما ينبغي أن يكون ؟…
كثيرون يقولون إنهم يحبون الله ، ومع ذلك فهم لا يعطونه من وقتهم ولا من فكرهم !! فكيف إذن ينفذون وصية { من كل فكرك } { مت22: 37} ؟! *** البعض ينشغلون بالخدمة ، وأيضاً لا يكون الله في فكرهم !! فكرهم في العظات وفي الدروس ، أو في النشاط ، أو في عمارة الكنيسة . أو في ترتيبات وإداريات … وما أشبه … ولكن فكرهم في الله !! وقد يقضون ساعات في أمور الخدمة ، دون أن تأتي اسم الله علي ألسنتهم ! إنهم يذكرونني بعتاب ذلك الأديب الذي قال : } قضيت عمرك في خدمة بيت الرب . فمتي تخدم رب البيت ؟! { لذلك تجد هؤلاء الأشخاص وأمثالهم في منتهى النشاط ، وفي منتهى الحيوية ، وفي عمل دائم في الخدمة ،، ولهم فيها إنتاج وإنجازات … ولكن بعيداً عن الله !! الله ليس في مركز الخدمة ! ليس هو هدفها ، ولا سببها ، ولا وسيلتها ! وكثيراً ما تكسر في الخدمة وصاياه !! لذلك يا أخي ، ضع في خدمتك نصب عينيك ، قول داود النبي : } جعلت الرب أمامي في كل حين …{ } أع25:2{ . أو ضع أمامك قول إيليا النبي { حي هو رب الجنود ، الذي أنا واقف قدامه } { 1مل15:18} . أشعر إذن بوجودك في حضرة الله ، وأنك وافق قدامه في كل حين ، لكي يكون الله في فكرك … لا تجعل فكرك يغيب عنه ، لئلا يتيهك العالم ، وتبرد محبة الله في قلبك …
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:46 pm | |
| اقرأ عنة
ولكي يكون الله في فكرك ، اقرأ عنه كثيراً … إقرأ عنه لكي تعرفه . لأنك كيف تحبه وأنت تجهله ؟! اقرأ عنه لا بأسلوب علمي أو فلسفي ، ولا لكي تكتب عنه بحثاً ، أو تلتقي عنه درساً … إنما لكي تدخل إلي أعماقه ، لكي تدخله إلي أعماقك … اقراً عنه لكي تعرف صفاته المحببة إلي النفس ، التي تجعل عقلك يتعلق به ، وقلبك يرتبط بمحبته ، اقراً عنه معاملاته : عن علاقته بمحبيه ، وموقفه من أعدائه . اقراً عنه القراءة التي تدرك بها أنه { أبرع جمالاً من بني البشر } { مو2:45} . اقراً لكي تذوق وتنظر ما أطيب الرب { مز8:34} .. ولتكن قراءتك غذاء لقلبك وليس لمجرد المعرفة . إن قرأت عن الله كثيراً ، ستجد كل الكمالات فيه . وستحبه ، وتقول مع النشيد } كله مشتهيات { . وإن أحببته ، ستداوم القراءة عنه فالذي يحب شخصاً ، يحب أن يقراً عنه ويتقص أخباره ، ويتشوق أن يعرف قصة من قصصه ، كما يفعل محبو الأطفال في كل ميدان … اقرأ عنه سواء في الكتاب المقدس أو في أقوال الآباء أو في تاريخ الكنيسة والقديسين . وحاول أن تلمس يد الله في الأحداث ، وستجد انك تحبه . في حكمته ، وفي قوته في حنانه …
عاشرة
ولكي تعرف الله وتحبه ، ينبغي أن تعاشره . مجرد القراءة وحدها لا تكفي . فعملها هو أن تفتح الباب ، فتدخل أنت وتعيش مع الرب ، وتختبر بنفسك حلاوة العشرة مع الله .لذلك جرب الحياة مع الله ، جرب العمل مع الله ، وأن تشركه معك في شئ . جرب كيف تتخذه لك صديقاً ، وتشرح له أسرارك وأفكارك وكل أمورك ، وتري ماذا يعمل ولأجلك . اختبر أيضاً كيف تعتمد عليه ، أكثر مما تعتمد علي فكرك ومواهبك …
لا تأخذ من الله موقفاً سلبياً أو منعزلاً . لأن هذا لا يمكن أن يوصلك إليه وإلي محبته … ولا يمكن أن تذوق الرب وحلاوته بهذه السلبية … تقدم إذن إلي الرب وكون معه علاقة , حاول أن تعمق هذه العلاقة يوماً بعد يوماً . إن كنت لم تجرب بعد عشرة الله ومحبته علي هذه الأرض ، فكيف ستعيش معه إذن في الأبدية ؟! محبتك لله هنا ، هي مذاقه الملكوت … فإن ذقت ما أطيب الرب ، ستشتاق إلي الحياة الأبدية ، التي يقول عنها الرسول { نكون كل حين مع الرب } { 1تس4: 17} . بل إن الرب يقول { آتي وآخذكم إلي ، حتي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً } { يو3:14} . فكيف تكون كل حين مع الرب ، إن لم تحبه همنا وتجرب عشرته ؟! فتشتاق إلي الوجود الدائم معه في الأبدية … *** ولتكن علاقة مباشرة معه لأجل ذاته هو … فإن أخطأت ، احجل منه أكثر مما تخجل من أب الاعتراف، وقل له { لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت } {مز50} . اشعر أنك أخطأت إليه قبل أن تخطئ إلي الناس . حاول أن تكون علاقة مع الله نفسه ، وليست فقط علاقة وصاياه . ليكن لك الشركة معه { 1يو6:1} . وهذه الشركة تقودنا إلي حفظ وصاياه فنحفظها عن حب ، إذ أن الله يملأ كل فكرنا . ولهذا نضم صوتنا إلي صوت الرسول ونقول { وأما فلنا فكر المسيح } { 1كو16:2} …..
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:46 pm | |
| نحب الله بعشرتة واتخاذة صديقا
اتخذة لك صديقا
*إن اردت أن تحب الله ، اتخذه لك صديقا 0 بل ليكن صديقك الأول ، الذى تهرع اليه قبل كل أحد 0 تكشف له اسرارك ، و تحكى له كل شئ ، و تشعر بعمق الراحة فة الوجود معه 0 تحكى له كل افكارك ، و تكشف له اعماقك ، بكل صراحة ، وبكل صدق ، وبكل ثقة 0 بقلب مفتوح 0 ولا تسأم من الحديث اليه 0 بل تقول :
عندى كلام كثير يا رب لأقوله لك 00 أنا يا رب أثق بمحبتك لى ، و بأنك تريد لى الخير ، وتقدر على ذلك 0 لماذا لا احكى لك كما أحكى لأحبائى من البشر !! اترانى أجد لذة و فى نفس الووقت أبعد عنك أنت يا خالق الكل ؟! و كلما تدعونى أليك ، انشغل بأمور أخرى ، واحتج بضيق الوقت 00 !! لاشك أننا بالحديث مع الله ننفس عن أنفسنا 0 و نجد راحة ، إذ نلقى عليه كل همومنا ، كأب محب لنا ، نبادله الحب ، ولا نخفى عليه شيئا ( بل نجعله يشترك معنا فى كل ما نفعل 0 و فى حب نسلمه افكارنا ليقودها 0 ويصحح مسارها إن كان فى مسلكها خطأ 00 *** حاول أيضاً أن تشرك الرب معك فى كل عمل 000 فمثلا ، إن كنت ذاهبا ألى عملك ، أو ألى مكان دراستك ، أو حيثما أردت أن تذهب ، قل له – قبل أن تخرج من بيتك – أنا يا رب ذاهب ألى هذا المكان ، فكن معى فيه وسأقابل فلانا من الناس ، وفقنى فى لقائه و فى الكلام معه ، وضع فى فمى الكلام الذى سأقوله 00 و هكذا تتحدث مع الله خلال اليوم 00 أو قبل أن تخرج من منزلك ، قل له : أنا تارك يارب هذا البيت فى رعايتك 00 و تمشى فى الطريق وأنت شاعر أن الرب إلى جوارك 0 وقبل أن تبدأ العمل ، مهما كنت ذكيا و صاحب خبرة ، قل له : يا رب ، اشترك فى العمل معى 0 فأنا بدونك لا اقدر أن أعمل شيئا ( يو 15 : 5 ) 0 وإن نجحت فى عملك ، قل له : لقد كانت يدك معى فى العمل 0 فأشكرك و اطلب دوام معونتك 00 وإن أجريا لك أو لأحد أحبائك عمليه جراحية و نجحت ، قل له : لقد كانت يدك مع الطبيب و مع المستشفى 00 و هكذا ظهرت محبتك لنا 0 و نحن نحبك كما أحببتنا 0
امامك باستمرار
ولكى تحب الله ، اجعل الرب أمامك باستمرار00 مثلما كان يقول داود النبى " جعلت الرب أمامى فى كل حين 0 لأنه عن يمينى فلا أتزعزع " ( مز 16 : 8 ) ( أع 2 : 25 ) 0 لا شك أن هذا الشعور يمنح القلب إيماناً وثقه وسلاماً 0 ولهذا يقول داود بعد هذه العبارة " من أجل هذا ، فرح قلبى و ابتهجت روحى 00 " أو أجعل الرب أمامك ، وكما كان يقول إيليا النبى : " حى هو رب الجنود الذى أنا و أقف أمامه " ( 1 مل 18 : 15 ) 0 و هكذا يملأ الرب حواسك ، وبالتالى يملأ فكرك و قلبك ، وتجد نفسك تحترس و تفعل كل ما يرضية 0 بل أيضاً تشعر بصحبته لك 0 ليس فقط ليعرف أعمالك ( رؤ 2 : 2- 9 ) بل بالحرى ليشترك معك فيها ، أو يدعوك لأن تشترك معه فيما يريده لأجلك أو لا جل ملكوته 0 * * * وشعورك بوجود الله أمامك يمنحك قوة فلا تخطئ 00 و مثال ذلك يوسف الصديق ، الذى قال " كيف أصنع هذا العظيم و اخطئ إلى الله " ( تك 39 : 9 ) 00 لقد كان يرى الله أمامه فى ذلك الوقت ، ولم يغب الله عن ذهنه لحظة واحدة 0 ومن محبته لله ، لم يقل كيف أخطئ أمامه " وانما قال " كيف اخطئ اليه " ؟! *** إنك تضع صورا كثيرة فى بيتك ، تراها أمامك 00 فلماذا لا تضع الله أمامك ، مثل باقى الصور ، بل قبلها ؟ تراه أمامك فى كل حين : حين تمشى فى الطريق ، وحين لا تكون فى بيتك ، وحين تجلس مع الناس 00 لا شك أن أن بطرس الرسول حينما أنكر الرب ، لم تكن صورة الرب أمامه 0 ولكنه حينما صاحب الديك ، و تذكر الرب و ما سبق أن قال له 0 حينذاك خرج إلى خارج و بكى بكاء مرا ( مت 26 : 75 ) 0 انك فى محبتك لله ، لست فقط ترى الله أمامك ، بل بالأكثر ترى نفسك فى حضنه 0 وتقول كما فى سفر النشيد " شماله تحت رأسى ، ويمينه تعانقنى " ( نش 2 : 6 ) إنك ابنه الذى أحبك ، ومن أجلك فعل الكثير 0 وإن تذكرت كل حبه لك ، لابد ستبادله الحب و لا يمكن أن تخطئ ، بل تغنى له كل يوم تسبيحا جديدا 0 وتقول مع عذراء النشيد " حبيبى لى ، وأنا له ، الراعى بين السوسن " ( نش 6 : 3 ) " تحت ظله اشتهيت أن أجلس ، وثمرته حلوة لحلقى " ( نش 2 : 3 ) 0
