| الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:02 pm | |
| المحبة لا تحتد ولا تنطق السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق
المحبة لا تحتد
الذي يحب ، لا يحتد علي من يحبه . أي لا يغضب عليه ، ولا يثور ، ولا يعامله بحده ، أي بشدة وعنف . بل علي العكس بوداعة ، وبحب ، وطيبة قلب . وحسناً قال القديس بولس الرسول عن المحبة إنها لا تحتد ، بل قوله إنها لا تطلب ما لنفسها . فطبيعي أن الذي يطلب ما لنفسه ، لا يحتد . إنما يحتد الذي يطلب لنفسه كرامة ومعاملة خاصة ، ولا يجد ذلك . ويحتد الذي يطلب لنفسه طاعة وخضوعاً ، ولا يعامل هكذا . أما إن كان لا يطلب لنفسه شيئاً من هذا كله وأمثاله ، فطبيعي أن لا يحتد .
***
كذلك فإن الاحتداد لا يتفق مع الصفات الأخرى للمحبة . فما دامت المحبة { تتأنى وتترفق }. فإنها بالتالي لا تحتد . لأن الحدة ضد الرفق . والذي يتأنى ويطيل أناته ، فإنه لا يحتد . مادامت المحبة { لا تنتفخ ولا تتفاخر } فطبيعي أنها لا تحتد . كذلك مادامت المحبة {لا تقبح } فإنها لا تحتد . الأن الإنسان يحتد بسبب ما يراه قبيحاً أمامه . كذلك مادامت { تصدق كل شئ ، وتصبر علي كل شئ } فإنها لا تحتد . لأن الحدة لا تتفق مع الصبر . مادامت تصدق من تحبه فلماذا إذن تحتد عليه ؟! وهكذا نجد أن صفات المحبة تتفق مع بعضها البعض .. والإنسان بطبيعته قد يحتد علي عدو ، أو علي مخالف ومعارض ،أو علي مقاوم أو عنيد .ولكنه لا يحتد علي حبيب . حتي إن أخطأ ، يميل إلي مسامحته والتغاضي عن أخطائه . وكما يقول المثل العامي { حبيبك يبلع لك الظلط }. أو كما يقول الشاعر عن نفس هذا المعني . عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا
***
وأعظم مثل للمحبة التي لا تحتد ، الله تبارك إسمه . الله مثل للمحبة التي لا تحتد ، الذي قيل عنه المزمور إنه { لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا }. بل أنه { كبعد المشرق عن المغرب ، أبعد عنا معاصينا }{مز103: 10،12}. الله الذي قال عنه يوئيل النبي إنه {رؤوف رحيم ، بطي الغضب كثير الرأفة }{يؤ13:2}.وقال عنه يونان النبي إنه { بطئ الغضب كثير الرحمة }.{يون2:4}… وهكذا قال أيضاً داود إنه { رؤوف وطويل الروح وكثير الرحمة }{مز8:103}.
***
أنه الله الذي لم يتحد علي أحباء كلموه بأسلوب يبدو شديداً . لم يحتد علي حبيبه إبراهيم حينما قال له { حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر تميت البار مع الأثيم … حاشا لك . أديان الأرض كلها لا يصنع عدلاً ؟!} {تك25:18}.
بل لم يحتد أيضاً علي حبيبه أيوب حينما قال له { لا تستذنبنى . فهمني لماذا تخاصمني ؟ أحسن عندك أن تظلم ؟! أن ترذل عمل يديك ، وتشرق علي مشورة الأشرار }{أي10: 2،3}.{كف عني ، فأبتهج قليلاً }{أي20:10}.{ماذا أفعل لك يا رقيب الناس . لماذا جعلتني عاثوراً لنفسك }{أي20:7}. ولم يحتد الرب أيضاً علي حبيبه موسى حينما قال له { أرجع يارب عن حمو غضبك ، أندم علي الشر }{خر12:23}. وإنما استجاب له ولم يفن الشعب في عبادته للعجل الذهبي .
***
ولم يتحد الرب علي أحباء له وقعوا في أخطاء شديدة : لم يتحد علي تلميذه بطرس الذي أنكره ثلاث مرات ، بل كلمه بلطف بعد القيامة ، ورفع روحه المعنوية بقوله له { ارع غنمي . ارع خرافي }{يو21: 15-17}. ولم يحتد علي تلميذه توما الشكاك الذي قال له {إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعى في أثر المسامير ، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن }{يو25:20}. إنما ظهر له الرب ، وحقق له ما أراد دون أن يحتد عليه . وقال له في رفق { لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً }… ومن قبل الصلب ، لم يحتد علي التلاميذ الذين لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحده في أشد الأوقات . بل في رقة أوجد لهم عذراً بقوله { أما الروح فنشيط ، وأما الجسد فضعيف … ناموا الآن واستريحوا }{مت26: 41،45}. فعل الرب هذا لأنه يحبهم ، والمحبة لا تحتد .
***
توجد أمثلة أخري لهذه القاعدة في حياة القديسين . منها موسى النبي ، الذي لم يحتد علي هارون ومريم لما تكلما عليه في زواجه بالمرأة الكوشية ، إذ { كان الرجل موسى حليماً أكثر من جميع الناس الذي علي وجه الأرض }{عد3:12}. بل أنه لما عاقب الرب مريم بسبب جرأتها علي موسى ، تشفع فيها موسى وطلب من الرب مسامحتها }عد13:12}. هذه هي المحبة التي ليس فقط لا تحتد بل تشفع .
***
مثل آخر هو داود النبي في معاملته لأبشالوم . أبشالوم الذي خان أباه داود ، وأساء إليه ، وقاد ليستولي علي ملكه … لم يحتد عليه داود ، بل لرجال جيشه { ترفقوا بالفتي أبشالوم }{2صم5:18}. ولما انتصر جيش داود كان كل همه لمن بشروه بالانتصار { أسلام للفتي أبشالوم } {2صم18: 29،32}. ولما علم بموته ، بكي عليه وأبكي الشعب كله . مثال آخر هو أبونا اسحق الذي لم يحتد علي يعقوب لما خدعه . خدع يعقوب أباه وقال له {أنا عيسو بكرك }{تك19:27}. ونال البركة بمكر . ولما عاد عيسو واكشف اسحق الخدعة ، لم يحتد علي يعقوب ، بل قال { تعن يكون مباركاً }{تك33:27}. إنها المحبة التي لا تحتد .
***
يذكرنا هذا كله وغيره بمحبة الأم لطفلها ورضيعها . ما أكثر ألوان الإزعاج التي يسببها الرضيع لأمه بحيث لا تعرف معني الراحة والنوم ، ولكنها لا تحتد عليه لأنها تحبه . وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد عليه لأنها تحبه . وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد { بالنسبة إلي رضيعها } لكي يمكنها أن تهتم به وتربيه … المحب لا يحتد علي حبيبه ، لأنه يود الاحتفاظ بمحبته . لا يريد أن يفقد محبته ، أو أن يعكر جوها بالحدة . وكذلك لأنه يحبه ، فلا يريد أن يخدش شعوره بأي لون من الاحتداد . وأيضاً لأنه يأخذ كل تصرفاته بحسن نية ، ولا يظن به السوء ، لأن المحبة لا تظن السوء .
لا تظن بالسوء
المحبة لا تظن السوء ، فلا تحتد . حتي في الأخطاء الواضحة ، لا تري أن من ورائها قصداً سيئاً ، وربما تعزوها إلي جهل أو عدم الفهم ، أو لنية طيبة .. المحبة مع من تحبه في جو من الثقة ، ولا تشك في تصرفاته ولا في نواياه ، مهما بدا التصرف غريباً .
السيد المسيح لم يفقد الثقة في محبة تلاميذه علي الرغم من أخطائهم . ناموا في بستان جثيماني وقت جهاده . وهربوا وقت القبض عليه ، واختفوا في العلية خائفين من اليهود . وشكوا في قيامته. ولم يصدقوا المجدلية ولا تلميذي عمواس {مر16: 9-12}. كذلك لما تحدث النسوة عن القيامة {تراءى كلا مهن لهم كالهذيان ، ولم يصدقوهن }{لو11:24}. وعلي الرغم من كل ذلك بقيت محبة السيد الرب لهم كما هي . ولم يحط اخلاصهم بشئ من سوء الظن ، حسبما يحكم الآخرون …! { طبعاً بالنسبة للسيد المسيح لا نستعمل عبارة الظن ، لأن كل معرفته يقينية . لكن نقول إن ثقته فيهم بقيت كما هي ، علي الرغم من سوء موقفهم وكثرة أخطائهم }.
ونحن في علاقتنا من الرب نفعل هكذا . مهما أصابتنا التجارب والضيقات والأخزان من كل ناحية ، لا نشك في محبة الله لنا ، ولا نظن السوء كأن الله قد تخلي عنا ، بل نقول في ثقة { كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله }{رو28:8}. جاعلين أمامنا قول القديس يعقوب الرسول { احسبوه كل فرح يا أخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة }{يع2:1}. وبالمثل في علاقتنا مع الآباء الروحيين والجسديين . لا نظن السوء في أي أمر منهم أو أي تصرف ، مهما بدا لنا غريباً . إنما نقول لعل هناك حكمة وراء ذلك لا ندركها الآن . وهكذا نفعل مع اخوتنا ومع زملائنا في الخدمة ، لأن المحبة لا تظن السوء . وبهذا المبدأ يسود السلام في الأسرة وفي المجتمع . لأن ظن السوء بالإضافة إلي كونه ضد المحبة والثقة ، فإن يشيع الشك والتخويف ، مما يسبب تفكك العلاقات ، وعدم القدرة علي التعاون ، وكذلك عدم تصديق أية كلمة ، ، والشك في أي تصرف ، كما يحمل لوناً من الظلم للآخرين وقد يكونون أبرياء. عدم السوء ، وهو من صفات المحبة ، يعطي شعوراً بالأمان والاطمئنان . ننتقل إلي صفة أخري من صفات المحبة وهي : المحبة لا تفرح بالإثم ، بل تفرح بالحق .