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:46 pm | |
| مغك وانت معة
ما أجمل أن تشعر أن الله معك ، وأنه ممسك بيدك ، وهو أمامك ، وعن يمينك ، و محيط بك 00 أنت فى يده اليمنى ( رؤ 2 : 1 ) 0 و قد نقشك على كفه ( أش 39 : 16 ) 0 و لا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيئا ( يو 10 : 28 ) 0 بل حتى جميع شعور راسك محصاة ( لو 12 : 7 ) 0 إن تذكرت هذا الإله المحب لك ، وجعلته أمامك ، فإنك لا بد ستحبه و تشعر بالأمان و الاطمئنان لوجودك فى حضرته 0 اتستطيع أن تحبه ، وأنت لا تشعر بوجوده معك ؟! تحبه غيابيا ، وأنت لا تشعر بوجوده ؟! ليس هذا الأمر معقولا 00 إننا يا أخى لسنا نحب إلها مجهولا 0 بل هوذا الرسول يقول " الذى سمعناه ، الذى رأيناه بعيوننا ، الذى شاهدناه و لمسته ايدينا " ( 1يو 1 : 1 ) 0 فإن كان الرسل قد رأوه عيانا ، فإننا نراه بالإيمان ، مثلما قال داود النبى " 00 الرب أمامى فى كل حين " ( مز 16 : 8 ) 0 *** إذن ما هو مركز الله عمليا فى حياتك ، لكيما تحبه ؟ هل تجعله أمامك فى كل حين ؟ هل ترى عمله فى حياتك باستمرار ؟ أم تمر عليك أيام ، لا يأتى فيها ذكر اله على قلبك و ذهنك ، إلى أن يذكرك به يوم الرب حين تدخل الكنيسة !! أم تراك تنسى أن يوم الأحد هو يوم الرب ، و تسميه ال Week End !! حاول إذن أن تشعر باستمرار بوجودك فى حضرة الله 0 وأن الله موجود معك ، و يعمل معك و لأجلك 00 على أن القديس أوغسطينوس ، وهو يرى حياته فى فترة ما قبل التوبة ، يقول للرب عن تلك الفترة : كنت يارب معى 0 ولكننى من فرط شقاوتى لم أكن معك ! كما ظهر لتليمذى عمواس بعد القيامة ، وتكلم معهما و لم يعرفاه ( لو 24 ) 0 و كما ظهر لمريم المجدليه و لم تعرفه و ظنته البستانى ( يو 20 ) 0 ليتك إذن تشعر بوجودك فى حضرته 0 و تشعر أن عينى الرب ناظرتان إليك باستمرار 0 و أن يده تمسك بك ، و أنه يرعاك بحيث لا يعوزك شئ ( مز 23 : 1 ) 0 هذه المشاعر تغرس الحب فى قلبك 0 *** *وليس فقط تجعل الله أمامك أو معك ، بل يكون الله فيك و انت فيه 00 *** تكون فيه ، كما يكون الغصن ثابتا فى الكرمة ، لكيما يستطيع أن يأتى بثمر ( يو 15 : 4 ، 5 ) وهو فيك ، لأنك هيكل الله ، وروح الله ساكن فيك ( 1كو 3 : 16 ) 0 و كما قال الرب " إن أحبنى أحد يحفظ كلامى ، ويحبه أبى 0 وإليه نأتى ، وعنده نصنع منزلا " ( يو 14 : 23 ) 0 *** اسأل نفسك : هل مازلت تحتفظ بالله داخلك ؟ هل الله فى قلبك ، وفى ذهنك ، و على لسانك ، وفى حياتك كلها 00 فى بيتك و فى عملك 0 تحس وجوده معك ، ويشترك معك فى كل شئ ؟ أم أنت قد ابتعدت عنه ، و أحزنت روح الله القدوس ، أو قد انفصلت عن الله بأنواع و طرق شتى ؟! حينما تكون إمرأة حبلى ، و تشعر بأن داخلها جنينا حيا يتحرك ، ويمتص حياته من دمها و يتغذى ، فانها تشعر خاص ، وبكل حب تقول " أتغذى لكى أغذية " 00 و أنت فى داخلك جنين روحى ، ولد فيك من الروح القدس حينما عرفت الله 00 فهل تتغذى لكى تغذية ؟ و غذاؤه هو الحب الإلهى ، وبه يحيا و يتحرك 00 كما يقول المرتل للرب فى المزمور " باسمك ارفع يدى ، فتشبع نفسى كما من شحم و دسم " ( مز 63 : 4 ، 5 ) *** إن كنا نتغذى بمحبته ، نقول أيضاً لغيرنا " ذوقوا و انظروا ما أطيب الرب " ( مز 34 : 8 ) 0 كذلك حينما نتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله ( مت 4 : 4 ) ، و تكون لنا حياة بتناولنا من سر الافخارستيا 0 و نشعر بحياته فينا ، فنقول مع القديس بولس الرسول : " لى الحياة هى المسيح 00 " ( فى 1 : 21 ) " فأحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا فى " ( غل 2 : 20 ) أتراك تشعر بحياة المسيح فيك ، و بنصرته فيك ، وينصرته فيك ، ويمجده فى حياتك ؟ و هل تشعر بشركة الروح القدس ( 2كو 13 : 14 ) فى كل عمل تعمله ؟ هل أنت لا تدخل مكاناً ، أو لا تعمل عملاً ، إلا إذا كان يمجد إسم الله | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:46 pm | |
| حامل اللهو هل أنت تحمل اسم الله و عمله فى كل مكان تحل فيه ؟ حينما دخل داود إلى ميدان الجيش وقت تهديدات جليات ، ادخل اسم الله معه 0 فقال " الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا " ( 1صم 17 : 47 ) 0 و قال لجليات الجبار : أنت تأتى إلى بسيف ورمح 0 و أنا آتى إليك باسم رب الجنود 00 فى هذا اليوم يحبسك الرب فى يدى 00 " ( 1صم 17 : 45 ، 46 ) 0 و هكذا كان اسم الرب على فم داود و كانت قوة الرب فى ذراع داود 0 و كان اسم الرب سبب اطمئنان و نصر و فرح لكل الجيش 0 *** يعجبنى أن القديس أغناطيوس الأنطاكى ، كان لقبه ( الثيئوفورس ) أى حامل الله 0 فإن كنت تحب الله ، فلابد أنك ستحمل اسم الله معك إلى كل شخص يقابلك ، و إلى كل مكان تذهب إليه 0 حينما تحمل اسم الله ، يعمل الله معك ، فينجح عملك ، و يفرح قلبك بهذا النجاح ، و تحب الله الذى أنجح طريقك 0 كما قيل عن يوسف الصديق إن " الرب معه " و أن كل ما كان يصنعه ، كان الرب ينجحه بيده " ( تك 39 : 3 ) 0 إن الله يمكنه أن يعمل كل شئ وحده ، فكل شئ به كان ( يو1 ) ولكنه يحب أن يعمل بنا ، كأدوات فى يديه 0 لكى نفرح بعمل الرب فينا ، و نحبه لأنه قد اختارنا لعمله 0 فهل أنت تعمل الر ب 0 و هل تقول له : فى كل مكان أذهب إليه ، و سأوجد لك يا رب موضعا تسند فيه رأسك ( لو 9 : 58 ) و هكذا يكون الحب متبادلا بينك و بين الله : هو يعمل فيك ، و أنت تعمل لأجله 0 هو من فرط حبه لك ، يرسلك لتعمل فى كرمه 0 و أنت فى حبك له تقول " ينبغى أن ذاك يزيد ، و أنى أنا أنقص " ( يو 3 : 30 ) 0 و لكن اله لا يريدك أبداً أن تنقص ، بل بمحبته يجعلك منارة تنير لكل من فى البيت ( مت 5 : 15 ) 0 و يقول لك " أباركك و تكون بركة " ( تك 12 : 2 ) 0 أما أنت ففى محبتك لله تقول مع المرتل فى المزمور " ليس لنا يارب ليس لنا ، لكن لاسمك القدوس إعط مجداً " ( مز 105 : 1 ) 0 *** الذى يحب الله ، يختفى و يظهر الله 0 كما كان يفعل يوحنا المعمدان فى كل كرازته 0 لذلك انكر ذاتك ، تصل إلى محبه الله 0 لإنك إن كنت تركز على محبة ذاتك ، فسوف تنشغل بها و ليس بالله 0 أما إذا أنكرت ذاتك ، فسوف يكون الله هو شغلك الشاغل ، و هو الذى يملأ القلب و الفكر ، فتصل إلى محبته 0 *** | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:47 pm | |
| نحب الله بتأمل صفاتة الجميلة وعلاقتة مع القديسين
صفات الله
أحيانا تحب إنساناً لأن صفة معينة فيه تجذبك إليه 0 كأن يكون إنساناً شهماً ، أو خفيف الظل مرحاً ، أو يكون إنساناً خدوماً ـ أو قوى الشخصية ، أو ذكيا 00 إنها صفة واحدة تجذبك 00 فكم بالأولى الله تجمتع فيه كل الصفات الجميلة ، و على درجة غير محدودة من الكمال 00 !!لاشك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف ، ستجد نفسك تحبه 00 و لست أقصد صفات الله التى يتميز بها وحده ، و لا يشترك فيها معه أى كائن آخر 00 مثل أنه أزلى ، و خالق ، وواجب الوجود ، و حاضر فى كل مكان ، و فوق مستوى الزمن ، و غير محدود ، و غير مدرك ، و عارف بالخفيات ، وفاحص القلوب و الأفكار 00 و ما إلى ذلك من الصفات التى يختص بها جوهر اللاهوت 00 أنما أقصد حتى الصفات التى يتصف بها بعض البشر ايضاً ، ولكنها عند الله كاملة و غير محدودة 00 مثل جمال الله ، قوته ، وحكمته ، و محبته ورجمته ، طول أناته 00 فقد يتصف بعض البشر بالجمال و القوة و الحكمة و المحبة و طول الأناة 0 ولكن هذه الصفات عندالله مطلقة ، وفوق مستوى ما ندركه 00 *** ولهذا فإن الكنيسة فى صلوتها تعلمنا التأمل فى صفات الله 00 تجد هذا كثيرا فى صلوات القداس الإلهى ، وبخاصة القداس الغريغورى مثل " أيها الكائن الذى كان الدائم إلى الأبد 00 غير المرئى ، غير المرئى ، غير المحوى ، غير المبتدئ الأبدى 00 الذى لا يحد 00 الذى يسبحك غير المرئيين ، و الذى يسجد لك الظاهرون ألوف ألوف و قوف قدامك ، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة 0 التأمل فى عظمة الله ، يجعلك تمجده ، و حينما تتأمل كيف أنه على الرغم من كل مجده ، وينظر إليك ، و يوليك اهتماماً خاصاً 00 حينئذ تحبه .ونرى التأمل في صفات الله ، وفي المزامير والأجبيةكأن يقول المرن في المزمور " الرب رحيم رؤوف ، طويل الروح وكثير الرحمة " " الرب مجرى العدل والقضائ لجميع المظلومين " ( مز103 : 8 ، 6 ) . وما أكثر التأملات في صفات الله وأعمالة ، التى غنى بها داود في مزاميره ، وأخذناها نحن عنه في التسبحة .. نسبح الرب في كل صباح ، فتزداد حباً له . وفي الأجبية نقول في ختام كل ساعة من ساعات الصلوات السبع " .. يا من في كل وقت وفي كل ساعة ، في السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد . المسيح إلهنا الصالح ، الطويل الروح الكثير الرحمة ، الجزيل التحنن . الذي يحب الصديقين ، ويرحم الخطأة الذين أولهم أنا . الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا " ونجد نفس التأمل في صفات الله عنصراً بارزاً في صلوات الآباء والأنبياء التى وردت في الكتاب المقدس ، ولنترك هذا الأمر لقراءتك الخاصة ... مغفرة اللهأما أنت فخذ أية صفة من صفات الله – بالتتابع – و اجعلها مجالاً لتأملك 00 خذ مغفرة الله مثلا ، و ستره للخطايا 00 كيف أنه على الرغم من العقوبة التى أراد أن يوقعها بأهل نينوى ، ما أن صاموا و تابوا حتى غفر لهم 00 بل قال ليونان " أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها اكثر من اثنتى عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم " ( يون 4 : 11 ) 0 و عجيب أنه فى محبته و مغفرته دعاها مدينة عظيمة ، مع أن أهلها لا يعرفون يمينهم من شمالهم 0 و قد سبق فأمر النبى أن ينادى عليها بالهلاك ( يو ن 3 : 4 ) 0 إنك ستحب الله ، إن تأملت قلبه المحب الذى يغفر 0 الذى فى لحظات بسيطة ، غفر للمرأة الخاطئة التى بللت قدميه بدموعها ( لو 7 : 47 ) 0 كما غفر أيضاً للمرأة التى ضبطوها فى ذات الفعل ( يو 8 : 11 ) 0 و قال لها " ولا أنا أيضاً أدينك " 0 و كذلك غفر للمرأة السامرية التى كان لها خمسة أزواج ( يو 4 : 18 ) ، ومدحها وقال لها " حسنا قلت 00 هذا قلت بالصدق " 00 و غفر لزكا العشار ، بل دخل بيته و لم يبال بتذمر الجمع على أنه دخل ليبت عند رجل خاطئ بل دافع عنه و قال " اليوم حصل خلاص لهذا البيت ، إذ هو أيضاً ابن لابراهيم " ( لو 19 : 5 – 10 ) 0 * * *ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن مغفرة الله فى التاريخ 0مغفرته مثلا لأوغسطينوس ، موسى الأسود ، مريم القبطية ، و بيلاجية ، و مرثا ، و يستينوس الساحر ، و أريانوس و إلى و إلى أنصنا 0 و الجندى الذى طعنه بالحربة 0 و لم بكتف الرب بمغفرته لكل هؤلاء و غيرهم ، بل رفع من ذكرهم جداً 0 و جعل أو غسطينوس اسقفا جليلا ، و عالما فى اللاهوت و التفسير ، و رجل تأملات 0 و جعل موسى الأسود قديساً عظيما ، وكاهنا وابا للرهبان 0 و كذلك جعل مريم القبطية سائحة طلب بركتها القس سوزيما 0 و جعل يوستينوس الساحر أسقفاً عظيما 0 و جعل أريانوس مضطهد المسيحية شهيداً ألا نحبه إذن ، و نحب أسلوبه فى المغفرة ؟!إذ يقول عن الخطايا التى غفرها : أمحوها ، لا أعود أذكرها ، لا تحسب عليهم 00 انظر ما أسرع مغفرته للص اليمين التائب 00 و كيف قال له " اليوم تكون معى فى الفردوس " ( لو 23 : 43 ) 0 و مغفرته لشاول الطرسوسى ، و دعوته له أن يكون إناء مختاراً ورسولا للأمم ( أع 9 ) 00 و كذلك قوله فى مغفرة الخطايا ، أصفح عن إثمهم ، و لا أعود أذكر خطيتهم بعد " ( أر 31 : 34 ) و يقول عن الإنسان الخاطئ التائب " كل معاصية التى فعلها لا تذكر عليه " ( حز 18 : 22 ) 0 و يتغنى المرنم بهذا فى المزمور ويقول " طوبى للذين غفرت آثامهم و سترت خطاياهم 0 طوبى للرجل الذى لا يحسب له الرب خطية " ( مز 32 : 1 ، 2 ) ( رو 4 : 7 ، 8 ) 0 هنا نرى الرب يستر على خطية ، و يغفرها ، و لا يحسبها على الإنسان التائب 0 كلما يغفر له الرب أكثر يحب الرب أكثر ( لو 7 : 47 ) 0 فهل هناك أكثر من هذا فى معاملة الرب للخاطئ و عدم حسبانه أو تذكره لخطاياه ؟ نعم هناك ما يقوله الكتاب " توبوا و ارجعوا فتمحي خطاياكم " ( أع 3 : 19 ) . و هذا ما يقوله المرتل في مزمور التوبة " ومثل كثرة رأفاتك تمحو إثمي " ( مز 51: 1 ) . * * * نعم من محبة الله العظيمة أنه يمحو خطية التائب .يمحوها ، كأن لم تكن ، كأن لم تحدث . و هكذا يحيا في بهجة الخلاص ، الخلاص من الخطية و من عقوبتها . و يشعر التائب بهذا فيفرح بالرب جداً ، لأنه محا عنه هذا العار ، بل أكثر من هذا أيضاً منحه أن يقول " تغسلني فأبيض أكثر من الثلج " (مز51 ) ... حقاً ما أعجب هذا الامر الذي يجعل التائب يذوب حباً لله الذي عامله هذه المعاملة...حقاً ، أنه يستحق كل الحب ، هذا الإله الحنون الغفور .الذي نسئ إليه ، فيمحوا إساءاتنا ، و لا يعود يذكرها . بل يغسلها فنبيض أكثر من الثلج . هذا الذي في رأفاته " كبعد المشرق عن المغرب ، ابعد عنا معاصينا " ( مز 103 : 12 ) 0 بل حملها بدلا عنا ، و دفع ثمنها ( أش 53 : 6 ) 00 إنه إله طيب يستحق كل حب " لم يصنع معنا حسب خطايانا ، و لم يجازنا حسب آثامنا " ( مز 103 : 10 ) 0 إنه لا يحسب علينا الماضى الأثيم كله ، من أجل حاضر مستقيم 00 * * * | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:47 pm | |