لا تفرح بالأثم إن العدو الذي يشمت في عدوه ، ويفرح بما يحل به من ظلم ، أو ما يرتكبه من إثم يسئ إليه . ولكن المحب ليس هكذا . إنه يعامل حتي العدو بمحبة حسب وصية الرب { أحبوا أعداءكم }{مت44:5}. ويضع أمامه قول الكتاب : } لا تفرخ بسقوط عدوك ، ولا يبتهج قلبك إذا عثر {}أم17:24{. وإن يعقوب لم يفرح ، لما انتقم شمعون ولاوي من شكيم لما أذل أختهما دينة وقال لهما { كدرتماني }. وداود النبي لم يسر بمن بشره بموت أبشالوم ، بل بكي { 2صم18}. عموماً الشماتة شئ رديء . علي أن عبارة { المحبة لا تفرح بالإثم } توجد في بعض الترجمات هكذا المحبة لا تفرح بالظلم }. فإن تعرض عدوك لظلم ، لا تفرح بهذا ، لأنه شماتة . لئلا يري الرب ذلك فيستاء . بل أن استطعت أن تنقذ عدوك إذا سقط ، يكون هذا نبلاً منك ومحبة .. إن السامري الصالح ، ولما رأي يهودياً من أعداء جنسه ، وقد اعتدي عليه اللصوص وتركوه بين حي وميت ، ولم يفرح بأذيته ولا بالظلم وقع عليه ، بل في محبة عالجة وأنقذه {لو23:10}. المحبة تفرح بالحق ، لأنه يوافق مشيئة الله . لذلك سرها أن كل إنسان ينال حقه ، ولا يحيق به الظلم ، حتي إن كان عدواً لذلك فالإنسان المحب يدافع عن المظلومين ، ولو كانوا من خصومه أو مقاوميه . ويمكن أن نأخذ هذه الوصية من جهة محبتنا لله . فإذا نحن أحببنا الله ، لا نفرح بالإثم ، بل نفرح بالحق . لأن الإثم عداوة لله الذي نحبه . والحق هو الله . وقد قال الرب {
وتعرفون الحق والحق يحرركم }{يو32:8}. ففي محبتنا لله ، لابد أن نلتصق بالحق . ولذلك بالحق . ولذلك فغن الذي يدافع عن الباطل ، ولو باسم الشفقة ، وهو بعيد عن الحق ، وبالتالي هو بعيد عن الله … | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:02 pm | |
| المحبة تحتمل كل شيء لست أريد في هذا المقال أن أحدثكم عن الاحتمال بصفة عامة . فالاحتمال موضوع طويل ، وله أسباب عديدة . فهناك من يحتمل بسبب الوداعة والهدوء . وهناك من يحتمل بسبب أتضاع قلبه ، أو بسبب الحكمة ويتجنب عواقب الأمور . أو لاسباب . أخري ولكن موضوعنا الآن هو الاحتمال بسبب المحبة … المحبة التي تحتمل كل شئ … *** الذي يحب شخصاً ، يكون مستعداً أن يحتمل منه ، وأن يحتمل من أجله . أبونا يعقوب أبو الأباء أحتمل الكثير من أجل محبته لراحيل . أحتمل أباها ، الذي غير أجرته عشر مرات ، وأحتمل سنوات طويلة يخدمة فيها ، قال عنه { كنت في النهار يأكلني الحر ، وفي الليل الجليد ، وطار النوم من عيني }{تك40:31}. ويقول الكتاب { فخدم يعقوب براحيل سبع سنين . وكانت في عينه أيام قليلة ، بسبب محبته لها }{تك20:29}. أيضاً يوناثان أحتمل كثيراً من أجل محبته لداود . احتمل غضب أبيه الملك شاول ، وتوبيخه له بكلام قاسي بسبب دفاعه عن داود ، حتي أن شاول القي رمحه نحو يوناثان ليقتله {1صم20: 30،33}. *** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل ، احتمال الشهداء والنساك من أجل محبتهم لله . وكذلك أيضاً الأنبياء والرسل . الشهداء احتملوا السجن والعذابات التي لا تطاق ، ثابتين في محبة الله، رافضين أن ينكروه إلى أن قطعت رقابهم . ومن اجل محبة اللة ، احتمل الثلاثة فتية إلقاءهم في أتون النار ، و احتمل دانيال أن يلقى في جب الأسود.{دا 6،3}. زمن أجل محبة الله احتمل الرهبان والسواح والنساك أن يعيشوا في البراري والقفار وشقوق الأرض ، بعيداً عن كل عزاء بشري ، في شظف الحياة زاهدين في كل شئ . ومن أجل محبة الله ونشر ملكوته ، احتمل الرسل ألواناً من الأتعاب في كرازتهم { في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات ، في ضربات في سجون ، في اضطرابات في أتعاب في اسهار في أصوام …}{2كو6: 4،5}. *** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل ، محبة الأمومة والأبوة . محبة الأم التي تحتمل متاعب الحمل والولادة والرضاعة ، ومتاعب الصبر في تربية الطفل والعناية به ، في غذائه وفي نظافته ، وفي الاهتمام بصحته ، وفي تعليمه النطق والكلام ، وفي الصبر علي صراخه وصياحه وعناده … إلي أن يكبر . وكذلك تعب الأب في تربية أبنائه ، واحتمال مشقة العمل بكافة الطرق للإنفاق عليهم وتوفير كافة احتياجاتهم . *** ومن أمثلة المحبة التي تحتمل ، محبة الأمومة والأبوة .فمن أجل وطنهم الذي يحبونه ، يحتملون ماش التدريب والحرب ، والتعرض للموت أو للإصابة ، وربما يحتملون فقد بعض أعضائهم ، ومع جروح أو تشوهات . ونفس الوضع نقول علي ما يتحمله الشرطة لحفظ الأمن .كل هذا عن المحبة من أجل الغير ، المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ـ وإنما ما للغير … أيضاً كمثال رجال المطافي ، وفرق الإنقاذ علي تنوع تخصصاتها … ننتقل إلي الحديث عن محبة الغير واحتمال تصرفاتهم . المحبة التي تحتمل الغير وتغفر له ، والتي تحول الخد الآخر لمن يضرب اللطمة الأولي . المحبة التي تحتمل الاساءه ،ولا ترد بالمثل .. والمحبة لا تشكو من السئ ولا تشهر به … ونتسى الإساءة ، ولا تخزنها في ذاكرتها – كما يفعل البعض – لشهور وسنوات .. المحبة التي لا تقول : هذه حقوقي وهذه كرامتي . المحبة التي تحتمل ، هي محبة صاحب القلب الكبير الواسع . *** القلب الذي يحتمل العتاب ولا يتضايق . وكما قال أليفاز التيماني}{لأن لأمتحن احد كلمة معك }{أي2:4}. تحتمل العتاب ، حتي لو كان بكلمة صعبة . وتحتمل حتي الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبد\و فيه التهكم … علي أن يكون الاحتمال في غير ضجر ولا تزمر ولا ضيق .بل بصدر رحب ، وروح طيبة ، غير متمركز حول ذاته وحول كرامته . أن صفات المحبة التي ذكرها القديس بولس الرسول تترابط معاً . فطبيعي أن المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ، سوف لا تطلب كرامة لذاتها ، وبالتالي ستحتمل كل شئ . كذلك فإن المحبة التي لا تحتد ، سوف تحتمل . وأيضاً التي لا تتفاخر سوف تحتمل … *** بعض الناس لا يحتملون الذين لا يفهمونهم . ومن هنا كانت مشكلة الأذكياء مع الجهلاء أو الأقل فهماً ، أو مع الطباق الجاهلة . لذلك يبعد مثل هؤلاء عن كثير من الناس . وقد لا يحتمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره ، فيبعد عنه . ولو كان في قلبه حب نحوه لأطال أناته عليه ، لأنه{ المحبة تتأنى }. وأيضاً كان يصبر لأن المحبة تصبر . وهكذا يضم أليه هذا الجاهل ويحتمله ، ويرجو منه خيراً . وهكذا مع الأطفال … *** القلب الضيق الخالي من الحب ، هو الذي لا يحتمل الآخرين : وهكذا قال بولس الرسول لأهل كورنثوس {فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون . قلبنا متسع . لست متضايقين فينا ، بل متضيقين في أحشائكم … لذلك أقول كما لأولادي : كونوا أنتم أيضاً متسعين }{2كو6: 12،13}. القلب المتسع يستطيع أن يحتمل الناس . كن أذن متسع في قلبك وفي صدرك وفي فهمك . ولا تتضايق بسرعة . وأعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس . وليسوا جميعاً من النوع الذي تريده . يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلي المستوي المثالي ، ولا إلي المستوي المتوسط . وعلينا أن نحبهم جميعاً . وبالمحبة ننزل إلي مستواهم لنرفعهم إلي مستوي أعلي . نتأني ونترفق عليهم ، ونحتمل كل ما يصدر من جهالتهم ، ونصبر عليهم حتي يصلوا … *** لا تقل [ الناس متعبون ] بل بمحبتك تعامل معهم ، وحاول أن تصلح من طباعهم . ولو كنت لا تتعامل مع المثاليين ، فعليك أن تبحث عن عالم أخر تعيش فيه . في إحدى المرات قال لي شخص{ أن لم اعد أحتمل فلان } إطلاقا… أنه شخص لا يطاق لأ يمكن احتماله } !! فقلت له { وكيف أذن أحتمله الله منذ ولادته حتي الآن ؟! وكيف أحتمل غيرة وأمثاله منذ بدء الخليقة إلي يوماً هذا ؟! حقاً أن هذا لعجباً }! *** وقال لي أخر: } فلان { يقول الكلمة ويرجع عنها . فكيف يمكن أن أعاشره .أن عشرته لا تحتمل . فقلت له . وكم مرة تعهدنا الله بشيء ، ورجعنا في كل تعهداتنا ؟! وكم مرة وعدنا ولم نف بوعودنا ، واحتمالنا !! كم مرة وعد أمن يطلق الشعب إن رفعت عنه الضربة . ويرفع الله الضربة ، ولا يفي فرعون بوعده . ثم يعود الله فيحتمله في وعد أخر !! {خر10:8}. بينما الله كان يعرف مسبقاً أن فرعون سوف لا يفي بوعده . *** وما لنا فرعون . كم مرة نذرنا لله ولم نف . وكان الله يعرف ذلك . ومع ذلك حقق لنا ما نطلبه في نذرنا !! فإن كان الله يحتملنا في كل هذا ، فلماذا لا نحتمل غيرنا ؟! وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة . وكان الله يقبل اعترفنا وتوبتنا ، ويسمح لنا بالتناول من الأسرار المقدسة . ثم نعود إلي خطايانا السابقة !! ويحتملنا الله ويطيل أناته علينا ، حتي نتوب مرة أخري … كم مرة يأتي موعد الصلاة ، فتقول ليس لدينا وقت نصلي فيه . يقول التراب والرماد للخالق العظيم : ليس لدي وقت أكلمك !! ويحتمل الله عبده … وكأنه يقول له : إن وجدت وقتاً أفتكرني ! حقاً ليتنا نتعلم دروساً من معاملة الله ونحتمل الناس . نحتملهم كما يحتملنا الله . ونحتملهم لكي يحتملنا الله . لأنه يقول{ بالكيل الذي تكيلون ، يكال لكم ويزاد}{مت2:7}{مر24:4}. بل تذكر كيف أحتمل الرب عذابات الصليب والإهانات السابقة للصليب ، والتحديات المصاحبة للصليب التي تقول { لو كنت أبن الله أنزل عن الصليب وخلص ، نفسك }{مت26: مر15}. ولكنه أحتمل الاستهزاء ولم ينزل ، بسبب محبته لنا ، لكي يخلصنا . ونحن نقول له في القداس الإلهي : } احتملت ظلم الأشرار { وأحب أن أضيف إليها :واحتملت ضعف الأبرار . احتمل ظلم الأشرار الذين صلبوه ، واحتمل ضعف الأبرار الذين هربوا وتركوه . احتمل من أنكره ، ومن شك فيه . ومن قال لا أؤمن إن لم أضع إصبعي موضع المسامير … حقاً أن المحبة تحتمل كل شئ . إن المسيح علي الصليب احتمل وحمل . احتمل كل التعييرات والعذابات ، وحمل جميع خطايا الناس منذ بدء الخليقة إلي أخر الدهور . فليتنا نحتمل نحن أيضاً أخطاء المسيئين ألينا ، ونحتملها في حب . هذا كله من جهة الناس . فماذا عن العلاقة بالله ؟