| دفاع الرب عن اولادةو عجيب فى هذا الأمر أيضاً دفاع الرب عن أولاده 0 *لقد أخطأ أبونا إبراهيم 0 ومن خوفه قال عن سارة ‘نها اخته ، واخفى أنها زوجته ، فأخذها ابيمالك ملك جرار 0 و إذا بالرب يتدخل ليدافع عن ابراهيم و سارة ، ويقول لأبيمالك فى حلم " ها أنت ميت من أجل المرأة التى أخذتها ، لأنها متزوجة ببعل 00 و الآن ، رد إمرأة الرجل 0 فإنه نبى ، فيصلى لأجلك متحيا " ( تك 20 : 2 – 7 ) 0 يخطئ ابراهيم ، الرب يدافع عنه ، و يطلب من الملك أن يرد امرأة ، ويصلى إبراهيم عنه لكى يحيا 00 ! ولعلك تسأل الرب فى هذا ، فيقول : إبراهيم هذا حبيبى 0 لقد أخطأ عن ضعف و ليس عن إنحراف 0 أنا واثق من نقاوة قلبه 0 لذلك أدافع عنه0 * * * *ويخطئ داود ، ويعاقبه الرب 0 ولكن بنفس الحب تظل ثقته فيع فى حياته 0 و حتى بعد موته ، نراه يقول لسليمان عندما عاقبه و قرر تمزيق مملكته : " إلا أنى لا أفعل ذلك فى أيامك ، من أجل داود أبيك 00 على أنى لا أمزق منك المملكة كلها ، بل أعطى سبطا واحداً لابنك ، لأجل داود عبدى " ( 1 مل 11 : 12 ، 13 ) 0 و هكذا حفظ كرامة لداود بعد موته 0 *وبنفس الأسلوب دافع عن أيوب 00 على الرغم من كلام أيوب السابق الذى 0و بخه عليه اليهو ، و الذى وبخه فيه الرب قائلا له " من هذا الذى يظلم القضاء بكلام بلا معرفة ؟! " ( أى 38 : 1 ، 2 ) 0 إلا أنه حينما اتضع أيوب فى التراب و الرماد ( أى 42 : 6 ) ، نرى الله يدافع عنه ، و ينذر اصحاب أيوب الثلاثة الذين جرحوا مشاعره ، ويقول لهم " لم تقولوا فى الصواب كعبدى أيوب 00 اذهبوا إلى عبدى أيوب 000 اذهبوا إلى عبدى أيوب ، و أصعدوا محرقة لأجل أنفسكم 0 و عبدى أيوب يصلى عنكم ، لأنى أرفع وجهه 0 لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم " ( أى 42 : 7 ، 8 ) 0 *كما دافع الرب عن ابراهيم وداود و أيوب ، دافع أيضاً عن موسى لما تزوج بامرأة كوشية 0 لقد تقول عليه هرون ومريم 0 فإذا بالرب ينتهرهما و يظهر لهما كرامة موسى عنده ، فيقول لهما " إن كان فيكم نبى ، فبالرؤيا استعلن له ، فى الحلم أكلمة 0 أما موسى فليس هكذا 0 بل هو أمين فى كل بيتى 0 فما إلى فم و عيانا أتكلم معه 00 فلماذا لا تنشيان أن تتكلما على عبدى موسى " ( عد 12 : 1- 8 ) 0 و ضرب الرب الرب مريم بالبرص عقابا لها 0 فأخرجوها خارج المحلة 00 * * * *ولم يدافع الرب فقط عن هؤلاء الأنبياء ، بل أيضاً عن المرأة التى سكبت الطيب على رأسه 0 فلما اغتاظ التلاميذ قائلين " لماذا هذا الا تلاف ؟ ! " ، قال لهم الرب " لماذا تزعجون المرأة ، فإنها قد عملت بى عملا حسنا 00 لأجل تكفينى 0 الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل فى العالم كله ، يخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها " ( مت 26 : 7 – 13 ) * * * كان الرب يدافع عن الذين ليس لهم أحد يدافع عنهم 0 لقد دافع عن زكا العشار ( لو 19 ) و عن كثير من العشارين و الخطاة 0 و دافع عن السامريين ، ذكر مثل السامرى الصالح ( لو 10 ) 0 و أظهر فى مثل آخر أن العشار أفضل من الفريسى ( لو 18 : 14 ) 0 و دافع الرب عن الأطفال فى يوم أحد الشعانين 0 و قال " لو سكت هؤلاء ، فالحجارة تنطق " 00 و لا ننسى أيضاً أنه دافع عن صالبيه ( لو 23 : 34 ) 00 و بعد ، أترانى استطيع فى مقال كهذا ، أن أذكر صفات الله الجميلة و التأمل فيها ؟! إنما ذكرنا ما ذكرناه كمجرد مثال 00 وأنت أيها القارئ العزيز تناول هذا المنهج 0 وتأمل على التتابع صفات الله الجميلة ، و خذها غذاء لروحك ، وسببا يوصلك إلى محبة الله 00 و ليرشد الله تأملاتك | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:47 pm | |
| نحب الله بتأمل سير القديسين الذيت احبهم واحبوةو عجيب فى هذا الأمر أيضاً دفاع الرب عن أولاده 0 *لقد أخطأ أبونا إبراهيم 0 ومن خوفه قال عن سارة ‘نها اخته ، واخفى أنها زوجته ، فأخذها ابيمالك ملك جرار 0 و إذا بالرب يتدخل ليدافع عن ابراهيم و سارة ، ويقول لأبيمالك فى حلم " ها أنت ميت من أجل المرأة التى أخذتها ، لأنها متزوجة ببعل 00 و الآن ، رد إمرأة الرجل 0 فإنه نبى ، فيصلى لأجلك متحيا " ( تك 20 : 2 – 7 ) 0 يخطئ ابراهيم ، الرب يدافع عنه ، و يطلب من الملك أن يرد امرأة ، ويصلى إبراهيم عنه لكى يحيا 00 ! ولعلك تسأل الرب فى هذا ، فيقول : إبراهيم هذا حبيبى 0 لقد أخطأ عن ضعف و ليس عن إنحراف 0 أنا واثق من نقاوة قلبه 0 لذلك أدافع عنه0 * * * *ويخطئ داود ، ويعاقبه الرب 0 ولكن بنفس الحب تظل ثقته فيع فى حياته 0 و حتى بعد موته ، نراه يقول لسليمان عندما عاقبه و قرر تمزيق مملكته : " إلا أنى لا أفعل ذلك فى أيامك ، من أجل داود أبيك 00 على أنى لا أمزق منك المملكة كلها ، بل أعطى سبطا واحداً لابنك ، لأجل داود عبدى " ( 1 مل 11 : 12 ، 13 ) 0 و هكذا حفظ كرامة لداود بعد موته 0 *وبنفس الأسلوب دافع عن أيوب 00 على الرغم من كلام أيوب السابق الذى 0و بخه عليه اليهو ، و الذى وبخه فيه الرب قائلا له " من هذا الذى يظلم القضاء بكلام بلا معرفة ؟! " ( أى 38 : 1 ، 2 ) 0 إلا أنه حينما اتضع أيوب فى التراب و الرماد ( أى 42 : 6 ) ، نرى الله يدافع عنه ، و ينذر اصحاب أيوب الثلاثة الذين جرحوا مشاعره ، ويقول لهم " لم تقولوا فى الصواب كعبدى أيوب 00 اذهبوا إلى عبدى أيوب 000 اذهبوا إلى عبدى أيوب ، و أصعدوا محرقة لأجل أنفسكم 0 و عبدى أيوب يصلى عنكم ، لأنى أرفع وجهه 0 لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم " ( أى 42 : 7 ، 8 ) 0 *كما دافع الرب عن ابراهيم وداود و أيوب ، دافع أيضاً عن موسى لما تزوج بامرأة كوشية 0 لقد تقول عليه هرون ومريم 0 فإذا بالرب ينتهرهما و يظهر لهما كرامة موسى عنده ، فيقول لهما " إن كان فيكم نبى ، فبالرؤيا استعلن له ، فى الحلم أكلمة 0 أما موسى فليس هكذا 0 بل هو أمين فى كل بيتى 0 فما إلى فم و عيانا أتكلم معه 00 فلماذا لا تنشيان أن تتكلما على عبدى موسى " ( عد 12 : 1- 8 ) 0 و ضرب الرب الرب مريم بالبرص عقابا لها 0 فأخرجوها خارج المحلة 00 * * * *ولم يدافع الرب فقط عن هؤلاء الأنبياء ، بل أيضاً عن المرأة التى سكبت الطيب على رأسه 0 فلما اغتاظ التلاميذ قائلين " لماذا هذا الا تلاف ؟ ! " ، قال لهم الرب " لماذا تزعجون المرأة ، فإنها قد عملت بى عملا حسنا 00 لأجل تكفينى 0 الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل فى العالم كله ، يخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها " ( مت 26 : 7 – 13 ) * * * كان الرب يدافع عن الذين ليس لهم أحد يدافع عنهم 0 لقد دافع عن زكا العشار ( لو 19 ) و عن كثير من العشارين و الخطاة 0 و دافع عن السامريين ، ذكر مثل السامرى الصالح ( لو 10 ) 0 و أظهر فى مثل آخر أن العشار أفضل من الفريسى ( لو 18 : 14 ) 0 و دافع الرب عن الأطفال فى يوم أحد الشعانين 0 و قال " لو سكت هؤلاء ، فالحجارة تنطق " 00 و لا ننسى أيضاً أنه دافع عن صالبيه ( لو 23 : 34 ) 00 و بعد ، أترانى استطيع فى مقال كهذا ، أن أذكر صفات الله الجميلة و التأمل فيها ؟! إنما ذكرنا ما ذكرناه كمجرد مثال 00 وأنت أيها القارئ العزيز تناول هذا المنهج 0 وتأمل على التتابع صفات الله الجميلة ، و خذها غذاء لروحك ، وسببا يوصلك إلى محبة الله 00 و ليرشد الله تأملاتك عيونهم المفتوحةهؤلاء القديسين و هبهم الله عيونا مفتوحة ، ترى ما لا يرى 0 كما طوب السيد المسيح تلاميذه قائلا " طوبى اعيونكم لأنها تبصر " ( مت 13 : 16 9 0 و هكذا كان اليشع النبى يرى ما لا استطيع تلميذه أن يراه 0 و هكذا صلى لكى يفتح الرب عينى الغلام لكى يرى ( 2مل 6 : 17 ) فرأى قوات الرب محيطة بالمدينة لتنقذها ..حقاً ما أعجب عينى يوحنا الحبيب اللتين رأتا كل ما سجله في سفر الرؤيا . ما أجمل قوله " نظرت وإذا باب مفتوح في السماء " ( رؤ4 : 1 ) . ثم يقول " وللوقت صرت في الروح . وإذا عرش موضوع في الروح . وإذا عرش موضوع في السماء ، وعلى العرش جالس " ثم شرح ما رآه من القوات السمائية ، وعلاقتها بالله ، وتسبيحها ، ومنظرها ، وكرامتها ... وماذا نقول أيضاً عن بولس الرسول ، وصعوده إلى السماء الثالثة ، حيث سمع أموراً لا ينطق بها ( 2كو12 : 2 ، 4 ) . وماذا عن الرؤى التى رآها قديسو الله عبر العصور ، سواء ما سجلها الكتاب مثل رؤى دانيال وحزقيال ، أو ما وردت في تاريخ الكنيسة وهى لا تدخل تحت حصر ، يعلن بها الرب إرادته لمحبيه ، ويكشف لهم عن أمور مستقبلة ، ويقويهم بها ويعزيهم اسأل عن ذلك أيها القارئ العزيز : القديس الأنبا انطونيوس ، والقديس الأنبا بيشوى ، والقديس الأنبا بولس البسيط ، وغيرهم كثير ... حينما تقرأ عن كل هذا ، ألا تشتاق أن يعلن لك الله مثلهم ؟ وكيف يعلن لك إن لم تحبه في نقاوى القلب . وحينئذ لا ترى فقط رؤى ، إنما كما يقول الرب في التطوبيات : " يعاينون الله " ؟ ! هذا مجد عظيم يارب لا نستحقه ... ليتك إذن تمنحنا نقاوة القلب .. هذه ، مثلما منحتها لمحبيك .. يوحنا الحبيب أبصر في شئ من مجده ، والأنبا بيشوى رآه وغسل قدميه . وكثيرون رأوه في رؤى أو في أحلام ، وسمعوه صوته ... ولا أريد هنا أن أتحدث عن قديسى العهد القديم الذين رأوه ، وسلمهم رسائل ورسالات ليبلغوها للناس ... | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:48 pm | |