*** الذي يحب الله ، لا يتضايق من انتظار الرب ، بل يحتمل . قد يصلي ، ولا يجد أن الصلاة قد استجيبت ، فلا يشك في محبة الله . ولا يظن أن الله قد نسيه ، بل يحتمل هذا { التأخر } في الاستجابة ، أو ما يظنه تأخراً ! لأن الله يعمل دائماً في الوقت المناسب ، حسب حكمته .. لذلك ما أعجب أبانا إبراهيم ، الذي ينطبق عليه قول الرسول { المحبة تصدق كل شئ ، وترجو كل شئ ، وتصبر علي كل شئ }. لقد وعده الله بنسل ، ومر علي ذلك أكثر من عشرون عاماً ، دون أن تلد سارة . ولكن إبراهيم كان لا يزال يرجو ما وعده به الرب وصدقه وما زال يرجو . وولد له الابن بعد خمسه وعشرون عاماً من وعد الله . جميل قول المزمور : { انتظر الرب . تقو وليتشدد قلبك ، وأنتظر الرب }{مز14:27}. *** حقاً إن المحبة التي تصدق وعود الله ، تستطيع أن تصبر علي كل شئ ، وترجو كل شئ ، وتنتظر الرب . وأيضاً تحتمل ، مهما طال الوقت . كما قال المرتل { انتظرت نفسي الرب ، محرس الصبح حتي الليل }{مز130}.القلب الواسع المحب ، يستطيع أن يصبر وينتظر . أما القلب الضيق أو الذي محبته قليلة ، فهذا يتضجر . يريد أن يطلب الطلب ، ويناله في التو واللحظة… *** كذلك الإنسان المحب لله يحتمل التجارب والمشاكل . ولا تتزعزع محبته لله مهما طال وقت التجربة ، أو ازدادت حدتها . بل يقول في ثقة { كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله }{رو8:28}. وكما قال القديس يعقوب الرسول { احسبوا كل فرح يا أخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة } {يع2:1}. أن المحبة تحتمل كل شئ ، في ثقة وفي غير تذمر . ولا تتعجل حل المشكلات ، بل تنتظر الرب وتصبر . وتعطي المشكلة مدي زمنياً يحلها الله فيها ، في الوقت الذي يراه مناسباً ، وبالطريقة التي يراها مناسبة .*** والإنسان المحبة لله ، يحتمل الضيقات المادية . ويقول مع القديس بولس الرسول { قد تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه … تدربت أن أشبع وأن أجوع . أن أستفضل وأن أنقص … }{في 4: 11،12}. { المحبة تحتمل كل شئ ، وتصدق كل شئ ، وترجو كل شئ }{ 1كو7:13}. وقد أسهبنا في عبارة { تحتمل …}. المحبة تصدق كل شيءعبارة } تصدق كل شئ { يمكن ممارستها في علاقتنا بالله . نصدق كل مواعيده ، وكل ما ذكره الكتاب عن محبته . نصدق مجيئه وننتظره . ونصدق محبته فنبادله الحب . ونصدق كلامه فنؤمن به . ولكن هل نستطيع أن نصدق الناس في كل شئ . مهما أحببنا الناس ، لا نستطيع أن نصدقهم في كل ما يقولونه إن لم يكونوا أمناء . هوذا الرب يقول عن مجيئه الثاني { أن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك ، فلا تصدقوا . لأنه سيقوم مسحاء كذبه وأنبياء كذبه ..}{مت24: 23،24}. يعقوب أبو الأباء صدق أولاده في أن وحشاً مفترساً قد أفترس يوسف ، وكانوا مخادعين { تك37: 31-35}. وحذرنا الرب حينما قال { فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم ، لأن الرب ألهكم إنما يمتحنكم ..} {تث13: 1-3}. *** المحبة تصدق ، في الحالات الطبيعية . وفي غير ذلك فالمحبة لله أولاً ، وتصدق الله أكثر من الناس . فلا تصدقوا كل ما يتعارض مع كلام الله . كذلك من الله { ترجو كل شئ } . وفي غير ذلك يقول الكتاب : الرجاء بالله خير بالرجاء بالإنسان … {مز118}. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:02 pm | |
| المحبة لا تسقط ابداقوة المحبةقد تسقط المحبة بين الناس إذا اصطدمت مصالحهم فيما يتنافسون عليه . أما المحبة التي {لا تطلب ما لنفسها }{1كو5:13}. فإنها لا تسقط أبداً . كذلك قد تسقط المحبة بين اثنين إذا احتد أحدهما علي الآخر ، أو سيرته أو ظن فيه السوء . أما المحبة التي لا تحتد ولا تقبح ولا تظن السوء {1كو13}. فإنها لا تسقط أبداً . المحبة الحقيقية التي وصفها الرسول هكذا ، لا تسقط . وكما قيل في سفر النشيد : المحبة قوية كالموت … مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ، والسيول لا تغمرها {} نش8: 6،7 {. هي متقدة كالنار ، ومياه كثيرة لا تطفئها ، أي مهما حدث من تقصير ، أو من إساءة ، أو من إهمال ، أو من عوائق … لا يمكن لهذا المياه الكثيرة أن تطفئ المحبة … فإن كانت المحبة قوية وثابتة ، ولا يمكن أن تزعزعها الأسباب الخارجية أياً كانت ، كالبيت المبني علي الصخر . وينطبق هذا الكلام علي المحبة بين الله والإنسان . وكذلك علي المحبة بين الإنسان وأخيه الإنسان . محبة الله للبشرتأملوا محبة الرب الذي أمكره بطرس وسب ولعن وقال { لا اعرف هذا الرجل }{مت26: 69-74}… بقيت محبته له كما هي لم تتأثر . وبعد القيامة ثبته في الرسولية ، وقال له { إرع غنمي ، إرع خرافي }{يو21}. وهكذا فعل الرب مع باقي تلاميذه الذين خافوا وهربوا وشكوا .. بل محبة الرب التي لم تتأثر بما فعله صالبوه ، بل غفر لهم ، وقال للآب{ يا أبتاه اغفر لهم ، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون}{لو23: 34}. حتي قائد المائة التي أشرف علي صلبه ، أنعم عليه بالإيمان ، فمجد الله قائلاً { بالحقيقة كان هذا الأنسان باراً }{لو47:23}. {حقاً كان هذا ابن الله }{مت54:27}. وكثير من الكهنة الذين سعوا لصلبه ، أحبهم وجذبهم إلي الإيمان {أع7:6}. *** ومن الأمثلة البارزة للمحبة التي لا تسقط ، محبة الله للمرتدين والخطاة في قبول توبتهم . لم يفقدوا محبته إذ أنكروه وجحدوه . بل قبلهم إليه مرة أخري ، وهو يقول { هل مسرة أسر بموت الشرير – يقول السيد الرب؟! إلا برجوعه عن طرقه فيحيا }{مز23:18}. وهكذا قبل كثيراً من الخطاة ، وفتح باباً للتوبة ، وجعل منهم قديسين .. وأعطاهم أكاليل . محبة الله لم تسقط من جهة شاول الطرسوسى الذي في بدء حياته اضطهد الكنيسة بكب عنف ، وقال عن نفسه { أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً }{1تي13:1}. ولكن محبة الرب اقتادته إلي التوبة ، وجعله الرب رسولاً ، ومنحه المواهب . وعملت النعمة فيه أكثر من الجميع {1كو10:15}. *** ومحبة الرب التي لا تسقط شملت الشيوعيين الملحدين . واحتملت إلحادهم ونكرانهم له أكثر من سبعين عاماً ، أقتادهم بعدها إلي الاعتراف بالإيمان ، وأحب الرب الأمم العاقر لإيمانهم . وجعلها توسع خيامها ، ويصير أبناؤها أكثر من كنيسة الختان ذات البنين { أش54: 1-3}. ومحبة الله لم تسقط عن الذين عبدوا العجل الذهبي . حقيقي أنه أدبهم ، لأن الذي يحبه الرب يؤدبه {عب12: 6}{أم12:3}.وظلت محبته لا تتخلي عنهم . وأرسل الأنبياء ليقودهم إلي التوبة . ثم أرسل يوحنا بن زكريا ليهيئهم له شعباً مستعداً ، يدخلون في معمودية التوبة . وصاروا هم النواة الأولي لشجرة الإيمان التي امتدت شرقاً وغرباً .. حقاً ما أوسع قلب الله في محبته ، التي لا تسقط ، بل للإنسان مهما أساء !! وتعطينا مثالاً حياً لوصية : أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم {مت44:5}. *** انظروا إلي معاملة الله ليونان الذي هرب من وجه الرب . لم تسقط محبته له علي الرغم من عصيانه وهروبه في سفينة إلي ترشيش . بل لأعد له حوتاً عظيماً فابتلعه . واستجاب لصلاته في جوف الحوت ، وأخرجه ليبشر نينوي ويقودها إلي التوبة . ولم تسقط محبة الله لما أغتاظ يونان بسبب قبول الله لتوبته نينوي ، وقوله { أعطيت بالصواب حتي الموت }{يون9:4}. ولاطفه حتي أقنعه .. وعن المحبة التي لا تسقط ، أعطانا الرب مثل الابن الضال . فالآب لم تسقط محبته لابنه الذي ورثه في حياته وترك بيته وذهب إلي كورة بعيدة وأنفق ماله في عيش مسرف ، بل قبله إليه وفرح به ، وألبسه الحلة الأولي ، وذبح له العجل المسمن . *** إن الله قد يختبر محبتنا له : هل تسقط أم لا … لذلك يسمح بالضيقات أحياناً ، ويرى موقف محبتنا له إزاءها . وهل نصمد أم نهتز .. ولعلني أذكر هنا مثل تلك الأم القديسة ، التي احتملت في أيام الاستشهاد أن يذبحوا أولادها علي حجرها ، وهي تشجعهم وتقويهم علي احتمال الموت . ولم تقل لماذا يارب تسمح لي بهذه التجربة التي حسب الطبيعة لا يمكن أن يحتملها قلب أم … مقول هذا لتبكيت الذين إن حلت بهم تجربة ولو بسيطة ، يتذمرون ، وقد يجدفون علي الله . ويقولون : ما عدنا نصلي . ما عدنا نذهب إلي الكنيسة !!خسارة أن تسقط محبتنا أمام الباب الضيق والطريق الكرب !ن أن أإن محبتنا لله يمكن أن تختبر بالضيقات . ومحبتنا للناس تختبر باحتمالنا لمعاملاتهم أو جحودهم أو إساءاتهم ، لتعرف هل هي محبة حقيقية ثابتة لا تسقط أبداً ، أم هي غير ذلك : أنظر إلي بولس الرسول وهو يقول {من سيفصلنا عن محبة المسيح : أشدة أم ضيق أم اضطهاد ، أم جوع أم عري ، أم خطر أم سيف ؟ … ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا …}{رو8: 35،37}. محبة البشر للهالمحبة الحقيقية لله هي لم تسقط ، حتي عندما قال له : { خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق .. واصعده محرقة علي احد الجبال}{تك2:22}. بل ظلت محبة إبراهيم لله كما هي ، أكثر من محبته لابنه الوحيد . ومحبة يوحنا الرسول للمسيح بقيت كما هي ، لم تتاثر ولم تشك ، حتي حينما رآه معلقاً علي الصليب وسط جو من الاستهزاء والتحدي ، وهو ينزف دماً . *** وبالمثل محبة يوسف الرامي ، الذي لم يخف من أن يطلب جسد المسيح من بيلاطس } لو23: 52{. علي الرغم من أن الانتساب للمسيح في ذلك الوقت ، كان يعرض صاحبه للخطر . ولكن يوسف الرامي في محبته ، لم يبال بالخطر ، بل أكثر من هذا وهب قبره الخاص الجديد لكي يدفن فيه المسيح . وقام بتكفين المسيح ودفنه بالأطياب والحنوط ، ولم يخف أن يقال عليه أنه من تلاميذه ، في الوقت الذي خاف فيه بطرس الرسول ! وفي ذلك الوقت ، اشترك في تلك المحبة التي لا تسقط نيقوديموس الذي كان عضواً في السنهدريم بينما اشتراكه في تكفين المسيح يعرضه لخطر من جهة أعضاء ذلك المجمع الي حكم علي السيد المسيح بالموت . إنها المحبة التي لا تسقط بسبب العوائق …. *** تذكرنا بمحبة الشهداء للرب علي من التعذيب .. ظلوا محتفظين للرب وثباتهم في الإيمان ، منتصرين علي كل الصعوبات ، من جهة الإغراءات الشديدة ، والسجون والجلد والتعذيب والإهانات ، والآلام التي لا تطاق ، والإلقاء للوحوش الجائعة المفترسة . ولكن في كل ذلك ، محبتهم لله لم تسقط أبداً .. وكمثال للحب ، ونذكر إلقاء دانيال في جب الأسود ، والثلاثة فتية في أتون النار. *** نذكر في هذا المجال أيضاً محبة يوليوس الأقفهصي .