| دالتهم عند اللههؤلاء القديسون كانت لهم دالة عندالله 00 اعتبرهم الله أصدقاء له 0 و يكشف لهم خططه و مشيئته ، و يأخذ رأيهم ، و يسمح لهم أن يناقشوه فيما يقول كما حدث مع أبينا ابراهيم قبل حرق سادوم ، إذ قال الله " هل أخفى عن ابراهيم ، ما أنا فاعلة ؟! " ( تك 48 : 17 ) 0 وكشف له الرب الأمر 0 و دخل ابراهيم فى حوار معه 0 بل إن ابراهيم فى دالته مع الرب قال له " أفتهلك البار مع الأثيم ؟! 00 حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر ، أن تميت البار مع الأثيم ! حاشا لك 0 أديان كل الأرض لا يصنع عدلا 00 " 0 و ظل فى حوار مع الله ، حتى قال الله ، حتى قال الله له إن وجد فى المدينة عشرة من الأبرار " لا أهلك من أجل العشرة " ( تك 18 : 23 – 32 ) 0 * * * و بالمثل حدث مع موسى النبى ، لما أراد الرب إهلاك الشعب بعد عبادتهم للعجل الذهبى 00 لم يشأ الرب أن يفعل ذلك دون يخبر عبده موسى أولا 0 فقال الرب لموسى " رأيت هذا الشعب ، و إذا هو شعب صلب الرقبة 0 فالآن أتركنى ليحمى غضبى عليهم و أفنيهم " ( خر 32 : 9 ) 0 و لكن موسى لم يتركه يفعل هكذا 0 بل قال له فى دالة " لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك 00 ارجع يا رب عن حمو غضبك ، و اندم على الشر بشعبك 0 اذكر ابراهيم و اسحق و اسرائيل الذين حلفت لهم 00 " 0 و يسمع الرب لكلام موسى ، ويقول الكتاب " فندم الرب على الشر الذى قال إنه يفعله بشعبه " ( خر 32 : 14 ) 0 إن قرأت كل هذا ، ألا يتأثر قلبك بهذه الدالة ، و تحب أن يكون لك شئ منها فى محبة متبادلة بينك و بين الله * * * على أن هؤلاء القديسين كانت لهم دالة مع الله و مكانة عنده ، حتى بعد وفاتهم 0 فنرى أن الله لم يعاقب سليمان فى حياته و ابقى العقوبة إلى أيام ابنه أيام ابنه رحبعام 0 و قال تعليلا ذلك " من أجل داود عبدى " ( 1مل 11 : 13 ) 0 و ظل الرب يحتفظ بهذه المكانة لعبده داود ، حتى أن الن\مرتل يقول للرب فى المزمور " من أجل داود عبدك ، لا ترد و جهك عن مسيحك " " اذكر يا رب داود و كل دعته " ( مز 131 ) * * * بل أكثر من هذا ، تسمى الرب بأسماء أحبائه 0 فقال لموسى لما ظهر له فى العليقة " أنا 00 إله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب " ( خر 3 : 6 ) 0 و استخدام الرب هذه الاية فى الرد على الصدوقيين من جهة القيامة ( مت 22 : 32 ) 0 و من جهة الشريعة – مع أنها شريعة الله 0 إلا أنه ينسبها لموسى 0 فيقول " اذكروا شريعة موسى عبدى التى أمرته بها فى حوريب " ( ملا 4 : 4 ) 0 و يقال عن العذراء " و لما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى مراراً ، كما فى ( 1مل 2 : 3 ) ( نح 8 : 1 ) ( دا 9 : 11 ) و كذلك أيضاً عبارة " ناموس موسى " ( يو 7 : 23 ) ( أع 13 : 39 ) ( أع 15 : 5 ) ( عب 10 : 28 ) 0 و بالمثل أسفار الكتاب ، تسمت أيضاً بأسماء محبيه 0 كما نقرأ سفر صموئيل ، و سفر نحميا ، و سفر استير كل هذه الكرامة التى يمنحها الرب لأولاده ، ألا تؤثر فيك لكى تحيا معه ، و تنال بركته ؟ * * * أولاده أيضاً منحهم مفاتيح السموات و الأرض ( مت 26 : 19 ) 0 " ما يريطونه على الأرض ، يكون مربوطاً فىالسماء 0 و ما يحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء " ( مت 18 : 18 ) 0 و يقول لهم " من غفرتم خطاياه غفرت له 0 و من امسكتموها عليه أمسكت " ( يو 20 : 23 ) 0 أى سلطان هذا ؟! 00 و هكذا أيضاً فى العطايا ، و فى صنع المعجزات 0 بل قال لهم عبارة عجيبة مذهلة و هى : " من يؤمن بى ، فالأعمال التى أعملها يعملها هو أيضاً ، ويعمل أعظم منها " ( يو 14 : 12 ) 00 إلى هذه الدرجة يا رب ؟! من ذاالذى لا يحبك ؟! لقد أستامن الرب أولاده على مخازنة . يعطون منها كما يشاءون . وتوافق مشيئتهم مشيئة ..ما أجمل قول الرب عن موسى النبى " وأما عبدى موسى ... فهو أمين على كل بيتى . فماً إلى فم وعياناً أتكلم معه ... وشبه الرب يعاين " ( عد12 : 7 ، 8 ) .. بل ما أعجب قوله لذلك الآبن " يا ابنى ، أنت معى في كل حين . وكل مالى فهو لك " ( لو15 : 31 ) !! بل يقول الرب عن تلاميذه لله الآب " وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتنى .. " ( يو17 : 22 ) . إننى أقف في حيرة ، مبهوتاً أمام هذه العبارات الثلاث ، أوعذ في أعماقها ، لعلنى أفهمها كما ينبغى .." أمين على كل بيتى " .. " كل مالى فهو لك " .. " أعطيهم المجد الذي أعطيتنى " . حقاص ما أعمق محبة الله الفائقة الوصف ! وما أعجب كرمهع وجوده حينما يعطى ! ليس فقط لبنيه ولتلاميذه ، بل حتى لذلك الأبن الذي كان في موقف جحود ( لو15 ) . ألا نحبه من أعماقنا ، وهو بهذا الحب والخلود ؟! | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:48 pm | |
| كيف انتقلو
وجميل أن نتذكر هنا كيف انتقل كثير من هؤلاء القديسين من عالمنا الفانى ، وما كان بعد ذلك ... لنترك إلى حين قصة صعود إيليا إلى السماء ( 2مل2 : 11 ) ،/ وقصة أخنوخ وكيف أخذه الرب إليه ( تك5 :/ 24 ) ، وقصه نياحة السيدة العذراء مريم وصعود جسدها فهذه كلها حالات نادرة جدا لمستويات عالية .. ولنستمع إلى قول الكتاب " لتمت نفسى موت الأبرار ، ولتكن آخرتى كآخرتهم " ( عد23 : 10 ) .. ولننظر : روج الأنبا آمون ، وكيف رآها القديس الأنبا أنطونيوس ، والملائكة تحملها في تهليل .. ولنقرأ عن القديس الأنبا كاراس السائح وكيف حضر قديسون لاستقبال روحه . وأنشد له داود مزموره " ارجعى يا نفسى إلى موضع راحتك ،فإن الرب قد أحسن إلى " ( مز114 ) .. كذلك القديس اسطفانوس أول الشمامسة كيف في وقت استشهاده رأى السموات مفتوحة ، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله " ( أع7 : 55 ، 56 ) . وكان وجهه " كأنه وجه ملاك " ( أع6 : 15 ) . وماذا عن الذين فارقوا العالم في أيامنا . وكأن الحجرة وقت وفاتهم ، وقد أضاء فيها نور ، واشتم الناس رائحة بخور أو الذين كانور يرون رؤى معزية وقت انتقالهم . ويرقدون والابتسامة على وجوههم والفرح في قلوبهم .. كل أولئك أحبو الله ؟، فجعل ساعة وفاتهم ساعة فرح . وبعضهم أخبره الرب بوقت انتقاله ... ومن أمثلة ذلك بعض الآباء السواح كما في قصة آبا نفر ، والقديس سيداروس المتوحد وآخرين . كذلك قصة القديسة مريم القبطية . وما أكثر الذين ظهروا بعد وفاتهم لآخرين . مثل القديس أغناطيوس الآنطاكى الشهيد ، الذي بعد أن ألقوه للأسود الجائعة فافترسوه ، ظهر لزملائه في السجن المؤمنين وعزاهم وشجعهم . وظهورات القديسين لا تدخل تحت حصر .. والبعض كانت تحث معجزات أثناء تعذيبهم أو استشهادهم ، ممت يجعل غير المؤمنين يؤمنون ، كما في قصة مارجرجس .. أو تفشل الطرق التى أرادوا قتلهم بها ، مثلما حدث مع القديس يوحنا الحبيب ، والقديس بوليكاربوس ، والسم الذي أعدوه لمارجرجس .. أيضاً تأملنا في صفات القديسين الجميلة ، تجعلنا نحبهم ، ونحب صفاتهم ، ونحب الله الساكن فيهم . ألست ترى معى أن الموضوع طويل إن استرسلنا في الحديث ... لذلك اعتبر ما ذكرته مجرد مثال ، وأترك الباقى لتأملك الخاص .