كاتب سير الشهداء ، الذي كان يهتم بأجساد الشهداء وتكفينها ودفنها وكتابة سيرتها ، في وقت كان فيه الاعتراف بالإيمان يعرض صاحبه للسجن والتعذيب والموت . ولكن محبة يوليوس الأقفهصي للرب ولأ بنائه الشهداء ،؟ لم تسقط أبداً أمام هذا الخطر ، الذي تحول إلي حقيقة . فأخيراً نال هذا القديس اكليل الشهادة . *** كذلك المحبة التي لا تسقط ، تظهر في احتمال التجارب . ومثال ذلل أيوب الصديق ، الذي لم تهز محبته لله كل التجارب الشديدة التي تعرض لها ، من جهة فقده لبنيه وبناته وكل ثروته ، وفقده لصحته ومركزه وحتى احترام أصحابه له . وكان يقول { الرب أعطي الرب أخذ ، ليكن إسم الرب مباركاً }{أي21:1}. وحتى حينما كلمته إمرأته ، قال لها {تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات . هل الخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل؟!}{أي10:2}. وفي كل ذلك محبته لله لم تسقط ، إلي أن رفع الرب التجربة عنه . ووبخ أصحاب أيوب قائلاً : لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب }{أي7:42}. *** وقصة يوسف أيضاً ترينا محبته لله التي لم تسقط ، علي الرغم من كل ما أصابه . فمن أجل أمانته لله ورفضه للخطية بقوله { كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله ؟!}{تك 9:39}… احتمل السمعة السيئة والسجن والاستمرار في حبسه سنوات ، وهو الأمين في كل شئ من نحو الله والناس . ولكن محبته لله لم تسقط أبداً ولم يتذمر قائلاً : ما هذا ؟! كيف أجازي عن الخير بالشر . إلي أن كافأه الله أخيراً ، وما كان ينتظر كل تلك المكافأة . كذلك محبته نحو اخوته لم تسقط ، علي الرغم من كل الشرور التي فعلوها به فاهتم بهم في زمن المجاعة . وأسكنهم في أرض جاسان . وطمأنهم هلي مستقبلهم ولم ينتقم . بل بكي تأثراً لما عرفهم بنفسه {تك2:45}. محبتنا لبعضنا البعضومن الأمثلة البارزة للمحبة التي لا تسقط : المحبة الطبيعية .كمحبة الأم والأب . والأم التي مهما فعل ابنها وأخطأ ، تظل علي محبتها له . ومحبه الأب التي يمثلها بصورة رائعة محبة داود لابنه أبشالوم الذي ثار عليه ، وقاد جيشاً ضده ليستولي علي مملكته ، ودخل إلي قصره وأساء إلي سراريه {2صم15-18}. ولكن داود بكي عليه بكل محبة {2صم33:18}. وفي هذه الواقعة يمثل أبشالوم شذوذاً في المحبة الطبيعية . *** والمحبة التي لا تسقط ، تظهر في المغفرة للمسيئين . وفي ذلك نذكر سؤال الرسول للرب : {كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له ؟ هل إلي سبع مرات ؟ فأجاب { لا أقول لك سبع مرات ، بل إلي سبعين مرة سبع مرات}{مت18: 21،22}. هذه هي المحبة التي لا تسقط أبدا ، مهما كان عدد الإساءات التي تتعرض لها حتي إلي سبعين مرة سبع مرات … ! إنها تدل علي القلب الواسع الذي يحتمل …كذلك ماذا عن محبتنا لبعضنا البعض ؟ هل تصرف معين ، بسببه تفك خطوبة ، أو به يصل زوجان إلي محاكم الأحوال الشخصية وإلي الطلاق ! وتسقط المحبة التي عاشت في ظل الزوجية سنوات !! وهل بتصرف معين ، يفقد الأصدقاء محبتهم القديمة ، ولا تبقي أمامهم سوي الإساءة الحاضرة وليس غير ؟! إلي هنا وأحب أن أنتهي من تأملاتنا في { 1كو13}. | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:03 pm | |
| الفصل السادسفي رسائل السيد المسح إلي ملائكة الكنائس السبع ، قال : { أكتب إلي ملاك كنيسة أفسس … أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك .. وقد احتملت ولك صبر ، وتعب من أجل اسمي ولمتكل . ولك عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي . فاذكر من أين سقط وتب …}{ رؤ2: 1-5}. عبارة } عندي عليك { تدل علي أن الله يعاتب أحباءه . ولولا أنه يحب ذاك الشخص ما كان يعاتبه … بل كان يحمله إلي مصيره . وهو هنا في هذا العتاب ، يذكر لملاك أفسس أعماله الطيبة ، قبل أن يذكر ما يؤاخذه عليه .. إن الله يعاتب من كانت له محبة من قبل . ولكنها الآن قلت عن ذي قبل . *** لم يذكر له أخطاء معينه ، لخصها كلها في عبارة واحدة أنه ترك محبته الأولي … يكفي أمك لم تعد تحب كما كانت من قبل . وهذه العبارة قد توجه إليك من الله أو من الناس ، من بعض أصحابك …. { عندي عليك أنك …}أي لي شئ أعاتبك عليه . مثلما قال الرب في العظة علي الجبل { إن قدمت قربانك علي المبح ، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك …} {مت23:5}. أي أنه يمسك عليك شيئاً . *** العجيب أن عبارة } تركت محبتك الأولي { يقولها الرب لإنسان له مكانة كبيرة جداً . إنه لا يقولها لشخص ضائع ، أو خاطئ ، ولا لإنسان عادي ، وإنما لملاك كنيسة ، لشخص كائن في يمين الرب ، وله جهاد في الكنيسة ، وقد احتمل ، وله صبر ، وقد تعب من أجل أسم الرب ولم يكل ، عجيب أن أنساناً من هذا النوع ، محبته تضيع كل هذا يرينا أنه يجب أن نكون حريصين ومدققين ، نلاحظ أنفسنا مهما كبرناً .. ونلاحظ هنا أنه يقول للملاك : اذكر من أين سقطت . علي الرغم من تعبه الكثير من اجل الله ، إلا انه يقول له { سقطت .. وتب …} شئ عجيب ، أن ملاكاً كهذا يحتاج إلي التوبة … ليس معني هذا أنه أرتد !! كلا ولكن مجرد تركه لمحبته الأولي ، اعتبر سقوطاً .*** عبارة محبتك الأولي ، تعنى أنه بداً علاقته مع الله بداية طيبة . كان له حب ، ولكنه لم يستمر . والله هنا لا يدعوه إلي أن يتعلم الحب في حياته ، إنما يدعوه أم يرجع إلي المحبة التي كانت له من قبل .. حقاً، كم من إنسان بداً التوبة بحرارة شديدة جداً ، ولكنه بمرور الوقت فقد حرارته . ويبحث عنها الآن فلا يجدها . أو أنه بدأ الخدمة بغيرة مقدسة للغاية ، ثم فترت غيرته شيئاً فشيئاً . في بدء حياته في التوبة ، بدأ بانسحاق قلب عجيب ، وباتضاع شديد . بل كان يدخل الكنيسة في شعور عميق بعدم الاستحقاق . يقول في نفسه { من أنا حتي أقف مع هؤلاء القديسين ؟} .. خطاياه القديمة كانت تملأ عينيه بالدموع وتملأ قلبه بمشاعر المذلة والانسحاق . وبمرور الوقت صار من التائبين ، ثم من الخدام ، ثم من القادة الذين يديرون الكنيسة . ويبحث عن نفسه فلا يجدها . ويسمع الرب يقول له { تركت محبتك الأولي } .. *** يا ليتك كنت قد احتفظت بمحبتك بمجرد نقط البدء. هنا نري عجباً … المفروض أن الأنسان الذي يبدأ بداية طيبة ، يظل ينمو ويزداد ، حتي يصل إلي الكمال الممكن … أما أن إنساناً يبدأ حسناً ثم يقل ويقل ، وينحدر إلي اسفل . حتي يقول له الرب أنك تركت محبتك الأولي .. فإن هذا الأمر يدعو إلي الأسى حقاً … قد تعاتب شخصاً علي ترك محبته الأولي ، فيقول لك : كيف هذا ؟ هل أنا أخطأت في حقك في أي شئ ؟! وأنت تجيب : المسألة ليست مسألة خطأ ، وإنما مشاعر … إنها أمور تحس … وليس مسألة نقاش واقتناعات . إنه يسلم عليه ، ولكن ليس بالحرارة السابقة … يقابله بعبارة طيبة ، ولكن ليس بالفرح القديم . لا يفرح بالوجود معه .. لا يسعى إلي لقياه … ليس له نفس الاشتياق القديم ، ولا اللهفة القديمة . حقاً إنه لا يخطئ إليه ولكن في نفس الوقت ، ليس له مشاعر الحب . لا يظهر الحب في لهجته ، ولا في صوته ، ولا في عينيه ، ولا في ملامحه ، ولا في ألفاظه ، ولا في حرارته . هل تظنون أن الحب يقرأ ويكتب ويقال ؟ إنه يحس … هذا بالنسبة إلي الناس ، وبالنسبة إلي علاقتك بالله أيضاً . أنت تصلي ، ولكن بدون اشتياق إلي الله . لست في صلاتك مثل داود الذي يقول { باسمك ارفع نفسي إليك يالله ، كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء }{ محبوب هو اسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي }. تصلي ولكن لا حرارة في الكلام ، ولا اشتياق ، ولا رغبة في البقاء مع الله . لك الصلاة ، ولكن بدون صلة !! كلام …! مجرد كلام ! وكما قال الرب { هذا الشعب يكرمني بشفتيه ، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً } وتقف تصلي ، وأثناء صلاتك يقول لك الله { عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي }. تقول له : هل أنا يارب قصرت في صلاتي ؟ أو قللت مزاميري أو تأملاتي أو قراءاتي ؟ جدولي الروحي منتظم … يقول لك إنك تثق بي كل الثقة . حالياً تشك في المحبة في التصرفات ، تشك في علاقتي بك ….. قديماً لا تحتمل كلمة رديئة تقال علي الآن أنت تحتمل ! كنت لو تسمع كلاماً ضدي ، بكل قوة تدافع … أما الآن فإنك تسمع ولا تدافع ، أو تطلب باقي الكلام وتصدق وتشك . وجائز أن تنضم للمقاومين . مع الله أيضاً ، يبدأ الإنسان حياته بثقة كاملة . يثق به ، وبمواعيده ، وبمحبته ، ورعايته ومعاملاته ، وصلاح مشيئته . حتي إن أصابته التجارب ، يقول { المر الذي يختاره الرب لي خير من الشهد الذي اختاره لنفسي }… حالياً ، إذا لم تعد المحبة كما كانت من قبل ، بيداً العتاب : لماذا يارب تعاملني هذه المعاملة ؟ لماذا أصلي ولا يستجيب ؟ لماذا نذرت نذراً ولم يتحقق ما طلبته ؟ لماذا رفعت قداساً ولم أحصل علي نتيجة ؟ لماذا لم أحصل علي الوظيفة ، أو علي الترقية ؟ لماذا سمحت أنني أرسب ؟ لم يبق سوي أن تعاتب الله ، وتقول له : عندي عليك ، أنك تركت محبتك الأولي ..!!ويجيب الله : أنت الذي فقدت الثقة ، أو فقدت الإيمان …. *** نقطة أخري : في محبتك الأولي ، لم تكن تفضل شيئاً ولا أحد علي الله .كانت الأولوية له . هو الأول وقبل كل شئ ، بل هو كل شئ … أما الآن فتقول له : إن أنا وجدت وقتاً يارب ، فإني أصلي وأقرأ وأتأمل … وإن وجدت عندي قوة وصحة ، حينئذ سأصوم واخدم … وإن بقي عندي فائض بعد سداد كل احتياجاتي ومطالبي ، ففي تلك الحالة سأدفع العشور أو البكور . وإلا فعذري في كل ذلك معي ، ويصبح الله في أخر القائمة !! ما الذي حدث ؟ أين أفضلية الله وأولويته في ترتيب اهتماماتك ؟! *** لقد تركت محبتك الأولي . تغيرت عن وضعك القديم . ينظر إليك الله يقول : ليس هذا الإنسان الذي كنت اعرفه منذ سنوات . إنك إنسان آخر لست نفس الشخص الذي كان يحبني ويفرح بي . لقد تغيرت وتركت محبتك الأولي . مع أنك تعبت من أجل اسمي ولم تكل . لكنك تتعب ، من غير حب مثل إنسان له نشاط هائل في خدمة الكنيسة واجتماعاتها ، وفي كل لجانها ولكن أين وجود الله في قلبه ؟ لا وجود ولا حس . كزوجة لا تشعر بمحبة زوجها نحوها ، ومع ذلك هو دائم العمل ، ودائم الغياب وإن عاتبته ، يقول لها أنا أكد وأتعب من أجلك . لأصرف علي البيت . وهي تسأل عن العاطفة فلا تجدها … صحيح تعبت من أجل اسمي ولم تكل … لك خدمة ولكن بغير حب . *** يشبه هذا الوضع ، الابن الكبير ، في قصة الابن الضال . لقد قال لأبيه { ها أنا أخدمك سنين هذا عددها ، وقط لم أتجاوز وصيتك } { لو29:15}. ومع ذلك لم تكن مشاعره مع ابيه . وكانت مشيئته ضد مشيئة الآب .. ورفض دخول البيت ، ورفض الاشتراك في فرح أبيه بأخيه ، ووصف أباه بالظلم ، والبخل { قط تعطني جدياً لأفرح مع أصدقائي .. ولما جاء ابنك هذا …} وهكذا كان يشك في محبة الآب …*** أحياناً أشخاص تكون لهم العلاقة الظاهرية ، وليس لهم العلاقة القلبية ومشاعرهم … كصديق قديم يقابل صاحبه ، ليس حباً في اللقاء ، إنما خوفاً من أن تنقطع العلاقة تماماً .. إذ لم يبق من هذه العلاقة سوي خيط رفيع ، لا يريد له أن يقطع .. فالمقابلة مجرد رسميات .. كشخص يذهب إلي العمل لمجرد أن يوقع بالحضور ، ولكن لا رغبة له في العمل . أو آخر يحضر حفله لزميله ، لئلا يتأثر أو يعاتبه علي عدم الحضور ، ولكن بدون شعور … *** إنسان يتحرك – حتي في روحياته – بطرية روتينية . يصلي ، يصوم ، يقرأ ، يتأمل ، يحضر إلي الكنيسة ، يعترف ، يتناول .. ولكن أين محبة الله ؟ لا وجود لها في كل ممارساته هذه .. سلسلة واجبات روحية ! يخشى أن يمتنع عنها لئلا يوبخه ضميره ولكنه لا يعملها بحب .. تركت محبتك الأولي الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله الذي يقول { يا ابني اعطني قلبك } { أم 26:23}. أين الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله يقول لك : لست أنت الذي كنت أعرفه من قبل … كنت أعرفك ناراً تتقد . أما الآن فمجرد ماكينة تدور … آله تدور وتنتج . ويمكن أن تتحرك بالريموت كنترول، دون أن تلجأ إلي روح الله ليحركها …. عذراء النشيد كانت له محبة كبيرة تمثل علاقة الكنيسة أو النفس البشرية بالله . ثم جاء وقت ، وقف فيه الله علي بابها يقرع ويقول { افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي . فإن رأسي قد امتلأت من الطل ، وقصصى من ندي الليل }{نش5: 3،3}. وللأسف هي تجيب { خلعت ثوبي ، فكيف ألبسه ؟ غسلت رجلي فكيف أوسخهما }!! *** أين المحبة الأولي ؟ حالياً توجد مكانها أعذار… ! حالياً نعتذر عن صلتنا بالله ، ونقدم عوائق وتبريرات . عندما تكون محبتنا لله متقدة ، لا نبالي مطلقاً بالعوائق بل ننتصر عليها . ولكن حينما تقل المحبة ، تبدأ الأعذار في الظهور . *** ونحن شبان في الخدمة ، ذهبنا لنفتقد شاباً تخلف فترة طويلة عن اجتماع الشبان ، فوجدناه قد وقع في عادة التدخين ، وأخذ أحدنا يشرح له أضرار التدخين ، وآخر يكلمه عن القدوة الصالحة ، وثالث يقنعه بآيات وبراهين . ولكن واحداً منا كان يتكلم دائماً بأسلوب روحي ، قال له { أريد أن أسألك سؤالاً واحداً : هل أنت تحب الله كما كنت تحبه من قبل ؟!} . حقاً ، عندما تقل المحبة : يبداً الإنسان أن يحتاج إلي الآيات والاقناعات والبراهين … أيام زمان ، كنت تلقي نفسك علي الله إلقاءاً ، أما الآن فإنك تناقش … كل نصيحة وكل توجيه وكل أمر . تريد أن تقتنع .. وربما ترفض الإرشاد كأنه غير مقبول .. والحقيقة أنه ليس الإرشاد غير المقبول ، وإنما المحبة غير موجودة … حتي الآيات تريد لها تفسيراً يناسب رغباتك … أما في أيام المحبة الأولي ، فلم تكن فقط تطيع كل الأوامر ، إنما حتي الإرشاد … حتي مجرد أن تشعر أن هذا التصرف غير مقبول ، لا تعمله … ومع الله ، أي شئ تشعر أن الله لا يرضى عنه ، ترفضه بغير حادة إلي إقناع .. أنت غير محتاج أن تعرف الحكمة من الوصية ، يكفي أنها وصية ، قلبك هو الذي يقودك إلي الله . وليست حكمتك البشرية وعقلك البشري … نقطة أخري في العلاقة مع الله ، وهي المشغوليات : *** حينما تقل محبتك لله ، تصبح مشغولياتك عذراً تبرر به بعدك عنه . أصبحت تنشغل بغيره ، أعمالاً أو أشخاصاً .. وتفضل هذه المشغوليات عليه والعيب ليس في المشغوليات ، إنما في قلة محبتك. إذا لم تكن هكذا قبلاً .. ولكن محبتك لله ظلت تقل حتي لم تبق من علاقتك بالله سوي الإيمان … وما يتعلق بهذا الإيمان مجرد رسميات أو شكليات .. كإنسان يقابل صاحبه فيقبله . إنها قبلة ، ولكن بغير حب . مجرد مظهر … *** كثيراً ما يحدث في المقابلات وفي الزيارات ، وحتى في الكنيسة ، نقبل بعضنا بعضاً . ولكن لا تمتزج القبلة بمحبة . إنها قبلة رسمية ، وليست قبلة عاطفية . مثال ذلك . من ناحية أخري – إنسان يعترف أمام أب الاعتراف ، ولكن بغير انسحاق ، بغير ندم بغير توبة … أو إنسان يدخل إلي الدير أو إلي الكنيسة ، ولكن بغير خشوع … أو إنسان تحت عبارة الأبوة والبنوة التي تربطه بالله ، ينسى نفسه … وقد يدخل إلي الكنيسة وكل اهتمامه ليس في صلته بالله ، وإنما في مراعاة النظام بين المصليين … وتسأله عن انشغاله فيقول لك { الغيرة المقدسة }.. الغيرة يا أخي تكون – قبل النظام – علي مدي صلتك بالله . *** في بدء الحياة مع الله ، كان الإنسان منشغلاً بالله ، أما الآن فهو منشغل بخطايا الآخرين .. ليست المشكلة هي موضوع الإدانة ، بل ترك محبته لله ، وأصبح – حتي داخل الكنيسة – ينشغل بالناس . | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:03 pm | |
| الفصل السادسفي رسائل السيد المسح إلي ملائكة الكنائس السبع ، قال : { أكتب إلي ملاك كنيسة أفسس … أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك .. وقد احتملت ولك صبر ، وتعب من أجل اسمي ولمتكل . ولك عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي . فاذكر من أين سقط وتب …}{ رؤ2: 1-5}. عبارة } عندي عليك { تدل علي أن الله يعاتب أحباءه . ولولا أنه يحب ذاك الشخص ما كان يعاتبه … بل كان يحمله إلي مصيره . وهو هنا في هذا العتاب ، يذكر لملاك أفسس أعماله الطيبة ، قبل أن يذكر ما يؤاخذه عليه .. إن الله يعاتب من كانت له محبة من قبل . ولكنها الآن قلت عن ذي قبل . *** لم يذكر له أخطاء معينه ، لخصها كلها في عبارة واحدة أنه ترك محبته الأولي … يكفي أمك لم تعد تحب كما كانت من قبل . وهذه العبارة قد توجه إليك من الله أو من الناس ، من بعض أصحابك …. { عندي عليك أنك …}أي لي شئ أعاتبك عليه . مثلما قال الرب في العظة علي الجبل { إن قدمت قربانك علي المبح ، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك …} {مت23:5}. أي أنه يمسك عليك شيئاً . *** العجيب أن عبارة } تركت محبتك الأولي { يقولها الرب لإنسان له مكانة كبيرة جداً . إنه لا يقولها لشخص ضائع ، أو خاطئ ، ولا لإنسان عادي ، وإنما لملاك كنيسة ، لشخص كائن في يمين الرب ، وله جهاد في الكنيسة ، وقد احتمل ، وله صبر ، وقد تعب من أجل أسم الرب ولم يكل ، عجيب أن أنساناً من هذا النوع ، محبته تضيع كل هذا يرينا أنه يجب أن نكون حريصين ومدققين ، نلاحظ أنفسنا مهما كبرناً .. ونلاحظ هنا أنه يقول للملاك : اذكر من أين سقطت . علي الرغم من تعبه الكثير من اجل الله ، إلا انه يقول له { سقطت .. وتب …} شئ عجيب ، أن ملاكاً كهذا يحتاج إلي التوبة … ليس معني هذا أنه أرتد !! كلا ولكن مجرد تركه لمحبته الأولي ، اعتبر سقوطاً .*** عبارة محبتك الأولي ، تعنى أنه بداً علاقته مع الله بداية طيبة . كان له حب ، ولكنه لم يستمر . والله هنا لا يدعوه إلي أن يتعلم الحب في حياته ، إنما يدعوه أم يرجع إلي المحبة التي كانت له من قبل .. حقاً، كم من إنسان بداً التوبة بحرارة شديدة جداً ، ولكنه بمرور الوقت فقد حرارته . ويبحث عنها الآن فلا يجدها . أو أنه بدأ الخدمة بغيرة مقدسة للغاية ، ثم فترت غيرته شيئاً فشيئاً . في بدء حياته في التوبة ، بدأ بانسحاق قلب عجيب ، وباتضاع شديد . بل كان يدخل الكنيسة في شعور عميق بعدم الاستحقاق . يقول في نفسه { من أنا حتي أقف مع هؤلاء القديسين ؟} .. خطاياه القديمة كانت تملأ عينيه بالدموع وتملأ قلبه بمشاعر المذلة والانسحاق . وبمرور الوقت صار من التائبين ، ثم من الخدام ، ثم من القادة الذين يديرون الكنيسة . ويبحث عن نفسه فلا يجدها . ويسمع الرب يقول له { تركت محبتك الأولي } .. *** يا ليتك كنت قد احتفظت بمحبتك بمجرد نقط البدء. هنا نري عجباً … المفروض أن الأنسان الذي يبدأ بداية طيبة ، يظل ينمو ويزداد ، حتي يصل إلي الكمال الممكن … أما أن إنساناً يبدأ حسناً ثم يقل ويقل ، وينحدر إلي اسفل . حتي يقول له الرب أنك تركت محبتك الأولي .. فإن هذا الأمر يدعو إلي الأسى حقاً … قد تعاتب شخصاً علي ترك محبته الأولي ، فيقول لك : كيف هذا ؟ هل أنا أخطأت في حقك في أي شئ ؟! وأنت تجيب : المسألة ليست مسألة خطأ ، وإنما مشاعر … إنها أمور تحس … وليس مسألة نقاش واقتناعات . إنه يسلم عليه ، ولكن ليس بالحرارة السابقة … يقابله بعبارة طيبة ، ولكن ليس بالفرح القديم . لا يفرح بالوجود معه .. لا يسعى إلي لقياه … ليس له نفس الاشتياق القديم ، ولا اللهفة القديمة . حقاً إنه لا يخطئ إليه ولكن في نفس الوقت ، ليس له مشاعر الحب . لا يظهر الحب في لهجته ، ولا في صوته ، ولا في عينيه ، ولا في ملامحه ، ولا في ألفاظه ، ولا في حرارته . هل تظنون أن الحب يقرأ ويكتب ويقال ؟ إنه يحس … هذا بالنسبة إلي الناس ، وبالنسبة إلي علاقتك بالله أيضاً . أنت تصلي ، ولكن بدون اشتياق إلي الله . لست في صلاتك مثل داود الذي يقول { باسمك ارفع نفسي إليك يالله ، كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء }{ محبوب هو اسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي }. تصلي ولكن لا حرارة في الكلام ، ولا اشتياق ، ولا رغبة في البقاء مع الله . لك الصلاة ، ولكن بدون صلة !! كلام …! مجرد كلام ! وكما قال الرب { هذا الشعب يكرمني بشفتيه ، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً } وتقف تصلي ، وأثناء صلاتك يقول لك الله { عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي }. تقول له : هل أنا يارب قصرت في صلاتي ؟ أو قللت مزاميري أو تأملاتي أو قراءاتي ؟ جدولي الروحي منتظم … يقول لك إنك تثق بي كل الثقة . حالياً تشك في المحبة في التصرفات ، تشك في علاقتي بك ….. قديماً لا تحتمل كلمة رديئة تقال علي الآن أنت تحتمل ! كنت لو تسمع كلاماً ضدي ، بكل قوة تدافع … أما الآن فإنك تسمع ولا تدافع ، أو تطلب باقي الكلام وتصدق وتشك . وجائز أن تنضم للمقاومين . مع الله أيضاً ، يبدأ الإنسان حياته بثقة كاملة . يثق به ، وبمواعيده ، وبمحبته ، ورعايته ومعاملاته ، وصلاح مشيئته . حتي إن أصابته التجارب ، يقول { المر الذي يختاره الرب لي خير من الشهد الذي اختاره لنفسي }… حالياً ، إذا لم تعد المحبة كما كانت من قبل ، بيداً العتاب : لماذا يارب تعاملني هذه المعاملة ؟ لماذا أصلي ولا يستجيب ؟ لماذا نذرت نذراً ولم يتحقق ما طلبته ؟ لماذا رفعت قداساً ولم أحصل علي نتيجة ؟ لماذا لم أحصل علي الوظيفة ، أو علي الترقية ؟ لماذا سمحت أنني أرسب ؟ لم يبق سوي أن تعاتب الله ، وتقول له : عندي عليك ، أنك تركت محبتك الأولي ..!!ويجيب الله : أنت الذي فقدت الثقة ، أو فقدت الإيمان …. *** نقطة أخري : في محبتك الأولي ، لم تكن تفضل شيئاً ولا أحد علي الله .كانت الأولوية له . هو الأول وقبل كل شئ ، بل هو كل شئ … أما الآن فتقول له : إن أنا وجدت وقتاً يارب ، فإني أصلي وأقرأ وأتأمل … وإن وجدت عندي قوة وصحة ، حينئذ سأصوم واخدم … وإن بقي عندي فائض بعد سداد كل احتياجاتي ومطالبي ، ففي تلك الحالة سأدفع العشور أو البكور . وإلا فعذري في كل ذلك معي ، ويصبح الله في أخر القائمة !! ما الذي حدث ؟ أين أفضلية الله وأولويته في ترتيب اهتماماتك ؟! *** لقد تركت محبتك الأولي . تغيرت عن وضعك القديم . ينظر إليك الله يقول : ليس هذا الإنسان الذي كنت اعرفه منذ سنوات . إنك إنسان آخر لست نفس الشخص الذي كان يحبني ويفرح بي . لقد تغيرت وتركت محبتك الأولي . مع أنك تعبت من أجل اسمي ولم تكل . لكنك تتعب ، من غير حب مثل إنسان له نشاط هائل في خدمة الكنيسة واجتماعاتها ، وفي كل لجانها ولكن أين وجود الله في قلبه ؟ لا وجود ولا حس . كزوجة لا تشعر بمحبة زوجها نحوها ، ومع ذلك هو دائم العمل ، ودائم الغياب وإن عاتبته ، يقول لها أنا أكد وأتعب من أجلك . لأصرف علي البيت . وهي تسأل عن العاطفة فلا تجدها … صحيح تعبت من أجل اسمي ولم تكل … لك خدمة ولكن بغير حب . *** يشبه هذا الوضع ، الابن الكبير ، في قصة الابن الضال . لقد قال لأبيه { ها أنا أخدمك سنين هذا عددها ، وقط لم أتجاوز وصيتك } { لو29:15}. ومع ذلك لم تكن مشاعره مع ابيه . وكانت مشيئته ضد مشيئة الآب .. ورفض دخول البيت ، ورفض الاشتراك في فرح أبيه بأخيه ، ووصف أباه بالظلم ، والبخل { قط تعطني جدياً لأفرح مع أصدقائي .. ولما جاء ابنك هذا …} وهكذا كان يشك في محبة الآب …*** أحياناً أشخاص تكون لهم العلاقة الظاهرية ، وليس لهم العلاقة القلبية ومشاعرهم … كصديق قديم يقابل صاحبه ، ليس حباً في اللقاء ، إنما خوفاً من أن تنقطع العلاقة تماماً .. إذ لم يبق من هذه العلاقة سوي خيط رفيع ، لا يريد له أن يقطع .. فالمقابلة مجرد رسميات .. كشخص يذهب إلي العمل لمجرد أن يوقع بالحضور ، ولكن لا رغبة له في العمل . أو آخر يحضر حفله لزميله ، لئلا يتأثر أو يعاتبه علي عدم الحضور ، ولكن بدون شعور … *** إنسان يتحرك – حتي في روحياته – بطرية روتينية . يصلي ، يصوم ، يقرأ ، يتأمل ، يحضر إلي الكنيسة ، يعترف ، يتناول .. ولكن أين محبة الله ؟ لا وجود لها في كل ممارساته هذه .. سلسلة واجبات روحية ! يخشى أن يمتنع عنها لئلا يوبخه ضميره ولكنه لا يعملها بحب .. تركت محبتك الأولي الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله الذي يقول { يا ابني اعطني قلبك } { أم 26:23}. أين الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله يقول لك : لست أنت الذي كنت أعرفه من قبل … كنت أعرفك ناراً تتقد . أما الآن فمجرد ماكينة تدور … آله تدور وتنتج . ويمكن أن تتحرك بالريموت كنترول، دون أن تلجأ إلي روح الله ليحركها …. عذراء النشيد كانت له محبة كبيرة تمثل علاقة الكنيسة أو النفس البشرية بالله . ثم جاء وقت ، وقف فيه الله علي بابها يقرع ويقول { افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي . فإن رأسي قد امتلأت من الطل ، وقصصى من ندي الليل }{نش5: 3،3}. وللأسف هي تجيب { خلعت ثوبي ، فكيف ألبسه ؟ غسلت رجلي فكيف أوسخهما }!! *** أين المحبة الأولي ؟ حالياً توجد مكانها أعذار… ! حالياً نعتذر عن صلتنا بالله ، ونقدم عوائق وتبريرات . عندما تكون محبتنا لله متقدة ، لا نبالي مطلقاً بالعوائق بل ننتصر عليها . ولكن حينما تقل المحبة ، تبدأ الأعذار في الظهور . *** ونحن شبان في الخدمة ، ذهبنا لنفتقد شاباً تخلف فترة طويلة عن اجتماع الشبان ، فوجدناه قد وقع في عادة التدخين ، وأخذ أحدنا يشرح له أضرار التدخين ، وآخر يكلمه عن القدوة الصالحة ، وثالث يقنعه بآيات وبراهين . ولكن واحداً منا كان يتكلم دائماً بأسلوب روحي ، قال له { أريد أن أسألك سؤالاً واحداً : هل أنت تحب الله كما كنت تحبه من قبل ؟!} . حقاً ، عندما تقل المحبة : يبداً الإنسان أن يحتاج إلي الآيات والاقناعات والبراهين … أيام زمان ، كنت تلقي نفسك علي الله إلقاءاً ، أما الآن فإنك تناقش … كل نصيحة وكل توجيه وكل أمر . تريد أن تقتنع .. وربما ترفض الإرشاد كأنه غير مقبول .. والحقيقة أنه ليس الإرشاد غير المقبول ، وإنما المحبة غير موجودة … حتي الآيات تريد لها تفسيراً يناسب رغباتك … أما في أيام المحبة الأولي ، فلم تكن فقط تطيع كل الأوامر ، إنما حتي الإرشاد … حتي مجرد أن تشعر أن هذا التصرف غير مقبول ، لا تعمله … ومع الله ، أي شئ تشعر أن الله لا يرضى عنه ، ترفضه بغير حادة إلي إقناع .. أنت غير محتاج أن تعرف الحكمة من الوصية ، يكفي أنها وصية ، قلبك هو الذي يقودك إلي الله . وليست حكمتك البشرية وعقلك البشري … نقطة أخري في العلاقة مع الله ، وهي المشغوليات : *** حينما تقل محبتك لله ، تصبح مشغولياتك عذراً تبرر به بعدك عنه . أصبحت تنشغل بغيره ، أعمالاً أو أشخاصاً .. وتفضل هذه المشغوليات عليه والعيب ليس في المشغوليات ، إنما في قلة محبتك. إذا لم تكن هكذا قبلاً .. ولكن محبتك لله ظلت تقل حتي لم تبق من علاقتك بالله سوي الإيمان … وما يتعلق بهذا الإيمان مجرد رسميات أو شكليات .. كإنسان يقابل صاحبه فيقبله . إنها قبلة ، ولكن بغير حب . مجرد مظهر … *** كثيراً ما يحدث في المقابلات وفي الزيارات ، وحتى في الكنيسة ، نقبل بعضنا بعضاً . ولكن لا تمتزج القبلة بمحبة . إنها قبلة رسمية ، وليست قبلة عاطفية . مثال ذلك . من ناحية أخري – إنسان يعترف أمام أب الاعتراف ، ولكن بغير انسحاق ، بغير ندم بغير توبة … أو إنسان يدخل إلي الدير أو إلي الكنيسة ، ولكن بغير خشوع … أو إنسان تحت عبارة الأبوة والبنوة التي تربطه بالله ، ينسى نفسه … وقد يدخل إلي الكنيسة وكل اهتمامه ليس في صلته بالله ، وإنما في مراعاة النظام بين المصليين … وتسأله عن انشغاله فيقول لك { الغيرة المقدسة }.. الغيرة يا أخي تكون – قبل النظام – علي مدي صلتك بالله . *** في بدء الحياة مع الله ، كان الإنسان منشغلاً بالله ، أما الآن فهو منشغل بخطايا الآخرين .. ليست المشكلة هي موضوع الإدانة ، بل ترك محبته لله ، وأصبح – حتي داخل الكنيسة – ينشغل بالناس . | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:04 pm | |
| الفصل السادسفي رسائل السيد المسح إلي ملائكة الكنائس السبع ، قال : { أكتب إلي ملاك كنيسة أفسس … أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك .. وقد احتملت ولك صبر ، وتعب من أجل اسمي ولمتكل . ولك عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي . فاذكر من أين سقط وتب …}{ رؤ2: 1-5}. عبارة } عندي عليك { تدل علي أن الله يعاتب أحباءه . ولولا أنه يحب ذاك الشخص ما كان يعاتبه … بل كان يحمله إلي مصيره . وهو هنا في هذا العتاب ، يذكر لملاك أفسس أعماله الطيبة ، قبل أن يذكر ما يؤاخذه عليه .. إن الله يعاتب من كانت له محبة من قبل . ولكنها الآن قلت عن ذي قبل . *** لم يذكر له أخطاء معينه ، لخصها كلها في عبارة واحدة أنه ترك محبته الأولي … يكفي أمك لم تعد تحب كما كانت من قبل . وهذه العبارة قد توجه إليك من الله أو من الناس ، من بعض أصحابك …. { عندي عليك أنك …}أي لي شئ أعاتبك عليه . مثلما قال الرب في العظة علي الجبل { إن قدمت قربانك علي المبح ، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك …} {مت23:5}. أي أنه يمسك عليك شيئاً . *** العجيب أن عبارة } تركت محبتك الأولي { يقولها الرب لإنسان له مكانة كبيرة جداً . إنه لا يقولها لشخص ضائع ، أو خاطئ ، ولا لإنسان عادي ، وإنما لملاك كنيسة ، لشخص كائن في يمين الرب ، وله جهاد في الكنيسة ، وقد احتمل ، وله صبر ، وقد تعب من أجل أسم الرب ولم يكل ، عجيب أن أنساناً من هذا النوع ، محبته تضيع كل هذا يرينا أنه يجب أن نكون حريصين ومدققين ، نلاحظ أنفسنا مهما كبرناً .. ونلاحظ هنا أنه يقول للملاك : اذكر من أين سقطت . علي الرغم من تعبه الكثير من اجل الله ، إلا انه يقول له { سقطت .. وتب …} شئ عجيب ، أن ملاكاً كهذا يحتاج إلي التوبة … ليس معني هذا أنه أرتد !! كلا ولكن مجرد تركه لمحبته الأولي ، اعتبر سقوطاً .*** عبارة محبتك الأولي ، تعنى أنه بداً علاقته مع الله بداية طيبة . كان له حب ، ولكنه لم يستمر . والله هنا لا يدعوه إلي أن يتعلم الحب في حياته ، إنما يدعوه أم يرجع إلي المحبة التي كانت له من قبل .. حقاً، كم من إنسان بداً التوبة بحرارة شديدة جداً ، ولكنه بمرور الوقت فقد حرارته . ويبحث عنها الآن فلا يجدها . أو أنه بدأ الخدمة بغيرة مقدسة للغاية ، ثم فترت غيرته شيئاً فشيئاً . في بدء حياته في التوبة ، بدأ بانسحاق قلب عجيب ، وباتضاع شديد . بل كان يدخل الكنيسة في شعور عميق بعدم الاستحقاق . يقول في نفسه { من أنا حتي أقف مع هؤلاء القديسين ؟