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:48 pm | |
| نحب الله بالصلاةصلاة الحبكيف نصللىبالمداومه على الصلاة ، تصل إلى محبه الله .إن أحببت الله ستصلى . وأن صليت كثيراً ، ستجد أن محبتك لله سوف تزداد وتتعمق يوماً يعد يوم . وهذا طبيعى لأنك إن أحببت شخصاً ، فسوف تحب أن تتكلم معه . والكلام مع الله هو الصلاة . وبالصلاة سوف تتعلم الصلاة ، أعنى تتعلم كيف تتحدث إلى الله ، حديثاً يقودك إلى محبته ... بالمداومة على الصلاة ، سوف تصل إلى عمق كل كلمة تقولها في صلاتك وستجد أنك ترتبط بالله أكثر فأكثر ، وتجد دالة في الحديث معه ، وشهوة للحديث معه . وهكذا تعلمك الصلاة محبة الله . كلم الرب في صلاتك بهذا الأسلوب ، ومن هنا يتعود لسانك الحديث معه ... كإنسان يريد أن يتعلم إحدى اللغات ، لابد أن يتكلم بها ، حتى لو كان لا يعرف ، أو يخطئ في الحديث . إلا أنه بكثرة الكلام يتعود لسانه ، ويسهل عليه الأمر إلى أن يجيد الحديث بها .. هكذا أنت ، كلما تكلمت مع الله ، يتعود لسانك الحديث معه . وتتعود أن تحدثه بعاطفة وحب . ولكنك في بداية تدربك ، قد لا تبدأ الصلاة بمشاعر الحب . لذلك أبدأ الصلاة ، ولو بالتغصب ، وحاول أن تتأمل أو على الأقل تفهم كل كلمة فيها ... والقديسون لم يصلوا إلى صلاة الحب من بادئ الأمر . إنما تدرجوا في عمق الصلاة وعاطفية الصلاة ، إلى أن وصلوا فيها إلى درجات من الكمال ، حسبما منحتهم النعمة ، وحسبما كانت لهم من مشاعر ، ومن استعداد .. لذلك حاول أن تصلى بعاطفة وبفهم .. لأنك لو صليت بطريقة روتينيه ، فلن توصلك إلى محبه الله . والقديس بولس الرسول إنه يفضل أن يقول خمس كلمات بفهم أفضل من عشرة آلاف بغير فهم ( 1كو14 : 19 ) . ولذلك فإن كل كلمة تقولها في صلاتك ، قلها بفهم وبعاطفة ، من أعماق قلبك ، كحبيب يكلم حبيبه ، وكصديق يكلم صديقه . وإن لم يكن في قلبك هذا الحب وهذه المشاعر : قل له : اعطنى يارب أن أحبك .. فهذه هي الصلاة التى كان ينصح بها الشيخ الروحانى . قل له : علمنى يارب كيف أحبك . دربنى على محبتك ، ودرجتى في محبتك . اسكب محبتك في قلبك بالروح القدس .قل له : انزع يارب من قلبى كل محبه أخرى تتعارض مع محبتك ، حتى يصير القلب كله لك وحدك . لا تسمح أن أحب أي شئ أو أي أحد أكثر منك ، ولا أن أحب أي أحد أو أي شئ ، أو شهوة أو أي رغبة ، لا تتفق مع محبتك أنت . لا تسمح يارب أن يوجد في قلبى من ينافسك ، أو ما ينافسك .. أو يسئ إلى محبتك .اجعل محبتك هي التى تشغلنى وتملك قلبى . وهلا التى تقود كل تصرفاتى ، وتمتزج تماماً بكل تصرفاتى وبكل أقوالى ، وبكل مشاعرى 00 أعطنى يا رب أن اشتهى الجلوس معك و الحديث إليك ، و أن أجد لذة فى الصلاة و المداومة عليها .وإن فترت محبتك ، اطلب منه أن يعيدها بحرارتها . قل له : أنت يارب تقول " عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى " ( رؤ2 : 4 ) . فكيف أعود يارب إلى محبتى الأولى إلا بك ؟! أنت الذي تعيدنى إلى محبتك . أنت يارب الذي تتوبنى فأتوب ( أر31 : 18 ) . أنت الذي تمنحنى حرارة الروح ، لأنك أنت يارب نار آكله ( عب12 : 29 ) . لذلك ارجعنى يارب إلى محبتى الأولى ، بل وإلى كثر منها ... *** و من أجمل الأمثلة لصلوات الحب : صلاة التسبيح 0 التى تحدث فيها الله متأملا فى صفاته ، مثل صلاة " يا ربى يسوع المسيح ، مخلصى الصالح " ن بكل ما تحوية من تفاصيل علاقة النفس بالله 00 و مثل صلاة الثلاث تقديسات ، و كثير من صلوات القداس الغريغورى 00 قل له : أنت يارب الحنون و طيب 0 أنت طويل الأناة 0 كم أطلت أناتك على ، و أنا مبتعد عنك 00 و كم منحتنى فرصا لكى أرجع إليك 0 وكم غفرت لى أيها الغفور المحب ، ولم تصنع معى حسب خطاياى 00 * * * كلم الرب بصراحة كاملة ، وافتح له قلبك 0 قل له : أنا يا رب أريد أن أحبك 0 ولكن الخطية الفلانية تعوق طريقى إليك 0 و تسيطر على قلبى و محبتى 0 و أنا يا رب حاولت أن اتركها و لم استطع 0 أعطنى القوة أن أتركها ، لأنه بدونك لا استطيع ذلك ( يو 15 : 5 ) 0 نجنى يا رب من هذهلا الخطية ، لا لكى أنجو من العقوبة ، إنما لكى يزول العائق الذى يمنعنى من محبتك * * * تحدث مع الله بمحبته ، كما كان يحدثه داود فى مزاميره 0 كأن تقول له : اشتاقت نفسى إليك 0 عطشت نفسى إليك 0 كما يشتاق الأيل إلى جداول المياة ، كذلك اشتاقت نفسى إليك يا الله " متى أقف و أتراءى أمام الله " ( مز 42 : 1 ، 2 ) " بإسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كما من لحم و دسم ( مز 63 ) " محبوب هو اسمك يا رب ، فهو طول النهار تلاوتى " ( مز 119) استخدام فى صلواتك عبارات الحب ، و مشاعر الحب ، و تدرب على ذلك حتى يتعوده قلبك ، كما يتعوده لسانك 0 و تقول كما فى النسبحة " قلبى و لسانى يسبحان القدوس " 00 * * * بالإضافة إلى صلوات المزامير و الأجبية ، لتكن لك صلواتك الخاصة التى تقولها من كل قلبك 0 التى تفتح فيها قلبك لله ، و تحدثه عن كل أمورك : عن كل مشاعرك و أفكارك ، و عن حروبك و ضعفاتك ، وعن مشاكلك و سقطاتك 0 وتسأله المشورة و المعونة 00 و تطلب منه القوة و البركة 00 كل ذلك دون أن تتصنع افكاراً أو كلمات أو مشاعر 00 إنما تتكلم مع الله كما أنت 0 مثلما جاءه الابن الضال بنفس ملابسه القذرة التى عمل بها فى رعى الخنازير 00 واطلب منه أن يهبك محبته كعطية مجانية من عنده 000 وقل له : لا تحرمنى يا رب من محبتك 000 | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:49 pm | |
| كيف صللى القديسين
و تأمل كيف كان القديسون يصلون ؟ و كيف كانت محبتهم لله تظهر فى صلواتهم 0 اولئك الذين كانوا يكلمون الله بقلوبهم ، ولو صمتت ألسنتهم 00 وكما قال الشيخ الروحانى : سكت لسانك ، لكى يتكلم قلبك 0 و سكت قلبك لكى يتكلم الله 0 ومن هنا يبدو أن صلواتهم كانت حديثا متبادلا مع الله : يحدثونه بقلوبهم ، ويتحدث هو فى قلوبهم 0 وفيما يتكلمون مع الله ، يستمعون إلى صوته فى قلوبهم 0 و كل كلمة يقولونها فى فى صلواتهم ، كانوا يتعمقون فى معناها جدا ، ويلتذون بها ، حتى قثيل عنهم : " ومن حلاوة اللفظة فى أفواهم ، ما كانوا يشاءون أن يتركوها ليقولوا لفظة أخرى " 0 كانت كلمات الصلاة حلوة في افواههم ، ولها عمق وتأثير على نفوسهم ، حتى كان يعز عليهم أن يتركوها إلى غيرها ... أن يتركوها إلى غيرها ... أين هذا ، من الذين يصلون ، وهم لا يدركون معنى ما يقولون ! أو يصلون بسرعة حتى ينتهوا من الصلاة ويعودا إلى مشاغلهم !! أما القديسون فمن حلاوة صلتهم بالله في صلواتهم ، ما كانوا يريدون أن يختموا الصلاة ، ويكتفوا بهاذ الحديث الجميل بينهم وبين الله وأثره العميق في نفوسهم . كانت الصلاة لهم وقت متعة روحية ، تسبح فيها الروح خارج نطاق الجسد والماديات .. كانت لذتهم فى الصلاة ، أو بمعنى أدق : لذتهم فى العشرة الإلهية أثناء الصلاة و من أجل هذه المتعة الروحية ، تركوا العالم و كل ما فيه ، لكى يتفرغوا لعمل الصلاة ، حيث يتمتعون باللقاء مع الله ، و يشعرون بوجودهم معه ، أو بوجوده معهم 0 وكثيراً ما كانوا ينسون أنفسهم وكل ما يحيط بهم . مثلما حدث مع القديس يوحنا القصير الذي طرق الجمال بابه ليحمل عمل يديه من القفف ليبيعها . فكان في كل مرة يدخل قلايته ليحضر القفف له ، يختطف عقله في الصلاة فينسى .. وكثيراً ما كان الله ينعم على هؤلاء القديسين بحالة روحية أثناء الصلاة فلا يدرون هم في الجسد أم خارج الجسد . كما حدث للقديس بولس الرسول ( 2كو12 : 2 ، 3 ) . أحياناً يتمتعون برؤى روحية ، أو يدخلون في حالات من الدهش . أو يجدون عقلهم منشغلاً بكلام الصلاة . دون أية حركة إراداية منهم ، بحيث لا يستطيعون ايقافه عن الصلاة ، ولا يريدون . ولعل هذا بعض ما قصده الشيخ الروحانى بقوله " ليتكلم قلبك " .. ويتمتعون أثناء صلواتهم بسيل من المعانى الروحية يتوارد على اذهانهم ، و ما كان يخطر على بالهم من قبل . و ربما العبارة الواحدة تأخذ معنى جديداً فى كل صلاة ، حتى ليقولوا مع داود النبى " اكشف يا رب عن عينى ، لأرى عجائب من شريعتك " (مز119) . تتحول صلاتهم إلى حب . و يتحول حبهم إلى مناجاة ، و تتحول مناجتهم إلى متهة روحية ... و فى هذه المتعة ، يتمنون لو بقوا هكذا قائلين مع التلاميذ عند جبل التجلى " جيد يا رب أن نكون ههنا " (مر5:9)... و هذا يحدث حينما يكون المصلى فى حالة روحية معينة ، فيها الحب و العاطفة و الفهم و التركيز ، و الانشغال الكلى بالله ، و الموت الحسى و العقلى عن كل ما حوله . و يذكرنا هذا بالقديس يوحنا الاسيوطى حينما سألوه " ما هى الصلاة الروحية ؟ " فأجاب " هى الموت عن العالم " ... من أجل اختطاف عقلهم أحياناً أثناء الصلاة ، كانوا يصلون و هم وحدهم فى مكان خلوتهم . [color:10c7=window************************************** **************************]فلا يرى أحد مشاعرهم أثناء الصلاة ، و لا ما يشغل عقلهم وقتذاك ، أو ما يحدث لهم من رؤى أو من دهش ... أو كيف يدغدغ حب الله حواسهم حتى ينطبق عليهم قول عذراء النشيد " فإنى مريضة حباً " (نش5:2) . أما أنت يا أخى إن كنت لم تصل بعد إلى شئ من هذا : [color:10c7=window************************************** **************************]فنصيحتى لك أن تلتصق بالرب على قدر ما تستطيع أثناء الصلاة ، و تبعد نفسك عن طياشة الفكر ، و تركز ذهنك فى كلمات الصلاة ، و تصحبها بكل عواطفك و مشاعرك . و كلما حان انتهاء الصلاة ، حاول أن تستمر ، و أن تقول للرب " امكث معى يا سيدى " (مت 29:24) ... [color:10c7=window************************************** **************************]و حاول فى بعض الاوقات أن ترتفع عن مستوى الطلب . و تدرب فى صلاة الحب ، أن يكون طلبك الوحيد هو الله و ليس غيره . [color:10c7=window************************************** **************************]كما قال داود النبى " طلبت وجهك ، و لوجهك يا رب ألتمس . لا تحجب وجهك عنى " (مز9:27) .. مثل هذه الصلاة تعبر عن الحب . [color:10c7=window************************************** **************************]اتخذ الله صديقاً لك ، و حبيباً ، و راعياً و حافظاً و مرشداً . و افهم فى قلبك تماماً أنك لا تستطيع الاستغناء عن محبته لحظة واحدة و طرفة عين . حينئذ تجد المحبة التى فى قلبك قد ظهرت فى صلاتك .
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:49 pm | |
| وسائل اخرى لمحبة اللههناك و سائل أخرى كثيرة نصل بها إلى محبة الله 0 و سنتكلم عنها بشئ من الإيجاز ، ومنها مخافة الله 0 محبة الخير 0 محبة الناس ، و بالتالى الخدمة 0 و سائط النعمة 0 تذكار الموت و الدينونة 0 مخافة اللهالمخافة هى بداية الطريق إلى المحبة 0 يقول الكتاب المقدس فى سفر الأمثال " بدء الحكمة مخافة الرب " ( أم 9 : 10 ) ، و يقول المرتل فى المزمور " رأس الحكمة مخافة الرب " ( مز 111 : 10 ) 0 فكيف ذلك ؟ و ما العلاقة بين المخافة و المحبة ؟ بينما يقول القديس يوحنا الرسول : " لا خوف فى المحبة 0 بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج " ( 1يو 4 : 18 ) 0 حينما تبدأ بالمخافة ، سوف تطيع الله و تنفذ و صاياه : على الأقل ستخاف من عقوبته ، ومن يوم الدينونة الرهيب ، ومن العذاب الأبدى 0 و يطاعة الوصايا سوف تجد فيها لذة ، و تجدها نافعة جدا لحياتك ، كما كان داود النبى يتغنى بوصايا الله ، و بشريعته و ناموسه ، فى مزاميره 0 و يقول " وصية الرب مضيئة تنير العينين من بعد " " وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب " " تصير الجاهل حكيما " " اشتهى من الدهب و الأبريز الكثير 0 و أحلة من العسل و قطر الشهاد " ( مز 19 ) 0 ويقول أيضاً فى المزمور الكبير " اذكر لعبدك كلامك الذى جعلتنى عليه أتكل ، هذا الذى عزانى فى مذلتى " بكل قلبى احفظ وصاياك " " بشريعتك أتلذذ " الكل كمال وجدت منتهى 0 أما وصاياك فواسعة جداً " كم أحببت شريعتك 0 اليوم كله هى لهجى " ( مز 119 ) 0 و بمحبة وصايا الله ، نحب الخير 0 و بمحبة الخير ، نصل إلى محبة الله 0 محبة الخيرربما فى بادئ الأمر نغصب أنفسنا على محبة الخير ، ولكننا بتوالى ممارسته نعمله بكامل إرادتنا ، بل و برغبة قلوبنا 0 ولا نستطيع أـن نخطئ ( 1يو 3 : 9 ) 0 وأنا أقول محبة الخير ، وليس مجرد عمل الخير ، فقد يفعل الإنسان الفضيلة خوفا ، أو خجلا من انتقاد ، او الناس ، أوتقاء للعقوبة ، أو حفظا لسمعته ، أو مجاملة ، أو مجاراة للمجتمع ، أورياء بينما يحب الخطية فى اعماقة 0 ليست هذه المظاهر هى التى توصل إلى محبة الله 0 فالمقصود ليس هو عمل الخير بل محبة الخير إن الله لا يهمة الخير الذى نعملة مضطرين ، أو مجبرين 0 كما لا قيمة للخير الذى نبغى من ورائه مديحا أو مجداً من الناس أو اعجابا 00 لأننا فى هذه الحالة ، يكون حبنا هو للمديح و الإعجاب و ليس للخير ، كما إننا أجر ما فعلناه هنا على الأرض ( مت 6 : 2 ، 5 ) إنما الخير الحقيقى ، هو الذى نعملة حبا للخير ذاته ، و حبا لمن نصنع معهم الخير ، وحبا لله نفسه 00 * * * وعندما نحب الفضيلة و الخير ، سنحب الله تلقائيا 0 لأن الله هو الخير المطلق 0و هكذا يمكن للإنسان البار أن يحب الله بعكس الخاطئ الذى يحب الخطية ، و لا يستطيع أن يحب الله معها فى نفس الوقت ، لأنه لا شركة بين النور و الظلمة ، ولا خلطة للبر و الإثم ( 2كو 6 : 14 ) 00 و كالوجوديين الذين يظنون أن الله يعطل ممارستهم لشهواتهم ، فينكرون وجود الله الذى يدعو إلى الخير ، ويعاقب على تلك الشهوات 0 أما أنت إذا أحببت البر و الخير ، فستجد أن