} .. خطاياه القديمة كانت تملأ عينيه بالدموع وتملأ قلبه بمشاعر المذلة والانسحاق . وبمرور الوقت صار من التائبين ، ثم من الخدام ، ثم من القادة الذين يديرون الكنيسة . ويبحث عن نفسه فلا يجدها . ويسمع الرب يقول له { تركت محبتك الأولي } .. *** يا ليتك كنت قد احتفظت بمحبتك بمجرد نقط البدء. هنا نري عجباً … المفروض أن الأنسان الذي يبدأ بداية طيبة ، يظل ينمو ويزداد ، حتي يصل إلي الكمال الممكن … أما أن إنساناً يبدأ حسناً ثم يقل ويقل ، وينحدر إلي اسفل . حتي يقول له الرب أنك تركت محبتك الأولي .. فإن هذا الأمر يدعو إلي الأسى حقاً … قد تعاتب شخصاً علي ترك محبته الأولي ، فيقول لك : كيف هذا ؟ هل أنا أخطأت في حقك في أي شئ ؟! وأنت تجيب : المسألة ليست مسألة خطأ ، وإنما مشاعر … إنها أمور تحس … وليس مسألة نقاش واقتناعات . إنه يسلم عليه ، ولكن ليس بالحرارة السابقة … يقابله بعبارة طيبة ، ولكن ليس بالفرح القديم . لا يفرح بالوجود معه .. لا يسعى إلي لقياه … ليس له نفس الاشتياق القديم ، ولا اللهفة القديمة . حقاً إنه لا يخطئ إليه ولكن في نفس الوقت ، ليس له مشاعر الحب . لا يظهر الحب في لهجته ، ولا في صوته ، ولا في عينيه ، ولا في ملامحه ، ولا في ألفاظه ، ولا في حرارته . هل تظنون أن الحب يقرأ ويكتب ويقال ؟ إنه يحس … هذا بالنسبة إلي الناس ، وبالنسبة إلي علاقتك بالله أيضاً . أنت تصلي ، ولكن بدون اشتياق إلي الله . لست في صلاتك مثل داود الذي يقول { باسمك ارفع نفسي إليك يالله ، كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء }{ محبوب هو اسمك يارب ، فهو طول النهار تلاوتي }. تصلي ولكن لا حرارة في الكلام ، ولا اشتياق ، ولا رغبة في البقاء مع الله . لك الصلاة ، ولكن بدون صلة !! كلام …! مجرد كلام ! وكما قال الرب { هذا الشعب يكرمني بشفتيه ، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً } وتقف تصلي ، وأثناء صلاتك يقول لك الله { عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي }. تقول له : هل أنا يارب قصرت في صلاتي ؟ أو قللت مزاميري أو تأملاتي أو قراءاتي ؟ جدولي الروحي منتظم … يقول لك إنك تثق بي كل الثقة . حالياً تشك في المحبة في التصرفات ، تشك في علاقتي بك ….. قديماً لا تحتمل كلمة رديئة تقال علي الآن أنت تحتمل ! كنت لو تسمع كلاماً ضدي ، بكل قوة تدافع … أما الآن فإنك تسمع ولا تدافع ، أو تطلب باقي الكلام وتصدق وتشك . وجائز أن تنضم للمقاومين . مع الله أيضاً ، يبدأ الإنسان حياته بثقة كاملة . يثق به ، وبمواعيده ، وبمحبته ، ورعايته ومعاملاته ، وصلاح مشيئته . حتي إن أصابته التجارب ، يقول { المر الذي يختاره الرب لي خير من الشهد الذي اختاره لنفسي }… حالياً ، إذا لم تعد المحبة كما كانت من قبل ، بيداً العتاب : لماذا يارب تعاملني هذه المعاملة ؟ لماذا أصلي ولا يستجيب ؟ لماذا نذرت نذراً ولم يتحقق ما طلبته ؟ لماذا رفعت قداساً ولم أحصل علي نتيجة ؟ لماذا لم أحصل علي الوظيفة ، أو علي الترقية ؟ لماذا سمحت أنني أرسب ؟ لم يبق سوي أن تعاتب الله ، وتقول له : عندي عليك ، أنك تركت محبتك الأولي ..!!ويجيب الله : أنت الذي فقدت الثقة ، أو فقدت الإيمان …. *** نقطة أخري : في محبتك الأولي ، لم تكن تفضل شيئاً ولا أحد علي الله .كانت الأولوية له . هو الأول وقبل كل شئ ، بل هو كل شئ … أما الآن فتقول له : إن أنا وجدت وقتاً يارب ، فإني أصلي وأقرأ وأتأمل … وإن وجدت عندي قوة وصحة ، حينئذ سأصوم واخدم … وإن بقي عندي فائض بعد سداد كل احتياجاتي ومطالبي ، ففي تلك الحالة سأدفع العشور أو البكور . وإلا فعذري في كل ذلك معي ، ويصبح الله في أخر القائمة !! ما الذي حدث ؟ أين أفضلية الله وأولويته في ترتيب اهتماماتك ؟! *** لقد تركت محبتك الأولي . تغيرت عن وضعك القديم . ينظر إليك الله يقول : ليس هذا الإنسان الذي كنت اعرفه منذ سنوات . إنك إنسان آخر لست نفس الشخص الذي كان يحبني ويفرح بي . لقد تغيرت وتركت محبتك الأولي . مع أنك تعبت من أجل اسمي ولم تكل . لكنك تتعب ، من غير حب مثل إنسان له نشاط هائل في خدمة الكنيسة واجتماعاتها ، وفي كل لجانها ولكن أين وجود الله في قلبه ؟ لا وجود ولا حس . كزوجة لا تشعر بمحبة زوجها نحوها ، ومع ذلك هو دائم العمل ، ودائم الغياب وإن عاتبته ، يقول لها أنا أكد وأتعب من أجلك . لأصرف علي البيت . وهي تسأل عن العاطفة فلا تجدها … صحيح تعبت من أجل اسمي ولم تكل … لك خدمة ولكن بغير حب . *** يشبه هذا الوضع ، الابن الكبير ، في قصة الابن الضال . لقد قال لأبيه { ها أنا أخدمك سنين هذا عددها ، وقط لم أتجاوز وصيتك } { لو29:15}. ومع ذلك لم تكن مشاعره مع ابيه . وكانت مشيئته ضد مشيئة الآب .. ورفض دخول البيت ، ورفض الاشتراك في فرح أبيه بأخيه ، ووصف أباه بالظلم ، والبخل { قط تعطني جدياً لأفرح مع أصدقائي .. ولما جاء ابنك هذا …} وهكذا كان يشك في محبة الآب …*** أحياناً أشخاص تكون لهم العلاقة الظاهرية ، وليس لهم العلاقة القلبية ومشاعرهم … كصديق قديم يقابل صاحبه ، ليس حباً في اللقاء ، إنما خوفاً من أن تنقطع العلاقة تماماً .. إذ لم يبق من هذه العلاقة سوي خيط رفيع ، لا يريد له أن يقطع .. فالمقابلة مجرد رسميات .. كشخص يذهب إلي العمل لمجرد أن يوقع بالحضور ، ولكن لا رغبة له في العمل . أو آخر يحضر حفله لزميله ، لئلا يتأثر أو يعاتبه علي عدم الحضور ، ولكن بدون شعور … *** إنسان يتحرك – حتي في روحياته – بطرية روتينية . يصلي ، يصوم ، يقرأ ، يتأمل ، يحضر إلي الكنيسة ، يعترف ، يتناول .. ولكن أين محبة الله ؟ لا وجود لها في كل ممارساته هذه .. سلسلة واجبات روحية ! يخشى أن يمتنع عنها لئلا يوبخه ضميره ولكنه لا يعملها بحب .. تركت محبتك الأولي الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله الذي يقول { يا ابني اعطني قلبك } { أم 26:23}. أين الاشتياق القديم إلي الله .. وكأن الله يقول لك : لست أنت الذي كنت أعرفه من قبل … كنت أعرفك ناراً تتقد . أما الآن فمجرد ماكينة تدور … آله تدور وتنتج . ويمكن أن تتحرك بالريموت كنترول، دون أن تلجأ إلي روح الله ليحركها …. عذراء النشيد كانت له محبة كبيرة تمثل علاقة الكنيسة أو النفس البشرية بالله . ثم جاء وقت ، وقف فيه الله علي بابها يقرع ويقول { افتحي لي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي . فإن رأسي قد امتلأت من الطل ، وقصصى من ندي الليل }{نش5: 3،3}. وللأسف هي تجيب { خلعت ثوبي ، فكيف ألبسه ؟ غسلت رجلي فكيف أوسخهما }!! *** أين المحبة الأولي ؟ حالياً توجد مكانها أعذار… ! حالياً نعتذر عن صلتنا بالله ، ونقدم عوائق وتبريرات . عندما تكون محبتنا لله متقدة ، لا نبالي مطلقاً بالعوائق بل ننتصر عليها . ولكن حينما تقل المحبة ، تبدأ الأعذار في الظهور . *** ونحن شبان في الخدمة ، ذهبنا لنفتقد شاباً تخلف فترة طويلة عن اجتماع الشبان ، فوجدناه قد وقع في عادة التدخين ، وأخذ أحدنا يشرح له أضرار التدخين ، وآخر يكلمه عن القدوة الصالحة ، وثالث يقنعه بآيات وبراهين . ولكن واحداً منا كان يتكلم دائماً بأسلوب روحي ، قال له { أريد أن أسألك سؤالاً واحداً : هل أنت تحب الله كما كنت تحبه من قبل ؟!} . حقاً ، عندما تقل المحبة : يبداً الإنسان أن يحتاج إلي الآيات والاقناعات والبراهين … أيام زمان ، كنت تلقي نفسك علي الله إلقاءاً ، أما الآن فإنك تناقش … كل نصيحة وكل توجيه وكل أمر . تريد أن تقتنع .. وربما ترفض الإرشاد كأنه غير مقبول .. والحقيقة أنه ليس الإرشاد غير المقبول ، وإنما المحبة غير موجودة … حتي الآيات تريد لها تفسيراً يناسب رغباتك … أما في أيام المحبة الأولي ، فلم تكن فقط تطيع كل الأوامر ، إنما حتي الإرشاد … حتي مجرد أن تشعر أن هذا التصرف غير مقبول ، لا تعمله … ومع الله ، أي شئ تشعر أن الله لا يرضى عنه ، ترفضه بغير حادة إلي إقناع .. أنت غير محتاج أن تعرف الحكمة من الوصية ، يكفي أنها وصية ، قلبك هو الذي يقودك إلي الله . وليست حكمتك البشرية وعقلك البشري … نقطة أخري في العلاقة مع الله ، وهي المشغوليات : *** حينما تقل محبتك لله ، تصبح مشغولياتك عذراً تبرر به بعدك عنه . أصبحت تنشغل بغيره ، أعمالاً أو أشخاصاً .. وتفضل هذه المشغوليات عليه والعيب ليس في المشغوليات ، إنما في قلة محبتك. إذا لم تكن هكذا قبلاً .. ولكن محبتك لله ظلت تقل حتي لم تبق من علاقتك بالله سوي الإيمان … وما يتعلق بهذا الإيمان مجرد رسميات أو شكليات .. كإنسان يقابل صاحبه فيقبله . إنها قبلة ، ولكن بغير حب . مجرد مظهر … *** كثيراً ما يحدث في المقابلات وفي الزيارات ، وحتى في الكنيسة ، نقبل بعضنا بعضاً . ولكن لا تمتزج القبلة بمحبة . إنها قبلة رسمية ، وليست قبلة عاطفية . مثال ذلك . من ناحية أخري – إنسان يعترف أمام أب الاعتراف ، ولكن بغير انسحاق ، بغير ندم بغير توبة … أو إنسان يدخل إلي الدير أو إلي الكنيسة ، ولكن بغير خشوع … أو إنسان تحت عبارة الأبوة والبنوة التي تربطه بالله ، ينسى نفسه … وقد يدخل إلي الكنيسة وكل اهتمامه ليس في صلته بالله ، وإنما في مراعاة النظام بين المصليين … وتسأله عن انشغاله فيقول لك { الغيرة المقدسة }.. الغيرة يا أخي تكون – قبل النظام – علي مدي صلتك بالله . *** في بدء الحياة مع الله ، كان الإنسان منشغلاً بالله ، أما الآن فهو منشغل بخطايا الآخرين .. ليست المشكلة هي موضوع الإدانة ، بل ترك محبته لله ، وأصبح – حتي داخل الكنيسة – ينشغل بالناس . | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:04 pm | |
| المحبة ليست من جانب واحدالحياة الروحية هي حب متبادل بين الله والناس . إن الله يحبك . هذه حقيقة لا جدال فيها . والله يحب العالم كله { هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد …}{يو16:3}. ولكن علي الرغم من هذا الحب والبذل ، لم يخلص العالم كله . لم يخلص يهوذا ، ولا حنان ولا قيافا ، ولا هيرودس … ولا كل أولئك الذين رفضوا الرب وماتوا في رفضهم .. أولئك الذين قال عنهم الكتاب { إلي خاصته جاء ، وخاصته لم تقبله }{يو11:1}.{ النور في الظلمة والظلمة لم تدركه }{يو5:1}{ النور جاء إلي العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور }{يو19:3}. *** لا يكفي إذن أن الله يحبك ، إنما يجب أيضاً أن تحب الله . وإن لم تحب الله ، لن تخلص . لأن الوصية الأولي والعظمي هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك }{كت22: 27،28}. محبة الله طبيعة فيه ، لأن الله محبة {1يو16:4}. *** ولكن السؤال الهام هو هذا : ما موقفنا من محبة الله ؟ هل نرفض محبته ؟ كما قال عن شعبه في القديم { مددت يدي طول النهار لشعب معاند مقاوم }{رو21:10}. أم نبادله حباً بحب ، كما قال الرسول { نحن نحب لأنه هو أحبنا أولاً }{1يو19:4}. والمطلوب منا ليس أن نحبه فقط ، بل أن نثبت في محبته . بهذا نخلص أن نثبت في محبته .وهكذا قال الرب { أثبتوا في ، وأنا فيكم }{يو4:15}. {أنا الكرمة وأنتم الأغصان . الذي يثبت في وأنا فيه ، هذا يأتي بثمر كثير}{إن كان أحد لا يثبت في ، يطرح خارجاً كالغصن ، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق }{يو15: 5،6}. وما هو هذا الثبات ؟ يقول الرب : } أثبتوا في محبتي {} يو9:15{ . كما أحبني الآب ، أحببتكم أنا . أثبتوا في محبتي }وكيف يارب نثبت في محبتك ؟ يقول { إن حفظتم وصاياي ، تثبتون في محبتي . وكما أني أنا قد حفظت وصايا أبي ، وأثبت في محبته }{يو15: 9،10}. *** هي إذن محبة متبادلة ، وثبات في هذه المحبة وعن هذا يقول القديس يوحنا الرسول . } من يثبت في المحبة ، يثبت في الله ، والله فيه {}1يو16:4{. وأنت إن أحببت الله ، فالضرورة تحب قريبك ، تحب أخاك في البشرية . لأن الرسول يشرح هذا الأمر فيقول { إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه ، فهو كاذب .لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره ، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره ؟!}{1يو20:4}. ثم يتابع الرسول كلامه فيقول { ولنا هذه الوصية : أن من يحب الله ، يحب أخاه أيضاً }{1يو21:4}. إنها مخادعة أن يقول لك أحد ، إنك تضمن الخلاص لأن الله يحبك …! ولا يكمل تجاوبك مع هذه المحبة . وكشف المخادعة هو : ماذا إذا كنت لا تحب الله . هل تخلص وأنت لا تحبه ؟! هل تخلص وأنت تكسر الوصية الأولي والعظمي ، والتي تقول كل فكرك . والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك .. وبهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء ؟!{ مت22: 37-40}. *** إن المحبة ليست من جانب واحد . إنها محبة متبادلة ، الجانب الإلهي فيها كامل تماماً .ولكن ماذا عن الجانب البشري ؟!لو كان العامل البشري لا أهمية له ، إذن لخلص جميع الناس . لأن { الله يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلي معرفة الحق يقبلون }{1تي4:2}. الله يريد الخلاص لجميع الناس . ولكن المشكلة أنهم هم لا يريدون الخلاص لأنفسهم . لذلك يهلكون . وهكذا قال الرب { كم مرة أدرت … ولم تريدوا . هوذا بيتكم لكم خراباً }{مت23: 37،38}. *** الله يحب الناس ، ويريد خلاصهم . ولكنه لا يخلصهم ضد إرادتهم . لا يرغمهم علي الخلاص . لابد أن يحبوا الله ، ويطلبوا الخلاص ، ويسعوا إليه .وهنا أهمية العامل البشري . هنا أهمية قول القديس بولس الرسول { جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي ، حفظت الأيمان . وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل }{ 2تي8:7}. وأيضاً قوله { ليس إني قد نلت أو صرت كاملاً ، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع }{أسعى نحو الغرض لأجل جعاله الله العليا …}{في3: 12،14}. هذا هو الجهاد المطلوب منا ، لنثبت محبتنا لله ، ولكي نثبت في محبته . وهو جهاد ذو فرعين : 1* جهاد ضد الخطية . وعن هذا يقول الرسول القديس { بل اقمع جسدي واستعبده ، حتي بعد ما كرزت لآخرين ، لا أصير أنا نفسي مرفوضاً }{1كو27:9}. ولا يقول تكفيني محبة الله لي ، وبها أخلص !! بل هناك واجب بشري نحو محبة الله لي ، أن أقمع جسدي واستعبده ، وإلا …. ويذكر أيضاً محاربتنا ضد قوات الظلمة ، وهي مصارعة ليست مع لحم ودم ، بل مع أجناد الشر الروحية { 1ف6}. وعن ذلك قال الرسول للعبرانيين موبخاً : } ولم تقاوموا بعد حتي الدم ، مجاهدين ضد الخطية {} عب4:12{. ولم يقل لهم : تكفيكم محبة الله لكم . ستخلصون لأن الله يحبكم .. بل عليكم واجب : أن تقاوموا الخطية وتجاهدوا … *** 2* الأمر الثاني هو عامل إيجابي من جهة البشر ، وهو الإيمان ، ومحبة الله ، وثمر الروح . وله جوانب عديدة جداً .فالمحبة تقرأ عنها في {1يو4}{1كو13}. وثمر الروح تقرأ عنه في {غل5: 22،23}. والإيمان ينبغي أن يكون بالمحبة { غل6:5}. ما أشد خطأ الذين يركزون علي عمل الله من أجلنا … ويهملون عملنا من أجله . أنتظر كتابنا لتكملة الموضوع عن : محبة الله ومخافتة | |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:05 pm | |
| الفـــهـــرســـــت
صفحة مقدمة 5 ما هي المحبة 8 أزلية المحبة 11 المحبة الحقيقية 12 المحبة والفضائل 14 المحبة والصلاة 17 المحبة والعطاء 19 المحبة والخدمة 20 الباب الثاني : محبة الله لنا ولكل الخليقة الفصل الأول : محبة الله لنا 24 محبة الله الخالق 25 محبة الله الراعي 27 محبة الله الآب 30 ألقاب أخري للمحبة 31 سكني الله فينا 32 محبة الله صانع الخيرات 34 محبة الله علي الصليب 37 محبة الله المتحنن 39 محبة الله الغفور 43 اهتمام الله بالمحتاجين إلي الحب 47 الله المحب يستخدم المحبين 52 الفصل الثاني : محبة الله لقديسيه 54 الفصل الثالث: من محبة الله اهتمامه حتي الأشياء الصغيرة 63 مقدمة 64 محبته للأطفال 64 اهتمامه بصغار المواهب 67 اهتمامه بصغار النفوس 68 اهتمامه بالصغار في المركز 69 اهتمامه بالصغار في العدد والقيمة 71 اهتمامه بالنفس الواحدة 72 اهتمامه بالطير 74 اهتمامه بالحيوان 75 اهتمامه الكبير للعمل الصغير 78 الفصل الرابع : محبة الله في شرائعه 85 في معاملة العبيد 86 في معاملة الغريب واليتيم 87 في معاملة الفقراء والمساكين 89
| |
|
| |
mario (** صاحب الموقع **)
عدد الرسائل : 2687 العمر : 28 : الجنس : المهنة : المزاج : الهويات : كيف تعرفت علينا : ahlamontada تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الأحد أكتوبر 26, 2008 11:06 pm | |
| الرهن والقرض 91إنصاف المظلومين 91منع العنف 92 الباب الثالث : محبتنا لله الفصل الأول : أهمية محبتنا لله ونتائجها 94أهمية محبتنا لله 95نتائج محبتنا لله 98 محبة الخير 100 الفصل الثاني : لماذا نحب الله ؟ وما العوائق التي تمنع محبتنا له ؟ 102 لماذا نحب الله 102عوائق المحبة 107الفصل الثالث: كيف نحب الله ؟ 110لن نستغني عنه 110اترك المحبة المضادة 111الفصل الرابع : نحب الله بتذكار احساناته إلينا وإلي غيرنا 116نحب الله بتذكار احساناته إلينا وإلي غيرنا 116الفصل الخامس : نحب الله بالتفكير فيه والانشغال به 122فكر فيه 122اقرأ عنه 127عاشره 127الفصل السادس : نحب الله بعشرته واتخاذه صديقاً 129اتخذه لك صديقاً 129أمامك باستمرار 130 معك وأنت معه 131حامل الله 134الفصل السابع : نحب الله بتأمل صفاته الجميلة وعلاقته بقديسيه 136صفات الله 136مغفرة الله 137دفاع الرب عن أولاده 140الفصل الثامن : نحب الله بتأمل سير القديسين الذين أحبهم وأحبوه 136 سير القديسين 142عيونهم المفتوحة 144دالتهم عند الله 145كيف انتقلوا 148الفصل التاسع : نحب الله بالصلاة صلاة الحب 150كيف تصلي 150كيف صلى القديسون 153الفصل العاشر : وسائل أخري لمحبة الله 157مخافة الله 157محبة الخير 158محبة الناس 160وسائط النعمة 162ذكر الموت والدينونة 162الفصل الحادي عشر : علامات محبتنا لله 163الباب الرابع : محبتنا للناس الفصل الأول : محبتنا للناس 170الفصل الثاني : المحبة العملية 176لزوم المحبة العملية 176البذل والعطاء 178 احتمال التعب 180في مجال الخدمة 181الفصل الثالث : المحبة الضارة 183محبة تسبب ضرراً 183الأسلوب الخاطئ 184المديح الضار 185تسهيل الشر 186النصح الخاطئ 187 المحبة غير العادلة 188الاستحواذ 189الشهوة 190الحنان الجسداني 191التدليل 191أنواع أخري 193الفصل الرابع: المحبة الخاطئة للنفس 194 المحبة الجسدانية 195محبة خيالية 196العظمة 197المعارضة والصراع 199الأنشطة 200المركز والشهرة 201 كيف تبني نفسك 202 الحرية 203الإعجاب بالنفس 203الباب الخامس : صفات وعناصر المحبة الفصل الأول : المحبة تتأنى 207أهمية طول الأناة 207طول أناتنا 208الفصل الثاني : المحبة تترفق 212الرفق والرأفة 214أمثلة وعناصر 215الفصل الثالث : المحبة لا تحسد 221ما هو الحسد 221المحبة لا تحسد 222الغيرة 223هل الحسد يضر 224حسد الشياطين 226الفصل الرابع : المحبة لاتتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح 229المحبة لا تنتفخ 229المحبة لا تقبح 235الفصل الخامس : المحبة لا تطلب ما لنفسها 236 الفصل السادس : المحبة لا تحتد ، ولا تظن السوء ،ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق المحبة لا تحتد 243 لا تظن السوء 246لا تفرح بالإثم 248الفصل السابع : المحبة تحتمل كل شئ وتصبر علي كل شئ 249المحبة تحتمل وتصبر 249تصدق كل شئ 255الفصل الثامن : المحبة لا تسقط أبداً 256قوة المحبة 256محبة الله للبشر 256محبة البشر لله 259محبتنا لبعضنا البعض 261الباب السادس : عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي 263أمثلة لترك المحبة 271الله يعاتب أولاده 272في الخدمة 272في التوبة 274أسباب ترك المحبة 275المحبة ليست من جانب واحد 279الفهرست 283إلــي هنـــا أعاننــا الـــرب
| |
|
| |
mina (** المــديـــر الـعــام **)
عدد الرسائل : 27 : كيف تعرفت علينا : عن طريق ؛ تاريخ التسجيل : 24/10/2008
| موضوع: رد: الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث الخميس أكتوبر 30, 2008 9:16 am | |
| ربنا يبارك حياتك ونشوف كيتر من الموضوعات الروحية الجميلة شكرا | |
|
| |
| الكتاب : المحبة المؤلف : قداسة البابا شنوده الثالث | |
|