الله هو مثلك الأعلى فيما تحب ، فتحبه 00 و إذا أحببت الخير ، ستجد أنك قد ارتفعت فوق مستوى الصراع مع الخطية 0 إن عبارة الجسد يشتهى ضد الروح 0 بل روح البار هى التى تقود جسده 0 وروح الله يقود هذه الروح البشرية ( رو 8 : 14 ) 0 * * * إذا أحببت الخير ، وصار جسدك هكذا مقدسا ، سيكون فعلا هيكلا للروح وروح الله يسكن فيه ( 1كو 3 : 16 ) و تدخل فى شركة الروح القدس ( 2كو 13: 14 ) 0 وروح الله هو الذى يسكب محبة الله فى قلبك 0 لأنه هكذا قال الرسول " 00 محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا " ( رو 5 : 5 ) 0 إذن احتفظ بسكنى الروح القدس فيك ، و بشركتك مع الروح القدس فى الفكر و العمل ، لكى تحتفظ أيضاً بمحبة الله فى قلبك 0 و لا تحزن روح الله بأى عمل يضاد مشيئة الرب 0 و هكذا تعيش باستمرار فى محبة الله * * * الذى يحب الخير و يحب الله ، جهاده الروحى هو جهاد لذيذ و بلا تعب ، جهاد للنمو فى الخير و محبة الله 00 إنه لا يجاهد ضد نفسه ليغصبها على حياة الفضيلة 0 فمادام يحب الفضيلة ، طبيعى أنه لا يغصب نفسه عليها ، بل يمارسها بفرح وبشوق ، ويجد لذته فيها 0 وهكذا يحب الصلاة ، و يحب الله الذى يكلمة فى صلاته 0 و يحب الكتاب المقدس ، ويحب الله الذى أرسل إليه هذه الكلمات التى تشبع نفسه 0 و يحب الكنيسة و كل أسرارها المقدسة 0 و يجد فيها نبعا روحيا يرويه و ينميه 0 و يفعل كل ذلك بلا تغصب 0 لماذا ؟ لأنه دخل إلى راحة الرب ، دخل سبته الذى لا ينتهى ، الذى يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر 0 و يرتبط الخير عنده بمحبة الله ارتباطاً و ثيقا و عجيبا 0 فالخير يقوده إلى محبة الله و محبة الله تقوده إلى الخير 0 و تصبح كل منهما سببا و نتيجه بالنسبة إلى الأخرى 0 الذى يحب الخير ، لا يرى وصية الله ثقيلة كما الرسول ( 1يو 5 : 3 ) ، ذلك لأنه يحبها بل إن الذى يحب الرب و يحب البر ، قد ارتفع فوق مطالب الناموس ، إذ قد دخل فى الحب إنه يفعل الخير بلا وصية 0 بل بطبيعته الخيرة 0 ليس هو محتاجاً إلى وصية تدعوه إلى الخير 0 فى محبته للخير ، عاد كما كان صورة الله 0 وأصبح الخير من عناصر نفسه ، يفعله كشئ عادى طبعى ، لا يبذل فيه جهداً 0 يصير الخير فى حياته ، كالنفس الذى يتنفسه ، دون أن يشعر فى داخله أنه يفعل شيئا زائداً أو عجيبا ، دون أن يحاول ذلك 00 ولذلك فهو أيضاً لا يفتخر أبداً الخير ، باعتبار أنه أنه شئ عادى 00 إنه يحب الله ، ويحب فيه الخير الذى يشتهيه 0 ويصبح الله هو شهوته ولذته 0 و يجد فى الله مثالياته التى يفقدها العالم 0 لذلك يزهد العالم ، ويجب دائما أن يلتصق بالرب ، كما قال داود النبى " أما أنا فخير ، و عاشرة و عاش معه 0 واختبرمعه لذة الحياة الروحية ، لذلك يقول مع عذراء النشيد " امسكته ولم أرخه " ( نش 3 : 4 ) 0 | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 10:49 pm | |
| محبة الناس
الذى يحب الخير ، يحب الناس ، لذلك يصنع معه خيراً . ومحبة الناس توصله إلى محبة الله . وكما قال الرسول : " إن قال احد أنى احب الله ، وهو يبغض اخاه ، فهو كاذب " . لأن من يحب اخاه الذى أبصره ، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره ؟! ( 1يوحنا 4 : 20 ) . إن أردت أن تحب الله ، ابدأ أولاً بمحبه الناس . أخدم الناس ، ساعدهم ، احنرمهم ، ابذل نفسك عنهم . وعنئذ تجد أن محبه الله قد دخلت تلقائياً إلى قلبك . إعط من قلبك حباً لكل المحتاجين إلى الحب . أعط حباً للأطفال ، للعجزة والمسنين ، للأيتام ، للمحتاجين إلى الحب . إعط حباً للأطفال ، للعجزة والمسنين ، للأيتام ، للمحتاجين والفقراء ، للمعوقين ، للذين ليس لهم أحذ يذكرهم أخدمهم جميعاً ، وستجد أن محبة الله قد دخلت قلبك بقوة . وستجد أيضاً أنك ترفع قلبك إلى الله ليساعدك على خدمتهم . وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم ... تحبهم ، لأنهم أولاد وشعبه . وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك على محبتهم . وتجد أن محبة الله في قلبك ترتبط أيضاً بمحبة الناس . إن أحببته تحبهم . وإن أحببتهم تحبه ... لذلك فإن السيد المسيح حينما قال إن الوصية الأولى هي محبه الله ، قال " والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك " ( مت22 : 39 ) . تأمل في كلمة ( مثلها ) وكلمة ( كنفسك ) ... لذلك فإن الخدمة توصل إلى محبه الله . الخدمة توصلك إلى محبة الله ، ومحبة الله ترسلك إلى الخدمة . بشرط أنها لا تكون خدمة روتينية ولا مجرد نشاط . إنما خدمة ممتزجة بالحب . الحب هو الذي يدفع إليها ، والحب يكون من نتائجها . فأنت تخدم الناس لأنك تحب ملكوت الله ، وتحب لهم أن يدخلوا هذا الملكوت ، وأن يحبوا الله الذي تحبه والذ ي يحبك . انظر ماذا قال السيد المسيح عن تلاميذه للآب " عرفهم اسمك ، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به ، وأكون أنا فيهم " ( يو17 : 26 ) . وهناك وسائل أخرى توصلك إلى محبه الله :
وسائل النعمه
مما يربطك بمحبة الله أيضاً : وسائط النعمة : إن الله قد دبر لنا وسائط كثيرة تساعدنا على محبته ، منها الصلاة ، وقراءة الكتاب المقدس ، و اجتماعات الكنيسة و ألحانها و طقوسها و أسرارها المقدسة ، و بخاصة الاهتراف و التناول 0 و كذلك القراءة الروحية ، و التأمل ، و زيارة الأماكن المقدسة ، و الإرشاد الروحى 0 فلكى تصل إلى محبة الله ، عليك أن تهتم بكل هذه الوسائط ، لأن بعدك عنها يسبب لك الفتور ، لا يعود الله يشغل فكرك 0 و لقد أصدرت لك كتابا عن ( الوسائط الروحية ) أرجو أن يفيدك فى هذا المجال 0
ذكر الموت والدينونه
مما يقودك إلى محبة الله أيضاً : التفكير فى الأبدية 0 لأن الإنسان إذا شعر بفناء هذا العالم ، وبأنه سوف يبيد وشهوته معه ( 1يو 2 : 17 ) ، و أنه كله باطل و قبض الريح ( جا 1 ) 0 و لا بد للإنسان أن يقف يوما للدينونه أمام كرسى الله العادل ، الذى سيجازى كل واحد حسب أعماله ( مت 16 : 27 ) ، و حسب كل ما فعله بالجسد خيرا كان أم شراً ( 2كو 5 : 10 ) 00 فحينئذ يستيقظ ضمير الإنسان ، يبدأ أن يستعد لملاقاة الله 0 و يحاول أن يكون علاقة مع الله ، وعتذر عن خطاياه ، و يدخل فى محبة الله مادام سيلاقية فى الأبدية ، وبأى وجه سيلقاه ؟ لذلك فالكنيسة المقدسة ذكرتنا بالدينوية و المجئ الثانى فى صلوات الغروب و النوم و نصف الليل 0 لكىة نستعد للقاء الله ، بالتوبة و الندم على خطايانا ، و بمخافة الله التى توصلنا إلى محبة الله ليتك تصلى هذه الصلوات ، وبخاصة التحاليل 0 و ثق أنها ستعمل فى قلبك عملاً 0 و ما أكثر القديسين الذين كان تذكار الموت و الدينونة ويقودهم إلى الإلتصاق بالله بالأكثر 0
| |
|
| |
| الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث | |
|